العلم
و الأخلاق..
يلوم علينا الناس إننا سلبيين و لا نمتلك أي
شخصية بل لا نكتسب من العلم أي شئ مما ندرسه و إن كان اللوم موجه من الأساتذة
أنفسهم الذين يدرسون لنا فأني أجيب عليهم
أساتذتي : مثلما نحن ألان
لقد كنتم في يوم من الأيام طلبة و لكنكم نسيتم هذا .....
نعم ففي الخمس سنوات داخل كلية الهندسة تبني
الشخصية و يصنع الرجال فمن هذه المجموعة من الطلبة سيكون المسؤول و السفير و
الوزير... ولا عجب في هذا فان لم يكن وزير الإسكان أو المواصلات مهندسا فمن يكون
.... هل سيأتي من الشارع ... أم ماذا؟
إذا فنحن لا نريد أن نتعلم الهندسة فقط
فالتربية و الأخلاق والشخصية فهذه الأخلاقيات تكتسب عبر الخمس سنوات .....
فهيا ننظر سويا ماذا اكتسبنا في الخمس سنوات
الدراسية داخل الكلية .
لقد تعلمنا الغش دون أن ندري فالأساتذة
يطلبون تقارير و مشاريع تفوق طاقة الطالب فنغشها و نسلمها..تقرير بعد تقرير و
مشروع بعد مشروع ننسي أن هذا غش فيطبع علي قلوبنا كأنه عمل عادي.
ثم يأتي دور الامتحان فالمحاضر يقول طلاسم
غير مفهومة و لا يبالي فهو يعتقد انه يبذل ما في وسعه .. ثم يباغت الجميع باختبار
غير موجه للطلبة و إنما موجة لأساتذة زملاءه أو لمن يسكنون الفضاء.
ثم يلوم الجميع علي المهندس غش في الأساس
فيقع المنزل و انهار علي من عليه و ماتوا أو آخر أخذ رشوة أو..
نعم لوموا عليهم و لكن قبل ذلك لوموا المصدر
الذي صدر لنا هؤلاء و ما زال يصدر.
لقد تعلمنا أن نرضي بالذل و لا نتكلم فهذا
أستاذ معقد من شئ معين فينتقم منا نحن في صورة هذا الشيء .... و كيف سنتكلم
وأرواحنا في أيديهم.
و تعلمنا ألا نعترض و ألا نقول رأينا وأن
نعيش دوما في دور الضحية المغلوبة علي أمرها فننكسر قبل أن نبدأ طريقنا في الحياة
وتعلمنا
و تعلمنا و تعلمنا.....
و إن كنا قد تعلمنا علما هندسيا رهيبا قويا
فماذا سيفيد هذا و من يحمله مهزوما ضعيفا لا يعرف كيف يستغله.
سمعت أستاذا في أول يوم للدراسة يملي شروطه
علي الطلبة فيقول لهم الحضور مبكرا و عدم أخذ دروس خصوصية و عدم التحدث أثناء
المحاضرة و....
هذا كله شئ عظيم و لكن كان من الممكن أن
يفعله الطلبة تلقائيا دون الحاجة لهذا الكلام فقط لو أحبوا المحاضر نعم فالحب يصنع
الكثير .
و يحضرني ألان قصة أستاذ في كلية الهندسة
كان يدرس للطلبة مادة لا دخل لها بالمعادلات أو الأرقام .. هذه المادة هي أخلاقيات
المهندس تأثر به مجموعة من الطلبة و أحبوه فكونوا مجموعة تقدم أعمال خيرية كثيرة
ثم تطور الموضوع فأصبحت جمعية خيرية لها ملجأ للأيتام و هي الآن تبني الثاني و
الثالث و البقية تأتي إن شاء الله ... تخيلوا أن هذه المادة في العام السابق للعام
الذي قام هذا المحاضر بتدريسها كان محاضر آخر يدرسها و كان الحضور فيها قليل للغاية
أما منذ أن درسها هذا المحاضر فالعدد أصبح كبير بل إن هناك طلبة من أقسام و سنين
مختلفة , و لك أن تتخيل كيف لمجموعة من الشباب لم يتجاوز عمرهم الثلاث و العشرون
عاما أن يجمعوا 400 ألف جنيه و يبنوا الملجأ و تحملوا مسؤولية أكبر و هي الأطفال
الأيتام و لك أن تتخيل أيضا لو تكرر هذا الموضوع و بدأ الطلبة بالشعور بالحب نحو
الأساتذة فبعيدا عن العمل التطوعي مثلا ممكن لأستاذ في التحكم مع مجموعة من الطلبة
إنشاء قاعدة لتوجيه الصواريخ أو في مادة الاتصالات إنشاء رادار أو أجهزة تجسس نحن
في حاجة إليها الآن أو .. أو ..
لا تلوموا علي الطلبة وحدهم و انظروا
لأعدائنا ماذا يفعلون فإسرائيل أحست بأنها متأخرة في مجال الفضاء و الأقمار
الصناعية , فوجهت مشاريع التخرج لطلبة الهندسة في هذا المجال ووضعت خطة لمدة 10
سنوات و بالفعل في خلال 8 سنوات أطلقوا أول قمر صناعي بيدهم دون أي مساعدة
ماذا ننتظر لقد وهبنا الله خير أجناد الأرض
و ها نحن نتعاون و نتحد لنكون في النهاية لا شئ!!