كشفت صحيفة معاريف الأسرائيلية النقاب عن مفاوضات سرية جرت قبل أيام في مدينة الدوحة القطرية بين هيئة علماء المسلمين في العراق والحكومة الأسرائيلية. وتأتي هذه المفاوضات في أعقاب طلب تقدمت به الهيئة للقاء ممثلين عن الحكومة الأسرائيلية في قطر.ولقد ترددت الحكومة الأسرائيلية كثيرا في قبول هذا الطلب , ولكنها في النهاية أرسلت أحد مبعوثيها الى العاصمة القطرية للقاء ممثل  هيئة علماء المسلمين وهو الناطق بإسمها مثنى حارث الضاري إبن رئيس الهيئة حارث الضاري.

ولقد استمرت المفاوضات ساعات عديدة في أحد فنادق مدينة الدوحة كما أشارت الى ذلك الصحيفة الأسرائيلية.

وتشير الأنباء المتسربة من أجواء المفاوضات ألى أن حارث الضاري قد عرض وعبر إبنه عددا من العروض على الحكومة الأسرائيلية. ولعل أهم هذه العروض هو إقامة علاقات وثيقة مع إسرائيل ,وفتح سفارة لها في بغداد , وفتح أبواب العراق أمام الأستثمارات الأسرائيلية وكذلك فتح الأجواء العراقية أمام الطيران الحربي الأسرائيلي.

وبالمقابل طلبت الهيئة من أسرائيل أن تبذل كل مافي وسعها من أجل إعادة الوضع في العراق الى ما كان عليه قبل التاسع من نيسان عام 2003.وكان طلب الهيئة  يتركز على أهمية قيام إسرائيل بإقناع الأدارة الأمريكية بضرورة تغييرسياستها في العراق , والأعتماد على سنة العراق في حفظ المصالح الأمريكية والأسرائيلية في المنطقة بدلا من الأعتماد على الطوائف العراقية الأخرى.

ولقد  سادت أجواء من التفاؤل في أوساط هيئة علماء المسلمين في أعقاب هذه المفاوضات خاصة بعد أن وعد المفاوض الأسرائيلي ممثل الهيئة, بنقل هذا العرض الى حكومته ووعدهم بالرجوع بالرد في أسرع وقت.

إلا  أن الرد الأسرائيلي جاء قويا وحازما وتمثل بالرفض المطلق لكل عروض هيئة علماء المسلمين. بل إن الحكومة الأسرائيلية دعت الضاري الى ضرورة إصدار أوامره الى فصائل ما يسمى بالمقاومة العراقية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الهيئة,بأهمية إلقاء أسلحتها في المرحلة الراهنة والكف عن مهاجمة القوات المتعددة الجنسيات وعدم إستهداف العراقيين. وكذلك أكدت إسرائيل عليه بضرورة إنخراط السنة في العملية السياسية وبضرورة القبول بالتعايش مع أبناء العراق الأخرين والقبول بالديمقراطية كأساس للحكم.

وهذا الرد الأسرائيلي الحازم قد أصاب حارث الضاري وهيئته بصدمة كبيرة, وهو ما يفسر حالة الهستيريا والأحباط التي أصابت هيئة علماء المسلمين ورئيسها في اليوم الماضي. فلقد كانت هذه الهيئة تعول على اللعب بالورقة الأسرائيلية كثيرا ولقد سعت طيلة السنتين الماضيتين الى منع أي طرف عراقي من اللعب بهذه الورقة وأرادت إحتكارها لنفسها واللعب بها في الوقت المناسب. ألا أن الرد الأسرائيلي الحازم قد وجه ضربة في الصميم الى هذه الهيئة وقضى على كل أمالها وطموحاتها في إعادة أزلام صدام الى الحكم مرة أخرى.

 © Copyright 2005- 2006-لامانع من اعادة النشر شريطة ذكر المصدرجميع الحقوق محفوظة  موقع الساخر العراقي