الوالد والابن في حوار متصل المال والحياة والسعادة الابن: ماهي القيمة الحقيقية للانسان
ياوالدي؟ الأب: الانسان ياولدي بعلمه وعمله وبخلقه
وبما قدمت يداه.. وليس بماله او بنسبه او بحسبه.. كلنا من أدم وأدم من تراب الابن: لكن الغالبية العظمى من الناس ياوالدي
لا تعبأ بالجوهر الحقيقي للانسان بقدر ماتهتم بمظهره او بما ملكت يداه. الأب: المظاهر المخادعة او المال هما متاع
الحياة الدنيا.. ولكن حين تفارق الروح الجسد يظهر الجوهر الحقيقي للانسان.. اننا
ياولدي كما خلقنا نعود.. حفاة عراة لا نحمل معنا سوى خطايانا او اعمالنا
الصالحة.. يوم لاينفع مالا و لابنون إلا من أتى الله بقلب سليم. الابن: هل السعادة بالمال ياوالدي؟ الأب: المال هو الوسيلة لتحقيق المنافع او
الأغراض او المطامع الشخصية او لمواجهة شظف العيش.. وقد يتصور الكثير من الناس
ان السعادة بالمال.. لكن الحقيقة ان المال اذا زاد عن متطلبات الانسان الضرورية
يصبح عبئا ثقيلا على كاهله.. وقد يجلب الأرق.. فالسعادة ليست بالمال وليست قصرا
على احد.. السعيد ياولدي من ينام قرير العين مرتاح البال والخاطر.. هم الذين
يجدون قوت يومهم وليس لديهم مايؤرقهم او يقض مضاجعهم. الابن: كما علمتني ياوالدي فأنا اسير على
الطريق القويم لا اعادي احدا ولا اعتدي على احد. ورغم ذلك فاني اجد او الاحظ ان
هناك اناسا يناصبوني العداء او يضمرون الكراهية فماهي الوسيلة لكسب ود الناس
جميعا؟ الاب: ارضاء الناس جميعا ياولدي غاية
لايستطيع ان يدركها احد.. ان الرسل والنبياء جميعا عليهم افضل الصلوات والتسليم
قد تعرضوا لأعنف الحملات رغم انهم حملوا رسالات الحق والعدل والحرية والسلام..
إفعل الخير ياولدي ودع الخلق للخالق. نزار الرملي |