هوة واسعة بين الفلسطينين والإسرائيليين في الرخاء والشقاء

نشرت الشرق الأوسط في العدد 6510 بتاريخ 24/9/1996 صورتين تعبران أبلغ تعبير بين حياة البذخ والترف التي يعيشها الاسرائيليون وبين حياة الجوع والفاقة التي يعيشها الفلسطينيون .. احداهما تجمع عدد من الصبية اليهود يرتدون اغلى وأجمل الثياب، يركبون الدراجات الحديثة في احد شوارع تل بينما نشاهد في الصورة الأخرى صبياً فلسطينيا ينام على قارعة الطريق، بعد أن باع الجزء الأكبر من الفستق الملقى على جانبه.

فالهوة بينهما واسعة سواء على طريق الوفاق او على طريق الرخاء والشقاء لأن جميع العملات الرئيسية في العالم كالدولار والاسترليني والمارك الألماني والين الياباني والفرنك الفرنسي تدفقت ولاتزال تتدفق على تل ابيب بأرقام فلكية كشلالات المياه التي تتساقط من الأعالي والمنحدرات دون توقف، بينما ما يتلقاه الفلسطينينون كقطرات العين .. نقطة أو نقطتين أو ثلاث فقط كحد اعلى بالكاد لاتغني ولاتسمن من جوع، وهذا هو الفرق بين العيش على السمن والعسل وبين من يعيش على الفتات والبصل.

تأييد كلينتون الاعمى لاسرائيل منذ اعتلى كرسي الرئاسة يدعو الى السخرية والاشمئزاز والضحك. فكم عدد لقاءات القمة التي دعا اليها القادة العرب من اجل ارضاء اسرائيل..اما لتوقيع المعاهدات او الاتفاقيات واما لمطارة الارهاب او تهدئة الأرض المحتلة.. فهل سبق وان دعا لمثل هذه القمم من اجل حقوق الفلسطينين او من اجل مذابح قانا او مذبحة الحرم الابراهيمي في الخليل .. فلماذا نستجيب لمثل هذه الدعوات ونحن نعرف سلفا انها اصبحت عديمة الجدوىسواء في ظل الراحل رابين او بيريس او بنيامين.. وهل غاب عن بال كلينتون وهو رئيس أقوى واكبر دولة فل العالم ان السلام في هذه المنطقة الحساسة لن يتحقق ابدا وفق سياسة المداهنة التي يتبعها او وفق سياسة الكيل بمكيالين او وفق السياسة التى تتبعها اسرائيل التي تحرم الشعب الفلسطيني من حقه في الحرية وحقه في الدار والديار.

أليس غريبا ان ثلاثة مستشارين يهود او يزيد يعملون في بلاط البيت الأبيض بالاضافة الى نائبه آل جور الذي تجري في عروقه الدماء اليهودية.. اليس الاغرب ان الدعوة الخماسية أوالرباعية التي عقدت اخيرا وغيرها من القمم السابقة كانت من أجل كسب اصوات اليهود بغض النظر عن مصالح الولايات المتحدة الامريكية؟ فهل هذه هي الطريقة الصحيحة التي تحدث عنها كلينتون في كتابه الذي نشراخيرا على حلقات على صفحات هذه الجريدة لقيادة العالم.