للخروج من الوهَن
د.نورة السعد
نعم.. نحن كغثاء السيل.. نعم نحن كغثاء السيل.. قد أصابنا (الوهن).. الوهن في
شراييننا.. الوهن في بصيرتنا.. الوهن في خطابنا.. الوهن في أفعالنا.. الوهن وهو
حب الدنيا والخوف من الموت ينتشر كالطفيليات في شوارعنا ومتاجرنا الضخمة
المكدسة فيها البضائع المستوردة ممن يقتل أطفالنا في فلسطين والعراق.. حتى
مطاعم الأطفال ووجباتهم في مجتمعاتنا قادمة من مخلب الصهيوني الذي يبصق على
وجوه الشرفاء في فلسطين ويقذف بصواريخه على أجساد أطفال العراق ونسائه وشيوخه
فيحيلهم إلى (فحم للتحرير)!!
هو الوهن أصابنا وقذف في أسماعنا كتل المال فلم نعد نسمع صراخ النساء.. ولا
أصوات القنابل التي تهز العراق.. وما تلك الصرخة من امرأة عراقية عفيفة على
طاولة الإنقاذ يمزق الأطباء جزءاً من ثوبها لإنقاذها وينكشف جزء من أعلى جسدها
وتصيح (.. فضحتوني فضحتوني..) صرخات الشرف والعفة للنساء اللاتي يفضلن الموت
على أن تظهر أجزاء من أجسادهن.. هذه الصرخات كان يفترض أن تغلي الدماء في عروق
وشرايين الشرفاء من رجال الأمة وليس نسائها فقط.. ولكن بعضاً منهم يستهزئ
بالنساء ويعتقد أنه أفضل منهن فيردد (ألبسوني تنورة قصيرة) أو ما شابه هذا..
اعتقاداً منه أنه يعبر (بقوة) عن موقفه اللاوطني وأنه تحول إلى امرأة!! بتوظيفه
هذا القول السخيف..
النساء في اليمن لبسن أكفانهن وسرن في الشوارع احتجاجاً على هذا الغزو الغاشم
على العراق وأهلها.. وبعض نساء من العرب يتناولن الشاي في منزل إحدى الأجنبيات
من الدول التي تُسقط قنابلها وصواريخها على نساء العراق وأطفالهن!!
النساء في بريطانيا يخيمن بالقرب من القاعدة التي تنطلق منها طائرات الموت إلى
العراق في رحلة مرعبة تنقل الدمار من هناك لتفرغه على أرض العراق كي (تحرره)
احتجاجاً على هذا التحرير!!
حمى مقاطعة السلع الأمريكية تجتاح أوروبا بشكل عام وألمانيا بشكل خاص.. وامتدت
حملات المقاطعة إلى كافة القطاعات الاقتصادية حيث تشهد المطاعم الأوروبية موجة
عارمة من المقاطعة للمواد الغذائية الأمريكية في تحضير مأكولاتهم.. وأصبح
مألوفاً أن تكتب المطاعم الألمانية على نوافذها (نحن لا نقدم السلع
الأمريكية).. وامتدت المقاطعة إلى قطاعات أخرى أوقفت من خلالها شركة ريزا
الألمانية الشهيرة لإنتاج الدراجات استيراد أجزاء وقطع غيار من الولايات
المتحدة الأمريكية التي حققت إدارتها رقماً قياسياً في تجييش الكره لها..
بل تجمع المتظاهرون في ألمانيا أمام محطات بنزين أمريكية وهتفوا بشعارات (لا دم
مقابل النفط).. وامتدت المقاطعة إلى الأفلام السينمائية وأفلام الفيديو
الأمريكية التي ظهرت على قوائم المقاطعة لكافة السلع الأمريكية.. وبالمثل في
بريطانيا رغم مشاركة حكومتها في الغزو الغاشم.. إلاّ أن المناهضين للحرب هناك
أعدوا قائمة بأسماء 230شركة أمريكية من التي تبيع منتجاتها في بريطانيا
لمقاطعتها..
وفي إيطاليا وعلى اختلاف مجموعاتهم من سياسية ومنظمات دينية وحركات السلام
مطالبة قوية بالمقاطعة للسلع الأمريكية.. وجميعنا قرأ عن الموقف الهستيري الذي
انتاب صقور البيت الأبيض عندما خالفت فرنسا توجهاتهم فصبوا عليها غضبهم وحرموها
حالياً من مليار دولار عقوداً كانت ستحظى بها بعد حرب (تحرير العراق)!! ولم
يكتفوا بتغيير مسميات (البطاطس) و(التوست) فبدلا من (الفرنش فرايز) صار البديل
(بطاطس الحرية) و(توست الحرية)!! وقاطعوا الأجبان الفرنسية..
إذن هم على وعي بأهمية سلاح مقاطعة السلع.. رغم تهكمهم وعملائهم في المنطقة من
المقاطعة للسلع الأمريكية التي تم تنفيذها من المستهلكين العرب والمسلمين في
مختلف الدول العربية خلال الانتفاضة الفلسطينية المباركة..
سلاح المقاطعة الآن هو الحل لكل من يرغب في الإسهام ضد هذا الغزو الغاشم.. ولا
تقللوا منها أيها المستهلكون.. فأمريكا قد تخسر ما يقارب , 86بلايين دولار إذا
ما تمت مقاطعة سلعها على اختلافها. ولنبدأ بالسلع الاستهلاكية.. ولنبدأ أيها
المسلمون في إغلاق المتاجر الأمريكية التي تروج لبضائع يهودية.. ولسلع يهودية..
يا تجارنا الشرفاء أعيدوا النظر في استراتيجياتكم وتحولوا إلى الاستيراد من
الدول المسلمة والدول التي وقفت ضد هذه الحرب المدمرة..
.. "فضحتوني.. فضحتوني" صرخة أم كل عربي ومسلم فهل من مجيب أيها العقلاء.. أيها
التجار.. أيها المستهلكون..
.. إن ما تقوم به حالياً جمعية (محامون عالميون) على لسان الأمين العام لها
الدكتور أحمد التويجري.. من تجنيد كل الطاقات بغية محاكمة الرئيس الأمريكي بوش
ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير وكما قال: نحن
سنقوم بعمل كبير على مستوى العالم للتشهير بالجرائم الكبيرة التي ارتكبت وترتكب
بحق الشعب العراقي من قبل امريكا وبريطانيا اضافة الى خرقهم للأعراف الدولية
والقوانين وبالتالي تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى المحاكم المختصة.
وقال: هم يقومون حالياً بحصر الجرائم المرتكبة وتحديدها وربط هذه الجرائم
بمرتكبيها وبالقوانين التي تجرمهم وتجنيد أكبر عدد ممكن من المحامين في العالم
لإقامة دعاوى في كل مكان وسيبدأون بمحكمة الجنايات الدولية ومحكمة حقوق
الإنسان.
هذا الموقف مهم وفعال وينبغي مساندته.. وعلى كل فرد منا القيام بما يستطيع
لإيقاف هذا الظلم ومناصرة الشعب المسلم والمؤمن في العراق.. وفي فلسطين.
(ولنبدأ بالمقاطعة لجميع السلع الأمريكية والإنجليزية)..
ما يحدث في العراق مقدمة لدمار قد يصيب كل الدول المحيطة والوحش قد انطلق من
قمقم التقنية المدمرة للحرب ولاغتيال الإنسان المسلم في كل موقع.. دعونا ننقذ
أنفسنا من (الوهن).
اتكاءة الحرف
من يتابع ملامح من يقودون هذه الحرب المدمرة وهم يتحدثون ويكذبون ويخادعون
ويسقطون في خنادق سقطات اللسان التي تنبئ عن حقائق أهدافهم.. يستطيع أن يؤلف
كتباً في (الخديعة والكذب والتضليل) ولكن وفق ديموقراطية أمريكا وخنوع
بريطانيا.. وصمت العرب!!
العودة للصفحة الرئيسيه