تعليقات أولية على
فلسفة جون ستيوارت مل في موضوع الحرية الشخصية
إعداد
الطالبة
بدور
بدر ملك
المقدمة
تتناول هذه الورقة لمحات
عن الحرية في فلسفة جون ستيوارت مل (1806 –
الفكرة
الأساسية
تطرق جون ستيوارت مل إلى موضوع العيوب الشخصية
والانحرافات الفردية وقسمها إلى قسمين:
1_ قسم لم يصل إلى مرحلة الإضرار بالغير ولكن
قد يستنكر المجتمع السلوك.
2- قسم يتضمن على انتهاك لحقوق الآخرين ويعاقب
عليه القانون لأن السلوك يتصادم مع قيم المجتمع.
إن الرذائل الشخصية لا
تستحق العقوبات الاجتماعية الصارمة في نظر جون ستيوارت مل طالما أنها لا تمس مصالح
الآخرين علما بأن القانون يمنع السلوكيات التي أظهرت التجارب المتراكمة عبر
التاريخ أنها خاطئة وعلى ضوء ذلك تصبح العقوبة حقيقة أخلاقية.
وضع
جون ستيوارت مل معيارا واضحا لميزان الحرية الشخصية وبيان حدودها إذ أنه اعتبر
السلوك المنحرف هو الذي يمس مصالح الآخرين ويخل بواجبات الفرد إزاء المجتمع وفي
هذه الحالة يعاقب القانون تلك التجاوزات وإلا فلا. تأسيسا على ما سبق فإن حرية
الفرد مصانة تماما وحركة الفرد مقبولة كلية طالما أنها لم تلحق الأذى بالغير.
أشار
جون ستيوارت مل إلى أن السلوك المستنكر قد يستحق العتاب لا العقاب لأنه لم يصل إلى
مرحلة التجريم القانوني . لا يؤمن جون ستيوارت مل بتدخل الجمهور في الحياة الفردية
الخالصة للإنسان لعدة أسباب وجيهة منها أن العامة من الناس إذا تدخلوا في إنكار
الانحرافات الفردية لا يحسنون التدخل ولا يختارون الأوقات أو الطرائق المناسبة
لتقويم السلوك وعلاج الاعوجاج. علاوة إلى ما سبق فإن تدخل العامة في إصلاح سلوك
الفرد يكون مبني على رؤية لبعض الناس تحمل الصواب والخطأ فتكون العملية منطلقة من
زاوية واحدة تحتمل القصور كما أن الجمهور قد ينتقد سلوك من يخالفه دون أن يتجشم
مشقة التفكير بمصالح الطرف الآخر وهو المخالف لهم. ولهذا فإن ذوق الفرد يحدد سلوك
الفرد الاجتماعي فيتمتع بحريته إذا لم تلحق تلك الممارسات الأذى بالغير وطالما
أنها لم تعوق منظومة الواجبات والحقوق.
تعليقات
ارتبطت
فلسفة جون ستيوارت مل بمذهب "المنفعة" وجلب أعظم سعادة لأكبر عدد هو مقياس الحق
والباطل وينبغي الحكم على جميع المقترحات والممارسات الأخلاقية والسياسية بمقتضى
"مبدأ المنفعة" هذا، لأن "وظيفة الحكومة أن تزيد من سعادة
المجتمع" (ديورانت، ص 14126). ومن هنا نجد جون ستيوارت يوسع من مساحة
الحرية الفردية ويخوض ميدان نسبية المعرفة "
Relativity of Knowledge
". إن الحرية هي جوهر الحقوق الإنسانية.
إن
الفكر الذرائعي الأداتي (البراغماتي) عند جون ستيوارت مل جعله ينظر إلى القيمة
الأخلاقية للسلوكيات استنادا إلى نتائجها فهي الحكم في الأمر (the moral worth
of actions is to be judged in terms of the consequences of those actions). وهكذا تتجاور الأخلاق مع القانون فإذا وصلت تجاوزات الفرد
الحدود الأخلاقية وأصبحت خرقا للقوانين وعطلت الحقوق الواجبات فهنا يتم تجريم
السلوك وإلا فإن تنوع الأذواق واختلاف السلوكيات تسع جميع أفراد المجتمع المدني
الحر. وهذه المقولات تقود إلى أن الديمقراطية كنمط من أنماط الحكم تكفل قدرا كبيرا
من السعادة.
عالج
جون ستيوارت الفلسفة الأخلاقية (moral philosophy) وكان هدفه إظهار عدة حقائق منها أن نفهم المجتمع وطبيعة العلاقات
بين الأفراد وطرائق تنظيم حياة الفرد والمجتمع من أجل تحقيق رفاهية الإنسانية. كان
مذهب النفعية (principle of utility)
المحرك الرئيس في عملية إرساء فلسفة جون.
لا
ريب أن فلسفة جون ستيوارت جعلت منه من قادة الفكر التربوي لأنها تمس عملية التنشئة
وتحاول أن تجيب على بعض الأسئلة الأساسية في مسيرة العقل البشري قاطبة.
الْمَرَاجِع
ديورانت، ول . قصة
الحضارة. موقع المجمع الثقافي (الإمارات): http://www.civilizationstory.com/civilization
Anderson, E. (1998). John Stuart Mill: Democracy as sentimental
education. In philosophers on education: new historical perspective.
(Rory, A, O. edit).
Internet Encyclopedia of Philosophy, James Fieser (ed.), U.
Tennessee/Martin: http://www.utm.edu/research/iep/m/milljs.htm
Stanford Encyclopedia of Philosophy: http://plato.stanford.edu