- النصبوهذا الموضوع في غاية الأهمية، لأن أكبر الفرق الإسلامية التي بيننا وبينها خصومة شديدة هي الشيعة صحيح أن جذور هذه الخصومة كانت من القرن الأول، إذ لجأ بنو أمية ثم بنو العباس إلى الفتك بمحبي أهل البيت وإذلالهم. فقتلوا حجر بن عدي صبراً في عهد معاوية لأنه أنكر سب علي على المنابر، وقتلوا عمرو بن الحمق الخزاعي وكان ممن لقي النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وهاجر إليه وكذلك كان حجر بن عدي، وقتلوا الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة بالسم وقتلوا أخاه الحسين بالسيف وارتكبوا مجزرة كربلاء، ثم ثار زيد بن علي (122ه) بعد أن أهانه هشام بن عبد الملك فقتل، وثار ابنه يحيى وقتل وكان خروج هؤلاء وقبلهم ابن الأشعث وابن الزبير وأهل الحرة لأجل ما يرونه من الظلم الأموي والاستبداد وعدم الأهلية لتولى الحكم في وجود كبار الصحابة وأخيار التابعين لكنهم لم يقدروا جانب القوة والاستطاعة ففشلت ثوراتهم، ولما جاء العباسيون فعلوا بأهل البيت مثلما فعل بنو أمية فطلبوا الصالحين من آل علي وسجنوهم وقتل منهم في سجون أبي جعفر المنصور وأبنائه الكثير من العباد والصلحاء، فخرج النفس الزكية بالمدينة وأخوه إبراهيم بالبصرة وإدريس بالمغرب والهادي باليمن والناصر الأطروش بالديلم وبقيت الثورات بين العباسيين والعلويين لم تنقطع إلى أن تكونت لهؤلاء دول صغيرة ثم جاء السلاجقة والعثمانيون وهم من السنة وكانت لهم حرب طويلة مع دول الشيعة في إيران كالبويهيين والصفويين ولابد أن تستغل كل دولة من الدول السنية سنيتها سواءً الأموية أو العباسية أو العثمانية وتستغل الدول الشيعية شيعيتها كالبويهيين والصفويين لإقناع الشعوب بشرعية قتال الدول الأخرى ذات الصبغة المذهبية المختلفة، فقام العلماء من جميع الفرق ودونوا المدونات العقدية والردود التي تعمم الأخطاء وتنظر إليها بمنظار مكبر وأصبح هناك تركيز على بعض الجوانب السلبية عند بعض أتباع الطائفة المخالفة وانشغلت كل طائفةٍ بالأخرى وتناست أخطاءها وانحرفاتها الذاتية، وكل طائفة تقنع عوامها بمجموعة من القواعد المتسلسلة التي تحمل إقناعاً للعوام لا للعلماء الباحثين، فينشأ العوام على ما نشأ عليه آباؤهم من التنابز بالألقاب وتوفير الأرضية الشرعية لكل حرب بين المسلمين إلى أن ضعف المسلمون وأصبحوا كما ترون، كل هذا بسبب كتب العقائد أو على الأقل كان للعقائد دور رئيس في هذا، لاختلاف السياسات واستعانتها بالناس بعد استغلال ديني لإضفاء الشرعية على الممارسة السياسية. وبما أنه من المعلوم عند عموم المسلمين أن قتال المسلم للمسلم حرام فالسياسات تستعين بالعلماء الذين يسوغون للحكام قتال المسلمين وكان الشيعة يلزمون أهل السنة([1]) بالنصب والانحراف عن علي وأهل البيت ويعممون أخطاء الشاميين من المنتسبين إلى السنة على جميع السنة فرد أهل السنة بأن الشيعة يغلون في أهل البيت وعمموا أخطاء وعقائد غلاة الشيعة على جميع الشيعة ثم تجاوز بعضهم ودافع بالباطل عن بني أمية وكأن المطلوب هو الدفاع عنهم كالدفاع عن أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم!! وأصبح نقد معاوية بن أبي سفيان (وهو من الطلقاء) غير مقبول عند السنة بعد أن كان متقدموهم يذمون ظلم معاوية وانتزاؤه على هذه بالسيف وجعله الخلافة ملكاً عضوضاً واستئثاره ببيت المال وما إلى ذلك من المفاسد التي أحدثها فلما رأى الشيعة دفاع السنة عن معاوية ويزيد لم يكتفِ الشيعة بذم معاوية بل تجاوزوه إلى أبي بكر وعمر وعثمان زعماً منهم بأن هؤلاء هم سبب إنصراف الأمر عن علي، ثم بالغ أهل السنة في ردة الفعل وفي زيادة الدفاع عن معاوية وعن يزيد بن معاوية والدولة المروانية كلها، وأخذوا يلمزون علياً والحسين على وجه الخصوص([2]). والآراء أو العقائد الشامية كان المحدثون يطلقون عليها (النصب) ومعنى النصب مناصبة أهل البيت العداء من تنقصهم ومدح خصومهم، ومن دلائل النصب في كتبنا العقائدية: 1. روى عبد الله بن أحمد أثراً موضوعاً عن علي نصه: (لا تكرهوا إمارة معاوية)!!([3]). 2. وروى أيضاً([4]) أن أبا موسى كتب لعلي: (بلغني أنك تقنت في صلاة الفجر وتدعو عليَّ ويؤمن خلفك الجاهلون وقد قال الله عز وجل: (إني أعظك أن تكون من الجاهلين)!! والأثر ضعيف. 3. وروى بإسناده عن أبي وائل أن (علياً أحب إليه من عثمان حتى أحدث)؟! اه. أقول: أحدث ماذا؟! فهذا تلميح بأن علياً ابتدع أموراً؟! وعلى هذا فليس من أهل السنة والجماعة؟! وهذا المعنى يدندن حوله بعض الحنابلة دون تصريح!! ومن هؤلاء الحنابلة البربهاري وابن تيمية رحمهما الله كما سيأتي. 4. وأورد عبد الله بن أحمد أحاديث ضعيفة في ذم الرافضة ونص الحديث عن النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): (يظهر في أمتي في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام)!!0 5. وروى عن كعب الأحبار([5]) مدائح في مدائن الشام معقل بني أمية!! 6. التلميح أن علياً إنما يقاتل على الدنيا([6])!! وهذه التهمة كررها ابن تيمية كثيراً في منهاج السنة!! تلميحاً أو تصريحاً. 7. روى الروايات في تبرير بغض بعض أصحاب علي لعلي([7])!!. 8. ثم جاء البربهاري: فنجده يقول([8]): (والجماعة ما اجتمع عليه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان)!! وهذا معناه أن علي بن أبي طالب ومن معه من البدريين والمهاجرين والأنصار ليسوا على الجماعة!! بينما عدوا معاوية وفئته الباغية من أعاريب لخم وجذام هم الجماعة!! بعد صلح الحسن. 9. وقال البربهاري([9]): (واعلم أن الدين العتيق ما كان من وفاة رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) إلى قتل عثمان بن عفان وكان قتله أول الفرقة وأول الاختلاف فتحاربت الأمة وتفرقت واتبعت الطمع والأهواء والميل للدنيا)!!. أقول: لم يستثن علياً ومن معه من البدريين والمهاجرين والأنصار!! وكانت الأغلبية الساحقة من هؤلاء مع علي وهم الجماعة يومئذٍ وهم الفئة العادلة لا الباغية كما لم يستثن البربهاري المعتزلين من الصحابة أيضاً. 10. ثم قال أيضاً([10]): (والكف عن حرب علي ومعاوية وعائشة وطلحة والزبير...) انظر كيف قدم معاوية على هؤلاء الثلاثة!! مع أن قضيتهم غير قضيته ومع أنهم تابوا واعترفوا بخطئهم ومع كونهم من السابقين إلى الإسلام بينما معاوية ماذا أدخله بين هؤلاء؟! ثم لماذا الكف مع وجود مثل حديث عمار المتواتر؟! كيف نكف عن أمر لم يكف عنه النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)؟! ثم نجد البربهاري يوصي بالآثار وينسى مثل حديث عمار ونحوه وعندما أحس بأن الناس سيتهمونه بالنصب لإيراده من هذا التعصب ضد الإمام علي جاء بقاعدة تسكت هؤلاء فماذا قال؟! قال([11]): (واعلم إذا سمعت الرجل يقول: فلان ناصبي فاعلم أنه رافضي)!!أهـ. وعلى هذا يكون قد قطع الطريق على من تسول له نفسه أن يتهمه بالنصب!!. وليته أخبرنا عن الذي نسمعه يقول عن الرجل من أهل السنة: فلان رافضي!! هل يكون القائل ناصبياً؟!! 11. وقال([12]): (من وقف في عثمان وعلي ومن قدم علياً على عثمان فهو رافضي قد رفض أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)!!). أقول: وعلى هذا فهو يتهم عمار بن ياسر وأبا ذر والمقداد وغيرهم من الصحابة بأنهم روافض لأنهم كانوا يرون تفضيل علي على أبي بكر وعمر فضلاً عن عثمان كما أن كثيراً من الصحابة كانوا يفضلون أبا بكر ولم ينكر بعضهم على بعض فالمسألة هينة والنصوص فيها متكافئة. 12. ونجد الخلال الحنبلي صاحب كتاب السنة([13]) يروي الموضوعات والمناكير في فضل معاوية فروى عن أحدهم قوله: كنا عند الأعمش فذكروا عمر بن عبد العزيز وعدله، فقال الأعمش: فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: في حلمه، قال: لا والله بل في عدله!!) أقول: وهذه رواية مكذوبة فالأعمش من شيعة الكوفة الذين كانوا يذمون معاوية ـ بل بعضهم يكفره ـ فالأعمش لن يقول مثل هذا الكلام ولم يدرك معاوية فقد ولد عام 61ه بعد موت معاوية بسنة فكيف أدركه؟! وقد سرد الخلال كثيراً من الآثار في فضل معاوية، كقولهم: إنه ـ أي معاوية ـ يشبه المهدي!! وأنه أفضل من عمر بن عبد العزيز!! وأنه خال المؤمنين!! وكاتب الوحي!! بل أنه أفضل من ستمائة من أمثال عمر بن عبد العزيز!! وأنه كان أسود من أبي بكر وعمر يعني بالسخاء وفسره ناس بأن المراد السيادة التي تعني الأهلية والأولوية بالخلافة!! وأنه أحلم الناس وأحلم من أبي بكر وعمر!! وأنه أعطى ثلاث سفرجلات ليلقى بهن النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) في الجنة!! وأنه يزاحم النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) على باب الجنة...!! الخ. وكان محمد بن عبد الواحد الحنبلي المعروف بغلام ثعلب لا يبدأ درسه إلا بعد قراءة جزء فيه الأحاديث الموضوعة في فضل معاوية!! فكان يلزم كل طالب من طلابه بقراءة ذلك الجزء أولاً!!([14]) ويتواصل الغلو عند ابن بطة وابن حامد فيما نقله عنه ابن تيمية في منهاج السنة وغيرهم من الحنابلة ثم نجد هذا الغلو في مدح بني أمية وأشياعهم يتم متناسقاً مع الغض من علي بن أبي طالب وأنصاره عند علماء أهل الشام قاطبة لأنهم كانوا في موطن بني أمية، وقد تربى الناس في الشام على بغض علي ولعنه فظهر منهم أكثر من خمسين محدثاً ناصبياً في القرون الثلاثة الأولى كان أشهرهم حريز بن عثمان الرحبي من رواة البخاري وكان يسب علياً في اليوم (140) مرة فقط!!. ثم تتابع علماء الشام كابن تيمية وابن كثير وابن القيم ـ وأشدهم ابن تيمية ـ على التوجس من فضائل علي وأهل بيته وتضعيف الأحاديث الصحيحة في فضلهم مع المبالغة في مدح غيرهم...!! وعلماء الشام مع فضلهم بشر لا ينجون من تأثير البيئة الشامية التي كانت أقوى من محاولات الإنصاف خاصة مع استئناس هؤلاء بالتراث الحنبلي الذي خلفه لهم ابن حامد وابن بطة والبربهاري وعبد الله بن أحمد والخلال وأبو بكر بن أبي داود!! ومع تذكر الصراع التاريخي الطويل مع الشيعة فهذا كله كان له أبلغ الأثر في نظرتهم للإمام علي وأهل بيته فلذلك حوكم ابن تيمية في عصره على (بغض علي) واتهمه مخالفوه من علماء عصره بالنفاق، وأخطأوا في ذلك، واتهموه بالنصب وأصابوا في كثير من ذلك لقوله: إن علياً قاتل للرياسة لا للديانة وزعمه أن إسلام علي مشكوك فيه لصغر سنه وأن تواتر إسلام معاوية ويزيد بن معاوية أعظم من تواتر إسلام علي!! وأنه كان مخذولاً!! وغير ذلك من الشناعات التي بقي منها ما بقي في كتابه منهاج السنة وإن لم تكن هذه الأقوال نصباً فليس في الدنيا نصب!! عفا الله عنه وسامحه0 وقد كان يعتذر بمبالغة شديدة لأهل الشام ويحمل فيه على أهل العراق باختصار حججهم هنا وتطويل حجج خصومهم هناك مع الاسترواح ببسط شبه الشاميين والاعتذار عنهم إضافة لإدعاء الإجماع على أمور خاطئة والتظاهر بالإنصاف، يقول ابن حجر العسقلاني: (طالعت كتاب ابن تيمية في الرد على الرافضي فوجدته شديد التحامل في رد أحاديث جياد...) وهي تلك الأحاديث التي في فضل علي!! فقد كان متحاملاً عليها كثيراً وقد بين ذلك الألباني أفضل بيان في السلسلة الصحيحة([15]) وذكر ابن حجر في لسان الميزان أنه: (كم من موطن بالغ ابن تيمية فيه في الرد على الرافضي أدته إلى تنقص علي رضي الله عنه!!) فلذلك نشأنا هنا في الخليج عامة وفي المملكة خاصة على أن الشيعة فيهم معظم صفات اليهود والنصارى وأنهم أسوأ من اليهود والنصارى بخصلتين!! حتى طبعت في ذلك الكتب ونوقشت الرسائل العلمية!! مع أن كل هذا أخذناه من ابن تيمية فقد ذكره ابن تيمية في مقدمة منهاج السنة معتمداً على رواية مكذوبة من رواية أحد الكذابين واسمه عبد الرحمن بن مالك بن مغول رواها عن والده عن الشعبي وهما بريئان من تلك الرواية([16]). فبالله كيف نستطيع الإنصاف وهذا التاريخ كله يجثم فوق صدور الحقائق. فالسمة الغالبة على الشيعة وصف السنة بالنصب كما أن السمة الغالبة على النواصب وصف السنة بالتشيع، وهكذا خلافنا مع الإباضية والأشاعرة والصوفية وغيرهم، نتبادل الاتهامات دون حوار وبحث ودون رجوع إلى الحق الأول المتمثل في الكتاب والسنة الصحيحة المتفق عليها. ([1]) غلاة الشيعة يرون أن الشيعي مأجور على سفك دم السني اغتيالاً!! يبرأ الإمام علي وأهل البيت من هذا الحقد والاستحلال لدم المسلم فقد كان الإمام علي يرى التعايش مع من يكفره ويسبه ويبرأ منه فكيف بالمسلم الذي قد يكون منحرفاً عن الإمام انحرافاً لا يصل لعشر معشار عقائد الخوارج الذين كان يعترف الإمام بإسلامهم ولم يحرمهم من عطائهم ولا حقوقهم ولم يعاملهم معاملة تختلف عن بقية المسلمين من أصحابه، بل لعل الإمام علي قد ضرب أروع الأمثلة في التسامح مع المخالفين في العقائد وسار على نهجه كبار أهل البيت وقد ضرب غلاة الشيعة وغلاة الحنابلة أسوأ الأمثلة في التعامل مع المخالف - في الإيمانيات الفرعية (العقيدة) - من المسلمين. ([2]) وبقي الحنابلة في العراق على هذا الرأي في صراع مع المذاهب الأخرى حتى أنكر عليهم ذلك ـ كما أسلفنا ـ أحدهم وهو ابن الجوزي وذكر أنهم زينوا مذهبهم بالتعصب ليزيد بن معاوية فضاعت السنة الحقيقية وأصبح هناك شيعة ونواصب متسمين بالسنة أما السنة الحقة فقد أصبحت نادرة إذ أصبح أصحابها متهمين من الطرفين المتطرفين وأصبحت ردود الأفعال هي الحق المطلق عند هؤلاء وهؤلاء وأصبح كل من يدافع عن الإمام علي أو أهل بيته يعد شيعياً جلداً عند الحنابلة ومن يدافع عن أبي بكر وعمر وعثمان ويقول بفضلهم يعتبر ناصبياً خبيثاً عند الإمامية!!. (سآتي في كتاب آخر إن شاء الله لنقد عقائد الإمامية بتوسع فهذا الكتاب مخصص في نقد عقائد الحنابلة فلذلك ليعذرني القراء في عدم نقدي لعقائد الفرق الأخرى إلا عرضاً). ([3]) السنة لعبد الله بن أحمد (2/550). ([4]) المصدر السابق (2/551). ([5]) المصدر السابق (2/550). ([6]) المصدر السابق (2/551). ([7]) المصدر السابق (2/565). ([8]) السنة للبربهاري ص105. ([9]) المصدر السابق ص106. ([10]) المصدر السابق ص111. ([11]) المصدر السابق ص118. ([12]) المصدر السابق ص134. ([13]) السنة للخلال (ص437). ([14]) طبقات الحنابلة (2/68)، ومثله يفعل بعض الأساتذة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية إذ يوزعون كتاب ابن أبي يعلى في (فضائل معاوية) على الطلاب مع أنها كلها موضوعة مكذوبة ولكنه النصب!. ([15]) انظر كلامه على حديث الموالاة (من كنت مولاه فعلي مولاه). ([16]) بل رأيت رسالة تدور على هذه الرواية عنوانها (بذل المجهود في مشابهة الرافضة لليهود)!! وبعد هذا نـزعم أننا لا نقول إلا الحق ولا يدفعنا شنآن قوم على ظلمهم!!.
|