هل رأيت أبا يبكى ذات يوم ؟ هل رأيته و هو
يخفى عن ابنه وجهه حتى لا يرى دموعه ، هل رأيته و هو ليس في باله أي شئ من الدنيا
سوى الهموم ...لا عليك فالموقف اصعب مما تتخيل ،دعني أخبرك عن آباء و آباء و أمهات
و اسر بأكملها أراهم كل يوم في مستشفى معهد الأورام يبكون و تتساقط دموعهم فمنهم
من بنظر لابنه الذي اصبح كالجثة الهامدة لا تعرف إن كان حيا أو ميتا إلا من تحركات
بطنه أثناء تنفسه ، و رأيت أبا يبكى لمرض
الحفيد فهو يبكى على ابنه و ابن ابنه ..تقطع قلبه و هو يراه على فراش الموت، و
رأيت أبا يبكى لمرضه هو نفسه فبعد أن كان هو الشعلة التي لا تنطفئ و الحماس الذي
لا يهدأ و المجهود الذي لا ينقطع ..اصبح و قد انطفأت الشمعة و هدأ بل و مات الحماس
و اصبح في حاجه إلى الجميع ليساعدوه حتى في ابسط الأمور كالأكل و الشرب و حتى الجلوس.
هذا هو القدر الواجب علينا أن نحمد الله
عليه .
و لكن كما قال تعالى و تلك الأيام نداولها
بين الناس فاعلم أن هذا اليوم قريب جدا منك و ربما تكن أنت الأب و لربما لا تستطيع
أن تخفى دموعك عن أبناءك و هذا منتهى الذل فأي أب يرضى أن يبدو ضعيفا أمام أبناءه
...و لكنه المرض الذي انحنى له الجميع و طأطأ له ابن آدم.
إن كنت تريد أن تهون عليك هذه اللحظات حين
تأتى ( نسأل الله لكم العافية من كل سوء )
فابدأ من الآن و ساعد مريض و لو حتى بزيارة بسيطة تريه فيها ابتسامه لم يرها منذ
زمن بعيد .
إن كنت لم تسمع عن أسرة رسالة (كلية الهندسة)
فان الآن أخبرك أنها تنظم زيارة شهريه لمستشفى و أسبوعيه لملجأ .
و إن كنت لم تسمع عن جمعية أصدقاء معهد
الأورام فأنا أخبرك بأن لها نشاط داخل معهد الأورام لا غنى عنه ، فأنت مهما كانت
خبرتك الطبية ضعيفة فستسهم في إنقاذ الكثير من المرضى بإذن الله ..فالأطباء
والموظفين داخل المعهد تجمدت قلوبهم من كثرة ما يروا من حالات مرضيه فربما يأتى
مريض قد تأخر عن موعد الكشف المحدد له فيعطيه الموظفون موعد متأخر جدا ربما بعد
أسبوع أو شهر أي يعطوه موعد فيه يكون قد فات الأوان فنحاول الحصول على استثناء من
مدير العيادة و غالبا ما ننجح بفضل الله، و ربما يحتاج مريض إلى كرسى متحرك أو
سرير متحرك أو لصرف دواء أو الوصول لمكان معين داخل المعهد فنساعدهم .
هناك مكتبه للأطفال داخل المعهد بها العاب
مختلفة للترفيه عن الأطفال المحجوزين داخل المعهد و عددهم 80 أو الذين يتلقون
العلاج بالعيادة و عددهم 180 فلم لا تشارك في اللعب مع الأطفال لعلك تزيل شئ من
جبل الهموم .
هناك نشاط الإرشاد عن طريق مساعدة الأطباء
داخل العيادات في إحضار بعض التحاليل و العينات من المعمل أو كتابة بعض التقارير
على الكمبيوتر....،
و هناك نشاط التوعية و حملات التبرع بالدم
و أنشطه أخرى كثيرة في انتظاركم.
ساعد مريض فستحتاج من يساعدك
الجمعية لها مكتب داخل معهد الأورام
يمكنكم
أيضا التبرع بالدم أو بالصفائح الدموية هي المكون الأساسي للدم
ولا غنى عنها لبعض الحالات المرضية التالية:-
1-
المصابون في الحوادث حيث يفقدون كمية كبيرة جدا من الدم لا يمكن تعويضها عن طريق أكياس الدم فكيس الدم الواحد لا يزيد
عن 450 سم2 وربما يحتاج المصاب إلى 4 لتر من الدم فكيف يمكن الحصول عليها في بلد
كانت حتى عهد قريب تستورد الدم
2- مصابو السرطان
أ-مصابو لوكيميا الدم :-حيث أنهم في أصعب حالاتهم يحتاجون لتغيير
الدم كاملا مرة أو مرتين يوميا حيث يتم حقنهم بالصفائح الدموية التي تقوم هي
بتجديد الدم بأكمله
ج- حالات زرع النخاع :-في
حالة زرع النخاع يتم إزالة النخاع تماما الذي يعتبر المسؤول الأساسي لتكوين الدم
فتصبح حالة المريض خطيرة بسبب فقدانه للمناعة ضد أي فيروس و يكون معرضا للوفاة و
لإسعافه يتم حقنة بالصفائح الدموية لفترة تستمر أسبوعين حتى يعود النخاع الذي زرع
للعمل 0
و هكذا نرى كيف يمكنا
المساهمة في إنقاذ حياة إنسان من الموت بفضل الله سبحانه و تعالى : فلا تنسى أن
الله يقول "و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ". يوجد خمسة أجهزه داخل المعهد.
عنوان معهد الأورام : محطة فم الخليج _ كورنيش النيل على بعد خمس
دقائق من القصر العيني الجديد و كلية الصيدلة في اتجاه المعادى