بسم الله الرحمن الرحيم
السعي الحقيقي للإسلام
قال عليه الصلاة والسلام""" بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء"""
إن ماجرت عليه عقولنا منذ أكثر من قرن من الزمان من ضعف فكري هو الأساس الذي أدى إلى الويلات والدمار الذي حل بأمة لا الله إلا الله بعد ما كانت تسود العالم عدلا وعدالة وسيادة تحكم بالإسلام وتطبقه على واقع الحياة تطبيقا عمليا شرعيا ناجما عن أفكار إسلامية مبلورة مبنية على أساس العقيدة الإسلامية الراسخة واليقينية في نفوس الأمة الإسلامية فكانوا أعلاما ترفرف وكانوا سياطا على من عاداهم لا يخشون في الله لومة لائم أساس فكرتهم العقيدة الإسلامية ومقياس أعمالهم الحلال والحرام فكانوا قران يسير على الأرض فأين نحن اليوم من كل هذا فلقد أصبحت مشاعرنا محركنا بدل عقيدتنا وأصبح مقياس إعمالنا النفعية والمصلحة والواقعية نسير وفق أهوائنا وشهواتنا وأصبحت الأحكام الشرعية مصدرا أساسيا أو فرعيا للتشريع بدل إن تكون مصدرا وحيدا لها
فهذا هو حالنا وهذه مواطن ضعفنا وتخلفنا فإلى متى نبقى رعاعا تسيرنا الأمم كيفما شاءوا وتديرنا حيث داروا والى متى تبقى امة الإسلام امة مشاعرية لا عقائدية والى متى تبقى الأمة بدون راع يرعاها يكون ظل الله تعالى في الأرض يقودها نحو خلا صها وتحريرها تحريرا شاملا وكاملا في شتى النواحي إلا متى يرحمني ويرحمكم الله
إن موضوع السعي الحقيقي للإسلام جد خطير فواقع الغثائية التي إصابة الأمة الإسلامية والضعف الشديد الذي أصابها منذ أكثر من قرن من الزمان هو الذي حدى بي للوقوف وقفة جادة على أفكار الأمة وغربلتها على أساس إسلامي فأعداء الإسلام والمسلمين قد نخروا عقولنا وزيفوا مفاهيمنا بأفكار غربية مسمومة بعدما عجزوا على القضاء على الإسلام وأهله بالقوة المادية( العسكرية)عندما كان للمسلمين عقيدة صلبة راسخة وكان لديهم الفهم والفكر الإسلامي المستنير وكان لديهم دولة تحكمهم بكتاب الله وسنة رسول الله فكانوا الشخصيات الإسلامية الراقية فكريا والنفسيات المخلصة الصادقة
فأدرك أعداء الإسلام والمسلمين إن العمل العسكري في هكذا ظروف وهكذا إسلام ولهكذا شخصيات تتعطش للموت أكثر من تعطشها للحياة لا يجدي نفعا
فخلصوا للعمل على تشويه وتلويث الأفكار الإسلامية ومزجها مع أفكار دخيلة صنيعتهم فبثوا أفكار مسمومة وثقافة ملوثة ومبادىء كفرية بعدما حاولوا إعطائها الصبغة الشرعية وأنها من الإسلام فادخلوا سمومهم هذه بشتى الطرق من الجمعيات والمؤسسات الخيرية والبعثات التبشيرية والمدارس والمستشفيات والمؤلفات والتراجم وغيرها كثير وسخروا وجندوا من يعطيهم الصبغة الشرعية من أبناء جلدتنا من علمائنا وفقهائنا
فلقيت بضاعتهم رواجا كبيرا على المدى البعيد ووجدوا تربة خصبة لنموها وتغلغلها بعدما ربطوا هذه الأفكار والمبادىء بالمدنية والتطور الصناعي والاقتصادي
فاخذ المسلم ينهل منهم ومن حضارتهم وأفكارهم فأصبحت ثقافتنا مزيج من أفكار وطنية وقومية وديمقراطية ورأسمالية ...الخ من الأفكار والمبادىء التي لا تزال تسيطر على عقولنا الحائرة في أيها خير فنأخذ به وأيها شر نبتعد عنه وحاولوا تقريب وجهات النظر بينها وبين الإسلام لكي يبقى الإسلام مواكبا للتطور والتحضر لملاحقة الدول الأخرى الناهضة على حد زعمهم وهكذا إلى إن وصل الحال بنا إلى الهاوية والى الشعرة التي قسمت ظهر البعير بعد هذا الجهد الحثيث من التشويه والتلويث هدم الخلافة الإسلامية التي هي بمثابة عنق الإسلام ورمز عزت الإسلام والمسلمين ورمز كيانهم وكرامتهم وبها تعطلت أحكام الإسلام واستباح أعداء الإسلام بيضتنا وتسلط علينا الرويبضات وإمارة السفهاء وألبسونا لباس الذل والعار وجعلونا كالأيتام على مأدبة اللئام تتناهشنا الذئاب في كل مكان فصدق فينا حديث رسول الله علية الصلاة والسلام
"""يوشك الأمم إن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت"""
هذا هو حالنا اليوم وهذا هو داؤنا الذي استحكم فينا فأوجع بعدما كنا خير امة أخرجت للناس
فلقد تجمدت الأحكام الشرعية وتعطلت كنظام شامل كامل يعالج شؤون الحياة لايترك صغيرة ولا كبيرة إلا خاض بها ووضع لها العلاج والتنظيم الشرعي الإلهي وبهذا صبح الإسلام في نفوسنا أسلاما جامدا لا حركة فيه مجرد صلاة وصيام وحج وعبادات وأخلاق بعيدا عن الأمور التي تقض مضاجع أعداء الإسلام والمسلمين وتزلزل عروش دويلات الضرار هذه الكيانات الهزيلة الممسوخة والعقيمة التي تسلطت على رقابنا ليسومونا سوء العذاب فكل جهد يهدف إلى تسييس الإسلام ويسعى للتغيير والنهوض بالإسلام كفكرة واضحة ومبلورة وكطريقة تطبيقية عملية مضبوطة بأوامر الله ونواهيه كانت ولا زالت تلاقي وجها معاديا ويدا باطشة
هذا هو داء الأمة الإسلامية ولزم علينا جلب الدواء لها فما هو دواء الأمة وما هو السعي الحقيقي للإسلام سؤال يجدر بالأمة الإسلامية الإجابة عليه والعمل له سريعا ودون إبطاء فالعلاج يتمخض عنه تغيير المجتمع تغييرا جذريا لا مجال للترقيع فيه فالتغيير يجب إن يشمل أفكار الأمة البالية ومشاعرها المتذبذبة وأنظمتها الفاسدة تغييرا يحول المجتمع إلى مجتمع إسلامي موحد على أساس العقيدة الإسلامية ينبثق عنها نظام ندير إعمالنا وأقوالنا وسلوكنا وفقه بعيدا عن الأهواء والواقعية والمصالح التي جرت على عقول حتى كبار علمائنا فوقفوا عاجزين عن رعاية شؤون الأمة وعن منافسة الأمم الأخرى ونهضتهم مما أدى إلى فقد ثقة الكثير من الناس في إن الإسلام كنظام قادر على استيعاب وإدارة شؤون الحياة وشؤون الناس دون الأخذ بأنظمة الكفر والأنظمة البشرية الوضعية
وبهذا نصل وإياكم إلى راس القضية قضية الأمة المصيرية استئناف الحياة الإسلامية في ظل دولة إسلامية وخلافة إسلامية تحمي بيضة الإسلام والمسلمين تحمل الإسلام عن طريق الجهاد رسالة هدى ونور وتوحد المسلمين تحت ظلها وتجمع شملها فهي تاج الفروض التي تحفظ وتقام بها فروض فأين أنت يا خير امة أخرجت للناس من هذا الفرض العظيم الذي بتقصيرنا فيه نورث أنفسنا الإثم العظيم إلا الذين تلبسوا بالعمل الجاد والواضح المعالم والطريق لإيجاده على واقع الحياة فالمعمل مع العاملين المخلصين عملا مبرئا للذمة حتى نعيد بناء هذا الصرح العظيم والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
إحسان سنقرط