التأخر الدراسي مشكلة
تربوية ونفسية واجتماعية واقتصادية
لفتت أنظار علماء
النفس والمربيين والإدارة المدرسية فدرسوا أبعادها وأسبابها وطرق علاجها، ويستطيع كل من مارس
التدريس أن يقرر وجود هذه المشكلة في كل فصل تقريباً حيث نجد مجموعة من
التلاميذ يعجزون عن مسايرة
بقية التلاميذ في تحصيل
واستيعاب المنهج المقرر، وفي أحايين كثيرة تتحول هذه المجموعة - لدوافع شتى - إلى مصدر شغب مما قد يتسبب عنه اضطراب في
العملية التربوية التعليمية، وذلك لما يعانيه المتأخرون من مشاعر النقص وعدم الكفاءة
والإحساس بالعجز عن مسايرة زملائهم، فيحاول
هؤلاء التعبير عن هذه المشاعر السلبية بالسلوك العدواني أو الانطواء أو الهروب من المدرسة أو الانتماء إلى جماعات
منحرفة يحققون من خلالها حاجاتهم التي عجزوا عن تحقيقها في مجال المدرسة مثل حاجاتهم
إلى تأكيد الذات والتقرير وغيرها
. مفهوم التأخر الدراسي قبل الشروع في تعرف التأخر الدراسي لا بد من التطرق
إلى بعض المفاهيم
ذات العلاقة بهذا الموضوع منها:
صعوبات التعلم: ( التلميذ يتمتع بذكاء عادي أو أعلى من المستويات العادية ) اضطراب
في القدرة على التعلم بصورة فعالة بما يتلاءم مع قدرات الفرد الحقيقية ويظهر من خلال
اضطرابات في قدرة الفرد على استقبال المعلومات
المتعلقة بالأداء الدراسي أو تنظيمها أو التعبير عنها. بطء التعلم : ( يكون معدل الذكاء لدى التلميذ أقل من المتوسط
أو العادي) وهو يعني أن التلميذ يجد صعوبة
في التكيف مع المناهج الأكاديمية المدرسية وذلك بسبب قصور قدرته على التعلم أو قصور في مستوى الذكاء وعادة ما تتراوح نسبة
ذكائه بين ( 70 ـ 80 ) التخلف العقلي : هو
حالة نقص أو تأخر أو عدم اكتمال أو توقف النمو العقلي يولد بها الفرد أو تحدث في سن مبكرة نتيجة لعوامل وراثية أو مرضية أو
بيئية .
التخلف الدراسي: ( التلميذ يتمتع بذكاء عادي ) هو تخلف أو انخفاض في
مستوى التحصيل الدراسي عن المستوى المتوقع في اختبارات التحصيل أو عن مستوى سابق من
التحصيل. وعادة ما يكونون اقل من أقرانهم في التحصيل الدراسي.
لقد تعرض مصطلح ( المتأخرون دراسياً ) في
الأوساط التربوية إلى
كثير من سوء الاستعمال لدرجة أن البعض أطلقه وأرد به طائفة من ضعاف العقول، ويعبر عنها الآن بطائفة الضعف العقلي الخفيف
أو مجموعة التربية الخاصة، وتتراوح نسبة
ذكائهم بين 50 و70 - وذلك بتكرار استخدام مقاييس الذكاء المقننة، ويسميها البعض جماعة العاديين الأغبياء أو الأطفال
المتخلفين، أو مجموعة الحد الفاصل بين العاديين وضعاف العقول.
ومن التعريفات التي
توضح مفهوم المتأخرين دراسياً ما ذكره الباحث انجرام بأنهم " هؤلاء الأطفال
الذين لا يستطيعون تحقيق المستويات المطلوبة منهم من الصف الدراسي وهم متأخرون في تحصيلهم
الأكاديمي بالقياس إلى العمر التحصيلي لأقرانهم “.
ويعرف باحث آخر المتأخر
دراسياً بأنه " الطالب الذي تكون قدراته العقلية غير كافية بدرجة تسمح له بالانتظام أو
مواكبة الدراسة في فصله الدراسي، ومن
الضعف بدرجة لا تسمح له بمسايرة السرعة العادية لهذا الفصل “.
وباستعراض هذه التعريفات للمتأخرين دراسياً نستطيع القول بأن
المتأخر دراسياً: تلميذ توفرت له جميع
الظروف التربوية التي أتاحت لزميله في الفصل التقدم في الدراسة ولكن التلميذ المتأخر عجز عن مسايرة زميله دراسياً ولم
يتقدم في الدراسة ويصل إلى المستوى المطلوب
من مثله.
لكن المعيار الحقيقي
الذي بموجبه يعتبر التلميذ متأخراً إذا أظهر ضعفاً ملحوظاً في التحصيل الدراسي بالنسبة
للمستوى المنتظر من التلاميذ العاديين في مثل عمره الزمني، سواءً أكان ذلك راجعاً إلى
عوامل عقلية أو أخرى انفعالية واجتماعية
ويظهر هذا التأخر في أشكال عديدة، فقد يكون عامّاً في كل المواد الدراسية وقد وجد أن هناك ارتباطاً واضحاً بين
هذا النوع من التأخر وبين الضعف في نسبة
الذكاء وقد يكون التأخر محصوراً في عدد محدود من المواد الدراسية وقد اصطلح على تقدير التأخر الدراسي بقياس النسبة
التعليمية، وهي: النسبة التعليمية = ( العمر
التحصيلي ÷ العمر الزمني ) ×100 ومن البديهي أن تزيد النسبة التعليمية عن 100 في حالة التلاميذ المتفوقين حيث يكون مستوى
تحصيلهم متقدماً عن عمرهم الزمني. أنواع
التأخر الدراسي للتأخر الدراسي صور شتى تختلف تسميتها باختلاف العوامل المؤدية إلى التأخر فهاك المعوقون تربوياً
والمعوقين ثقافياً والمضطربون انفعاليا، وقد يطلق على هؤلاء جميعاً اسم المتأخرين
تحصيلياً وذلك لانخفاض نسبة تحصيلهم على مستوى ذكائهم عن المتوسط، ومن خلال ذلك يمكن
أن نقسم التأخر الدراسي إلى قسمين:-
1_ طلاب
بطيئو التعليم.
2_ طلاب متفوقون طرأت
عليهم بعض الظروف تسببت في تأخيرهم،
وكلا القسمين يحتاج إلى عناية وإلى معرفة الأسباب التي أودت بهم إلى التأخر الدراسي. أسباب التأخر الدراسي إن
التأخر الدراسي نتاج عوامل متعددة متداخلة
تتفاوت في نوعها وتأثيرها من حالة إلى أخرى وبعض هذه العوامل وقتي وعارض، وبعضها دائم، ولهذا ينبغي عند تشخيص التأخـر
الدراسي أن نتعامل مع الحالة كوحدة فردية
خاصة. ولقد تعددت أسباب التأخر الدراسي لعدة عوامل من أبرزها ما يلي:
1. عوامل
عقلية تتمثل في :
أ ـ انخفاض نسبة الذكاء. ب
ـ
الضعف في الذاكرة.
2. عوامل
جسمية:
أ ـ ضعف البنية العامة
. ب ـ الإعاقة الحسية ( ضعف السمع أو البصر.
ج ـ العاهات ( مثل
صعوبة النطق أو عيوب الكلام.
3. عوامل شخصية متعلقة
بالطالب:
أ ـ الإهمال في أداء الواجبات المدرسية.
ب ـ تأجيل
الدراسة إلى نهاية العام.
ج ـ عدم الانتباه داخل الفصل
. د ـ اعتقاد
الطالب بعجزه عن الفهم
. هـ ـ انخفاض الدافعية للتعلم المدرسي.
و ـ جهل الطلاب بكيفية المذاكرة.
4 ـ
عوامل مدرسية:
أ عدم كفاية التدريس قصور في التدريس يؤثر سلبياً
. ب ـ الجو
الاجتماعي المدرسي
وعدم تكيف الطالب فيه.
5. عوامل أسرية:
أ ـ اتجاهات الآباء السلبية نحو المدرسة.
ب ـ عدم توفير الجو المناسب للمذاكرة في البيت.
ج ـ الحرمان
الثقافي والاقتصادي
( قلة الخبرات والفقر.
6ـ سوء التوافق الذاتي
والاجتماعي ويتمثل
في عدم ضبط النفس وعدم قدرة الفرد على التكيف الاجتماعي وعلى تحمل المسئولية.
7ـ وجود صراعات نفسية
بينه وبين نفسه تتمثل في ضعفه وعدم ثقته بنفسه وعجزه عن حل المشكلات حلاً موضوعياً.
8 ـ وجود صراعات بينه
وبين غيره ، وافتقاره القدرة على
عقد صدقات مثمرة مع غيره.
9ـ صعوبة تركيزه
وانتباهه من جراء صراعات نفسية أو جسمية
أو هما معاً.
10ـ سوء علاقتهم مع الغير
، وتتمثل في سرعة غضبه وقسوته وسرعة
هياجه.
11_انهياره أثناء أداء
الاختبار أو قبله أو بعده نتيجة الخوف الشديد من الفشل.
12ـ الملل والقلق
والاكتئاب.
13ـ المشاكل النفسية والاجتماعية والتي لا توجد وسيلة للقضاء عليها.
14ـ أحلام اليقظة والإسراف
فيها.
15ـ عدم ملائمة المبنى
المدرسي للدراسة.
16ـ ضعف صلة المواد
الدراسية بالحياة.
17ـ عدم ثقة بعض التلاميذ
بجدوى المواد التي يدرسونها في المدرسة
. هذه أهم أسباب التأخر الدراسي وقد أجريت عدة
تجارب وبحوث ودراسات بين الطلاب المتأخرين
دراسياً لمعرفة أكثر الأسباب انتشاراً فكانت النتيجة كما يلي :
1. الضعف في الصحة العامة.
2. . ضعف البصر والسمع وعيوب النطق.
3. . ضعف الذكاء العام
4. . الفقر المادي في المنزل
5. . فقدان التوازن العاطفي
6. . انحطاط المستوى الثقافي في المنزل
7. . عدم المواضبة على حضور المدرسة
8.
. سمات وخصائص المتأخرين دراسيا تعددت الأبحاث
والدراسات التي أجريت بهدف
التعرف على الخصائص والسمات التي تميز المتأخرين دراسيا عن غيرهم من التلاميذ العاديين والباحث في سيكولوجية التأخر الدراسي
يلاحظ أن أهم سمات وخصائص المتأخرين دراسيا
هي:
أولا: سمات وخصائص عقلية
تشمل:
1. ضعف الانتباه
2.
. القدرة المحدودة على التفكير الابتكاري والتحصيل
3. . ضعف القدرة على التذكر و ومحدوديتها
4. . عدم القدرة على التفكير المجرد أو استخدام الرموز
5. . الفشل في لانتقال من فكرة إلى أخرى .
6.
. انخفاض مستوى التركيز .
7. مستوى
منخفض في التعرف على الأسباب
8 . البعد
عن المنطق
.
ثانيا السمات والخصائص الجسمية : نموهم المتوسط أقل من
أقرانهم العادين فهم أقل طولاً وأقل وزناً ويشيع بينهم الضعف في السمع وانتشار عيوب
النطق ، وسوء التغذية وضعف الحواس بشكل عام .
ثالثا: السمات والخصائص
الانفعالية :
1. فقدان
أو ضعف الثقة
في النفس
. 2
. السهولة
في فقدان الثقة بالذات
. 3. عدم
الاستقرار
. 4 . الخجل
. 5. قدرات
محدودة في توجيه الذات .
7. الانسحاب من المواقف
الاجتماعية و الانطواء . 7
8. . الكسل الذي قد يعود إلى الاضطراب والانتقال .
رابعا : السمات و الخصائص الشخصية والاجتماعية :
9. 1. القدرة المحدودة في توجيه الذات أو التكيف للمواقف الجديدة أو المتغيرة . 2
10. . صعوبة تطبيق ما يتعلمه في أحد المواقف في مواقف أخرى مشابهة. 3
11. . عدم القدرة على التقويم الذاتي. الوسائل
المستخدمة للتعرف على الطلاب
المتأخرين دراسياً الأخصائي الأجتماعي أو ( المرشد الطلابي ) بحكم موقعه الإداري هو المسؤول أمام الجميع عن تحقيق
أهداف العلمية التربوية ككل وعن الجوانب الإدارية للخدمة الإرشادية الطلابية داخل
المدرسة وتنظيم العلاقة بين العاملين بما يحقق النمو السوي للجميع، ولذا يجب أن يكون الأخصائي الاجتماعي أو
المرشد الطلابي
ملماً بأهداف ومناهج ومهارات وفنيات التوجيه والإرشاد مقتنعاً به كجزء لا يتجزأ من البرنامج العام للمدرسة، متحمساً في
تنفيذ برامجه إذا كان له أن يرأس قيادة
فريق التوجيه والإرشاد بالمدرسة، وفي أي جانب من جوانب التوجيه والإرشاد وإذا أردنا أن نتعرف على الوسائل التي
يستخدمها الأخصائي الاجتماعي أو المرشد الطلابي للتعرف على الطلاب المتأخرين دراسياً،
فهناك طرق شتى منها: 1. الكشف على الحالات الصحية التي لها علاقة
بتدني المستوى التحصيلي للطلاب،
ومن ثم تحويلها إلى الجهات الطبية المتخصصة لمعالجتها . 2
12. . متابعة ملفات الطلاب عند تسجيلهم وإطِّلاعه عليها . 3
13. . . الاطلاع على دفاتر الواجبات ودفاتر المتابعة لجميع الطلبة واكتشاف قدراتهم ومداها .
14. 4. اطلاعه على نتائج الاختبارات سواء التجريبية أو أعمال السنة أو الفصلية أو النهائية بهدف التعرف على الطلاب المتفوقين أو الطلاب المتأخرين دراسياً وتحليل نتائجها .
15. 5. عقد اللقاءات مع المعلمين أو مع مجلس الإرشاد والتوجيه من أجل التعرف على على الطلاب المتأخرين دراسياً . 7
16. . متابعة الطلاب أثناء الحصص العملية أثناء تواجدهم في المختبر أو صالة التربية البدنية أو الفنية . 8
17. . إقامة النشاط الطلابي بشتى صوره للجميع من أجل التعرف على طاقات الطلاب واكتشاف الحالات الخاصة منذ وقت مبكر .
18. 9. التنسيق مع المرشد الطلابي في شتى الحالات التي تستدعي العلاج . 10. الاطلاع على سجلات وإحصائيات الغياب اليومي والتأخر الصباحي من أجل المتابعة والعلاج للحالات المتكررة. 1
19. 1. اللقاءات الشخصية مع الطلاب من خلال ندوات أو محاضرات أو أثناء حصص الانتظار
20. . ومن خلال هذه الوسائل فأننا نأمل أن تكون صلة المدير بتلاميذه كصلة الأب بأبنائه وأن يعرف كل تلميذ وأحواله وميوله ومواضع الضعف فيه ليسهل علاجه. دور المدرسة في متابعة الطلاب المتأخرين دراسياً تنظر النظم التربوية المتقدمة إلى المدرسة على أنه الرائدة في مجال تطوير البرامج التعليمية وعليه أن يصنع بالاشتراك مع أعضاء العملية التربوية مستويات العمل والقواعد التي ينبغي أن يسير العمل على أساسها ومدير المدرسة مسئول عن الإشراف على النواحي الهامة الآتية : 1. النواحي الإدارية . 2
21. . رفع مستوى العملية التربوية في المدرسة.
3. الحياة الاجتماعية في المدرسة.
ويتبلور دور المدرسة في
متابعة الطلاب المتأخرين دراسياً من
خلال الخدمات الإرشادية ويمكن تقسيم هذه الخدمات إلى قسمين : أولا : خدمات وقائية . ثانيا: خدمات علاجية. أما الخدمات الوقائية فتدور حول الحد
من العوامل المسؤولة عن التأخر الدراسي
وأهم هذه الخدمات : 1. التوجيه العلمي: وتهدف هذه
الخدمات إلى الإحاطة بخصائص الطلاب العقلية والنفسية، ثم توجيه كل طالب إلى نوع التعليم المناسب لاستعداداته وميوله، فليس
هناك جدوى من إكراه الطالب على التعليم
الأكاديمي مادامت قدراته العقلية ضعيفة لأنه سيتعثر في هذه الدراسة كثيراً بل يمكن توجيه إلى دراسات مهنية أو صناعية
مناسبة.
2. خدمات تعليمية: وتتمثل
في مراعاة الفروق الفردية أثناء التعلم وتنويع طرق التدريس واستخدام أمثل الوسائل التعليمية ، وعدم إهمال
منخفضي التحصيل ومراعاة حقهم في التحصيل
بالشكل المناسب لهم . 3. خدمات صحية : وتهدف هذه الخدمات
إلى متابعة أحوال الطلاب الصحية بشكل دوري ومنتظم ، وإمداد المحتاجين منهم بالوسائل التعويضية اللازمة كالنظارات الطبية
أو السماعات لحالات ضعف السمع . 4. خدمات توجيهية : وتتمثل في تقديم النصح والمشورة للتلاميذ لمعرفة أهم طرق الاستذكار السليمة ومساعدتهم
على تنظيم أوقات الفراغ ، وقد يتم ذلك في شكل محاضرات عامة أو مناقشات جماعية . 5. خدمات الإرشاد النفسي : وتهدف هذه الخدمات إلى
المحافظة على تكيف الفرد لأنه غالباً ما يرافق التأخر الدراسي بعض مظاهر سوء التوافق
كالعدوان أو الهروب ، وكذلك التخطيط لتنمية
الدوافع الدراسية والاتجاهات الإيجابية والعلاقات الاجتماعية الجيدة ومقاومة الشعور بالعجز والفشل . 6. خدمات الاتصال بالمنزل : وتتمثل
في توجيه الأباء لمعاملة الأبناء معاملة متوازنة ، وتهيئة الأجواء المناسبة للمذاكرة في المنزل ومتابعة الأبناء وتحقيق
الاتصال المستمر بالمدرسة . 7. الاهتمام بنوعية المدرسين واختيار الأكفاء منهم : خاصة في المراحل التعليمية الأولى حتى يتمكن الطلاب من
فهم أساسيات المادة ففي كثير من الأحيان
يتضح أن فصل بكامله كان يعاني من ضعف في مادة الرياضيات وحدها ، وتبين أن السبب يرجع إلى تسرع المدرس في الانتقال بالتلاميذ
إلى دراسة القسمة المطولة قبل إتقان
ما سبقها من العمليات الحسابية . 8. إجراء البحوث التربوية
: التي تكشف عن أهم المشكلات التي يعاني منها الطلاب عامة ومحاولة علاجها مبكراً . الخدمات العلاجية : إن الخدمات
العلاجية تهدف إلى استثمار طاقات الفرد وتنميتها للتغلب على العقبات التي تسبب له هذه
المشاكل وتختلف المساعدة باختلاف تشخيص
الحالة .. فإذا كان التأخر الدراسي عاماً وشاملاً وقديماً فلا شك أن التفكير في هذه الحالة سينصب على انخفاض عام في مستوى
الذكاء ، ولذا فمن الأفضل تحويله إلى مؤسسة التربية الفكرية حيث يتم اكتشاف نواحي
القوة عنده ومن ثم توجيهه إلى مجال ينمي
فيه تلك النواحي الإيجابية ، أما إذا كان منخفض الذكاء قليلاً فقد يتبعه عادة ومع مرور الزمن اتجاهات سلبية نحو التعلم ونحو
المدرسة وانخفاض الدوافع نحو الدراسة وضعف الثقة في النفس ، أما إذا تأكد لنا أن التأخر
الدراسي شامل ولكنه طارئ فعلينا أن
نركز على عوامل بيئة واجتماعية طارئة أثرت على التلميذ ، و في مثل هذه الحالات يصبح من الضروري البحث عن المشكلات التي تعرض
لها الطالب مؤخراً . وفي حالة التخلف في مادة واحدة فإننا نستبعد التعامل مع ظروف
الطالب العامة أو قدراته العقلية بل ينصب
العلاج على كل ما له صلة بهذه المادة : ( المدرس - طريقة تدريس المادة - العلاقة مع المدرس - عدم إتقان أساسيات المادة
. ) وهنا نحتاج إلى ما يسمى بالتعليم العلاجي ، وبعبارة أخرى فأن التعليم العلاجي
يقوم على تشخيص المشكلة واكتشاف نقاط الضعف أولاً ثم التدرج إلى محاولات تصحيحها .
ولذا فإن استراتيجية العلاج التي يعتمد
عليها للتأخر الدراسي تقوم على الأسس التالية : 1. تقديم الخدمات الوقائية المتعددة التي أشرنا إليها سابقاً .
2. استثمار وتنمية طاقات
الفرد قدر المستطاع في حالة ضعفها بطرق مختلفة .
3. إحداث تغييرات بيئية
مناسبة لها أثر في علاج التأخر
الدراسي وهذا ما نسميه بالعلاج البيئي 4. بناء أسلوب للتعلم يتناسب مع ظروف وطاقات المتأخرين
دراسياً
. 5 .تحويل بعض الحالات مثل
حالات الضعف العقلي إلى المؤسسات المختصة ، و وحالات الاضطراب الانفعالي إلى العيادات
النفسية . التقويم و علاقته بالتأخر الدراسي
إن عملية التقويم لا تتناول جانباً واحداً من جوانب التلميذ ، بل تمتد لتشمل جميع جوانب النمو المعرفي والجسمي
والاجتماعي … ، وهي عملية أشمل من أن تكون عملية قياس لجوانب النمو ثم رصد درجة هذا
النمو ، وإنما تمتد لتشمل أيضاً دراسة العوامل التي أدت إلى ضعف هذا النمو في جانب
ما ، والبحث عن أفضل الحلول الممكنة للتخلص
من أسباب هذا الضعف وهكذا يستمر التقويم ملازماً للعملية التعليمية ينتقل من التشخيص إلى وصف العلاج بمعنى أن التقويم يجب
أن يمتد ليشمل تقويم نمو التلاميذ وتقويم
كل العوامل التي تؤثر في المنهج المدرسي كالنواحي الإدارية والمباني والأجهزة والمعامل ، كما يمتد ليشمل العلاقة
التي تربط المدرسة بالبيئة ، وبما أن التقويم عملية تشخيصية علاجية فيمكننا استخدام
نتائج تقويم التلاميذ في الكشف عن حالات
التأخر الدراسي بقصد رعاية ومعالجة التلاميذ المتأخرين دراسياً . ومن مقتضيات التقويم السليم من واقع مسؤولية الإدارة
المدرسية ما يأتي : 1. أن تدرك إدارة المدرسة أن التقويم - في حد ذاته - وسيلة وليس غاية وعن طريقه يمكنها توجيه العملية التربوية
توجيهاً سليماً صحيحاً . 2. أن تمارس عملية التقويم منذ بدء العام الدراسي وتستمر في متابعته حتى نهايته . 3. أن يتسم تقويمها بالموضوعية ، بمعنى عدم الخضوع للنواحي الذاتية أو الشخصية
بل عليها مراعاة الصالح العام للعمل التربوي . 4. أن تتبع أساليب متنوعة في تقويم العمل المدرسي وأن تحسن استخدامها حتى تؤدي فاعليتها
ويتحقق الغرض منها . 5. ألا يقتصر عمل التقويم على ناحية دون أخرى من نواحي العمل أو مجموعة من التلاميذ دون آخرين بمعنى أن
يكون التقويم شاملاً . 6. أن تتعاون المدرسة مع غيرها من أجهزة المتابعة الميدانية للتحقيق الغاية من التقويم باعتباره عملية تعاونية يشترك في
إتمامها أكثر من فرد وأكثر من هيئة تربوية . 7. تقويم العمل المدرسي في ضوء الأهداف الموضوعة وإجراء تعديلات كلما لزم الأمر ، وإعادة النظر
في أساليب ممارسة العمليات التربوية والتعليمية
، والأخذ بما يقلل من فاقد التعليم ( الهدر التعليمي ) ويحقق عائداً أكبر . يتضح لنا أن على المدرسة القيام بتوفير
الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية
المتنوعة للتلاميذ ، فهي إلى جانب إشرافها على تنظيم العمل المدرسي داخل الفصول الدراسية تهتم بالتوجيه الفردي
للتلاميذ الذين قد يعانون من مشكلات التحصيل
والمتابعة وذلك بتوفير برامج الإشراف والتوجيه اللازمة لهم كما تؤدي أيضاً خدمات في مجال حل المشكلات الاجتماعية
للتلاميذ مثل مشكلات التكيف الاجتماعي داخل المدرسة والمشكلات الأسرية التي قد يعاني منها
البعض وتؤثر على أدائهم التحصيلي ، وتعمل
المدرسة كذلك على توفير الخدمات العلاجية اللازمة للتلاميذ المرضى وتنظيم عملية الكشف الطبي الدوري للتلاميذ للتأكد من
عدم وجود مشكلات صحية تعوق النمو السليم
للانسان.