نيرون
الجديد .. والحريق النووي! لماذا يخيب شبح
الحرب على العالم كله فحرب ايران مع العراق لاتوال مستمرة، ولبنان يئن من الجراح
التي اثقلته وهناك حرب في تشاد وافغانستان وفي مناطق عديدة من العالم المستفيد الأول من
هذه الحروب هم تجار السلاح، هم صانعو السلاح الذين يصنعون الدمار ، فمصانع
الأسلحة في الشرق والغرب فاقت مبيعاتها الغذاء والكساء والطعام والشراب، وأصبح
كل همها هو تطوير السلاح .. فكلما زادت الحروب ، زاد الدمار، وكلما زاد الدمار ،
زاد الأنتاج وزادت الأرباح فاذا زادت الأرباح أخذوا يتطلعون الى المناطق الآمنة
ليشعلوا فيها الحرب والنيران وضاع السلام وعم الظلام، واصبح العالم كله على حافة
الهاوية يخيم عليها شبح الحرب، وتطالعنا الأنباء من يوم لآخر أن الدولتين
العظمتين قد اخترعتا الصواريخ عابرةالقارات والمحيطات والصورايخ جو جو وأرض أرض والقنابل
الهيدروجينية والانشطارية والطائرات العملاقة التي تحمل الدمار والتي تكفي
لتدمير العالم كله عدة مرات. ومع ذلك فان
الدولتين العظميين اميركا والاتحاد السوفيتي والدول الكبرى الأخرى ماتزال تعتبر
نفسها مثلا للرقي والحضارة والديمقراطية وتكنولوجيا العصر الحديث. أي حضارة هذه؟
وأية ديقراطية هذه التي يتحدثون عنها؟ انهم يصنعون الدمار لهم وللعالم أجمع،
نسوا أو تناسوا ما عانوه أو قاسوه من الحروب، فالحرب العالميةالثانية لاتزال
عالقة في الأذهان والتي راح ضحيتها خمسون مليون من الآدميين في كل من ألمانيا
وبريطانيا وروسيا واليابان وكثير من الدول الأوروبية. ألم يحن الوقت حتى
يدركوا مخاطر هذه الأسلحة ويلقوا بها في البحار والمحيطات ويبطلوا مفعولكل هذه
القنابل النووية قبل أن يحل بهم الدمار.. أليس الأجدر بالدول الكبرى بدلا من ان
تصنع القنابل النووية وتنفق مئات البلايين من الدولارات ان تزرع القمح والحبوب
لمئات الملايين المحرومين في الهند والباكستان والقارة الأفريقية وكثير من
البلدان التي تتضرر من الجوع والحرمان. أليس الأجدر بالدول
الكبرى أن تنفق اموالها في البحث عن العلاج للأمراض المستعصية كالسرطان وغيره من
الأمراض. ما أشبه اليوم
بالبارحة، ان التاريخ يعيد نفسه ، لقد احرق نيرون روما، ولكن الدول التي تملك
الأسلحة النووية ستحرق العالم اجمع، ولكن الفرق بين نيرون وقادة الدول الكبرى،
ان نيرون تلذذ بملء عينيه وهو يشاهد روما تحترق امامه ولم تلتهمه النيران.. ولكن
ستلتهمهم النيران قبل ان يشاهدوا العالم وهو يحترق. نزار الرملي-جــــدة |