بسم الله الرحمن الرحيم
أمة مشاعر أم عقائد هي الأمة الإسلامية؟؟؟؟؟
منذ إن أسقطت الخلافة الإسلامية عن سدة الحكم والأمة الإسلامية تعيش في مستنقع كبير من المبادىء والأفكار والمشاعر والأنظمة الدخيلة على المبدأ الإسلامي فمن الديمقراطية إلى الحرية ومرورا بالمساواة فحقوق الإنسان والمرآة والطفل وانتهائها بالحيوان ومن تعاملات رأسمالية وربوية حدث ولا حرج
كلها ثمار ما زرعه الغرب الصليبي في نفوسنا منذ سنين للتشويش والتشكيك بصلاحية الإسلام ونظامه في مواكبة العصر وإدارة شؤون الحياة المختلفة وما الدعوات التي نسمع بها هنا وهناك عن التجديد والتطوير لهذا الدين إلا حصاد ما زرعوه فينا فهذا الدين الذي لا زال الهاجس والبعبع الذي يطرق أبوابهم صباح مساء هذا المارد العظيم الذي غط في السبات يعطونه الجرعة تلوى الجرعة ليبقى في سباته وتخدره بعدما عجزوا عن قتله فنجحوا بذلك أيما نجاح فأصبحت الديمقراطية شورى والحرية من الإسلام وحقوق المرآة أمر ممدوح والمساواة عدل والربا فوائد فتاهت سفينتنا وضاعت بوصلتنا وأصبحت هذه الأمة امة لا سراة لها تسيطر عليها المشاعر وان كان جزء منها إسلامي ولكنها خليط ومزيج من مشاعر قومية ووطنية وغيرها التي أذبلت المشاعر الحقيقية النابعة من العقيدة الإسلامية
وهذا الخطر العظيم استغله الكافر الصليبي أيما استغلال فبدأ بدغدغة مشاعرنا وإثارتها هنا وهناك بصبغة إسلامية وغير إسلامية فأصبحنا كالرعاع تسيرنا الأمم أينما ساروا وتديرنا كيفما داروا فأصبحت المشاعر محركنا بدل إن تكون العقيدة الإسلامية هي المحرك والدافع للسلوك
وأصبحت المصلحة هدفا لنا وطريقة شرعية للعمل بدل شرع الله ورضى الله
وخطر هذه المشاعر تبرز في أنها مؤقتة تنتهي بانتهاء الطارئ الذي حركها فتخمد وتذوب هذا بالإضافة إلى أنها تكون على شكل ردات فعل عفويه دون دراسة وبحث وتمحيص وتصرف المسلم عن جوهر الدافع الحقيقي للعمل والسلوك
ونحن بذلك لا نقلل من شأن المشاعر فهي أمر طبيعي وفطري ولكن توجيه هذه المشاعر هو الهدف الذي نسعى له بحيث تدور المشاعر في دولاب العقيدة الإسلامية فتوصف بالمشاعر الإسلامية هذه المشاعر التي تدوم وتبقى وتثمر مجتمعا إسلاميا على غرار المجتمع الإسلامي الراشد مشاعر إسلامية ترضى لما يرضي الله ورسوله وتثور وتغضب لما يغضب الله ورسوله
امة عقائد تنظر من منظار الشرع وتحكم على الأشياء من خلاله وتدرس واقع الأمور بعمق وبلورة صحيحة فتصبح امة عز وجاه وسلطان يحسب لها أعدائها ألف حساب لا إن تبقى امة مشاعر وعواطف ندور في رحاها نحكم على الأشياء من خلالها مستجلبين التقلب والتذبذب في مواقفنا وننظر لظاهر الأمور من منظور السطحية والعفوية الخالية من العمق
فأمت الإسلام أحرى بها إن تقود كل الأمم بما لديها من أخلاق وبما لديها من عقيدة وشريعة ونظام حياة
احسان سنقرط