|
|
|
أيها الريح .......هل غادرنا (عامي فصيح) ؟ .
ربِ هل للحزن رُقية ؟. سبحان الله ملك الملوك. سبحان الله الحي الذي لا يموت . والحمد لله حمدا يليق بجلاله وعظمته. الحمد لله الحمد لله نشكره ونثني عليه بما هو أهل له . الحمد لله أما بعد : ليس للبيان مكان . ولم يبق للمفوه لسان . ولا يدوم على وجه الأرض إنسان. الحزن يلف مخيلتي ويعسكر في أجندة أفكاري . فأشك أنه داري وقراري . فإلي الله المشتكى وله الحمد والشكر والرضى والتسليم بكل أقداره . سبحانه ما ألطفه وسبحانه ما أكرمه وسبحانه ما أرحمه . لا إله إلا هو الملك الجبار المتكبر نسأله المغفرة لنا ولموتانا . لم يكن ينقصني خبر كالصاعقة ليحل على قلبي فيدميه ولم أكن في حاجة نصال لتتكسر على النصال . لم أكن أتمنى ان اتقبل العزاء . وأذهب في الغد لتقديم العزاء . ولكنها الأرزاء والمنون وأقدار معلومة لا تتقدم ولا تتأخر . الأحزان تترى . والأعمار ذكرى .والروح ثكلى . وأجفان العيون كسلى . بدمعٍ مهراق . وجراح نزفها رقراق . والنكبات والجراح من اليمن حتى العراق . ذهب الذين يعاش في أكنافهم . أبلتنا السنين ولم تبل أحلامنا وآمالنا . ومهما كان الجرح غائرا والفجيعة مؤلمة فحالنا حال المسلم المؤمن بربه وبقدرته لا نجزع بل نرفع الأكف لله تعالى ونخشع . ولا نلطم بل العين تدمع . حتى الرياح والريح تذكرني هرما سامقا . وكاتبا ناطقا .هو الذي بفقده عنّ على القلب أن يستريح هو الكريم الأبي الشهم الأصيل النقي الطاهر الراسخ الثابت المتثبت الواعي المدرك (عامي فصيح ) . إن حزني منبعه كرم وطيبة وعفة وصدق كنت أراهما فيما تخطه يمين الراحل المهيب (عامي فصيح) لا أعرفه شخصيا لا من هنا ولا هناك . وليت الموت أبطأ عنك يا (عامي فصيح) لأتشرف بتقبيل يمناك . أما وقد رحلت وسمعت برحيلك في وقت كانت كل جراحي مفتوحة وكل نصال الدهر ونكباته تحل في جسدي وتستحل عقلي وتعسكر فيه . أما وإنك وغاليين رحلتم بلا رجعة . فإن للقلب زفرة وللعين دمعة . فأسمح لأمثالي بنكث الجراح . وبالدعاء بالمغفرة لك في الغدو والرواح . لست ممن يعجز الدهر كلِمه . ولكن القلب صارخ ألمه . أعيش في هذا الزمان القمطرير العبوس . وأشتكي مثقلا ما حل بالنفوس . ليتني أيها الراحل كنت من الراحلين قبل أن ترى عيني خبرا لا يسرها . وأحزانا لا تنفعها بل تضرها . إن للحزن في القلب رايه . وإن للأحزان في محيا الفقير إلى عفو ربه حكاية . تصيبنا الدنيا فنخطيها . وتستعجلنا فنستبطيها . نعوذ بالله من الجزع ومن الفزع . ونسأله اللطف والرحمة والغفران . وهو الحكيم العدل في الميزان . أسأل الله لوالدك ولوالدتك ولإخوتك ولأخواتك ولزوجك ولأولادك ولبناتك الصبر والثبات والإحتساب وحسن العزاء والسلوان . فلم أجد للحزن على فقدك دواء . ولا من جراح الايام شفاء . سوى بالتوجه إلى الله بالدعاء . أما وإنك لأعز رفيق درب . وما والله عهدناك داعيا لذنب . سقى الله مقبرة تضمك في معلاة مكة الغوادي . والسلام عليك ورحمة الله وبركاته من حاضرة الإسلام والبوادي . لا حول لنا فيما أصابنا ولا قوة . بل الحول والقوة بالله وحده لا إله إلا هو سبحانه تبارك وتعالى لا إله إلا هو لا إله غيره . أللهم إنا شهودك في أرضك . أللهم إنا نشهد أن صاحب الإسم المستعار (عامي فصيح) عفيف اللسان ومن دعاة الخير وله في رفع راية الحق سهم . اللهم يا واحد يا متكبر يا جبار يا رحمن يا رحيم يا حي يا قيوم اللهم إنا نسألك له القبول والغفران . اللهم إسكنه فسيح جناتك . اللهم أوسع مدخله وأكرم نزله . اللهم إنقله من ضيق اللحود ومراتع الدود إلى جناتك جنات الخلود . اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس . اللهم أنس وحدته .اللهم إعل منزلته . اللهم إجبر كسرنا على فقده ياحي يا قيوم . والحمد لله ولا إله إلا الله . ولاحول ولا قوة إلا بالله .
|