صراع الديكة قد يوصف الانسان بحب التملك أو الأنانية لكن الديكة فاقت
سائر المخلوقات بحب الاستئثار أو التفرد أو التملك . أي ان لكل واحد منها دولته
الخاصة المستقلة لايستطيع ان ينازعه فيها منازع وإلا تعرض للتنقير والجراح و
الغلبة في هذا الصراع للقوي. حدثنا أحد هواة الطيور أن احد الديكة الضالين أو الشاردة
دخل الى بيته وكأنه احد أباطرة الرومان فتصدى له ديكه وأشبعه نقراً دفاعاً عن
كرامته وشرف وأرضه وهو مبدأ لا تحيد عن الديكة..ولولا أنه تدخل لفصل هذا النزاع لسالت الدماء على
الأعناق أو الرقاب. لقد فصل بينهما بسياج من السلك وأعطى كل منهما عشرين دجاجة
دون زيادة أو نقصان.. فماذا كانت نتيجة هذا العدل والانصاف. هذا الحل لم يرض عنه ديك صاحبنا... لقد عز عليه أن تقسم
دولته الى قسمين متساويتين وأعتبر ذلك اهانة أو طعنة موجهة له في الصميم..وهذا
شيْ لايرضي غروره أو كبرياءه. وقف ديك محدثنا يتكلع من خلال الأسلاك الشائكة..يرقب
شذراً ما يجري يعتصر قلبه.. ويبدو انه كان يتساءل.. كيف استطاع هذا الديك الشارد
ان ينغص عليه حياته وأن يستأثر بنصف أقرانه أو أصحابه أو احبابه..التي كانت الى
وقت قريب ملكاً له.. لقد ان بوده أن يصارعه حتى النهاية ليحتفظ بدور البطل الذي
اكتسبه بالفطرة من المهد الى اللحد.. ولكن حيل بينه وبين تحقيق الهدف. وفي صباح اليوم التالي وجد محدثنا ديكه ميتاً..لقد مات
حزناًوكمداًعلى فراق أقرانه لقد صعقه تيار الحياة الصاخب..أنه الجشع أو الطمع أو
حب الذات. نزار الرملي - جدة |