ما فتئت أمريكا تعلن أنها بلد الحريات والقانون والديموقراطية ... وهي البلد التي لا تقدم على فعل أي شئ إلا بتغطية من القانون وبتوفر الأدلة والشواهد اللازمة ... واليوم تتصرف أمريكا بنقيض ذلك كله ! لقد بدا ولضحا أن الحكومة الأمريكية واقعة تحت ضغط شعبي يسيرها الإعلام اليهودي في تحليلها للأحداث  ، لقد تجاهلت الحكومة الأمريكية الكثير من علامات الاستفهام وقفزت حول تسلسل الأحداث ومنطقيتها ، وانشغلت عن دورها الطبيعي في افتراض جميع الفرضيات الممكنة ومناقشة كل فرضية على حدة ومن ثم تقليش هذه الفرضيات للوصول للفرضية التي تمت بها عملية الهجوم .

وراحت تبحث عن أدلة تدين أسامة بن لادن تمهيدا لتوجيه ضربة قاضية له ولحكومة طالبان !!! ولكن من يجيبنا عن علامات الاستفهام التي لا زالت مطروحة ؟ 

ومادامت الحكومة الأمريكية قد حددت الفاعل مسبقا وتنوي معاقبته ، لماذا لا يكون دورنا نحن المسلمين في البحث عن الفرضيات الأخرى المحتملة وتقديمها للحكومات الإسلامية وللدعاة ولعامة الناس . 
ولعله من المناسب قبل البدء في تقديم الفرضية أن نذكر بعض علامات الاستفهام التي لا زالت باقية ! 

كيف استطاع مجموعة من المختطفين الحاصلين على دورات حديثة في الطيران قيادة الطائرات المدنية بهذه الحرفية والمهارة التي تمثلت في دقة ضرب الأهداف والتحكم بالطائرة وبأجهزتها الإلكترونية ؟ 

كيف استطاعت هذه المجموعة أن تسيطر على الطائرات المختطفة دون إصدار أي إشارة من كابينة أي طائرة إلى برج المراقبة ؟ 

هل من المعقول أن لا يتعرض الخاطفين إلى أي شكل من أشكال المقاومة من طاقم الطائرة والركاب وهم الذين لا يحملون غير السكاكين ؟ 

هذه الاستفهامات وغيرها لا زالت قائمة والحكومة الأمريكية لا تريد أن تقدم أية إجابة مقنعة لها !

الفرضية الأولى : 

الطائرات الأمريكية لم تختطف قبل اصطدامها !!! 
نعم فلن يكون بمقدور أي إنسان أن يقود مثل هذه الطائرات وبهذه المهارة إلا قائدها الذي تمرس على قيادتها سنوات وسنوات !! ولا أقصد أن الخاطفين أرغموا قائد الطائرة على أن يتوجه بها صوب مبنى التجارة العالمي ، ولكن قائد الطائرة هو من توجه بها بمحض إرادته وبإيمان راسخ بمهمته !! 

الفرضية الثانية :

تقول إن أحد الجماعات الدينية أو اليمينية الأمريكية هي التي تقف وراء هذه العمليات . فالمعروف أن هذه الجماعات ينضم لها الكثير من المتعلمين والمثقفين الذين يكونون على أتم الاستعداد لتنفيذ أوامر هذه الجماعة ... ولا يستبعد أن تكون هذه الجماعة استطاعت أن تضم لها بعض الطيارين والعاملين في المجال الجوي والذين آمنوا بمبادئها وأفكارها وبالتالي لم يجدوا أي حرج في تنفيذ مخططاتها حتى لو زهقت فيها أرواحهم . أما الخاطفين الذين كانوا في الطائرة فهم تابعين لنفس هذه الجماعة والذين كان دورهم ينصب في تأمين الحماية لزملائهم الطيارين حتى تتم مهمتهم بنجاح . 

هذه الفرضية لن تكون أشد غرابة من إتهام رجل معزول عن وسائل الأتصال الحديث ! 

وهي محتملة لأسباب من أهمها ( مهارة التخطيط ودقة التنفيذ ) التي لا تتوفر لدى أي تنظيم سري في العالم الثالث !!! 

ولكن في أمريكا تجد الكثير من التنظيمات والجماعات التي تتمتع بالتخطيط والتنفيذ وليس تفجير أكلاهوما عنا ببعيد ! 


ملاحظات حول تداعيات الأحداث : 

1 – بات واضحاً أن الحكومة الأمريكية رهينة للإعلام الأمريكي الذي يسيره اليهود وكان هذا يتمثل في التلميحات الكثيرة من عناصر الحكومة بأن أسامة بن لادن هو المشتبه الرئيسي مع العلم بأن آخر عملية إرهابية في أمريكا كانت من صنع محلي ! 

2 – التهديد بالانتقام من أسامة بن لادن وطالبان أسبابه ثلاثة : 

قناعة أمريكا أن الإسلام والذي يعتبر أسامة بن لادن أحد رموزه هو العدو القادم للعالم الغربي . 

أمريكا تعلم أنه في حالة توجيه أي ضربة للمسلمين لن تقابل بأي اعتراض من الدول الأخرى ولا بأي استنكار من الدول الإسلامية الأخرى !!! ( كما حصل في العراق والسودان ! ) 

الشعب الأمريكي يريد ضربة عاجلة تعيد له كبريائه ولن تستطيع أمريكا أن توجه هذه الضربة إلى نفسها !!! ( الجماعات الدينية واليمينية المتطرفة الأمريكية ) . 

3 - رسالة واضحة لأمريكا أن الوقوف أمامها ومناطحتها لا يستوجب الحصول على قنابل ذرية أو جرثومية 

فيجب عليها أن تعيد حساباتها .

الصفحة الرئيسية | الصحف الأوروبية | الصحف الأمريكية | تحليلات وآراء | الهبل العربي بالصور | كاريكاتير | مباني أمريكية مهمة | تاريخ حوادث العنف بالكونجرس