هل يستطيع الساسة ان يصبحوا عسكرا؟

كان مونتجمري قائد معركة العلمين التي نشبت عام 1941 يكره فكرة أن يتحول الساسة الى عسكر أو ان يتحول العسكر الى ساسة.. فلقد بعث له ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطانية السابق برقية عاجلة يدعوه للهجوم او التقدم بدلا من ان يخوض معركة دفاعية.. فرد عليه قائلا.. أرجو ان يظل رئيس الوزراء في مكانه ويترك لي مكاني.

على هذا الاساس لم يحبذ مونتغمري قكرة أن يرشح أيزنهاور القائد العام لقوات الحلفاء في شمال شرق أفريقيا و أوروبا أبان الحرب العالمية الثانية 1939 -1945 نفسه لانتخابات الرئاسة الامريكية التي جرت عام 1953 التي فاز بها اما مرشح الحزب الديمقراطي أدلاي ستيفنسون احد الساسة المرموقين.

فاذا كان الشعب البريطاني قد اسقط حزب المحافظين بزعامة تشرشل في الانتخابات البرلمانية بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية .. على اساس ان دوره قد انتهى كأحد الساسة البارزين في زمن الحرب.. وهذه علامة بارزة من علامات الديمقراطية التي تستحق الاشادة.. فان الشعب الامريكي على عكس ذلك. فلقد كافأ حملة النياشين العسكرية دون أن يلتفت الى المزايا التي يتمتع بها المرشح الآخر.. فعلى أي أساس استطاع ايزنهاور وهو الرجل العسكري أو غيرة من الرؤساء الاميريكينالذين لا يفقهون بالسياسة مثل ترومان بائع خردوات أو كارتر مزارع فول سوداني أو جونسون صاحب مزرعة أو رونالد ريجان .. ممثل فاشل  من الدرجة الثانية تسيير دفة الحكم في بلاد العم سام.

إن أي رجل يستطيع ان يصل الى كرسي الحكم في الولايات المتحدة الاميريكية اذا حصل على تأييد الحزب بترشيحة.. و لا يلزمه سوى تأشيرة الدخول التي يمنحه اياها الشعب.. بغض النظر عن قدراته السياسية أو حدة ذكائه.. لأن الخطط والقرارات تكون قد أعدت سلفا او في دور الدراسة والاعداد وماعلى الرئيس القادم الى البيت الأبيض سوى ان يتبنى قراراً معيناً أو عدة قرارات اوخطط دون أن يكلف  نفسةه عناء اعداد هذه الخطط أو القرارات كما يحدث في بعض الدول.. يساعده حشد كبير من المستشارين والاداريين والسياسيين البارعين.

وأما وزراء الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية وهو المنصب الثاني، فيتطلب تعيينهم موافقة الكونجرس وهم غالباً على درجة كبيرة من الذكاء والكفاءة السياسية والعلمية كا شاهدنا خلال أربعين عاما مضت من أمثال دين أتشيتون.. جون فوستر دالاس.. روجرز.. دين راسك.. كيسنجر.. سيروس فانس.. الكسندر هيج زجورج شولتز.

إن عملية صنع القرار الامريكي هي عملية بالغة التعقيد يشارك في صنعها رجال الأعمال والاقتصاد في وول ستريت بنيويورك.. فلقد اتاح الغنى الأسطوري لهذه المؤسسات ان تلعب الدور الرئيسي في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية..فاذا كان الرجل القابع في البيت ابيض الأمريكي لايملك صنع هذا القرار فها هذا يعنيكما يظن البعض ان شامير رئيس وزراء اسرائيل هو الحاكم الفعليللولايات المتحدة الامريكيةعلى اساس ان اليهود يسيطرونعلى الأقتصاد الأمريكي.. وهذ القول لا اساس له من الصحة.. والصحيح هو العكس لأن الغالبية العظمى من اصحاب رؤوس الاموال والاقتصاد من الامريكين امثال هيوز وجيتي و فورد وروكفلر ومورجان.. صحيح أن اليهود يسيطرون على وسائل الأعلام وعلى كبرى المناصب أو على بعض البنوك والشركات التي تملك الأموال الطائلة.. لكن القرار يملكة الامريكيون فما هو في صالح الولايات المتحدة يجري اعدادة وتنفيذه.

نزار الرملي