الفصل الرابع: تغليق التعليق

الفصل الرابع: تغليق التعليق

الفصل الرابع: تغليق التعليق. 1

مصارحة فكرية 5

تعليقة القارئ الكريم. 6

 

تغليق التعليق

ما خلاصة دراسة الأصول؟ من اللازم للمعلم والمعلمة أن يفقها الأصول التربوية لمزاولة مهنة التعليم النبيلة على بصيرة ثم عليهما طلب العلم والتعليم بلا حدود ومواصلة العمل مع الصبر والثبات على مشاق الطريق مع تصحيح النيات وحينها تصبح هذه المهنة أرفع المهن قدراً وأعظمها ذِكراً. هذا كله من أجل أن نقوم بواجبنا في العمل والذي يتجلى في إزالة العوائق، وتنظيم الأنشطة، وفتح الآفاق أمام المتعلمين والمتعلمات. المفاهيم السابقة هي مجموعة من الركائز المتصلة بالأصول النفسية والاجتماعية والفلسفية والدينية والسياسية والإدارية والاقتصادية والتاريخية الجديرة بالدراسة الجادة لإثراء مسيرتنا التربوية التعليمية المزدحمة بالتحديات المعاصرة والطموحات المستقبلية. يمكن أن نستخلص بعض الحقائق التي يمكن أن تشكل مبادئ هامة ينبغي أن تكون واضحة في أذهاننا بعد دراسة تعليقة أصول التربية:

·  مارس الإنسان التربية وبدأت الدروس المنظمة المستمرة الشاملة للتعليم مع آدم عليه السلام الذي تعلم وعلَّم اللغة والدين والأخلاق وفق أصول صحيحة ولا يمكن أن نتصور أن الإنسان الأول كان بدائياً ساذجاً يجهل الظواهر الطبيعة ولا يعرف كيفية تسخيرها لأغراضه .. كما يحاول بعض الباحثين أن يبث مثل هذه الأوهام في كثير من مناهجنا التعليمية.

·  لا يمكن أن نختزل مُهمة التعليم في حدود البيوت أو نقصرها على أنشطة المدارس فقط فعملية التربية عملية شاملة تحتاج إلى تكاتف جميع الجهود المجتمعية.

·  أصول التربية، من قبل ومن بعد، هي مادة مرجعية تُوحد ثقافة المربين مهما اختلفت خلفياتهم التخصصية.

·                                                                                         من الأهمية بمكان أن نراجع الأهداف والوسائل التعليمية والتربوية في ضوء التغيرات العصرية والمتطلبات الوطنية والمجتمع الناجح هو الذي ينجح في تشخيص العلل ويحدد رؤية واسعة وواضحة لمهمته التعليمية.

·                                                                                         لا يتم التعليم الجيد من غير أصول تنظم الأهداف والتطبيقات.

·                                                                                         الثبات على تطبيق المبادئ التربوية الثابتة مع فهم المتغيرات العالمية والمحلية المتلاحقة في عالمنا، من أكبر التحديات التي تواجهنا اليوم في الساحة العربية والإسلامية بل هي أصعب معادلة تحتاج إلى رؤية استراتيجية عميقة، ومرنة، ومتوازنة.

·  جميع الأصول التربوية الإسلامية ترجع أصولها إلى ركائز أساسية وهي: العلم، العبادة، العدالة.

·                                                                                         ساهمت الحضارات في إثراء الفكر التربوي ولا يحق أن ننسب الفضل لحضارة معينة ثم ننكر سائر الحضارات مهما كانت المبررات لأن الفكر التربوي ينبع من خبرات متراكمة وتجارب متنوعة.

·                                                                                         تعرضت المرأة لظلم كبير وساهمت العادات الجائرة والموروثات الخاطئة في حرمانها من حق التعليم باستثناء تعلم بعض العلوم.

·  إن التربية الإسلامية في صميمها فكرة متكاملة للتربية الفردية، وحركة شاملة للتنمية الجماعية ودور المصلحين اليوم هو العمل على استلهام الأصول والمبادئ العامة للإسلام من أجل رسم المسارات الإصلاحية بلغة عصرية وهندسة أصيلة. دراسة الأصول التربوية للمسلم تعني تأصيل العلوم عبر المواءمة بين الخصوصيات الدينية والمتطلبات المدنية. يقول المفكر التركي: بديع الزمان النورسي1960 م) "ضياء القلب هو العلوم الدينية، ونور العقل هو العلوم الحديثة، فبامتزاجهما تتجلّى الحقيقة، فتتربّى همة الطالب وتعلو بكلا الجناحين، وبافتراقهما يتولد التعصب في الأولى والحيل والشبهات في الثانية" (الصالحي، 2002 م). 

·  استقراء وقائع التاريخ، والتبصر في سنن الحياة، وفهم الأصول يقودنا إلى قاعدة لا تتغير وهي أن بذور الكفاح والبذل والعدل توصل إلى ذروة المجد لأن الجِد والاجتهاد كان وسيكون طريق المجد والسداد، للمجتمعات والأفراد، وإلا فإن دراسة الأصول ستبقى مجرد نظريات لا مصلحة فيها، ولا صلة لها بمجريات الحياة، ولا تحرك ساكناً وهكذا هي عدالة السماء تعلي من شأن العطاء. إن العقول الواعية تعلم أن الاجتهاد والصدق في تطبيق الأصول غاية وثمرة المأمول ومن أجل ذلك نصول ونجول. إن أهم ما يجب أن يتوخاه المربي بعد دراسته للأصول هو تطبيق المضامين التربوية، وتحقيق المقاصد التعليمية.

·  لا سبيل إلى النهضة التربوية المنشودة إلا بإحياء وتفعيل آداب العالم والمتعلم في جميع مؤسسات المجتمع وحينها ستُؤْتِي شجرة التربية الطيبة "أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا" (سورة إبراهيم: 25). الصدق، والعدل، والهمة العالية، والثبات، والاحترام المتبادل، والاجتهاد، والحرص، والالتزام بالمواعيد، والإحسان في أداء الواجبات، وحسن استغلال الأوقات، والتعلم بلا حدود من الأخلاقيات الهامة للفلاح في المجتمع الطموح. تلكم الأخلاق - التي لا خلاف عليها - هي خريطة يومية ينبغي أن توجه سلوكياتنا وبها نقيس أحوالنا.

·                                                                                         لم نظفر بنظريات إسلامية معاصرة فرضت نفسها في علم الإدارة والسياسة والاقتصاد ...رغم وجود خطوط عريضة مبثوثة في كتبنا التراثية. لقد وجدنا في دراستنا هذه أن معظم الكتب المتعلقة بالأصول التربوية تترجم النظريات الغربية ولا تربطها بالمصادر الإسلامية.

·                                                                                         لا زالت التربية هي القوة التقدمية الحقيقية القادرة – وحدها - على إحداث التغيير المنهجي المنشود إذا فقهنا الأصول الكامنة لصنعة التعليم وإذا نجحنا في تنفيذ شروط النهضة كضرورة حضارية وكفريضة إسلامية. يبدأ طريق خدمة المجتمع من داخل الأسرة ومروراً بالمدرسة والمسجد وانتهاءً بمؤسسات التنشئة الاجتماعية ولا بد من الإيمان بقوة وقدرة التربية وأصولها على تحقيق المقاصد، وتحسين الأوضاع، وتجويد الأعمال، وحل أشد المشكلات، ومعالجة أعقد العقبات.

·                                                                                         من الصعب أن نحصي جميع إنتاج المفكرين في أصول التربية لوفرتها ولكننا اكتفينا بطرف منها وكما قال العلماء في قواعدهم الفقهية " مالا يُدْرك كلُّه لا يُترك كلُّه " (ابن العماد، شذرات الذهب، مقدمة الكتاب). ومن أمثال العرب الرائعة "حَسْبُكَ مِنَ القِلاَدَةِ مَا أحَاطَ بِالعُنُقِ".

أخبرنا الله جل ثناؤه أن الخير العميم هو ثمرة عمل موصول، وسعي كريم، وصبر جميل على المكاره فقال سبحانه "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)" (سورة آل عمران). وكلمة البر في الآية الكريمة ذات أحرف قليلة إلا أن لها معاني جليلة. البر هو كل فعل نافع للفرد أما الإنفاق فيراد به بذل الوقت والمال والجهد ذلك هو الطريق الحق والرأي السديد والوحيد لأمة التوحيد لتتحول من ركام الاستهلاك والتوريد إلى مقام الإنتاج المادي النافع ورحابة الإبداع الإنساني الدافق ولتعود الأمة المسلمة إلى فضاء الحضارة. لقد أراد لها ربها أن تكون أمة خير ذات رسالة خاتمة خالدة ولن يتحقق ذلك إلا بإيجاد الطالب المجتهد والمعلم الماهر في عمله القادر على العطاء ليعلم الناس الخير، وكذلك المعلمة الناجحة فإن المعلمة المؤمنة أمل الأمة المسلمة ويكتمل البناء مع الأسرة التي تتحمل المسئولية تجاه تربية الأبناء.

قال أمير الشعراء أحمد شوقي وهو يستنهض الهمم لصعود قمم المجد بسلاح العلم والخلق والجد:

واطلبوا المجدَ على الأرضِ فإِن

 

هي ضاقتْ فاطلبوه في السماءِ

قال ابن جماعة "فإن تعليم العلم من أهم أمور الدين وأعلى درجات المؤمنين" (ص 47). رحم الله الإمام الغزالي الذي آمن بأن المعلم قد "تقلد أمراً عظيماً وخطراً جسيماً فليحفظ آدابه ووظائفه" وأنَّ التَّعْلِيْم والتَّعلم هما من أَعظم العِبادات في الدُّنيا.

تبوأت التربية مكانة عظيمة في ركب الحضارة الإنسانية فمنذ أن وُجد الإنسان على سطح هذه الأرض وهي عملية دائمة لتلبية حاجات الفرد والمجتمع، ولتنمية الطاقات الظاهرة والكامنة ولهذا فإن التربية مُهِمَّة كل شخص في المجتمع كل على قدر استطاعته.

 

مصارحة فكرية

المحاور

دائما

أحيانا

نادرا

أبدا

1- لدي القدرة على تحديد أهداف كتاب تعليقة أصول التربية.

 

 

 

 

2- أنوع معلوماتي عن أصول التربية من خلال الكتب والمجلات والمحاضرات 

 

 

 

 

3- أخصص وقتا لقراءة الكتابات الأكاديمية والتراثية في أصول التربية.

 

 

 

 

4- أحرص على تعزيز خبراتي التربوية بالجديد من خلال المشاركة في الدورات التدريبية، والأنشطة الثقافية.

 

 

 

 

5- أمتلك المهارة الكافية لتسخير التكنولوجيا الحديثة مثل الانترنت في تطوير أفكاري.

 

 

 

 

6- أستمع وأقرأ لمن لا أتفق معهم من المفكرين وأستفيد منهم.

 

 

 

 

7- عندي القدرة على الاستفادة من تجارب الحضارات السابقة في حياتي العلمية العملية.

 

 

 

 

8- أعرض الآراء الفكرية التي لا أتفق معها بأمانة وأذكر في كلامي آراء متنوعة ومن مصادرها الأصيلة.

 

 

 

 

9- أمتلك علاقات اجتماعية ثقافية لتبادل الخبرات مع الآخرين.

 

 

 

 

10- عندي برامج محددة لتنمية قدراتي العقلية والإبداعية وأحاسب نفسي بانتظام.

 

 

 

 

 

تعليقة القارئ الكريم

يمكنك أيها القارئ الكريم أن تختار موضوعاً من الموضوعات التالية ثم تبحث فيه، وتعلق عليه، على أن يكون العرض موضوعياً يعتمد على مصادر أصيلة ثم تناقش الموضوع مع مجموعة مهتمة. التعليقة بوتقة تنصهر فيها المعارف لتشكل كشكولا متميزا يتحاشى التفكير السطحي والثقافة السمعية فالتعليقة من أقدر طرائق التعليم لالتقاط دقائق العلوم وصونها في ورقات يمكن الرجوع إليها، والاستفادة منها، والإضافة عليها لتشبع حاجة المتعلم، ولترضي رغبة المعلم. لا تخلو التعليقة المتفوقة من ربط الموضوعات بمجريات الحياة وإبراز مهارات التحليل والربط والمناقشة.

1. ما أوجه المقارنة بين الفلسفات التربوية التالية (المثالية- الواقعية- الطبيعية) من حيث وضع المناهج الدراسية؟

2. ما الآثار التربوية لتجارب علماء النفس أمثال (ثورنديك - مدرسة الجشطالت - جان بياجيه - سكنر

3. كيف وضع رواد علم الاجتماع أمثال أميل دور كايم وأوجست كونت ومن قبلهما ابن خلدون أسس التربية الاجتماعية؟

4. اختر كتاباً من الإصدارات الحديثة في موضوع أصول التربية واعرض أهم فصوله وناقش أهم الأفكار الجديدة فيه مع بيان أهميتها؟

5. ما أهم المنطلقات التي على ضوئها يمكن فهم التراث والفكر التربوي كأصول تاريخية ودينية استناداً لكتاب "تراثنا التربوي: ننطلق منه ولا ننغلق فيه" الذي قمنا بتأليفه؟

 

 


كيف تقيم تعليقتك؟

 

 

 1- مصادر التعليقة متنوعة (كتب أكاديمية – محاضرات ..).

دائما

أحيانا

نادرا

 

أبدا

 

 

 

 

 2- التسلسل المنطقي في العرض.

 

 

 

 

3- المصادر موثقة توثيقا دقيقا (العنوان- المؤلف- الناشر..).

 

 

 

 

 4- قمت بالتلخيص والتعليق.

 

 

 

 

5- المادة العلمية المجموعة (تربوية) وثيقة الصلة           بالمحتوى العلمي للمقرَّر الدِّراسي.

 

 

 

 

6- استفدت من الانترنت أو برامج الحاسب الآلي في اعدد التعليقة.

 

 

 

 

7- التعليقة مرتبطة بحاجة المجتمع وقضاياه.

 

 

 

 

8- يمكنني إلقاء محاضرة قصيرة عن هذا الموضوع.

 

 

 

 

9- تحتوي التعليقة على مناقشات علمية عديدة.

 

 

 

 

 10- بعض مراجع التعليقة حديثة جدا طبعت قبل عامين أو أقل.

 

 

 

 

11- تحتوي التعليقة على مقدمة وخاتمة فيهما أهم نتائج  التعليقة.

 

 

 

 

12- انتهيت من إعداد التعليقة في الوقت المناسب.

 

 

 

 

درجات الاختيارات:  أبداً= 1         أحيانا=2     غالباً=3             دائماً=4

اجمع الدرجات التي حصلت عليها ثم حللها لتعرف مستوى تعليقتك. مجموع النقاط التي حصلت عليها:---

المستوى التقديري: - النقاط من 12 -24= تعليقتك غير مناسبة وبحاجة إلى تصويب الأخطاء وعليك أن تتعلم من أخطائك.

- من 25 – 36 = تعليقتك معقولة ومقبولة ولكن بعض الجوانب تحتاج إلى المزيد من التعديل.

- من 37 – 48= تعليقتك ممتازة وعليك بالاستمرار والتطوير. الامتياز يعني ملازمة زيادة التحصيل ومضاعفة الفعل.