الملتقي في حوار مع العم سعيد الامين اجرى الحوار طه يوسف عم سعيد الامين رغم سنوات الغربة الطوال التي قضاها في بلاد الغرب وسط اهل الفرنجة لم ينس رزاز المطر ورائحة الدعاش ولم يتخل عن المفكرة الريفية ودرب القمر واقاصيص السمر والطرفة والدعابة فهو نسمة في زمن الاعاصير والثلوج حوارنا معه لماذا ترك عم سعيد الازهر الشريف وكيف جاء الى سويسرا من غير جواز سفر وغيرها من المواقف و الطرائف التي ميزت حياة العم سعيد. فالى مضابط الحوار :ـ ـ كيف اهتديت الى هذا البلد المعجزة في زمن كانت فيه هموم الشعب السوداني لا تتجاوز الخبز والماء والشعير؟ ـ اجاب ضاحكا جئت الى سويسرا بدون جواز سفر حيث بدأت رحلتي من مصر التي ذهبت اليها بحثا عن الرزق وكان عمري انذاك 11 سنة,التحقت بالازهر الشريف المرحلة الابتدائية لمواصلة تعليمي وكنت اخذ 8 جنيه مصري اعانة دراسية كل شهر اوقف المصريون الدعم المالي بسبب حكومة عبد الله خليل التي جاءت بعد خروج الانجليز من السودان , والمصريون كانوا لا يحبون عبد الله خليل لانه يريد السودان للسودانيين, بعدها اضطررت للعمل في الصباح والدراسة في المساء وبعد سنتين ذهبت من مصر الى اثينا ثم الى ايطاليا ثم الى سويسرا حيث جلست فترة في مدينة لوزان وبعد مضايقات من البوليس بسبب عدم حصولي على اي مستند رسمي للبقاء في سويسرا , ذهبت بعدها الى فرنسا وعملت في باريس فترة في السفارة السعودية وتعلمت اللغة الفرنسية من الباريسيين بسبب الاختلاط معهم وكان عمري انذاك 17 سنة وما كان عندي جواز سفر سوداني ,ذهبت للسفارة السودانية وقابلت السفير د ـ بشير البكري وطلبت منه جواز سوداني وكان معه انذاك الدبلوماسي اسماعيل المليك وكانا هما الاثنين فقط في السفارة ,حصلت على الجواز السوداني ورجعت مرة اخرى الى سويسرا مع امير هولندي كنت اعمل معه حيث ذهبنا الى (سومريست) بالقرب من الحدود الالمانية وبالقرب من قصر شاه ايران سابقا ولكن لا زالت صور لوزان عالقة في ذهني صورة البقرة الحلوب التي يتدلى من رقبتها الجرس............ طلبت من الامير الهولندي ان اذهب لزيارة صديقي في لوزان وفي جنيف في طريقي للوزان قابلت حسن كجوك الذي كان ينوي الذهاب الى باريس ,طلب مني ان اعمل بدلا منه في السفارة الكويتية , قدمني للسفيرالكويتي وعملت معهم. ـ عند وصولك لمدينة جنيف هل وجدت عدد كثير من السودانيين؟ ـ وجدت حسن نصر وعباس فقيري فقط وكنا نجتمع في قهوة كورسو وكان صاحبها ايطالي هذا قبل 33 سنة تقريبا , كان حسن نصر يستقبل فيها تلفوناته من السودان وباريس وغيرها من الدول وكان في بيرة عم حمزة والمرحوم حسن حمد الله رحمة الله عليه خال مصطفى الخير وفي زيورخ حسن علي ومحمود بدر وفي ذلك الوقت مافي سفارة سودانية ولا اي جهة رسمية تمثل السودان, بعد سنوات جاء كمال ميرغني حمزة مديرا لمكتب القطن قبل 28 سنة وجاء السفير عبد المجيد حاج الامين سنة 1973 تقريبا وهو اول سفير سوداني في سويسرا وعين بواسطة ابو القاسم محمد ابراهيم في عهد مايو.. وكانت السفارة مع مكتب القطن في حي ـمن هم افضل السفراء الذين مروا على سويسرا ؟ ـ الحقيقة افضل الذين مروا على سويسرا هو كمال ميرغني حمزة مدير مكتب القطن وهو اول سوداني يمثل جهة رسمية في سويسرا كان رجل اخو اخوان , متدين , كريم, شخصيته قوية , محبوب لدى السودانيين , كنا كل سبت نجتمع في بيته في (كولوني) نصلي مع بعض ونجلس حتى ساعة متاخرة ,واذا غاب منا احد كان يتصل فيه ويسال منه واحيانا ياتي ويجلس معنا في قهوة كورسو . مرض هذا الرجل ومات هنا في جنيف ودفن في السودان وحضر وفاته والده ميرغني حمزة واخوه حمزة رحمة الله عليه . ـ من هو اول رئيس للجالية السودانية؟ ـ اول رئيس هو حسن نصر , وكان عدد الجالية 12 سوداني وكانت دار الجالية شقة حسن ارباب وافتتح الدار السفير حسن عبد الحليم الحلفاوي الذي كان ياتي هنا دائما ويجتمع مع السودانيين وكنا كل سبت واحد ناتي بالماكولات الى الدار نتغدى ونتعشى معا ونقرا الجرائد السودانية الصحافة والايام وبعد ان انتهت فترة حسن نصر اصبح رئيس الجالية بعده حسن حمدالله . كنا نذهب كل احد جميعا للمطار لان تاتي من السودان كل احد كل افراد الجالية كانوا يذهبون الى المطار ربما ياتي سوداني بالصدفة ليستقبلوه ويرشدوه, حكى SWISS AIR عم سعيد ان سوداني نزل في فندق في السبعينات وكان لايملك اي عملة صعبة لا دولار ولا فرنك سويسري وكان معه عملة سودانية طلب من المسئول ان يدفع الحساب بالجنيه السوداني وافق المسئول بكل سرور وكان الجنيه السوداني حينذاك يعادل 13 فرنك سويسري و90 سنتيم. ـ عم سعيد بحكم تجربتك الثرية في الغربة ما هي نصيحتك للشباب؟ ـ نصيحتي للشباب هي ان لا يضيعوا الوقت في السهر والانس والمقاهي وان يستفيدوا من الوقت في العلم والمعرفة حتى يستطيعوا ان يرجعوا الى السودان في وقت مبكر بارجلهم قبل ان يرجعوا في صندوق. ـ كلمة اخيرة ـ اشكر اسرة الملتقى والحقيقة هذه المجلة انجاز غير موجود في الجاليات السابقة اخيرا اتمنى لكم التوفيق والنجاح الف شكر عم سعيد والى اللقاء في الاعداد القادمة ان شاء الله. |