|
|
تقع فلسطين غرب قارة آسيا ، بين خط طول 15-34ْ و40/35ْ شرقا ، وبين دائرتي عرض 30-29ْ و 15-23ْشمالا
وتشكل فلسطين الشطر الجنوبي الغربي من بلاد الشام ، ويحد فلسطين من الشمال لبنان ، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط ومصر ، ومن الشرق سوريا والأردن ، ومن الجنوب مصر وخليج العقبة
وتطل فلسطين من الغرب على البحر الأبيض المتوسط ، بمسافة 250 كيلومترا بين رأس الناقورة في الشمال ، وحتى رفح جنوبا
وتتميز فلسطين بأنها كانت جزءا من وطن الإنسان الأول ، ومهبط الديانات السماوية ، ومكانا لنشوء الحضارات القديمة ، ومعبرا للحركات التجارية ، والغزوات العسكرية عبر العصور المختلفة ، وقد أتاح لها مركزها في وسط العالم ، أن تكون حلقة وصل بين قارات العالم القديم ، آسيا وأوروبا وافريقيا ، وكان موقعها محط أنظار الطامعين للسيطرة عليه والاستفادة منه
لموقع فلسطين أهمية كبرى في السلم والحرب ، فقديما كانت فلسطين تمثل احدى الطرق التجارية الرئيسية التي تربط بين وادي النيل وجنوب الجزيرة العربية من جهة ، وشمال بلاد الشام والعراق من جهة ، وكانت فلسطين مسرحا لمرور القوافل قبل الإسلام وبعده، حيث تسير إليها القوافل صيفا قادمة من الجزيرة العربية كجزء من رحلة الشتاء والصيف التي ورد ذكرها في القرآن الكريم
ولا زالت فلسطين تحتفظ بأهمية موقعها التجاري ، لأنها تمثل حلقة الوصل بين المداريات والموسميات في جنوبي آسيا والشرق الأدنى من جهة ، وبلين بيئتي البحر المتوسط وأوروبا الغربية من الجهة الأخرى ، فجاءت فلسطين لتربط بين حضارة الشرق الزراعية ، وحضارة الغرب الصناعية ، وبذلك أصبحت طريقا هاما لمرور التجارة العالمية والمسافرين على كافة طرق المواصلات البرية والبحرية والجوية
وكانت الموانئ الفلسطينية من أهم الموانئ العالمية ، فالنفط العراقي كان يتدفق في أنابيب من كركوك بشمال العراق إلى مصفاة حيفا حيث يتم تكريره فيها ، ومن ثم يصدر إلى الخارج ، غير أن ضخ النفط العراقي توقف عام 1948 بعد احتلال الجزء الأكبر من فلسطين على أيدي الغزاة الصهاينة
وقد تكالبت على فلسطين أمم شتى ، كالبابليين والأشوريين والحثيين والفرس واليونان والرومان ، إلى أن جاء الفتح الإسلامي ليحررها من براثن الغزاة ويضمها إلى ديار الإسلم ، لتصبح من أركان ديار الإسلام الأساسية
وفلسطين التي تعدت العديد من الغزوات .. بما فيها غزوة نابليون الذي تمت هزيمته عند أسوار عكا .. كانت كل مرة تلفظ غزاتها لتعود في النهاية فلسطين إلى أهلها ، ولن يطول الزمان بأولئك اليهود حتى تلفظهم ، وتعود فلسطين حرة عربية إسلامية
|
|