أنا
وحماري .. قصة وفاء! اشتريت حماري بثمن بخس ، بدراهم معدودة.. هذا المخلوق
يساوي اضعاف قيمته الحقيقية .. هو رفيقي في كل تنقلاتي ، لكنه في بعض الأحيان
يرفض السير وقد يكون سر ذلك الارهاق الشديد او ان صفوه قد تكدر او تعكر لأنه يحس
كما نحس ويتألم كما نتألم لكنه لا يستطيع الافصاح او التعبير عن نفسه بالكلام..
فأربت بيدي على ظهره وكأنني أداعبه او الاطفه وأتركه يستريح قليلا وكأني أرجوه
ان يرفق بحالي حتى لا يتخلى عني وسط الطريق .. فيسير طائعا مختارا. ويبدو لي انه احس بشعوري نحوه او بذلك الرفق الأنساني ،
فلم تهن عليه "العشرة" او لقمة العيش او حزمة البرسيم التى اضعها
امامه كل يوم. هو مخلوق كسائر المخلوقات يطاوعني بالرفق او اللين ويكره العنف
وكأنه يقول لي " أنا تحت امرك في كل ماتطلبه بالكلمة الحلوة وحذار من
الشتائم و السباب"! وقد يحدث احيانا عندما اكون على عجل او عندما تثور عصبيتي
بسبب ابطائه في المشي او السير ان اضربه بالعصا او انخره بمسمار في رأس هذا
العصا.. عندها يثور ويغضب ولايملك سوى وسيلة للدفاع عن نفسه سوى ان يركلني فأقع
على قارعة الطريق. وقد يقف الحمار وقد يهرب مذعورا من شدة الألم.. لكنه
لايستطيع ان يعاتبني او يتشاجر معي رغم ان الحق في جانبه ، وأنا البادىء
والبادىء أظلم... حتى لسانه لا يستطيع النطق أو التعبير .. هو مخلوق ضعيف يعيش
على الفطرة .. قلبه ابيض .. لا يحقد على احد ولا يلوي على شيء ورغم انه يعيش في
"حاله" .. لا يحسد احد و لا يعتدي على احد ويخدم صاحبه بكل ما أوتي من قوة ويقنع
بالقليل من الشعير او البرسيم رغم انه قد يتعرض للضرب او الايذاء. نزار الرملي |