المهن المظلومة في
العالم العربي في هذه الايام ،
اصبحت المهن الحرفية كالميكانيكا ، والنجارة والحدادة ، والسباكة والكهرباء
الخ... في عالمنا العربي من المهن التي تدر ارباحا طائلة. وهذا يرجع الى النقص
في الأيدي العاملة في هذا المجال ، فمثلا اذا اردت ان تحصل على سباك لاصلاح
حنفيات الماء في الحمام والمطبخ قد يستغرق ذلك اسبوعا ، اما اذا اردت ان تحضر
أربعة أطباء لمريض في البيت لاقدر الله ، فذلك يستغرق ساعتين على الأكثر. وما يحصل علية
السباك من اجر في هذه الايام ، هو ضعف ما يحصل عليه الطبيب ، وهذا يرجع الى ان
عالمنا العربي ملىء بكليات الطب والصيدلة والتجارة والحقوق الخ ، وأن الغالبية
العظمى من الطلبة يرغبون ويحاولون الالتحاق بهذه الكليات لأنها في نظرهم هي
الكليات المثالية التي تجلب لهم التقدير والأحترام في هذا المجتمع. أما الكليات
والمعاهد المهنية والصناعية والكهربائية فهذه درجة ثالثة أو رابعة لأنها لاتحظى
بتقدير المجتمع حسب رأيهم. وهذه المعاهد المهنية لايدخلها الطلبة عن طيب خاطر ،
بل عندما ترفض أوراقهم في الكليات "المثالية" لعدم حصولهم على المجموع
الذي يؤهلهم للالتحاق بها. لكن عالمنا العربي
لايفتقرالى الأطباء والمحامين وخريجي التجارة والإقتاد والآداب ، وعندنا ماشاء
الله الآلاف من المدرسين والمدرسات ، ان ماينقصنا هو المهن الحرفية بجميع
تخصصاتها. ومالجينا من الكليات
والمعاهد الحرفية لا يقارن بما لدينا من الكليات الآخرى كالطب والآداب الخ.
وعلينا ان ننشىء مئات المعاهد والكليات المهنية والحرفية وان نشجع الطلبة على
الالتحاق بها. اننا نعيش في هذه
الايام عصر العلم والعمل والتقدم والازدهار فلا يعيب المرء ان يعمل طاهيا او ان
يكون صانعا للااحذية ، ولايعيبه ان يكون بستانيا ينظم و ينسق الزهور. لقد ولى
عهد "ابن الذوات" الذي كان يتخرج من كلية الحقوق وكانت كل أماله وأمال
ابيه في ان يكون وكيل نيابة او محاميا او استاذ "قد الدنيا" .. فهذه
الوظائف اصبحت لاتغني ولاتسمن من جوع. علينا ان نتجه بكل
طاقتنا و امكانياتنا الى المهن الحرفية وعالم الزراعة والفلاحة . وعلينا ان نشمر
عن سواعدنا ونعمل بكل طاقاتنا وامكانياتنا حتى نصل الى ما نطمح اليه. نزار الرملي |