|
|
|
حتى الثريا التي أراها في بلاد الغربة ليست كثريا بلادي او بنور ثرياها ولكن هذا الحنين وذلك النشيج الحزين وذلكم الألم الذي يخنق أحيانا يزول عندما تضع مطايا السماء عجلاتها على أرض الأنبياء وأحفاد الأنبياء - المملكة العربية السعودية- وتتحول الغربة والألم إلى أمنية مستحيلة وأمنية في باطنها الألم وفي ظاهرها دواءٌ من جرح يعتصر قلب كل غيور على بلاده ووطنه . أردد في نفسي (ليتني لم أعد ) ليتني بقيت عنها بعيداً أغازلها في أشعاري وفي أفكاري وفي أوراقي .وأحلم بها ساجية على أطراف الخليج شامخة بسراتها عزيزة نقية منشرحة بفيافيها متعانقا شمالها بجنوبها سابحة جبالها في بحار رمالها ومائها. من هناك من بلاد الغربة أراها فاتنة الدنيا وآسرة القلوب .هناك يشجيني ويطربني أن أرى وجها ينتمي إليها وأشعر أنه مني وأنا منه . هناك تلفاز بلادي يعني نبضا متسارعا وبسمة لا تفارق المحيا . هناك أطرب لــ (يابلادي واصلي والله يرعاكي ) هناك أتمايل طربا على (مملكتنا الغالية والملك فيها فهد ) هناك أقف بشموخ أنظر نحو السحاب لأبحث عن بلادي (فوق هام السحب ). هناك بكيت ألما وأنا أرى فئة الضلال والإجرام تعيث فسادا في درة الشرق وعروس المدائن الخبر.هناك بكيت على (زبن العبدلي ) وبكيت ألما على فتنة تستعن خيولها في جميع الخليج وفاتنة أرجاء بلادي .هناك وانا اطوي الحقائب لأعود لبلادي طارت الأنباء أن قتلت الفتنة وقضى الله على رؤوس الفئة الضالة . فتخيلت بلادي تميس قدا وتتباهى طربا ويرتفع فيها وبها نشيد الأمن والأمان ونشيد المحبة والإخاء . بحثت في ذاكرتي عن مليحات نجد وفاتنات الحجاز وغيد عسير وباسمات حائل وحور الدهناء وأريام تبوك .تخيلتهن في مواكب الحشمة وتحت زغاريد الفرح خرجن من خدورهن يحملن الورود وأكاليل الزهور ليضعنها على رؤوس رجال الأمن الذين تفرغ غيرهم ليردد بنشوة فرح وبعزيمة وثبات وفي صوتٍ واحد (نحمد الله جت على ما نتمنى ....من ولي العرش جزل الوهايب ...خبر اللي طامعن في وطنا ....................).فتتمايل نجد وتتراقص لها الحجاز ويهتز مركب (اليا مال ) طربا في مياه خليج العرب ليعانق عرضات الجنوب وصفوف الشمال . كل هذه الخيالات وهذه الأهازيج وأطياف أبنائي وبناتي وإبتساماتهم وترقب أعينهم لما أحضرته لهم .حتى رائحة خبز أمي أجدها في أنفي تستحثني الا اضع في بطني شيئا حتى أصل لبلادي وفاتنتي . كلها تداعبني وترسم الفرحة على محياي يقطعها رعشة في مطية السماء وهي تستعن نحو السحاب تدفعها محركات ٌ نفاثة ولا يمسكها إلا الله سبحانه وتعالى .هناك فوق السحاب حيث أتوقع وأرجو أن أجد بلادي كما أتخيلها وأتصورها . يقطع علي حبل أفكاري تلك النظرة الاخيرة من شباك المطية. نظرة وداع لبلاد الغربة لا حسرة فيها بل كل الفرح وكل الأمنيات تعبق خلف ثنايا الوداع ولعله أسعد وداع في الدنيا . يا الله كم أنت فاتنة يا أرض الحرمين ويامهد الرسالات لقد كان دهرا تحت مسمى شهر . كل الامنيات تتبخر وكل الأفكار الحالمة تتطاير عن العقل وتنزاح بعيدا ويبدأ فيها معول الهدم هدما وتنكيلا وتكسيرا . في أرض مطار الملك خالد تريد أن تجد أقرب سيارة لتصل إلى بيتك فتجد ذلك الشاب السعودي يحرك أجفانه أكثر ممايحرك شفتيه وفي لغة صامته يقترب منك ويسير بجوارك ويهمس (هل تريد سيارة ؟. ). لا أفاوضه على سعر ولا أجيبه بل أطرح سؤالي ( اين هي سيارتك ؟. ) فينثني بكبرياء وإباء أبناء المملكة العربية السعودية ليحمل الحقيبة ويشارك ضيفه في حمل الامتعة وتنشرح أساريره ليزف التهنئة ويقول (الحمد لله على السلامة ).سألته هل أنت موظف يا ولدي ؟. قال نعم .قلت وهل هذا عملٌ إضافي وفقك الله ورزقك ؟. قال : الراتب يا عم لا يكفي ؟. كم مرتبك ؟. أجاب بحياء وبنظرة ساهية ألف وثمانمائة ريال .قلت وماهي مؤهلاتك ؟.قال :الثانوية العامة .وأنا موظف في شركة خاصة .قلت : هل أنت متزوج ؟. قال نعم ولدي من الأبناء (أحمد وريما). فسألته لماذا كنت تهمس همسا في المطار لكي أذهب بصحبتك ؟. ضحك وكأنه يتغابى سؤالي أو يعتقد أنني أتغابى عليه أوأطرح عليه سؤالا ملغوما .فقال وفيما يبدو أنه قد عزم أن يقول شيئا كان يخشى أن يقوله : نحن مخالفين للأنظمة وسياراتنا خاصة ويقوم (هنود الليموزينات ) بالتبليغ علينا حين يرون أننا أخذنا راكبا .قاطعته : ولماذا لا تشتري ليموزين ؟. قال : يجب أن تكون تابع لشركة وتدفع (120) ريال يوميا للشركة ويجب أن تكون بلاوظيفة وشروط متعبة .فسألته عن عمله وعن أحواله فتحدث وتحدث وإذا به رجلٌ أديب أريب مثقف واعي .كل أمنياتي كانت أن تطول المسافة وألا ينقطع حديثه الآسر . وأخيرا بعد أن أخذت منه كل المواثيق والعهود أن أراه مرة أخرى أجبرته أن يسمح لي أن أقدم هديتين بسيطتين لأحمد وريما وودعته وأدعو الله أن يجمعني به قريبا . ذهب يوم وأيام وأنا أنفض عن نفسي وعثاء السفر وأستعيد بذاكرتي أحلامي في غربتي عن وطني وفاتني وآسري . بحثت في أعداد الصحف التي لم تمس منذ شهر والتي كدست فوق بعضها لأستعيد شريط أفكاري مع صحافة بلادي . وأستعيد ذكريات وطني وأعرف وطني الذي غادرته قبل شهر عفوا قبل دهر . أين خفرات نجد ؟. لقد ذهبن للقاء برلمانات أوروبية وبرلمان الإتحاد الأوروبي ليجرب عقولهن وأتمنى ان تسلم أجسادهن من التجربة . عدت وليتني لم أعد . ليلى (الأجرب) تلعن الحجاب وتصف الإسلام بالتخلف . تركي (الهمج) بعد أن وضع الله في الدرج ووصفه بالمسكين يخرج على فضائية العربية ليلعن الله ورسوله والإسلام والمسلمين تحت نظر وسمع وبرضى ودعم الحكومة . وفاء (الحوار) تبكي أن قيل لها قري في بيتك وحافظي على فرجك ؟. عبدالشيطان (الهالك) يشمت بسجناء سجن أبي غريب ويبريء ساحة الأمريكيين ويقول الإسلام هو السبب والقرآن وتعلم القران تخلف وهو سبب تراجع ونكبات الأمة . ناصر( الغرامي)الحليق من الذقن والشارب والمروءة يقف ليمطر كل الدنيابالوعيد ويصفها بالإرهاب ماعدا عشيقاته اللائي جلبهن للصحافة . هند (الرذيلة) واقفة على أبواب السفارة الأمريكية تبحث عن أحضان السفير الأمريكي الأحمر . تركي (الخبيل) يشجب ويستنكر أن تم الكشف عن علاقته الغرامية بإحدى الصحفيات أو بالأدق بائعات الهوى ويتهم الإسلام والمسلمين بالعداء للحرية بسبب دخول أحد المراهقين إلى بريد الصحفية المليحة . جهير المساعد -عميدة الصحفيات السعوديات- تنتقل بعد الشيخوخة إلى أحضان العلمانيين وتقول إمرأة (مطوعة ) (تلبس القصير وتربي ذقنا ) تسللت إلى بيتها وطعنتها في رقبتها دون أن يراها أحد في طرح جديد يدعم مصداقية نظرية (طاقية الإخفاء). تركي (السريري) وناهد( بانطح) يرميان بعضهما بورود التهاني على إعتلاء كراسي هيئة الصحافة وكأن أسرار الليل يأبى النهار إلا أن يكشفها ويشي بها . يقفان على رأس هرم هيئة الصحافة للنيل من ثوابت الامة ولعن الحجاب وإصدار الفتاوى بشرح الإختلاط وتقنين الخلوة . ويخلوان ببعضهما ليتأكدا هل يكون الشيطان ثالثهما ؟. العلمانيون يعسكرون في الصحافة يحاربون الفضيلة ويدعون للرذيلة ويدعون عشيقاتهم ويفرضونهن على رؤوسنا لينزفوا قيح صدورهم ويلوثوا شرف أرض الحرمين المملكة العربية السعودية . والجاميون يعسكرون في الفضائيات يخففون من جريمة الزنا ويجرمون الشعب السعودي كاملا ويشون بالثقات من الرجال ويدعون للفتنة والقتل والقتال والدماء . يا الله ......................................... وللحديث بقية . والحمد لله رب العالمين .
|