حكم بـ«الاعتقال المؤقت» لمدة سنتين ونصف السنة على القيادي الشيوعي السوري الترك


دمشق: رزوق الغاوي
اسدلت محكمة امن الدولة العليا السورية امس، الستار على ملف القيادي الشيوعي السوري رياض الترك بالحكم عليه بالاعتقال المؤقت لمدة سنتين ونصف السنة وحجزه وتجريده مدنيا واحتساب مدة توقيقه من اصل العقوبة.
ونسب الى مرجع قضائي سوري قوله ان محكمة امن الدولة العليا اصدرت امس قرارها في قضية المتهم رياض الترك حيث ادانته بالجرائم المنسوبة اليه في قرار الاتهام وعقوبتها خمس سنوات، غير ان المحكمة منحت الترك الاسباب المخففة التقديرية كونه اعترف بما نسب اليه وصرح بشكل علني امام المحكمة انه قال كلاما قاسيا، وانه لا يريد ان يكون رأس فتنة ولا يريد ان يصب الزيت على النار، حيث ان هذا البلد (سورية) محاصر من قبل الولايات المتحدة واسرائيل، ونتيجة لذلك منح الاسباب المخففة التقديرية وتم تنزيل عقوبته من خمس سنوات الى سنتين ونصف السنة.
وعقب انتهاء الجلسة قال المحامي محمد رعدون ان رئيس المحكمة فايز النوري، دعا الترك (72 عاما) الى تناول فنجان من القهوة معه في مكتبه. وعن حيثيات الحكم قال رعدون انه تم تجريم الترك بجناية القيام بالاعتداء الذي يستهدف الدستور والحكم عليه 5 سنوات، وتجريمه بجناية القاء الخطب بقصد العصيان واثارة الفتنة والحكم عليه 3 سنوات، وتجريمه بجناية ترويج انباء كاذبة توهن عزيمة الامة ونفسيتها والحكم عليه 3 سنوات، والحكم عليه ب
6 أشهر و500 ليرة سورية (10 دولارات) بجنحة النيل من هيبة الدولة. واضاف ان المحكمة وبسبب اعتراف الترك امامها بانه لا ينكر انه صدر عنه كلام قاس ولا يريد ان يكون اداة فتنة ولا يريد ان يصب الزيت على النار، وطلب ان يحكم عليه فقط بالقدح والذم، فقد تم تخفيف الحكم عليه بالاعتقال المؤقت لمدة سنتين ونصف سنة وحجره مدنيا واحتساب مدة توقيفه من اصل العقوبة. واشار رعدون الى انه بعد حسم ربع مدة الحكم ومدة التوقيف منذ التاسع من سبتمبر (ايلول) الماضي، فانه يتوجب على الترك ان يمضي سنة اخرى في القسم السياسي من سجن عدرا القريب من العاصمة السورية.
من جهته رأى المحامي خليل معتوق ان لا مبرر لهذا الحكم، وناشد الرئيس بشار الاسد وقف العمل بمحكمة امن الدولة واعلان الغائها واطلاق جميع معتقلي الرأي والضمير واعادة النظر في جميع القوانين الاستثنائية والغائها تماشيا مع الالتزامات الرسمية لتأمين حق المواطنين في التعبير ضمن احكام الدستور. واعرب معتوق عن امله في ان يتدخل الرئيس الاسد، ويتم طي ملفات جميع معتقلي الرأي والضمير واطلاقهم، وفي مقدمتهم رياض الترك.
من جانبه وبعد انتهاء الجلسة، عقب المحامي حسن عبد العظيم باعتباره ناطقا باسم التجمع الوطني الديمقراطي وامينا عاما لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي (غير مرخص)، على الحكم الذي صدر بحق الترك بالدعوة الى حوار وطني ديمقراطي بين القيادة السياسية السورية والمعارضة، مؤكدا ضرورة ان يعمل الجميع على مواجهة ما تتعرض له البلاد من تحديات ومخاطر، وقال «اننا كمعارضة وطنية ديمقراطية نأمل ان يحل الوئام في البلاد، بين السلطة والمعارضة، وان نتفرغ جميعا لمواجهة التحديات والمخاطر الخارجية».
وقال عبد العظيم «باستثناء اللقاء الذي سبق ان تم مع نائب رئيس الجمهورية عبد الحليم خدام في مارس (اذار) عام 2002 فانه لم يبدأ بعد اي حوار مع القيادة السياسية السورية»، مشيرا الى ان اللقاء الذي تم مع خدام لم يكن حوارا بل كان استكشافا لوجهات النظر.
وفي تعقيب لها على صدور احكام بحق رياض الترك ومن قبل بحق حبيب صالح، رأت جمعية حقوق الانسان في سورية، انها ترى في مثل هذه الاحكام السياسية ما يعرض جميع الناشطين لخطر الادانة والاعتقال ويعطي السلطات الامنية حرية الحركة بصورة تؤدي الى قمع كل صوت معارض. واكدت الجمعية في بيان بهذا الشأن تلقى مكتب «الشرق الأوسط» بدمشق نسخة منه، ان سورية في الوقت الراهن بما تواجهه من مخاطر وتهديدات خارجية، هي في اشد الحاجة الى رص الصفوف وتوحيدها واعطاء المواطن فرصته للعيش بحرية وكرامة تتيح له ان يكون متراسا في وجه هذه التحديات يؤدي دوره الوطني المفترض.

 

 

 

 

اللجنة العربية لحقوق الإنسان

ARAB COMMISSION FOR HUMAN RIGHTS

COMMISSION ARABE DES DROITS HUMAINS

 

الحكم على رياض الترك حكم على الحريات الأساسية أصدرت محكمة أمن الدولة (الاستثنائية) حكما بالسجن عامين ونصف على أهم رموز المعارضة الديمقراطية في سورية المحامي رياض الترك (من مواليد حمص 1930)، الأمين العام للحزب الشيوعي السوري –المكتب السياسي، مع حرمانه من الحقوق المدنية: أي من العمل السياسي والأهلي مدى الحياة.

كان المحامي الترك قد اعتقل في أول سبتمبر2001 إثر مطالبته بالإصلاح السياسي في محاضرة له ألقاها في منتدى جمال الأتاسي، وبعد نعته الجنرال حافظ الأسد بالدكتاتور في برنامج تلفزيوني على قناة الجزيرة الفضائية.

لقد سبق وأمضى "مانديلا العرب"، كما يلقبه الديمقراطيون السوريون، في السجن قرابة 18 عاما قابعا في زنزانة إفرادية في عزلة عن العالم. وهو من رواد الإصلاح الديمقراطي في الحركة الشيوعية العربية وقد طالب بالتعددية السياسية وحق التداول على السلطة في النظام السياسي منذ حرب 1967.

جاء الحكم على رياض الترك بعد ثلاثة أيام من رد فريق العمل الخاص بالاعتقال التعسفي في المفوضية العليا لحقوق الإنسان على ادعاءات الحكومة السورية بشأن رياض الترك ورياض سيف ومأمون الحمصي وحبيب عيسى وعارف دليلة وكمال اللبواني وفواز تللو ووليد البني وحسن سعدون وحبيب صالح، معتبرا اعتقالهم تعسفيا ومطالبا بالإفراج الفوري عنهم.

إن اللجنة العربية لحقوق الإنسان تعتبر استمرار وجود رياض الترك وصحبه في المعتقل هدرا للطاقات وللزمن وتقديسا للماضي البائس وحرمانا إلزاميا لقيادة المعارضة الديمقراطية من حقها في العمل الحر وممارسة النقد.

من المفيد التذكير بأن الوضع الصحي للمحامي الترك جد سيئ وأن المسؤول عن بقائه في السجن منذ اليوم هو الدكتور بشار الأسد. فحيث أن محكمة أمن الدولة لا تحترم إجراءات النقض والاستئناف المعمول بها عالميا، يكون رئيس الجمهورية السلطة الوحيدة المخولة بالنظر بالحكم والإفراج عنه.

إننا نطالب بالإفراج الفوري عن رياض الترك وعن جميع المعتقلين السياسيين وطوي صفحة ماض ديكتاتوري بغيض، لم يعد لذكراه إلا أن تشوه صورة الحاضر ومعالم المستقبل.

26/06/2002

 

 

 

صدور الحكم الجائر بحق رياض الترك خطوة إلى الوراء

الحرية لكافة المعتقلين السياسيين في سوريا

من أجل سوريا ديموقراطية ومتقدمة

إن صدور الحكم الجائر لمحكمة أمن الدولة الاستثنائية في سوريا يوم الأربعاء الماضي بحق الأستاذ رياض الترك الأمين العام الأول للحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي، الشخصية الوطنية التي أثبتت وقوفها الرائع في وجه كل مظاهر التفرد بالسلطة وفرض السياسة الرسمية بالقوة والإكراه والتنكرلحقوق الإنسان والحريات السياسية في البلاد، ليس إلا خطوة إلى الوراء على الطريق الذي ادعى النظام بأنه طريق التدرج صوب الحريات والديموقراطية والمجتمع المدني المزدهر. إن دل صدور هذا الحكم على شيء فإنما يدل على أن المحاولة الانفتاحية من جانب النظام على القوى الوطنية المختلفة والشخصيات الناشطة من أجل مجتمع مدني ديموقراطي قد جمدت أو وصلت إلى حد يمكن القول عنها بأنها محاولة غيرجادة أو تتعثر حتى الآن بسبب وجود تكتلات معادية بشكل قاطع للسير في الاتجاه الصحيح رغم كل ادعاءات الشريحة العليا في البلاد بأنها قد شمرت عن ساعد التغيير والتجديد والتخلص من العقلية القديمة التي ظلت سائدة في ظل نظام الحزب القائد، فالحكم على الأستاذ رياض الترك ليس الأول ولن يكون الآخر ومسلسل التضييق على الناشطين الوطنيين والداعين للديموقراطية بوجه خاص مستمر في العرض الهزلي رغم كل الاحتجاج الذي يثيره في الأوساط الشعبية والمثقفة في البلاد وموجات الغضب لدى المنظمات الراعية لحقوق الإنسان في شتى أنحاء العالم.

إننا ندين هذا الحكم الصادر بحق رياض الترك ونعتبره مشيناً ويعبر عن طبيعة غير مؤمنة أصلاً بالديموقراطية ومضرة بسمعة البلاد ورئيسها الذي وعد بقيادة البلاد صوب مزيد من الانفتاح على الشعب وعلى متطلبات المجتمع المدني من حريات سياسية وصحافة حرة وانتخابات حرة وصون لحقوق الإنسان، وإن سوريا التي يتعطش شعبها منذ زمن طويل للحرية والتآلف الاجتماعي وخطوات جادة على طريق تحقيق مجتمع مدني مزدهر لن تجني من مثل هذه الأحكام سوى مزيد من الخسارة داخلياً وعالمياً، وإن هناك من سيستغل صدور مثل هذه الأحكام ليطعن في كل المواقف التي تتخذها قيادة البلاد ويستخدمها في حربه ضدها على الصعيد السياسي والإعلامي خاصة في محاولة لتضييق الخناق على سوريا. كما أن الناشطين الديموقراطيين في الداخل والخارج والمنظمات التي تناضل من أجل مجتمع سوري مدني مزدهر ستفقد ثقتها بكل ما تقوم به الحكومة من خطوات تجاهها وستعتبرها غير جادة وعملية التفاف، وبذلك تزداد الهوة عمقاً بين الحكومة والمعارضة ويصعب الحوار وتشتد عزلة النظام يوماً بعد يوم.

لذا فإننا نطالب بالإفراج الفوري عن رياض الترك وسائرالمعتقلين السياسيين السوريين، القدامى والجدد، ومن بينهم الوطنيون الأكراد والمتهمون منهم بالانتساب إلى أحزاب كردية سورية كما حدث مؤخراً للسيد مسلم شيخ حسن من منطقة كوبانيه (عين العرب) والكف عن إطلاق تهم الإنفصالية والتآمر على أمن الدولة بحق الوطنيين الكورد الذين أثبت التاريخ بأنهم يناضلون من أجل سورية ديموقراطية ومزدهرة ترفرف عليها رايات التآلف والتآخي بين مختلف الفئات والطوائف والقوميات والاتجاهات السياسية والفكرية... ونضم صوتنا إلى صوت مختلف المنظمات والشخصيات السورية المطالبة بوقف المهازل الصادرة عن محكمة أمن الدولة العليا بعد أن ثبت للجميع بأن أحكامها تخضع لمواقف سياسية بحتة للنظام الحاكم وتتعلق بأمن النظام وبقائه وليس بأمن الدولة والوطن. فهل يمكن التصديق بأن وطنياً مثل رياض الترك يعادي الدولة والوطن ، أو أنه يعمل على تغيير دستور الدولة بالقوة، وهل الدستور أبدي خالد لاتجوز المطالبة بتغييره، وكيف تتغير الدساتير ما لم يطالب بذلك أبناء الشعب الذي وضعت لهم هذه الدساتير؟! وهل رجل في وضع رياض الترك صحياً ومكانياً قادر على استخدام القوة لتغيير النظام، وهل تحدث الرجل يوماً عن استخدام القوة من أجل احداث التغيير أم أنه سجين رأي ووطني مخلص قد طالب بما يطالب به غيره سراً وعلانية كل يوم.؟

* الحرية لكل سجناء الرأي في سوريا

* من أجل مزيد من الانفتاح على الشعب وقواه الوطنية الديموقراطية

بارتي ديموقراطي كردستاني سوريا