إن تاريخ كثير من المدن بالمغرب ، خاصة الحديثة منها ، يكاد يشكل حلقات مفقودة في تاريخنا الوطني باستثناء بعض المدن العتيقة التي كانت حواضر للدول المتعاقبة على الحكم في العصور المختلفة السابقة، أو لنقل تلك التي شهدت أحداثا لها علاقة بالسيادة المغربية في مختلف الفترات.

كما ان  المدن التي أحدثتها السلطات الاستعمارية، بدافع التمركز في المناطق الاستراتيجية، كانت وقفا على جيوشها وأفواج من أبنائها المعمرين وبعض التجار من اليهود ومن الأهالي المتعاونين مع السلطات الاستعمارية… فهذه المدن لا نكاد نعرف عن تاريخ إنشائها وقصة تأسيسها إلا النزر القليل من المعلومات، هكذا إذن حال مدينة وادي زم التي طمس تاريخها إما عنوة أو لا مبالاة، بل يقتصر البعض من  ذاكرتها على ما يدركه عقل الرجل الكهل الذي اشرف فيها على الموت، فكيف يمكننا جمع شتات ذاكرة هاته المدينة و هي تعرف رحيل سكانها الأصليين منذ خروج الاستعمار عنها و ترحيل معظم الإدارات و المؤسسات الحيوية إلى جهات اعتبرت الأولى من وادي زم؟.

وادي زم هي تلك المدينة التي لم تلق من الحياة نصيبا يرفع عنها الحيف و الظلم الذي تلقاه من ابنائها انفسهم، فما بالك بالقادم اليها ؟!

لهذا شاءت الاقدار أن يحمل هذا الموقع إسم الرحيل بذل إسم وادي زم كصرخة أمام هذا الرحيل المتلاحق إما مغادرة إلى مدينة اخرى أو رحيل شبابها عبر قوارب الموت التي رحلت بدورها أرواح العديد من شبابها ...

                                                                         سعيد إيماني