أنا وحماري .. والأصدقاء

 

رحلتي مع حماري تختلف عن رحلاتي مع أصدقاء العمر..فلقد باعني احدهم مقابل ربح دنيوي وباعني من كنت احرص على صداقته اشد الحرص عندما علم بأنني أصبحت على قارعة الطريق أو لاأملك من حطام الدنيا شيئا.. ولكن حماري لم يتخل عني في أوقات الشدة أو اليأس.. وهذا أن دل على شيء بغض النظر عن أنه مخلوق يمشي علىأربع أو لايملك العقل أو الفكر.. يكفيني ان احس بأنه كان الى جانيب أو عاش بصحبتي في السراء والضراء دون ملل أو ضجر.. ولم يجر أو يسابق الريح كما فعل بي الآخرون.

من أجل ذلك اصبحت علاقتي مع حماري من العلاقات المميزه التي تقوم على أساس المعاملة بالمثل..اليس جزاء الاحسان هو الاحسان..وان الوفاء او الاخلاصلا يقابل بالجحودوالنكران..ولقد سألني نفر من الناس عن سر

حبي لهذا المخلوق...فأجبته بأن هذا المخلوق البريء لا يحمل في قلبه سوى الحب لصاحبه في الوقت الذي فقد الانسان حبه لأخيه الانسان وسط الصراع القائم من أجل الحصول على لقمة العيش.
قصتي مع الأصدقاء هي قصة كل انسان على هذا الكوكب.. فالصداقة ليست كلمات تتردد على الشفاه وليست باقة من الورود او الزهور نحملها في المناسبات وليست بالمصالح او الاغراض الشخصية وليست بالولائم أو الافراح.. الصادقة هي التقاء ينابيع المياه العذبة المتدفقة من أجل بناء الانسان أو عمارة هذه الأرض أو الحياة..

فهل نستطيع ترجمة هذه الكلمة بحذافيرها او بمعانيها النبيلة في عضر قست فيه القلوب واندثرت القيم الانسانية يقول الشاعر:


ما أكثر الأصدقاء حين تعدهم
لكنهم في النائبـــات قليل

 

نزار الرملي - جدة