محاضرة الاستاذ رياض الترك (المداخلات)

مداخلات السادة الحضور

· المحامي حبيب عيسى (الناطق باسم المنتدى) :

عندما ابتدأنا هذا المنتدى قلنا أننا جزء من الحراك الاجتماعي والسياسي والاجتماعي والثقافي في هذا البلد، ويوم أوقفت المنتديات قلنا أن زهرة لا تصنع ربيعاً، وعندما سُئلت طيلة الفترة الماضية قلت سنستمر نحن إلى أن يعود الجميع إلى أماكنهم. والآن سأزف لكم بشرى أن المنتديات بدأت تعود إلى العمل، وهذا بفضل احتضانكم جميعاً لهذا المنتدى، فأشكركم جميعاً على ذلك. منتدى الحوار الوطني في منزل الأستاذ رياض سيف سيعود في 5 أيلول القادم، ومنتدى حقوق الإنسان سيعود للعمل، ونثمّن استمرار منتدى حمص للحوار ومنتدى اليسار في جرمانا، والمنتدى الحضاري في منزل الأستاذ عمر أبو زلام، كما أننا نرحب بمنتدى الكواكب الذي سينطلق قريباً في حلب.

· الأستاذ حسن حده :

أنا أشكر الأخ المحاضر على هذه المحاضرة القيمة، وأقول إن كل المقترحات التي وردت في هذه المحاضرة لا يمكن أن تُنفّذ إلى إذا كنا أقوياء، ولا يمكن أن نكون أقوياء إلا عندما نتحّد، ولا يمكن أن نتّحد إلا إذا كنا أحراراً، ونحن لا نملك الحرية لا في الداخل ولا في الخارج. فلنناضل في سبيل الحرية حتى نحقق الأمنيات التي تضمنتها هذه المحاضرة، ففي الوطن العربي لا يوجد أي نوع من أنواع الحرية، لا حرية شخصية، ولا حرية كتابية، ولا حرية مادية... والموظف لا يوظف إلا بالفلوس، والبنت لا توظف إلا بكرامتها، فلنناضل جميعاً في سبيل الحرية.

· د. كمال لبواني :

مساء الخير جميعاً، تعلمنا أن الديمقراطية بحاجة إلى حامل اجتماعي وأدوات، فإذا سلمنا جدلاً بوجود الحامل الاجتماعي فهل الأدوات التي نستعملها صالحة لاستعمال الديمقراطية، هل يمكن صناعة الديمقراطية بنفس الأدوات التي صنعت الشمولية والدكتاتورية ؟.. هل الأدوات محايدة ؟ أليس البشر عبيد أدواتهم ؟ هل يمكن تحقيق الديمقراطية بعقل سياسي إقطاعي يتجسد في الأسرية السياسية التي للأسف امتدحها الرئيس الأسد في حديثه لدير شبيغل.. هل يمكن أن تقوم الأحزاب الثورية والجهادية بتحقيق الديمقراطية وهي مبنية على أسس فاشية وعسكرية ؟. أرى أن الديمقراطية بهذه الأدوات غير صالحة. بالأمس أعلن الإخوان المسلمون تبنّيهم للديمقراطية، وقبلهم الشيوعيون، ومن يدري غداً قد يعلن البعثيون تبنّيهم للديمقراطية، هل علينا أن نصدق، هل هذا كاف ؟ فكيف ستكون هذه الديمقراطية إذا كان قد سبق لهم وطبقوا الاشتراكية فجعلوها بورجوازية.

· الأستاذ حسن سعدون :

مساء الخير، أريد أن أقف قليلاً عند مقدمات المحاضرة، وخاصةً أنها لم تتعرض لأهم مسألة جوهرية وجذرية في الوطن العربي، برأيي الشخصي طبعاً، أنها أغفلت جانب التطور الاقتصادي، فهذا الجانب له أثر هام جداً في ميكانيزم العمل المستقبلي من أجل الديمقراطية، لأنه هنا يتفرّع الكثير من الإشكاليات التي يعرفها الأستاذ رياض أكثر مني. ما أودّ أن أحدده تحديداً أنه عندما نعود إلى الماضي ونصفق له فنحن بعث آخر بطريقة أخرى. أنا أقول البرنامج الوطني الذي أراه أنا بالاندماج بين الأنا والآخر، عندما أقول الاعتراف بالآخر من سلطة عليا إلى سلطة دنيا فهذا منتهى اللاعدل، من أينما صدر هذا الكلام. نحتاج إلى اندماج مجتمعي بين الأنا والآخر بكل مفاصل الوطن السوري، وذلك من خلال التالي : عدم العودة إلى الندية والثأر ومحاكمة الماضي، فإذا كنا نحن أبناء حاضر ومستقبل وحريصون على مرحلة الاستقرار مهما كانت عليها من نقاط سلبية أدّت بنا إلى هذا الدمار والفساد، فنحن يجب ألا نعود إلى الثأر والندية لأن المجتمع لم تتبلور فيه بعد المفاهيم التي ستؤدي إلى الانتقال إلى الديمقراطية. وأنا رأيت البيان الأخير والذي هو وثيقة شرف للأخوان المسلمين الذين شكّل عملهم حجر عثرة في وجه أي تطور إصلاحي في سورية. إعادة الاعتبار للمظلومين، وأقول : أي برنامج بالنوايا هو برنامج فاشل، فالعلماني والديمقراطي والموضوعي لا يؤمن بالنوايا، النية وحدها لا تكفي لكي نصنع مجتمعاً، خاصة في المجتمعات التي بدأت الآن تتعرّض اشتى أنواع النهب بين الأخ وأخيه. يجب إصدار مراسيم وآليات تشرعن للاعتراف بالآخر حتى تكون لديه آليات لهذا العمل، والاعتماد على صناديق الاقتراع في برلمان سوري بعيداً عن كل أشكال القوائم المعلنة من البعث ومن باقي الأحزاب.

· الأستاذ علي العمر :

شعور الاحترام للمناضل والإنسان رياض الترك لا يوازيه إلا واجب الأمانة التي أنقلها لوجهة نظر لا يجوز الطعن في مصداقيتها الوطنية والديمقراطية وحرصها على هذين الأمرين على السواء، هذه وجهة النظر التي تقول أنه يجب وضع مسار العيوب التي شهدها القطر خلال نصف قرن في إطار عيوب النقص الديمقراطي في بنية الأمة العربية إجمالاً، وليس العكس. يجب أن نطعن في نقص البنية الديمقراطية في الحزب السياسي الحاكم والمعارض والمجتمع وكافة أشكال الطيف الاجتماعي الأهلي والمدني على السواء. ففي هذا الإطار فقط يمكن أن نلامس العطب السياسي الأمني والفساد الاقتصادي والتحكم وما إلى ذلك في إطار هذه المعالجة. النقطة الثانية، الحقيقة تقع خارج المحاضرة نهائياً، إنها قضية فلسطين، لا أعتقد أننا نستطيع أن نتكلم بجرأة في الديمقراطية وسواها كلمة واحدة ونحن نشهد على شاشات التلفاز أجساد أطفالنا وأبطالنا وأهلنا الممزقة التي تُسحب من تحت البيوت. أعتقد أن خير مصداقية لموضوع الديمقراطية في بلادنا كأمل وكطريقة هي أن نحمل راية التعبير لصالح هذه الأجساد ومن أجل أنفسنا وأطفالنا القادمين والأجنة في بطون أمهاتنا ونسائنا. إنني أدعوكم لكي نحرق علم إسرائيل والولايات المتحدة على بوابة هذا البيت المبارك، فقط تعبيراً رمزياً، وأعتقد أنه أجمل عرس للديمقراطية نزفّه لوجه فلسطين، وشكراً لكم.

· الأستاذ حبيب صالح :

كثُر الحديث عن النموذج الصيني في التغيير الذي يتوخاه النظام القائم، ويغفلون النموذج الإيراني والبحريني والاندونيسي، وأنا أؤكد أنهم لن يأخذوا سوى بالنموذج السوري المخصّب محلياً بالخصائص المهجّنة التالية : وهي الاختزال والشخصنة والكينونة والديمومة والعرفية والرمزية. شارون الذي يختزل خطابنا الإعلامي الدبلوماسي، نختزل به المشروع الصهيوني وإسرائيل وجيشها ومؤسساتها، وذلك على طريقتنا في شخصنة كل شيء، وترميز كل شيء، فقمنا بشرونة إسرائيل، مع العلم أن شارون أقام تحالفاً برلمانياً من اثني عشر حزباً كغطاء ينفذ به خياره العسكري في مواجهة خيارنا المنهزم وهو السلام الاستراتيجي، سلام الشجعان. أما نحن في سورية، فيبدو أن القاعدة العريضة والتعددية السياسية لا لزوم لها ما دام خيارنا هو خيار سلام الشجعان، خيار المهزومين، خيار الذين لم يقاتلوا في الجولان منذ 35 سنة. كذلك هي خياراتنا الديمقراطية أيضاً، وعليه فقد أدى هذا الانفراد إلى بقاء الجولان محتلاً 35 عاماً. بعد اجتياح بيروت عام 82 انسحبنا كما في كل مرة، وبعد أن اصطحبنا نصف منظمة التحرير وسمينا ذلك قراراً استراتيجياً، وفعلاً قاتلنا بهذا الكفاح المسلّح المنظم عام 83 وأخرجناها من طرابلس كما أخرجتها إسرائيل من بيروت.

· الأستاذ أصلان عبد الكريم :

شكراً للأستاذ رياض من قِبل أمثاله الذين قضوا حوالي عقدَين من عمرهم في السجن، والشكر متعلّق بما يلي : قيل عنا دائماً أننا لا نملك لغة إلا لغة الحقد والثأر والانتقام، وأعتقد أن ما قد سمعنا من رياض الترك الآن لغة هادئة عقلانية معتدلة إلى حد كبير، من الصعب أن يتهمها أي واحد بأنها تبحث عن حقد أو نقمة أو ثأر أو غير ذلك، وأشكره أيضاً لأنه لم يضع وقته واستثمره جيداً، ومع ذلك أقول : كنت أرغب أن يتجاوز الماضي نهائياً، بمعنى التحدث عن تاريخ سورية في الأربعينات، وأن يركّز على الوضع الحاضر، على الرغم من القول دائماً أن الحاضر منبثق من رحم الماضي، ولا يمكن أن فهم الحاضر إلا من خلال فهم الماضي، فنحن نريد أن لا نضيع الوقت في الحديث عن الماضي. كنت أرغب أيضاً أن يوضّح ويفصّل ما يميز الخصوصية الشمولية السورية عن سائر الشموليات الأخرى، لأن معرفة الخصوصية الشمولية السورية مفيدة، كي أعرف ماذا ينبغي أن أفعل، فهو قد ذكر شيئاً منها فيما سماه بالجمهورية الوراثية، لكن كان بالإمكان التحدث عن خصوصيات كثيرة أخرى. التغيير كما سماه، له أنواع ومعاني مختلفة، فكنت أرغب أن يقول ما الاحتمال الذي يرجّحه بين أربعة أنواع التغيير التي تحدث عنها، وماذا ينبغي فعله من أجل دعم هذا الاحتمال المرجح من جهة أخرى، غير وحدة المعارضة ومركزة نشاطها.

· د. ابراهيم زعرور :

مساء الخير، كنت أتمنى على الأستاذ رياض ألا يظهر فقط النقاط السلبية في التاريخ منذ الأربعينيات حتى الآن، وأن يأتي على النقاط الإيجابية وهي كثيرة جداً، على الأقل أن يذكر أن هناك شهداء في الوطن، وأن هناك ناس قد قاتلوا فوق الجولان وفي جنوب لبنان وفي فلسطين وفي كل مكان. كنت أتمنى عليه ألا يقارن بين الانقلابات العسكرية التي حصلت أيام أديب الشيشكلي، وغيره، وأن يتحدث عنها بموضوعية تاريخية. فهو قد ركز كل النقاط على فترة السبعينيات وكأنها لم تعط شيئاً... في حرب تشرين، باعتراف العدو الإسرائيلي وقادته أنهم أجروا محاكمات لقادة الجيش وللمسؤولين السياسيين لأن حرب تشرين كانت إنجازاً عظيماً. لا يهمنا من أفسد ومن ارتشى ومن سرق فهؤلاء في مزبلة التاريخ، ونحن في حزب البعث العربي الاشتراكي ضد هؤلاء. والجميع يعرف أنه يوجد في حزب البعث مناضلين، وليس كله سماسرة وفاسدون، وهذه القضية كان يجب أن توضح وأن نميز هنا بين قضية بعض الأفراد أصحاب النفوس الذي كانوا طفيليين على التنمية الوطنية والاقتصادية وفعلوا ما فعلوه، والبعض منهم خارج الوطن والبعض يحاكم الآن، وسيحاسب. البعض يجد المنتديات فرصة كي يساوي بين دور سوريا الوطني والقومي بالدور الإسرائيلي. لو لم تكن سوريا في لبنان لكانت إسرائيل في لبنان، وأنا كنت أسمع كلاماً من الترك وكأنه كلام البطرك صفير أو وليد جنبلاط أو جبران تويني. ليست السلطة التي بدأت بقتل الإخوان المسلمين، وإنما الإخوان المسلمين بدؤوا بقتل الناس، وهذه حوادث تاريخية مسجلة، ونحن يجب أن نتحرى الحقيقة دائماً.

· د. رضوان زيادة :

بعد الشكر الكبير، كنت متوقعاً إلى حد كبير أن تكون لغة الأستاذ رياض الترك تستغرق في الماضي وقراءة الماضي، حتى حلوله المستقبلية لم تكن رؤية للمستقبل بقدر ما كانت تستمد حلولها من الماضي كجزء رئيسي في معالجة المشكلة الديمقراطية. المحور الرئيسي في النقاش هو أن السلطة وقوى المعارضة وحركة المثقفين لا تناقش في مستقبل سوريا بقدر ما تناقش في ترميم بنيان سوريا الماضي، وهذه نقطة رئيسية يجب أن نضعها بعين الاعتبار أن المستقبل ومستقبل سورية في الألفية الثالثة هو غائب عن الجميع. النقاش في الديمقراطية يجب ألا يستغرق في الوضع الداخلي دون مناقشة الوضع الإقليمي والعالمي. ويبقى السؤال: مع بداية سقوط منظومة الاتحاد السوفييتي وتحول دول ما كانت تابعة للمنظومة الاشتراكية كلها ودخولها في العصر الديمقراطي " الثورة الديمقراطية التي شملت العالم أجمع " لماذا بقي العالم العربي ممانعاً عن الدخول إلى هذه الثورة ؟ لماذا شهدت دول أمريكا اللاتينية جميعها تحول ديمقراطي بمعنى من المعاني ؟ لماذا شهدنا دول كالأردن ومصر، وما إلى ذلك، خطت خطوات، في حين بقيت سورية في نظامها السياسي محافظة على نظامها الشمولي ؟ عندما نطرح آليات التحول الديمقراطي يجب ألا نسقط في فخ الشعارات الجاهزة، يجب أن نقرأ الديمقراطية دائماً في ضوء تحولاتها الاجتماعية، في ضوء بناها الكامنة التي تضمن وجودها. بمعنى أن الوحدة السورية المصرية، أحد أهم سلبياتها التي ذكرها الأستاذ رياض أنها حلّت الأحزاب. ما هي الأحزاب التي تُحل بقرار ؟ وعندما تنتهي الوحدة لا توجد هذه الأحزاب ؟ بمعنى أن الأحزاب هي ليست صنع رئاسات أو صنع زعامات، بل هي قيم مجتمع موجودة في داخلها يحملها ويعيشها.

· الأستاذ رياض سيف :

جزيل الشكر للأخ رياض الترك الذي يمتاز بأنه يملك مناعة ضد الخوف، 17 سنة من الظلم لم تستطع أن تؤثر على إيمانه العميق بالعمل لأجل الصالح العام. الصراع بالأساس ليس أيديولوجي قطعاً وإنما هو على مغانم وأرزاق، وأنا أدرس بعمق عقود الخليوي فظهر بالثبوتيات أن أرباحها غير المشروعة تعادل رواتب 220 ألف موظف لمدة 15 سنة في سوريا. الديمقراطية سوف توجد الشفافية وتوجد المراقبة والمحاسبة وتوجد آليات لا يستطيع أن يحتملها من لا يستطيع أن يعمل إلا في الضباب وفي التعتيم الكامل، وإذا حاربنا الفساد فسوف نجد الطريق إلى الديمقراطية.

· الأستاذ مأمون الحمصي :

أتقدم بالشكر لأسرة الراحل جمال الأتاسي وإلى الأخوة القائمين على هذا المنتدى وعلى هذه الأمسية الطيبة مع المناضل والرجل العظيم الأستاذ رياض الترك. نحن بأمسّ الحاجة في هذا الوطن لهؤلاء الرجال الذين ضحّوا بحياتهم من أجل الوطن، الذين نستمد منهم القوة والرجولة، وقول الحق ومجابهة الباطل والدفاع عن الوطن ومقدساته. فحين نتحدث بحضور أمثال هؤلاء العظماء نشعر أحياناً بالتقصير وأحياناً بالخجل. نشكر الأستاذ رياض أنه بدأ منذ الجلاء العظيم الذي نفتخر به جميعاً، وللأسف أننا ظلمنا زعامات تلك الفترة الذين ضحوا من أجل الوطن ومن أجل جلاء هذا الوطن، أمثال الرئيس شكري القوتلي والرئيس فارس الخوري، وهؤلاء الزعماء الذين أثبتوا للعالم بعد وفاتهم نزاهة كفهم وأنهم لم يختلسوا المال العام، ولم يقنصوا أي فرصة من أجل التضحية التي قدموها، فكانوا لوحة مشرقة يرتفع الرأس بها، ولكن للأسف قصّرنا بحق هؤلاء العظماء. نتمنى مثلما هذه المنتديات تعطي الدور لإخواننا البعثيين، أن يعطي إخواننا البعثيون في أجهزة الإعلام أدواراً لهؤلاء العظماء. وإذا كان من الصعب أن يعطوا أدواراً في وسائل الإعلام لهذه المنتديات، أن يخصصوا قاعات تتسع لهؤلاء المواطنين بشكل أفضل. نحن متهمون بالتواطؤ والتصفيق وبالمحاباة، ونحن الآن بحاجة إلى التكاتف بين مختلف المشارب والاتجاهات، وإلى التماسك الوطني. كنا نتمنى، وأنا من الذين تفاءلوا جداً بالرئيس الدكتور بشار، واجتمعنا مرة في المركز الثقافي في المزة وكان يحضر بعض المنتديات والحوارات وكنا مطمئنين جداً، ولكن بعد مضي عام أنا شخصياً للأسف أصابني إحباط ووجدت أن مؤسسة مجلس الشعب، وأنا منها، ولي الشرف أن أكون منها، وجدت أن القوانين التي تصدر حالياً هي لأبناء المسؤولين وللمتنفذين في هذا البلد وليس لأبناء الشعب. والخطوة التي تحدث عنها الأستاذ رياض أنه استبشر بها هي لأشخاص معينين، أصحاب الخليوي وأمثالهم، ونسمع الآن أن تم إلغاء المرافئ غير الشرعية، وهذا الأمر يتطلب منا أن نواجه الواقع بجرأة وأن نطرد الخوف وأن نكون يداً واحدة من أجل هذا الوطن.

· د. سليم بركات :

شكراً لهذا الجو من الديمقراطية الذي أتاحته لنا القيادة الجديدة، وأنا هنا أتكلم كلاماً مسؤولاً وليس دخولاً في متاهات وفي تفاصيل أكل الزمان عليها وشرب. هناك الكثير من الأخطاء التي وقع فيها المحاضر تاريخياً، فيما يتعلق بالوحدة وبقومية الشيوعية، وفيما يتدخل في تاريخه الخاص وخاصة في سنة 1980 و1982. أسأله لماذا كفر بأهدافه ومد يده إلى الآخر ؟... وسوريا كانت تُضرَب مؤسساتها وأساتذة الجامعات يقتلون وكبار الضباط يقتلون، والمؤامرة كبيرة. أتحدى إذا كان هناك جهة في سوريا تعمل في السياسة في الستينيات إن لم يكن لها ارتباط خارجي ما عدا الناصرية وحزب البعث العربي الاشتراكي، والباقي ملوث إلى رقبته في كثير من الأحيان والوثائق تتحدث عن ذلك. مرحلة ما بعد 1963، تاريخ فيه إيجابيات وأخطاء، ويجب أن ننصف المرحلة السابقة. العرب وغيرهم كانوا ضد حافظ الأسد وحافظ الأسد كان صامداً ودخل لبنان رغم الإنذار السوفياتي والأمريكي، وحسن نصر الله قال أنه لولا حافظ الأسد لم يكن هنالك مقاومة تستطيع أن تحمي نفسها في جنوب لبنان. الجماهير هي التي خرجت لحافظ الأسد وهي التي خرجت لبشار الأسد، وتقولوا أنكم لم تشاهدوا أباً أو ابناً رئيساً للجمهورية إلا في سورية، بل هناك في أمريكا وفي الهند. أما عن مسألة الثقة : فنحن هنا نتحدث بديمقراطية، والديمقراطية متاحة، القوي هو الذي يمنح الديمقراطية وهو الذي يستطيع أن يخاطب الناس، وهو الذي يستطيع تماماً أن يتفاعل مع الجماهير. جميعاً مدعوون للوحدة الوطنية وللعمل في النظام وفي المعارضة، فليس لنا مصلحة في مهرّب وفي سمسار وفي صاحب نفوذ، بل لنا مصلحة بالوطن، فجميعنا وبشار الأسد معنيون بالوطن، وكلنا مع هذا الرجل لأنه نموذجاً نظيفاً لمن أراد أن يكون نظيفاً، وشكراً.

· الأستاذ محمد علي الأتاسي :

الديمقراطية لا تمنح وإنما تُنتزع، وعندما نستطيع أن نتكلم جميعاً كما يتكلم رياض الترك، عندها نكون لدينا قدرة على انتزاع حقنا في الديمقراطية. المشكلة عندما نتحدث عن عقود الخليوي، بعضنا لا يستطيع أن يذكر العقود الموقعة باسم مَن ولأي عائلة ولأي شخص. أذكر في عام 1982 كان رياض الترك في زنزانة إفرادية في فرع المخابرات العسكرية لمدة 17 سنة دون تنفس ودون محاكمة.

· د. كامل عمران :

تحدث الأستاذ رياض حديثاً تاريخياً أراد منه أن يستنتج العبر والدروس، أسأله : هل استنتجت في حديثك هذا المطوّل العبر والدورس ؟.. تحدثت خطاباً عن النظام الشمولي والشمولية والأحزاب الشمولية، ألا ترى معي أن حديثك كان كله شمولياً ؟ وأعطيت حكماً قاسياً وظالماً على هذا البلد، ألسنا من هذا البلد ؟ يجب أن يكون واضحاً للجميع أن عملية التطوير والتحديث والتغيير هي قضية داخلية في هذا النظام وفي هذا الحزب، ألا تريد أن تتعامل مع هذه القضية أم أنك تريد أن تكون حجر عثرة في طريق عملية التغيير والتطوير التي تحدث في هذا البلد ؟ أنا أعتقد أن الثقة المتبادلة مسألة هامة جداً عندما نجيب معاً على السؤال الأساسي : هناك حركة تطوير وتحديث في هذا البلد، هل نحن ندفع باتجاه هذه الحركة أم أننا نقف في وجهها ؟ هكذا يكون الحراك الاجتماعي، ولا يكون بخلق العقبات. علينا جميعاً وأتمنى على الجميع الإبقاء على هذه المنتديات.. إن السير بهذا الاتجاه يعني إغلاق المنتديات. أريد أن أقول أن علينا أن نشعل شمعة ونحافظ، على ديمومتها خيراً من أن نلعن الظلام ألف مرة.

· الأستاذ يوسف سلمان :

يجب الاعتراف بأننا ظلمنا الديمقراطية سابقاً، كل القوى الناصرية والقومية والإسلامية والماركسية ظلمت الديمقراطية، وعندما اكتشفناها ادّعينا أننا اخترعناها. علينا الآن أن نكون حريصين على بناء مجتمع ديمقراطي، وأن كل من آمن بالشرعية الثورية، بالشرعية المبنية على الإيديولوجية، عليه أن يعترف الآن بالشعب والمواطنين، كل الكلام الآن يجب أن ينصب إلى المستقبل : كيف نصنع وحدة وطنية ؟ كيف نساهم في ولادة مجتمع ديمقراطي حقيقي ؟ المعارضة والسلطة طرفان فيه، فالمجتمع في وضع بائس، وأدوات السلطة قد لا تكون قادرة على إنجاز ما يمكن إنجازه. أتمنى على إدارة المنتدى أن تدعو أحد القيادات من حزب البعث العربي الاشتراكي، لكي يقوم بدوره كمحاضر في هذا المنتدى، وأن يكون له نفس الحقوق التي تمتع بها كافة الأخوة، ونكون نحن أيضاً مستمعين كما كان مُستَمَع إلينا وشكراً.

· السيدة حذام زهور عدي :

شكراً لكم، آمل أن يكون هذا الحوار هو التدريب الأول للحوار الذي تحدث به الأستاذ رياض الترك، وأظن بأن أول تدريب للحوار يعني ألا نتمترس في أفكار مسبقة وإنما أن نبدأ بهدف أين المصلحة العامة لإنقاذ الوطن، ولذلك ليس من الضروري أبداً أن نرد على بعضنا بعضاً من خلال الأفكار السابقة والمواقف السابقة. فإذا أردنا المصالحة الوطنية والحوار من أجل المستقبل فليكن الاعتراف بالآخر، وليكن كما عرضالأستاذ رياض النقد الذاتي لكل من ساهم في مرحلة خاطئة، ومحاولة بناء المستقبل على ذلك النقد الموضوعي الهادئ. أما عن مرحلة ما بعد سقوط أديب الشيشكلي، منذ سنة ال 54 حتى سنة ال 58، هذه السنوات الأربع التي نعمت بها سورية بديمقراطية حقيقية. ما يهمني من هذه المرحلة هو العبرة، وهو علاقة الديمقراطية بالتنمية الداخلية، وعلاقة الديمقراطية بالتصدي للعدو الخارجي، وعلاقة الديمقراطية بتحقيق الأهداف القومية. استطاعت هذه الديمقراطية أن تحقق الوحدة، واستطاعت أن تتصدى للعدو الخارجي، واستطاعت أيضاً أن تنمي داخلياً اقتصادياً البلد بشكل ممتاز، إذاً، حلنا لهذه المسائل جميعاً الديمقراطية.

· د. شبلي الشامي :

سبعة عشر عاماً قضاها هذا المناضل في السجن أدت إلى تغيير حقيقي في النظام السياسي الموجود في سورية، لقد صنّفت دراسات كثيرة أن ما بين الديمقراطية الكاملة والاستبداد الكامل طيف واسع، لقد أتت أحداث حرب الخليج الثانية فنقلت سورية من –10 إلى –6، خلال عقد من الزمن. وفي السنة الماضية فقط، انتقلت سورية من –4 إلى –2، و هذا أدى إلى رفع العنف المدني، هذا النقاش الذي تشاهدون الآن هو نوع من العنف المدني، هذا العنف المدني قد لا يستمر طويلاً لأن طريق الديمقراطية هو الطريق الوحيد السالك لبناء السلم المدني الديمقراطي، والآن لا يمكن إلا أن نبذل المزيد حتى نحقق هذه الديمقراطية، لأنه لا يوجد رجعة إلى الوراء في التاريخ. هذه الأنظمة قد طواها الزمان، فلا عودة لشعوب العالم عن الديمقراطية، ديمقراطية السلم المدني.

· الأستاذ ياسين الحاج صالح :

مساء الخير، هناك رصيد متراكم كبير من الحقد في سوريا لأنه اعتُقل عشرات الآلاف، وقُتل في مجازر معروفة عشرات الألوف من الناس، وليس من المعقول أن يُطالب المظلومين أن يتنازلوا عن الثأرية والحقد وربطه بالانتقام، لأنه لا يزال نفس التركيبة القمعية ونفس الناس ونفس الأفراد ولو رُقّي معظمهم إلى مراتب أخرى... هناك خطر على مستقبلنا جميعاً ومستقبل البلد وليس على مستقبل السلطة فقط، مطلوب تجاوز هذا الحقد عندما يحدث تغيير في طريقة تعامل السلطة مع المجتمع... لم يُعد الاعتبار لعشرات الألوف الذين اعتُقلوا بمحكمة استثنائية أصدرت أحكاماً معروفة دون دفاع. لن نقول كما قال مصدر أمني في فترة قريبة يطلب الاعتراف بالإخوان المسلمين، في الوقت الذي لم يعتبر أحد من الضحايا العشرة آلاف الذين وقعوا على يد سلطة الدولة وهي السلطة الوحيدة المؤتمنة على وحدة البلد وعلى كرامة الشعب وعلى حريته.

· الأستاذ محمد سلام :

كلنا متعطشون للديمقراطية، ودونها لا مكان لأمة حديثة، لكن لأن ثلث سكان الوطن العربي يعانون من الفقر والحرمان والجهل والمرض، فلا بد أن يؤسَّس مفهوم الديمقراطية على مفاهيم العقلانية والتقدم والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية ستبقى إطاراً شكلياً، رغم أن أي إطار شكلي أفضل من الديكتاتورية، وستبقى إطاراً شكلياً مفرغاً من محتواه ما لم ترتبط بالمساواة والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية حق يؤخذ وليست هبة من عطايا السلاطين.

· الأستاذ مجاب السمرة :

في حواراتنا يجب أن تحترم صاحب البيت الدكتور جمال الأتاسي الذي كانت كل خبرته تنصب في كيفية إدارة الحوار الديمقراطي. أقترح إذا أردنا أن نصل إلى حالة ديمقراطية وتعددية سياسية، فحواراتنا وكتاباتنا إذا لم يكن لها طرقاً لتصل إلى السلطة وإلى الشارع فسنبقى ضمن هؤلاء ال 500 شخصاً المتكررين، فأقترح أن يصدر بياناً عن منتدى جمال الأتاسي عن كل مشكلة من المشاكل التي نعالجها. يجب أن نعمل كلنا معاً بشكل إنساني حتى نصل، فنحن محاربين أخلاقياً ومادياً وعسكرياً، فمثلاً في إسبانيا لقطوا مليوني حبة هلوسة يريد الموساد إدخالها على الأمة العربية. فلا المعارضة ولا السياسيين ولا المثقفين ليسوا عملاء ولا أعداء لهذه الأمة فيجب أن يتكاتفوا، كما يجب أن يعرف النظام بحوارنا وإنسانيتنا أننا لسنا أعداؤه ولسنا بديل عنه، بل نريد أن نساهم في إحياء هذا البلد.

· د. عبد الرزاق عيد :

ليس لدي ما أضيفه على ما قاله رائدنا العظيم الأستاذ رياض الترك، فقط سأقول طوبى لكل هؤلاء الأبطال والشجعان والذين قدموا مثالاً رائعاً على أن هذا الوطن العظيم قادر مثلما يقدم الفاسدين واللصوص والقتلة، هو قادر على أن يقدم الشرفاء والمناضلين، طوبى لكل من يقول كلمة شريفة، ولكل من يدق مسمار في جدار الخوف.

· الأستاذ عبد المجيد منجونة :

الدكتور طيب تيزيني قال أن حد الفقر بلغ في بلدنا 61 %، وهذا يشير، وبدون أي تعليق، إلى النتائج التي وصلنا إليها. إذا كنا نعتقد أن المشروع الصهيوني هو فعلاً مشروع وجود وليس مشروع حدود، وبالتالي فهو معركة الأمة، فلا بد أن تكون هذه الأمة على اطلاع كامل على أوضاعها، وخاصة في مفصلها الحساس القوات العسكرية وأجهزة الأمن. الوضع في القوات العسكرية يحتاج إلى إعادة النظر في بنيته وتسليحه وإعداده وإدارته أيضا، وكذلك الأجهزة الأمنية كفاها ما تملك من سيارات وإنفاق باذخ، والشعب تحت خط الفقر.

· الأستاذ محمد كنهوش :

الديمقراطية مطلب وهدف لكافة الجماهير ولها ألوان متعددة، نحن نركز على اللون السياسي في الديمقراطية. الديمقراطية هي وعاء فكري يتضمن ما يمكن أن يحقق الأفضل للإنسان، ففي ظل الأزمة الفكرية العالمية الحالية، ما هو المطروح من نقاط مضيئة فكرية من الممكن أن نتداولها وتؤدي الأفضل لهذه الأمة ؟

· الأستاذ خليل حمسوتك:

السلطة لها مصلحة بتغييب ما يصل إلى مليونين من المواطنين في سوريا الذين يحملون اسم الأكراد، فما هي مصلحة المعارضة أن تغيب مليوني كردي، أليس لهؤلاء مساهمة في العمل الوطني الديمقراطي وهم ينتمون إلى هذا الوطن ؟ المعارضة السورية بحاجة إلى إعادة الثقة مع الشارع السوري، لأن الشارع السوري يفقد الثقة بها، مما يؤكد ضرورة النظر إلى المستقبل الذي من الممكن أن يعيد لنا هذه الثقة.

· الأستاذ بدر حيدر :

أحيي الأستاذ رياض الترك الذي هو كشمعة تحرق نفسها لإضاءة درب الآخرين، وأنتهز هذه المناسبة لمطالبة السلطات السورية والسيد رئيس الجمهورية تحديداً برفع الظلم عن هذا المناضل الكبير الذي أثبت الزمن أنه كان على حق في كل ما طرحه، وإعادة حقوقه المدنية التي حُرم منها من غير حق، في وقت يسرح ويمرح من عاشوا في بلادنا تخريباً وفساداً ونفاقاً. لقد ولّى زمن الطفولة السياسية التي سقط فيها القوميون والشيوعيون والإسلاميون على السواء، وأضاعوا فرصاً عظيمة كان من الممكن الاستفادة منها لتخدم شعبنا لقد وصلت المشاعر الشعبية إلى التسليم بالأمر الواقع تحت شعار : ليس بالإمكان أفضل مما كان. أدعو إلى البحث عن أسباب الفشل، ووضع أسساً جديدة للمخاطبة الجماهيرية، سواءً على مستوى الطرح السياسي، أم على مستوى مراجعة الشعارات والبرامج والعقائد وأولويات آلية طرحها وصولاً إلى جعلها مطلباً شعبياً عاماً. المطلوب هو البحث عن أسلوب جديد ومرن، فيه قدر كبير من الوعي ومن الإحساس بالمسؤولية. الناس بحاجة إلى قدوة أكثر من أي وقت مضى، والناس بحاجة إلى سهولة في الإقناع وإلى تسهيل الثمن الذي يجب أن يُدفع، ولقد آن الأوان لأن ندرك أن الشعب والفقراء تحديداً هم الذين يدفعون ثمن كل الأخطاء سواءً تلك التي تقع فيها الأنظمة أم الأحزاب.

· الأستاذ حسن عبد العظيم :

لا بد أن أشكر الأخ رياض الترك على هذه المحاضرة القيمة وجرأته المعهودة بقول الحق والحقيقة بكل صراحة ووضوح. وأقيّم وأثمّن أن هذه المحاضرة على صراحتها ووضوحها وجرأتها كانت لغة حوار جدي ومسؤول وفيها حرص على الوحدة والمصالحة الوطنية والحوار الوطني، وهي وإن كانت أعطت بعداً للماضي للتأسيس للحاضر والمستقبل وهو ضروري، لكنها أيضاً طرحت أفكاراً ومقترحات جدية ينبغي الحوار من حولها. في هذه المحاضرة ملاحظة وردت حول عهد الوحدة فيما يتعلق بحلّ الأحزاب، وأنا أقول بصراحة ووضوح ومن غير تعصب، أن حلّ الأحزاب في مصر كان حلاً منطقياً ومعقولاً تجاوزته، لأن الأحزاب أصبحت لعبة بيد الملك والسلطة، وصنيعة للإقطاع والرأسمال، لكن الأحزاب في سورية وقفت ضد حلف بغداد وضد مبدأ ايزنهاور، وصمدت طويلاً، وكان الحل خاطئاً، وأعتقد أن بعض قيادات الأحزاب شاركت في هذا الخطأ. نحن في التجمع الوطني الديمقراطي وفي إدارة المنتدى نصرّ على "الإصرار والحوار"، الإصرار على طرح القضايا بجرأة وصدق ووضوح لأن عهد النفاق يجب أن ينتهي، وكذلك، ومع التمسك بالقضايا المبدئية، نحن مصرون على الحوار، باعتباره لغة أصيلة في التجمع الوطني الديمقراطي طُرحت منذ عام 1967 ومنذ تأسيس التجمع، ويجب أن نتمتع بثقافة الحوار.. لا نطالب السلطة وأحزابها أن تتمتع بثقافة الحوار وأن تنتقل إلى ثقافة الحوار، بل يجب أن ننتقل وأن نتعلم ثقافة الحوار. وآسف جداً أن هذا المنتدى الذي يحمل اسم جمال الأتاسي، رجل الحوار الأول في هذا القطر وعلى المستوى القومي وهو الذي طرح الديمقراطية والتعددية، ينبغي أن تبقى لغة الحوار سائدة في هذا المنتدى لكي نتعلم ونعلّم، ولكي لا نكون نطالب الغير بهذه اللغة ونقع في الخطأ المعاكس.

رد الأستاذ رياض الترك

اسمحوا لي أن أشكركم على صبركم حين استماعكم مدة ساعة ونصف من كلامي. في الحقيقة محاضرتي كانت متضمنة ثلاثة عناوين. أثناء أزمة حزبنا حين كنا نتحدث عن الماضي وننقد رفاقنا الكبار عن سياساتهم في الوحدة والانفصال وال48 وغيرها، كان خالد بكداش يقول أن هؤلاء يسودون صفحة حزبنا المناضل، أنا أخشى أن تقعوا في هذه المطبات. الماضي ضروري أنا لم أشهّر ولم أكن شمولياً، أنا لي هدف أن أتحدث عن الديمقراطية في آفاقها وحاضرها، لكن حين بدأت الكتابة فكّرت أنه لا يمكن أن أبني موقفاً دون أن أستند إلى الماضي، هل هذه الديمقراطية فعلاً هي استيراد غربي ؟ قلت أنه ليس غربياً. مائة سنة والرواد يناضلون من بلاد الشام من أجل الديمقراطية ومن أيام تركيا. لذلك خرجت برأي أن الحديث عن الديمقراطية ليس صحيحاً كما قاله الرئيس بشار، وليس صحيحاً كما قاله أبوه، وكما قاله خالد بكداش من قبل.

هدفي أن أؤكد أن الديمقراطية هي أفضل الأساليب من أجل الوصول إلى حياة أفضل لشعبنا. الخطأ عند العلمانيين والتقدميين هو خطأهم في فهم الدياليكتيك، علمونا على مبدأ النفي ونفي النفي، فنحن بصورة سطحية فهمناها أن أنفيك أنت، وأن أتآمر عليك كي أبقى، هكذا فهمه الشيوعيون والبعثيون.. بينما رجالنا الأوائل، الذين سميناهم رجعيين، كان لهم منظاراً آخر لأنهم كانوا متحضرين أكثر منا.

أقترح على الطرف الآخر أن يحدثونا عن ديمقراطية حافظ الأسد وديمقراطية العهد السابق. أنا لا أحب الاتهامات، ولست بحاجة لأن أدافع عن نفسي، فإذا قصد بعضهم الموقف السياسي للحزب أثناء الصراع في أواخر السبعينات، وموقف الحزب من حزبَين نظيفين والباقي ليسوا نظيفين، أنا لا أرد على هذا الكلام. أنا أتحدى كل المخابرات، ولو حافظ الأسد موجود لتحديته، وأتحدى ابنه، إذا كان في أدراج حافظ الأسد وثيقة عن تعاون مع الإخوان المسلمين. وأنا أطلب أن ينشروا كل أقوالي التي قلتها في فرع التحقيق العسكري، أتحداهم إذا سألوني عن الإخوان المسلمين, لم يسألوني طيلة ال 17 سنة لا عن الإخوان ولا عن العراق. كانوا يريدون كمؤسسة جاسوسية أن يعرفوا علاقة الحزب بالاتحاد السوفييتي، وكانوا يظنون أنني حاقد على الاتحاد السوفييتي، وظنوني فريسة سهلة من أجل ذلك، وأتحداهم إذا قلت شيئاً عن كل أسرارنا وعلاقاتنا مع الاتحاد السوفييتي، طبعاً أسرارنا مكشوفة فنحن كنا رهناً للاستراتيجية السوفياتية، وكل المواقف الكبرى كانت خاطئة وغير صحيحة. فإذا أخطأ حزبي، وأردت أنا التصحيح أفلا تطهروننا قليلاً ؟!

 عودة إلى صفحة البداية