"هل كان السادات عبقريا" أثارت رحلة الرئيس
انور السادات الى القدس وتوقيعه لاتفاقيات كامب ديفيد الكثير من الجدل بين مؤيد
لسياسته وناقم عليها.. هذه الشخصية الفريدة الغامضة التي ظهرت على حقيقتها بعد
ان اعتلى السلطة في عام 1970 كانت تتحسس طريقها للوصول لاى الحكم منذ عهد
الرئيس الراحل جمال عبدالناصر
1952-1970.. وقد لايعرف الكثير من الناس ان السادات كان يلعب دور المهرج او
"الحكاواتي" قبل توليه السلطة .. وهو الذي كتب قصة الثورة المصرية
وقدمها لنا من خلال الاثير على حلقات اشاد بها بسلفه الراحل ودوره البطولي
المميز بعنوان "هذا عمك جمال ياولدي" الامر الذي ترك اطيب الاثر في
نفسية الرئيس جمال عبدالناصر. والحقيقة كما يعرفها
البعض بان الساعات الأولى الرهيبة للثورة كان يجلس بصحبة زوجته في احدى دور
السينما الصيفية بحي الدقي الى ساعة متاخرة من الليل .. كي يدفع عن نفسه تهمة
الاشتراك في الثورة اذا لم يكتب لها النجاح .. وهذه ليست المرة الاولى التي يلجأ
السادات للتضليل اوالمراوغة فلقد سبق أن برأت ساحته في العديد من القضايا
ولاغتيالات السياسية قبل قيام الثورة عام 1952م. لقد كان السادات
مصابا بجنون العظمة تجلى ذلك بارتدائه البذلة العسكرية التي تعلوها اليساشين في
العديد من المناسبات كما كان يحمل في يده عصا المارشالية او يمسك بغليونه
السحري.. ويبدو ان هناك من يساعده على حمل هذا الغليون وملحقاته. ولقد خيل له في لحظة
من لحظات صفائه الفكري ان مصر لاتساوي شيئا دونه.. فهل يعقل لرجل في منصبه ان
يقول هذا القول .. ولانستبعد ان تكون زيارته للقدس وتوقيعه لاتفاقيات كامب ديفيد
قد هبطت عليه فجأة في لحظات انطوائهاو في لحظات صفائه الفكري او بناء على نصائح
عزيزه هنري كيسنجر .. فما هو الهدف الحقيقي من وراء هذه الرحلة؟ كان يعرف ان مئات
الملايين ستشاهده عبر الشاشة الصغيرة او من خلال وسائل الاعلام المختلفة وهذا
يرضي غروره.. فاذا كانت رحلته ف جوهرها تهدف الى احلال السلام الشامل فانه
بالمقابل كان يتحسس طريقه لكي يكون عظيما من عظماء مصر لايضارعه فراعنة مصر
الأقدمون. ولو ان مصر في ذلك الوقت كانت تتمتع بالديمقراطية كما نشاهدها اليوم
لما استطاع السادات ان يفرد جناحيه ويطير الى القدس او يجلس على مائدة المفاوضات
كما يجلس الايتام على موائد اللئام ... اشتروه مقابل الارض بعد ان احسنوا وثاقه
كي يمهدوا الطريق امامهن لغزو لبنان وذبح الفلسطينين في صبرا وشاتيلا كما يذبح
القطيع. نزار الرملي |