تعليق على مقال
"رسميا .. كان ماو مجنونا" العالم المعاصر لايخلو من المجانين بعد أن فارق الزعيم
الصيني ماوتسي تونج الحياة توالت عليه الاتهامات كما يحدث عادة.. يقول الكاتب
فاروق لقمان في مقاله الذي نشر على صفحات جريدة "الشرق الأوسط" الغراء
بتاريخ 25/12/1987 تحت عنوان رسميا .. كان ماو مجنونا .. جاء ذلك على لسان
الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني الحاكم أو من مصادر صينية أو صحفية أخرى خلال
الأعوام العشرين الأخيرة من حكمه .. فهل يصدق هذا القول على رجل كان لأيام خلت
كما قرأنا وقرأ العالم أجمع محرر الصين الأكبر وباني نهضتها الحديثة.. أم أن من
مات في هذا العصر لايجد سوى التشهير أو القدح أو تنهشه الجوارح بدلا من المديح
والاطراء. أو ليس ماو ورفاقه
وعلى رأسهم صن يات صن هم الذين قضوا على أكبر أفات العصر كالأفيون والمخدرات
التي كان يرزح تحت تأثيرها الشعب الصيني والتي كانت السبب الرئيسي في تخلفه على
مدى العصور. أو ليس ماو ورفاقه
هم الذين عاشوا في الأدغال والجبال والخنادق على مدى أربعين عاما قبل أن يتسلم
السلطة في عام 1949. وكما حدث في بكين
حدث في موسكو ومصر ومناطق كثيرة من دول العالم الثالث .. فلقد هاجم خروشوف سلفه
ستالين .. وهاجم بريجينيف سلفة خروشوف.. وهاهو قيصر الكرملين الجديد جورباتشوف
يكيل الاتهامات للقياصرة السابقين.. حتى لينين وماركس وانجلز لم يسلموا من هذه
الاتهامات. هذا القدح والتشهير
حدث للرئيس الراحل جمال عبدالناصر في عهد السادات وحدث للسادات بعد حادث
المنصة.. وسمعنا أن أحد الزعماء الأفارقة كان يأكل لحوم البشر بعد أن أطيح به..
هذا قليل من كثير .. ويحدث عادة بعد أن يلفظ الرؤساء أنفاسهم الأخيرة أو على أثر
أنقلاب عسكري يبدأ بالقرار أو البيان رقم واحد ولا ينتهي هذا القدح عادة ألا بعد
ان يفارق البطل الجديد الحياة أو يظهر أخرون على خشبة المسرح.. وتتوالي
المسرحيات ويتوالى التصفيق للقادمين بينما تنصب اللعنات على الراحلين ويختلط
الحابل بالنابل فلا يستطيع الانسان ان يميز بين الصالح والطالح واحترنا من هو
البطل الحقيقي ومن يلعب دور المهرج أو دور المجنون يقول الأخ لقمان في مقاله إن
العالم المعاصر لا يخلو من المجانين ويبدو لي أن بعض المجانين الحقيقيين كانوا
من العباقرة. نزار الرملي |