الحـريـــة في
أمريــــكا في ظل الأسلحة
النووية براً و جواً وبحراً .. وبعد مأساة أنفجار المفاعل النووي في
تشرنوبل التي هزت العالم أجمع.. وفي
الوقت الذي تمارس فيه حكومة جنوب افريقيا وحكومة اسرائيل التمييز العنصري
والارهاب.. وفي الوقت الذي يتعرض فيه مئات الملايين من البشر للفقر أو الجوع أو
القحط أو الجفاف.. وفي ظل الازمات الاقتصادية والبطالة التي تجتاح العالم أجمع
وفي ظل الحروب المحلية التي لاجدوى منها أو فائدة.. من هذا المنطلق أو من هذه
الصورة البشعة التي تخيم على العالم، سيقف رونالد ريجان ليزيح الستار عن تمثال
الحرية الضخم بعد ان تم اصلاحه او ترميمه
والذي تكلف عشرات الملايين من الدولارات وسط أكبر المهرجانات أو
الاستعراضات الضخمة التي ستشترك فيها الآف الزوارق والسفن الشراعية التي تشهدها
مدينة نيويورك في الأيام المقبلة. الاميركيين؟ أم حرية
الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني وحقهما في الوجود أو الحياة؟ فالحرية ليست كلمات
تتردد على الشفاة ولييست مجرد تمثال يحلو للناس مشاهدته أو التطلع اليه أو
التقاط الصور التذكارة أمامه.. أنما الحرية في أقامة الجسور التي تربط الولايات
المتحدة بالعالم أجمع وان تصل بها ماأنقطع وان تنصر المظلومين والمقهورين وان
تشيع العدل والرخاء.. فلا معنى للحرية مثلا في ظل سباق التسلح النووي او في
مساندة الذين يستولون على أراضي الغير بقوة السلاح دون وجه حق. الحرية هي التقاء
ينابيع الفكر من أجل سعادة ورقي الأنسان إنها لمهزلة حقا أن
يشاهد ملايين الأمريكيين وشعوب العالم قاطبة تلك الأحتفالات التي تقام من أجل
أزاحة الستار عن تمثال الحرية.. بينما هناك ملايين المشردين والجائعين
والمحرومين والمقهورين الذين حرموا من الحرية ومن أبسط حقوق الأنسان في لقمة
العيش أو اللأرض أو الوطن لقد سقطت الحرية في
مناطق كثيرة من العالم على يد دعاة الحرية.. سقطت في فلسطين ولبنان وجنوب
أفريقيا وفي بعض دول امريكا اللاتينيه الحرية هي كلمة تخفق
لها قلوب والمشاعر الانسانية، فهل تستطيع الولايات المتحدة الأميركية ان تطبقها
بحذافيرها أو بمعناها النبيل حتى لايعلو تمثال الحرية الصدأ أو يتعرض للسخط أو
الانهيار؟ أن مأساة المفاعل
النووي في تشرنوبيل لم تكن سوى البداية أو بمثابة النذير الذي يسبق الطامة
الكبرى، فهل يتعظ دعاة الحرية الذين يملكون الأسلحة النووية قبل حدوث الزلزال؟ نزار الرملي - جدة |