هذه قصة النموذج(6347) الذي كان
موجودا بمتحف الآثار المصرية بالقاهرة.
في عام 1898، خرجت حملة من
علماء الآثار الإنجليز للتنقيب عن آثار فرعونية في منطقة (سقارة) و
ظل العلماء يبحثون طيلة شهر و نصف الشهر حتى اكتشفوا مقبرة فرعونية
فسرقوا معظم محتوياته و نقلوه لبلادهم و تركوا لنا ما بدا لهم
تافها و بسيطا ، و من هذا البسيط و التافه كان العصفور ، منحوت
خشبي صغير يشبه عصفور مفرود الجناحين و تم وضعه في المتحف المصري
بعد سنوات.
و في عام 1969، حضر إلى مصر
رواد الفضاء الذين نالوا شرف الهبوط الأول على سطح القمر لزيارة
مصر و كان ضمن الزيارة زيارة متحف الآثار المصرية القديمة ، وأمام
نموذج العصفور اندهش رواد الفضاء لهذا النموذج ، و قال أحدهم:( هذا
النموذج يبدو لي اقرب شبها للطائرة منها للطائر).
و التقط الدكتور (خليل مسيحه)
عالم الآثار المصري هذه العبارة التي اكتفى الرواد بإلقائها ، فحمل
النموذج و فحصه بكل روية و إمعان و بدت له عبارة الرواد منطقية ،
فالنموذج كان عبارة عن جسم له جناحان منبسطان و ذيل بارز جدا و
يحمل عبارة بحروف هيروغليفية دقيقة لم ينتبه إليها من قبل و عندما
ترجم العبارة تعاظمت دهشته فكانت تقول ( هدية آمون....سيد الرياح).
فقام الدكتور (خليل) بحمل
النموذج إلى عدد من المختصين و خبراء الملاحة الجوية ، و بدأت
عملية فحص فنية أخرى للتمثال
الخشبي الذي كان يزن 40 جم و طوله 14 سم و طول جناحيه المفرودين 18
سم و طول مقدمته وحدها 3 سم.
و أعلن الخبراء أن النموذج هو
نموذج مثالي للطائرة و أننا- في ذلك الوقت – لا يمكننا صنع نموذج
طائرة اكثر دقة ، و انتقل الخبر عبر وكالات الأنباء ... و قرر وزير
الثقافة – آنذاك – (محمد جمال الدين مختار) فحص كل نماذج العصافير
الخشبية في المتحف المصري بواسطة خبراء الملاحة الجوية و افتتح في
2 يناير 1972 أول معرض لنماذج الطائرات القديمة و يحوى 14 نموذج
للعصفور أو الطائرة.
*لقد صنع القدماء المصريين النموذج
بأيديهم و علومهم.. فكيف لم يصنعوا طائرات حقيقية!! ..و لماذا لم
نقرأ شيئا عن الطيران في حياتهم!! ... ربما يوما ما نكتشف سر هذه
الحضارة.
الفراعنة أول من صنع نموذج للطائرة ، و
العرب أصحاب أول محاولة طيران (أبو القاسم عباس بن فرناس- المتوفى
سنة 887 م) و رغم ذلك لم يستطيعوا صنع الطائرة.
============================
المصدر:
إحدى إصدارات (روايات مصرية للجيب)