نقص السمع المكتسب عند الأطفال

(Acquired Hearing impairment)

الدكتور مروان الناطور

أخصائي أذن أنف حنجرة

إن معظم المعرفة التي يكتسبها الطفل تعتمد على المعلومات التي يتلقاها من إصغائه للكلام والأصوات الأخرى في المحيط.ويعتبر السمع مهماً في تطوير المهارات من هنا تأتي أهمية موضوع نقص السمع عند الأطفال من حيث التشخيص الباكر والعناية المبكرة ما أمكن حتى لا تفوت فرصة التعلم.

في هذه الدراسة نتناول نقص السمع المكتسب وهو الذي يحدث بعد الولادة ولأسباب لا تتعلق بحياة الجنين داخل الرحم.

التقييم: evaluation

تعتمد خطة تقييم الطفل المصاب بنقص السمع على الخطوات التالية:

*أولاً:المعلومات الأساسية المأخوذة من القصة المرضية:وهي مهمة جداً وتؤخذ من الأهل حيث نسأل عن:

1ً:انتباه الطفل للأصوات العالية.

2ً:تطور الكلام عند الطفل بالنسبة لأقرانه.

3ً:قصة سيلان الأذن.

4ً:قصة التعرض للرض على الرأس.

5ً:إصابة الطفل بحمى أو التهاب سحايا أو يرقان أو ولادة عسيرة وزرقة أثناء الولادة.

6ً:تناول الأدوية أثناء الحمل وخاصة(الأمينوغليكوزيدات).

7ً:وجود قصة عائلية لنفي نقص السمع الوراثي.

*ثانياً:الفحص السريري:تنظيف مجرى السمع جيداً،فحص غشاء الطبل واستخدام منظار سيكل لتحري وجود انصباب في الأذن الوسطى،فحص البلعوم والأنف،تقييم التطور الروحي الحركي للطفل ومدى استجابته للأصوات العالية،تقييم درجة تطور الكلام عند الطفل.

*ثالثاً:الإثبات:((Confirmليس كل طفل نتوقع أن لديه نقص سمع هو مصاب به فعلاً لذلك تطورت برامج عديدة من وسائل إثبات نقص السمع ومنها:

1ً:تخطيط السمع بالنغمة الصافية ويتم ذلك مع الأطفال المتعاونين فقط.

2ً:تخطيط المعاوقة السمعية ومنعكس الركابة ويمكن إجراؤه بأي عمر.

3ً:تخطيط جذع الدماغ الكهربائي ويمكن إجراؤه بأي عمر.

*رابعاً: تحديد نموذج نقص السمع ودرجته:

من المهم تحديد نموذج نقص السمع..

1ً:نقلي:أي تتداخل الآفة بنقل الأصوات من مجرى السمع إلى غشاء الطبل ثم إلى العظيمات السمعية ثم إلى النافذة البيضية.

2ً:نقص السمع الحسي العصبي:

أي تكون الآفة على مستوى الحلزون أو العصب الثامن أو كليهما أو على مستوى الجملة العصبية المركزية

3ً:المختلط:أي يحدث نقص السمع بالطريقتين الهوائي والعظمي معاً وتبقى بينهما فجوة بالتخطيط وتكون الإصابة على مستوى الجهاز الناقل والحسي العصبي معاً.

*خامساً:العناية:((Careبعد أن يتحدد نقص السمع بالمعاني المذكورة أي يؤكد وجوده ودرجته ونوعه وسببه،توضع خطة لمعالجة الحالة ومساعدة الطفل فقد يتطلب الأمرعلاجاًجراحياً:خزع غشاء الطبل ووضع أنبوب التهوية في حالات التهاب الأذن الوسطى المصلي أو وضع سماعة في حالات نقص السمع الحسي العصبي مع وضع برنامج تأهيلي شامل.

أما عمليات تصنيع الأذن الوسطى فإنها تجري بعد عمر(12)عاماً ويتم استخدام السماعات الطبية مع التأهيل ريثما يتم إجراء العمل الجراحي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الدراسة الإحصائية*

*طريقة الدراسة:يراجع الأطفال العيادة الأذنية حيث يفحصون ويرسلون إلى قسم تخطيط السمع أو يرسلون إليه من عيادات خاصة.في قسم تخطيط السمع تؤخذ قصة مفصلة ثم فحص سريري وفحص بمنظار سيكل وبالرنانات إن أمكن ثم يجرى للطفل تخطيط سمع باللعب.أو تخطيط سمع بالنغمة الصافية وذلك حسب تعاون الطفل وعمره.وكان يجرى اختبار المعاوقة لإثبات التهاب الأذن الوسطى المصلي عندما يكون الجهاز صالحاً للعمل.وتكتب كل من القصة السريرية ونتائج الفحص السريري على ورقة التخطيط.

*نتائج الدراسة:

كان عدد الذكور681 ويشكلون52%من الحالات.

أما عدد الإناث 624 ويشكلون 48% من الحالات.

*جدول الأعمار:

 

أصغر من سنتين

من2-5 سنوات

من5-10

سنوات

من10-14

سنة

العدد

71

179

455

495

النسبة المئوية

5،5%

13,5%

35%

46%

عدد حالات نقص السمع ثنائي الجانب1080 حالة وتشكل82%

عدد حالات نقص السمع أحادي الجانب225 حالة وتشكل18%

 
 

أحادي الجانب

ثنائي الجانب

العدد :

225

1080

النسبة المئوية :

18%

82%

عدد حالات نقص السمع النقلي 704حالات وتشكل54%من الحالات

عدد حالات نقص السمع الحسي العصبي 536حالةوتشكل41%من الحالات

عدد حالات نقص السمع المختلط 65حالة وتشكل 5% من الحالات.

*جدول أسباب نقص السمع الكسبي عند الأطفال:

 

السبب

التهاب الأذن الوسطى القيحي

التهاب الأذن الوسطى المصلي

الحمى

الرضوض

الحصبة

التهاب السحايا

الأدوية

النكاف

داء مه نيير

العدد

440

361

145

119

95

61

45

29

15

النسبة المئوية

33%

28%

11%

9%

5،7%

5%

4%

2%

1,1%

*قسم نقص السمع حسب شدته إلى ثلاثة أقسام:خفيف،متوسط،شديد:

 

خفيف

متوسط

شديد

العدد

النسبة المئوية

694 53%

255 20%

351

27%

*المناقشة:

1ً:إن السبب الأول لنقص السمع الكسبي عند الأطفال هو التهاب الأذن الوسطى القيحي وكان معظم الأطفال يراجعون بقصة سيلان أذني معند أو بشكاية نقص السمع وبسوابق سيلان أذني متوقف حيث يكون نقص السمع عقابيل سببها انثقاب غشاء الطبل أو نخرة العظيمات السمعية مع ملاحظة كثير من الحالات التي تأذى فيها الطريق العظمي.

2ً:السبب الثاني هو التهاب الأذن الوسطى المصلي وكما هو معروف يلي التهابات الطرق التنفسية العلوية الفيروسية والجرثومية والتهاب اللوزات المزمن وضخامة الناميات وغيرها وكان يجرى للمرضى الذين لديهم ضخامة ناميات والتهاب لوزات مزمن تجريف للناميات واستئصال للوزات وخزع غشاء الطبل ووضع أنبوب التهوية.أما إذا لم يكن لدى المريض استطباب لاستئصال اللوزات وليس لديه ضخامة في الناميات كانت تجرى المعالجة الدوائية لمدة شهر واحد ثم يجرى للمريض خزع غشاء الطبل ووضع أنبوب تهوية إن لم يتحسن على المعالجة الدوائية.

3ً:السبب الثالث ويشكل 11%من الحالات هي الترفع الحروري ويسبب عادة نقص سمع حسي عصبي شديد بالطرفين ويحدث عادة بالأشهر الأولى للعمر وهذا يستدعي الاهتمام بالرفع الحروري عند الطفل ومعالجته باكراً ما أمكن.

4ً:السبب الرابع هو الرض ويشكل 9%من الحالات وكان يختلف بين ضربة كف أو سقوط طفل على رأسه أو حوادث السيارات وهو سبب لا يستهان به ويستدعي توعية الأهل وزيادة اهتمامهم بأطفالهم.

5ً:السبب الخامس هو الحصبة ويشكل 5،7%وهي نسبة لا يستهان بها بما يستدعي إعطاء اللقاحات.

6ً:السبب السادس هو التهاب السحايا ويشكل 5%من الحالات وجميع الحالات كانت تسبب نقص سمع حسي عصبي شديد وحيد أو ثنائي الجانب.

7ً:السبب السابع ويشكل 4%من الحالات هو انسمام الأذن بالأدوية وجميع الحالات كانت نقص سمع حسي عصبي متوسط إلى شديد ومزدوج.وأغلب الأدوية المتهمة هي(الأمينوغليكوزيدات)التي كانت مستعملة في أغلب الحالات بغير استطبابها.

8ً:السبب الثامن هو النكاف ويشكل2%من الحالات،جميع الحالات كانت من النوع الحسي العصبي وحيد الجانب.

9ً:السبب التاسع هو دوار مه نيير ويتظاهر بنوب متكررة من الدوار والغثيان والإقياء مع نقص سمع حسي عصبي.وهو سبب نادر حيث شكل1,1%من الحالات فقط.

الدكتور مروان الناطور

أخصائي أذن أنف حنجرة