السباق المجنون بين امبراطوريتي البيت البيت الأبيض والكرملين

سباق التسلح النووي هوالشغل الشاغل الذي يطغي على عقلية العملاقين الكبيرين. وقد لايعرف كثير من الناس ان امبراطورية الكرملين تملك هذا التفوق منذ اكثر من خمسة عشر عاما ولايقتصر ذلك على الأسلحة النووية بل يتعداه الى الاسلحة التقليدية.

ويعتبر البرنامج الامريكي للدفاع الاستراتيجي في بحوث الفضاء والمعرف باسم "حرب الكواكب" هو ماتسعى لتحقيقه امبراطورية البيت الأبيض خلال السنوات العشر المقبلة لمواجهة التفوق النووي لامبراطورية الكرملين والذي سيكلف انشاؤه الف مليار دولار. ولقد دعي الحلفاء للاشتراك في هذا البرنامج .. ومن المؤكد ان آراء هذه الدول ستباين حول العديد من النقاط بالاضافة الىالمعارضة لمثل هذا المشروع واتي تتمثل في مظاهرات الاحتجاج التي شهدتها بعض دول اوروبا الغربية لمقاومة هذا المشروع.

وبالطبع لن يقف الكرملين مكتوف الايدي امام هذا القرار ، ولقد لوحوا بتصعيد سباق التسلح في الفضاء الخارجي الى آفاق واسعة اذا تم اعتماد مثل هذا المشروع وهذا يعني المزيد من الانفاق على اسلحةالدمار والفناء.

ولقد رحبت دولة اسرائيل بالدعوة التي وجهت لها من الادارة الامريكية للاشتراك في هذا المضمار وهذا يعني المزيد من الغطرسة والتشدد الاسرائيلي اذا نجح هذا البرنامج وظهر الى حيز الوجود .. وهذا يظهر بجلاء ان اسرائيل هي جزء لا يتجزء من الولايات المتحدة الامريكية وانا وجدت لتبقى لخدمة المصالح والمطامح الامبريالية.

واذا وضعنا في حسابنا ان امبراطورية البيت الأبيض ستنفق على هذا البرنامج الف مليار دولار كما اسلفت فان امبراطورية الكرملين  ستنفق بالمقابل هذا المبلغ او مايزيد فيكون الحاصل الفي مليار دولار ولو ان هذا المبلغ وزع على الف مليون نسمة من الآدميين الذين لايجدون ابسط وسائل العيش ويتساقطون صرعى كما تتساقط اوراق الشجر في الخريف لكان نصيب كل واحد منهم الفي دولار او بتعبير آخر لو استغلت هذه الأموال التي ستنفق مستقبلا على هذا البرنامج الشائك المعقد لسعادة الأنسان وتناسينا ما أنفق على التسلح النووي خلال أربعين عاما مضت لما كان هناك محروم ولا جائع ولما كانت هناك أزمات اقتصادية ولعم السلام والوئام. ولكن عقلية الدول الكبرى نصنع الدمار بدلا من ان تزرع الخير والعطاء والنماء.

 

نزار الرملي