الخاتمة

وأبرز النتائج

1- إن مصطلح (العقيدة) بالمعنى الشائع في كتب العقائد مصطلح مبتدع مستحدث لا يوجد في كتاب الله ولا سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) ولا في أقوال الصحابة والتابعين.

2- لفظ (الإيمان) هو اللفظ الشرعي المهجور الذي استخدم مكانه مصطلح (العقيدة) المبتدع والواجب العودة للألفاظ الشرعية ومعانيها، والعودة لهذا المصطلح مع هجران المصطلح السابق أصبح ضرورة لإساءتنا استخدام المصطلح الأول وإدخالنا فيه كل باطل لكن شجاعتنا في العودة للمصطلح الشرعي تحتاج لسنوات طويلة!!.

3- معظم الكتب المؤلفة في العقائد الباطل فيها أكثر من الحق لاحتوائها على البدع والأحاديث الموضوعة والتكفير، والظلم والجهل 000الخ.

4- العودة للتسمي باسم الإسلام فلا مذهب إلا الإسلام ولا عقيدة غير الإسلام ولا دين إلا الإسلام فمن نطق بالشهادتين موقناً بهما فهو مسلم في الأصل ولا يخرج إلا بارتكاب مكفر وبعد انتفاء الموانع000

5- بدعية التمذهب العقدي لفرقة من الفرق الإسلامية فلا يجوز الانتماء إلا للإسلام نفسه ولا يجوز للمسلم أن يرى أن مذهبه العقدي يصلح بديلاً للإسلام فلا سنة ولا شيعة ولا معتزلة ولا سلفية ولا أشعرية ولا إباضية ولا صوفية000 وإنما هو الإسلام فقط ومن رأى أن الانتساب لطائفة من هذه الطوائف أفضل من الانتساب للإسلام فإنه يخشى عليه من ارتكاب ما يوجب الردة عن الإسلام وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عندما قال: (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما)!!.

6- ضرورة العودة للقرآن الكريم والالتزام بما فيه من مجمل الإيمانيات (التي يسمونها العقائد) ومجمل الأوامر الظاهرة والمحرمات الظاهرة والأخلاق الواجبة والإيمان بالمتشابه من هذا كله وعدم امتحان الناس به.

7- ثم العودة لمتواتر السنة ثم الصحيح المشهور وترك التنازع في المختلف فيه من السنة سواءً من حيث الثبوت أو دلالة النص وفتح حرية الاجتهاد في ذلك ما دام أن الشروط السابقة قد تحققت.

8- يجب أن تقوم الجامعات الإسلامية عندنا في المملكة خاصة بالمبادرة بنقد كتب العقائد قبل أن يفقد الناس ثقتهم فيهم وأن يتيحوا لطلابهم حرية نقد كلام البشر من غير الأنبياء وصلوات الله عليهم نقداً نزيهاً مدللاً بالأدلة الشرعية.

9- يجب رحمة المسلمين جميعاً، فالإسلام رحمة، والنبي (صلى الله عليه وسلم) بعثه الله رحمة للعالمين، فحوله بعض الناس -بضيق تصوراتهم- إلى عذاب إذ أصبح كل المسلمين –عند هؤلاء أصحاب الأفق الضيق- مبتدعين ضالين لا تنالهم الشفاعة وأصبحت الجنة –في نظر بعض طلابنا- مقصورة على الحنابلة ومحبيهم!! مثلما يظن غلاة الشيعة أن الجنة مقصورة على من كان اعتقادهم وكذلك غلاة الخوارج وكل الغلاة من جميع الطوائف.

10-   بعد هذا كله يجب أن يعرف الأخوة الذين يقرءون هذا الكتاب أنني أتحدث معهم بكل بساطة بلا تنطع ولا رياء ولا نفاق، فما أراه حقاً أكتبه وكأنني أتحدث مع إخواني في بيتي وأترحم على الجميع من السابقين والمعاصرين فكل مسلم أرجو لي وله الجنة وأخشى عليه وعلى نفسي من النار سواءً كان هذا المسلم سنياً أو غير سني فالمقاييس عندي ليست في مضائق الاعتقادات إنما المقاييس هي أوامر الله عز وجل الظاهرة ونواهيه الظاهرة تلك الأوامر والنواهي التي لا يختلف فيها المسلمون فمن قام بها فقد قام بحظ وافر ونرجو له النجاة والجنة.

11-   وصراحتي معكم –أيها الأخوة القراء- ربما كانت نتيجة ردة فعل لوضعنا العلمي المغلف بالاحتياطات المبالغ فيها!! التي أصبحت تحول دون الوصول للفكرة نفسها، فنجد الواحد منا في المجلس أو الدرس أو الكتاب يتحدث حديثاً غير مفهوم، يحول حول الحمى –حمى التقليد والتعصب- دون نقد واضح ولا موافقة واضحة، وأصبح التوصل إلى رأيه يحتاج لتحليل المفردات والأساليب وكأننا في محكمة استئناف!!

لماذا كل هذا؟! ألسنا مسلمين؟! ألسنا نردد بأنه كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر؟!

إذن لماذا الحساسية من نقد الكتب التي ألفناها أو ألفها خصومنا على حد سواء، لماذا الشدة المبالغ فيها على كتب الآخرين واللين المبالغ فيه عند تناولنا لكتبنا أو كتب علماء مذهبنا؟! ألم نقرر بأن من أنواع الشرك شرك الخوف وشرك المحبة000الخ

إذن لماذا نحب بعض الناس كحبنا لله ونخشى آخرين كخشيتنا الله أو أشد خشية؟!

لماذا نخشى أن يتكلم فينا فلان أو فلان؟!

الله أكبر: وكأن فلاناً هذا يمتلك أن يدخلك ناراً تلظى أو يوصلك الفردوس الأعلى؟!

فلان هذا الذي تخشى أن يبدعك ويضللك بشر مثلك ليس بيده شيء؟ هو مسكين فقير إلى الله مثلك وإذا تكلم فيك فليس معناه أنه يحكم على الله فالتكفير والتبديع الحقيقي إنما هو بيد الله ثم بيد رسوله (صلى الله عليه وسلم) أما البشر فلا عليك من تقييمهم وتعصبهم إذا علمت أنهم مقلدون في الجملة وهم يحكمون عليك دون قراءة لما تكتب ولا فهم فهؤلاء كالأطفال لا يخشى أقوالهم عاقل!!

ولو عرف هؤلاء المساكين وظيفتهم وحدودها لانشغلوا بأنفسهم وإصلاحها فكراً وعملاً.

نحن لا نقول ولا نستطيع أن نقول أن ما نكتبه سليم من الأخطاء ويستطيع القارئ المبرمج ببرنامج البربهاري أن يلزمك بأمور لا تلزم ويربط بين قول لك هنا وقول لك هناك لتخرج (زنديقاً لا يدين الله بدين)!!

لكن المؤمن لا يهتز لمثل هذا لعلمه بنفسه وبنيته أما الخائف الشاك في نفسه الحريص على الدنيا والمصالح والسمعة وتقبيل الرؤوس فلا يظهر للناس إلا ما يمدحونه به!! ويثنون على (عقيدته) وحسن نصرته للسنة والدعوة إلى الله إلى آخر المصطلحات البراقة التي لا يرددها في هذا المقام إلا جاهل بها أو مخالف لها0

زمننا هذا –أيها الأخوة- لا يحتمل تقوقعنا على مخلفات الخصومات الظالمة مع إهمالنا لكتاب ربنا وسنة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم).

أدري أن هذا الكلام هنا قد يكون عاماً لكن هذا الكلام العام قد تمَّ تفسير بعضه في هذا الكتاب.

أسأل الله عز وجل لي ولكم أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه  ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.