|
|
 | |
بدأت هذه
المدينة الناشئة تحمل اسم " وادي زم " منذ الحماية الفرنسية على المغرب، و قد تم
اتخاذهــا كموقع استراتيجي لمقاومة منطقة تادلة و الأطـلس، هذا بالإضافة إلى كونهـا
نقطة للتزود مــن ماء عينها التي بني بالقرب منها ثكنــة عسـكريـة قرب كدية "
الزردة "، و قد تم استبدال العيــن بتدشين بحيرة بغية الضغط على القبائل الرافضة
للتواجد الفرنسي و من ضمنها قبائل بني سمير المالكة للأرض التي عمرها الفرنسيون. و
في سنة 1917 م أنشأ الفرنسيون السكة الحديدية لنقل مخزون المدينة من الفوسفاط بعد
أن تم اكتشافه إلى مدينة الدارالبيضاء، و في سنة 1924 تم وضع أول تصميم معماري
للمدينة بمواصفات أوربية، و بهذا تكونت النواة الأولى للمدينة التي بدأت تعرف هجرة
من المناطق المجاورة لها، بل من جميع أنحاء المغرب. و بهذا بدأت معالم المعمار تبرز
في المدينة التي تشكلت في أحياء هي أشهرها آنذاك:
الهرية : ظهر هذا الحي كمحيط اقتصادي و اجتماعي، حيث تم تشييده
سوقا للحبوب القادمة من قبائل المنطقة، و كان هذا السوق يقام مرتين في الأسبوع.
الحي الشعبي
: كان يسكنه أهل قبائل بني سمير و السماعلة و بني خيران، و بنى فيه
المستعمر مدرسة تسمى " مدرسة النجاح ". حي الأقواس : و يسكنه قواد الدائرة، و بنيت
به مدرسة لفائدة أبنائها كانت تسمى مدرسة الفتح، و اتخذت فيما بعد اسم :
" إعدادية عمر بن الخطاب ".
الحي الأوربي
: كان مخصصا للجالية الفرنسية من أسر الأطر العسكرية و المدنية، بنيت به كنيسة
يهودية و مدرسة لأبناء هذه الفئة تسمى حاليا " مدرسة شوقي" أصبحت المدينة
مخزنا للأسلحة و الوقود و أصبح حكمها يمتد إلى مولاي بوعزة و البروج و أولاد زيدوح،
و بدأت تكبر بتوسع عمرانها و تكبر معها المرافق الاجتماعية و الاقتصادية حيث أسس
المستشفى العسكري و كذا المدني ، كما أسست بها مجموعة من الشركات كشركة المشروبات و
التبغ و التعاونية الفلاحية، و عدد من المراكز لحماية المصالح الفرنسية كالدرك و
الشرطة و القباضة و الأشغال العمومية.
بهذا النمو بدأت تظهر
معالم مدينة ناشئة، و تزايد نموها قبل الاستقلال بفعل الهجرة المتنوعة الأصول لها،
و لقد لعبت مناجم الفوسفاط دورا أساسيا في جلب السكان للمدينـة و الإقليم معا مما
ساهم إلى حدود 1982 في نمو مضاعف و صل إلى نسبة 2.5 في المائة و هي نسبة تفوق نسبة
النمو الوطني للمدن الأخرى .