وفاء
كلب قصة
حقيقية تعود
أن يطلق كلبه "فوكس" إلى خارج المنزل للتنزه لفترة من الوقت يعود
بعدها فرحاً لأنه مخلوق كغيره من باقي المخلوقات يأبى او يضيقه ان يعيش في سجن
دائم. وفي يوم من الأيام خرج "فوكس" ولم يعد.. ظن صاحبه ان سيارة دهمته
أو قتلته إحدى رصاصات البلدية التي تبحث عن الكلاب الضالة. حزن
صاحبه لفقدانه حزناً شديدا. فلقد كان رفيقه في السراء والضراء بعد أن تخلى عنه
الأحباب والأصحاب.ظل يبحث عنه وكأنما يبحث عن جوهرة مفقودة.. ولم لا .. فقد كان
"فوكس" مثالاً للوفاء والإخلاص .. فلم يعض اليد التي أطعمته .. وعندما
ماتت زوجته شاركه أحزانه .. عوى و ناح كألحان الجنائز الحزينة .. لقد أحس بفجيعة
صاحبه لأن الكلاب تحس كما نحس وتستطيع أن تتوقع حدوث الزلزال قبل أن تعلن ذلك
إبرة اي مرصد من المراصد. مضى
شهر كامل على ضياعه وبينما كان ابنه عائداً من السينما في إحدى الليالي وفي أحد
الشوارع المظلمة سمع كلباً يعوي وكأنه يستغيث فأطل برأسه إلى داخل الحديقة فوجد
كلباً مقيدا يشبه "فوكس" إلى حد ما .. لكنه لم يكترث .. فالكلاب قد
تتشابه فتابع سيره حتى وصل إلى البيت. فإذا بفوكس يدفع الباب بقدميه ويندفع
ويرتمي في أحضان صاحبه فرحاً بعد طول غياب. بكي
صاحبه من شدة الفرح .. لقد كان "فوكس" هو الكلب المقيد بلحمه وشحمه ،
سرقوه .. ظنوا أنهم يستطيعون ترويضه أو تدجينه .. لقد عرف ابن صاحبه عن بعد ..
فاستطاع ان ينزع نفسه بالقوة من القيد .. واهتدى إلى المنزل بعد أن اقتفى اثره
.. أنه الوفاء أو الحب الكبير للإنسان الذي عاش في ظله. هذه
المخلوقات تحفظ الود أو الوداد بينما يبيع الإنسان أخاه مقابل ربح دنيوي فطوبى
للأوفياء الذين يوفون بالوعود والعهود. نزار
الرملي - جدة |
|