تعليقات أولية على

 

            تعليقات أولية على

تاريخ الفلسفة السياسية عند الرومان

 

إعداد الطالبة

بدور بدر ملك

كلية العلوم الطبية

 

مقدم إلى الدكتور الفاضل

حسين إسماعيل

 

1426 هـ - 2005 م

الفصل الدراسي الأول

 

 

المقدمة

تهدف هذه الورقة إلى بيان استفادة الحضارة الرومانية من الحضارة اليونانية فلسفيا في مضمار الفكر السياسي ثم ستشير الورقة أيضا إلى مجموعة تعليقات عامة ذات صلة بهذا الشأن.

الفكرة الأساسية

لعب اليونانيون دورا كبيرا في الفكر الإنساني والدليل على ذلك أن لغات العالم تحتوى على كلمات ذات أصول يونانية ولها قيمة كبرى في الحياة اليومية لا سيما المجال السياسي من مثل كلمة "ديموقراطية" "فلسفة" "قانون". يرى المتخصصون في هذا المجال أن الحضارة الرومانية تأثرت بشكل جوهري ومباشر بالفلسفة اليونانية فكرا وتطبيقا والحق أن الحضارة الرومانية وريثة الحضارية اليونانية إذ نقلت فكرها وانتقت منها الأصلح الذي يناسب ظروفها.

قام الأَبيقُوريُّون - وهم أَتباع المذهب الذي أسسه الفيلسوفُ اليوناني أَبيقور (341 - 270 ق. م) - بدراسة الفلسفة على أساس مادِّي حِسِّي وناقشوا موضوع الأَخلاق واللّذة. وأكد الرُّوَاقِيون - وهم تلاميذ زينون الفيلسوف اليوناني-  على أن السعادةَ في الفضيلة.

"والمدرسة الرواقية رأت أن سعادة الإنسان تتمثّل في إتباع القانون الطبيعي، والعالمي، ولا بد أن تذوب الدول في حكومة عالمية واحدة تابعة لذلك القانون. حيث يكون كل فرد مواطناً لها. أما سيسرون، الفقيه القانوني في الإمبراطورية الرومانية، فقد اعتمد على القانون، والعدالة الطبيعية، واعتقد أنه ذلك القانون الفطري في كل مكان وفي كل زمان. وأن الذي يتمرّد عليه، فإنما يتهرّب من نفسه. وإنما تحترم القوانين الوضعية إذا تطابقت مع ذلك القانون الطبيعي"[1].

تعليقات

فيما يلي مجموعة تعليقات عامة وأولية على موضوع الرومان وتاريخ الفلسفة السياسية:

1. هناك تفاعل وتبادل حضاري بين جميع الشعوب أساسه الفكر والحوار والفلسفة وهذا الاستدلال لا ينفي الصراع الحضاري عبر التاريخ كما يؤمن بلك عدد من المفكرين.

2. فكرة العولمة Globalization لها بذورها وجذورها منذ القدم إذ أن قانون الشعوب وقانون الطبيعة من المحاولات القديمة لإرساء مفهوم القانون الدولي و نشر مبدأ العدل وإعلاء شأن العقل الذي هو مدار الفلسفة الحقة.

3. قوة العلم كامنة في العقل، والعقل هو طريق السعادة والفضيلة والعدالة والوحدة والنظام والسلام ولقد حاول الرومانيون تقليل الميول المثالية والوجودية والنظرية في الفلسفة اليونانية وحاولوا توجيهها عمليا نحو عالم السلوك الإنساني وضبط المجتمع وربطه بسائر المجتمعات كما فعل الأَبيقُوريُّون. هذه الخطوة البراغماتية كانت من أجل تحقيق قدر أكبر من الطمأنينة والسعادة روحيا من جهة، وحسيا من جهة أخرى.

 

 

 



[1] السيد محمد تقي المدرسي، التشريع الإسلامي: مناهجه ومقاصده. ج3.

http://www.almodarresi.com/books/708/index.htm