تعريف
التفكير:
أشار بورن bourne
وآخرون
إلى أن كلمة تفكير تعتبر واحدة من المفاهيم
الغامضة التي بفهمها كل فرد، ولكن لا يستطيع
أحد أن يشرحها ، وأن أكثر ما يدرس منه لا يبدو
واضحا
[1]
، فليس من اليسير تقديم تعريف علمي
دقيق لعملية التفكير ، فهي من العمليات
الحيوية المعقدة التي عجزت الدراسات
الفسيولوجية والسيكولوجية من إدراك كنهها،
وكشف الغطاء عن أسرارها
[2]
.
فسر الفلاسفة
خاصة أرسطو عملية التفكير في ضوء مبادئ
الارتباط العامة وهي التشابه والتضاد
والتجاور. وفي أواخر القرن التاسع عشر ظهرت
طائفة من علماء النفس أمثال فوندت وتتشنر
أنكرت نظرية الارتباط ، ونادت بأنه يجب أن
يتجه علم النفس إلى دراسة الشعور . وكان
فوندت واضحا في تحديد طبيعة علم النفس بأنه
علم تجريبي موضوعه الشعور، ومنهجه
الاستبطان ، وهدفه تحليل الخبرة الداخلية
مباشرة إلى عناصرها، واكتشاف قوانين
تركيبها وترابطها
[3]
.
والتفكير في
سيكولوجية الاستبطان عبارة عن صور ذهنية،
والتجربة الاستبطانية تتميز بأنها مباشرة
وواضحة ، وفيها يقوم المفحوص- الفاحص بحل
مشكلة ثم يسجل خبرته الشعورية منذ لحظة
استقبال المشكلة حتى وصوله إلى الحل تسجيلا
وصفيا لا تفسيريا حتى تتوافر البيانات الخام
التي يمكن تحليلها بعد ذلك كما يقول سيد أحمد
عثمان وفؤاد أبو حطب في كتاب ( التفكير
دراسات نفسية )
[4]
.
وقد ثارت
السلوكية الكلاسيكية على يد واطسون على منهج
الاستبطان والشعور، واهتمت بموضوعية علم
النفس باعتباره الطريقة العلمية الوحيدة
لضبط السلوك.
وأكد ثورنديك في
نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن
العشرين بتجاربه على الحيوان أنّ أظهر أشكال
التفكير في حل المشكلات التي تقابل الإنسان
والحيوان هو أسلوب المحاولة الخطأ كما يذكر
جابر عبد الحميد جابر في كتابه سيكولوجية
التعلم ونظريات التعليم2
.
أما السلوكية
الحديثة التي يمثلها كلارك فقد اتبعت المنهج
الفرضي الاستدلالي الذي يسود مجموعة العلوم
الصورية التي تعتبر الرياضة خير ممثلة له.
وهذا المنهج يبدأ من المفاهيم غير المعرفة،
ويسير معها خطوة فخطوة بطريقة استنباطية حتى
يستنتج التوابع والتفريعات والنظريات ،كما
يقول أحمد زكي صالح في كتابه (التعلم أسس
ومناهج ونظرياته ص 393 )3
وقد تأثرت مدرسة
الجشطالت gestalt
بالاستبطان
، وأخذت به كخبرة متكاملة ، ولكنها رفضته من
حيث إنه أداة لتحليل الشعور، كما
أنكرت هذه المدرسة مبادئ الارتباط
وتطرفها في الاعتماد على الأسس الخبرية
والتجريبية ، وكانت أهم افتراضاتها أن
القوانين التي تحكم مختلف الظواهر النفسية
مثل الإدراك والتعلم والتفكير واحدة
. وفي رأي فرتيمر أن الحلول لا تنج من
الاستعادة العمياء للخبرة السابقة أو من
المحاولة والخطأ أو تجميع أجزاء الموقف
بعضها بجانب بعضن ، ولكن تنتج من الاحتياجات
الإدراكية للمشكلة ؛ أي أن الفكر يدرك علاقة
بين أجزاء الموقف أو أجزاء المشكلة تؤدي به
إلى حلها وتسمى هذه التجربة استبصارinsight ،
ويظهر الاستبصار
حين يدرك الإنسان أو الحيوان إدراكا تاما
المبادئ التي يتضمنها عمل يواجهه،
أو مشكلة عليه أن يحلها. وحين يرى
الإنسان أو الحيوان العلاقات المناسبة بين
أجزاء الموقف يكون قادرا على حل المشكلة
المتضمنة في هذا الموقف كما يقول جابر عبد
الحميد جابر1.
تعريف
عملية التفكير :
عرف
البيولوجيون التفكير بأنه "المحاولات
التي يبذلها الكائن الحي عندما يحاول أن يحل
ما يواجهه من المشكلات في بيئته، أو يتغلب
علي ما يصادفه من صعاب لكي يتمكن من فهم هذه
البيئة والسيطرة عليها
أو التكيف معها" ( سيد عثمان وفؤاد أبو
حطب)1
.
وعرفه
علماء المنطق من حيث وظيفته بأنه "الوصول
من المقترحات
( الملاحظات والأفكار ) إلى النتائج ( الأحكام
المستخلصة )"2.
وعرفه البعض على أنه التعلم أو التذكر لا غير
.
وعرف
همفري التفكير بما يلي "هو ما يحدث في خبرة
الكائن العضوي سواء أكان إنسانا أم حيوانا
حيث يواجه مشكلة أو يتعـرف عليها أو يسعى
لحلها "3.
وقد
اهتم رجال التربية وعلم النفس في دراسة
التفكير بتحديد العمليات التي سينطوى عليها
، والعوامل المؤثرة فيه ، ومعرفة طرق تنميته
وتوجيهه الوجهة السليمة 4.
أهمية
التفكير :
للتفكير
أهمية كبيرة في حياة الإنسان ، ولم يصل
الإنسان إلي ما وصل إليه من امتياز
على سائر الكائنات الأخرى إلا بتفكيره
وعقله .
ويدخل
التفكير في سائر شئون حياتنا ، فيتناولها
بالتعديل والتحسين ، والتفكير لازم كذلك
لتقدم الحضارة . وقد سار من الواضح أن أعظم
قوة تؤثر في حياتنا ليست قوة البخار أو قوة
الذرة أو الكهرباء ، إنما هي قوة التفكير
التي كشفت عن أسرار هذا الكون ، ومكنت
الإنسان من تذليل ما
يواجهه من صعاب ، وتسخير قواه لتحقيق صالح
الإنسان ، كما أن التفكير لازم لإقامة حياة
اجتماعية سليمة نامية متطورة يتحقق فيها
صالح الفرد والجماعة 1.
ولذلك أصبح من وظيفة التربية أن تعني بتعليم
الناس ،كيف يفكرون ؟ وأن تحذرهم من مزالق
التفكير ، وتدربهم على أساليبهم السديدة ،
حتى يستطيعوا أن يشقوا طريقهم في الحياة
بنجاح ، ويدعموا بناء الحضارة ، وحتى لا
يصيروا عبيدا للغير في تفكيرهم ، وهذا هو شر
ألوان العبودية 2.
أنماط
و أساليب السلوك
توجد
ثلاثة أنماط من السلوك :
1-
سلوك آلي : هو
الاستجابة للمواقف الخارجية بطريقة فطرية (مثل
الاستجابات الفسيولوجية ) .
2-
سلوك معتاد : يكتسبه الإنسان من
تفاعله مع المواقف (مثل ارتداء الملابس ) .
3-
أسلوب التفكير : يستخدمه الإنسان
عندما يوجد في موقف لم يألفه من قبل فيحاول
نتيجة لدوافعه الداخلية و عوامل البيئة
الخارجية أن يتغلب على هذا الموقف أي يتكيف
معه ، وهنا ينشا ما يسمى بالتفكير .
ويؤكد
كثير من علماء النفس و مفكري الخمسينيات على
خاصيتين في التفكير هما :
1-
تكامل و تنظيم
الخبرات السابقة .
2-
اكتشاف الاستجابات الصحيحة .
و أشار دانكان
Duncan إلى
أن الاكتشاف يجب أن يكون من مستوى رفيع نسبيا
حتى يكن التمييز بين التفكير و العمليات
الأبسط كالاشتراط أو
الحفظ الأصم 1.
العمليات الدنيا تسمى (الاسترجاعية)
و العمليات العقلية العليا تسمى (الإنتاجية)
كما اقترح مولتزمان Maltzuman2
ليس للتفكير
نوعا واحدا ، فهو يختلف من حيث الغاية التي
يرمي إليها كما يختلف من حيث الأسلوب الذي
يتبعه.
أما من حيث
الغاية1:
I-
فقد يهدف إلى
التعميم أو كشف السنن أو القوانين التي تخضع
لها الظواهر المختلفة ؛ ليزداد معرفة بخواص
الأشياء ، وأسرار الكون الذي يعيش فيه.
II-
وقد يتجه إلى
إيجاد علاقة عامة تربط بين مجموعة من
الظواهر أو الأفراد،
وتعطينا ما نسميه تعميما أو قانونا أو
قاعدة ، وهو ما يسمى بالتفكير
الاستقرائي ( inductive )
.
بالأسلوب السابق في تفسير ظاهرة من
الظواهر ، وهو ما يسمى بالتفكـير
القياسي ( deductive
)
.
أما
من حيث الأسلوب فهناك أنماط التفكير الآتية :
1-
التفكير عن طريق
المحاولة والخطأ.
2-
التفكير
الأسطوري.
3-
التفكير الخرافي.
4-
التفكير الخاضع
لسلطة الآخرين.
5-
التفكير العلمي.
وهو قريب من
التصنيف الذي قدمه الدمرداش
1963، ولعل تصنيف سيد عثمان وفؤاد أبوحطب 1972
يقدمان مجموعة أخرى من أنماط التفكير يميز
المؤلفان فيها بين :
1-
التفكير القائم
على الطلاقة.
2-
التفكير القائم
على المرونة.
3-
التفكير القائم
على الحدث.
4-
التفكير
الاستدلالي.
5-
التفكير
الابتكاري.
6-
التفكير الناقد.
أما الكتابات
الحديثة في مجال التفكير فالقليل منها يعني
بتقسيم التفكير إلى أنماط بعينها هي :
التفكير الناقد والتفكير الإبداعي ثم سلوك
حل المشكلات ، أما الغالبية العظمى من هذه
الكتابات فلم تعد تعني بعمليات التصنيف إلى
أنماط بقدر اهتمامها بتركيز الاهتمام حول
المهارات الخاصة بتنمية التفكير بوجه عام،
والتفكير الناقد بوجه خاص من خلال مناقشة
هذه المهارات، والشروط اللازمة لتنميتها في
الأجيال الصغيرة والكبيرة معا، ثم بمحاولة
تقديم البرامج والإستراتيجيات المختلفة
لكيفية تنمية هذه المهارات مثل مؤلفات :
وبروكوفيلد 1987، وشراج schrag
1988 وكولينز
collins 1991،
فيشر 1991 1.
أولا
التفكير عن طريق المحاولة والخطأ :
أكد
ثورنديك thorndike
في
نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن
العشرين بتجاربه على الحيوان
أن أظهر أشكال التفكير في حل المشكلات
التي تقابل الحيوان والإنسان هو أسلوب
المحاولة والخطأ ،كما ذكر جابر عبد الحميد
جابر في كتابه (سيكولوجية التعلم ونظريات
التعليم)2.
وقد أثارت هذه النظرية جدلا واسعا.
ويمثل التفكير
بالمحاولة والخطأ مرحلة بدائية من مراحل
التفكير أكثر مما يمثل نوعا خاصا من التفكير
يتميز عن الأنواع الأخرى، فقد يقوم المفكر
بحل مشكلته بالاستبصار (اللمح) أي بطريقة
تكاد تكون فجائية ، وتشير
الأبحاث إلى أن هذا النمط من التفكير يمثل
مرحلة متقدمة في عملية التفكير ، تبدأ
بالمحاولة والخطأ ، ويتعلم الفرد فيها أنواع
السلوك المناسبة ، ويتخلص من أخطائه حتى إذا
تم إلمامه بعناصر الموقف وما يقتضيه، استطاع
أن يصل إلى الحل الموفق بضربة واحدة وسرعة
خاطفة ، وبطريقة اللمح كما يقرر هاري (harry 3).
وهناك
من لا يؤمن بهذا النوع من التفكير على
الإطلاق ، بل يراه تفكيرا عن طريق التخبط أو
المحاولة والخطأ ، ويطلق عليه تفكيرا على
سبيل المجاز .
يقول د. عبد
الرحمن عيسوي : " عندما يقع الناس في حيرة
أو هم فمنهم من يفكر ويتدبر ويقيم
اختياره على الدراسة والموازنة، وإعمال
الفكر السديد، ومنهم من يتخبط في أمره فيسلك
على غير هدى أو بينة من أمره ، فإذا لم يؤديه
هذا السبيل إلى غايته، تركه إلى غيره الذي
يختاره ، وهو بدوره اختيار يقوم على الصدفة
المحضة كسابقه ، ولا يزال المرء يترك طريقا ،
ويسلك طريقا آخر حتى ينتهي به إلى النجاح عن
طريق الصدفة أو فشل في تحقيق غايته، ويقال
لهذا الفريق انه يفكر عن طريق التخبيط أو
المحاولة والخطأ، إذا جاز لنا أن نسمي هذا
النوع من السلوك تفكيرا بالمرة، وعلى ذلك
فإن الأشخاص الذين يعتادون هذا أنواع من
التفكير، إنما يسيرون في عملية التفكير شوطا
قصيرا ، ويقفون عند هذا الحد ، فيحرمون بذلك
من ثمار التفكير الجيد ، ويقاسون من نتائج
هذا النوع من التفكير الضئيل ."
[5]
ويحذر بعض
الباحثين المربين من اتباع هذه الطريقة في
التعليم يقول د.الدمرداش :"وينبغي أن يفهم
المربون بتصحيح أخطاء التلاميذ في التفكير
ففي كثير من الأحيان يلجأ التلاميذ إلى
المحاولة والخطأ في حل مشكلاتهم داخل الفصل
وخارجه، فقد يسأل المدرس سؤالا يحاول
التلميذ أن يجيب عنه إجابة لا تعتمد على
التفكير السليم وتدبر الموقف ، ومن واجب
المدرس في هذه الحالة إن يوجه التلميذ إلى
خطأ تفكيره حتى وأن كان الجواب صحيحا… كما بدت عندما
يسأل المدرس تلاميذه عن عدد البيض الذي
تبيضه الذبابة أو فراشة دودة القز في مدى
حياتها ، وعندئذ يتبارى التلاميذ في التخبط
وارتجال الإجابة، حتى يصل أحدهم عن طريق
الصدفة إلى الرقم الذي يعتقد المدرس أنه
يمثل الإجابة الصحيحة،وحينئذ قد يُسرّ
المدرس ،ويعتبر أنه انتهج أسلوبا استنتاجا
في تدريسه1.
ويفرق د.
الدمرداش سرحان بين هذا النوع من التفكير
وبين المحاولات التي يقوم بها العلماء
أحيانا عندما يحاولون حل مشكلة من المشكلات
؛لأن العالم يفعل ذلك على أساس فرض معين،
فإذا أحرز العالم النجاح في محاولة حتى وإن
كانت عشوائية فإنه يعود فيحلل الموقف ،
ويجري التجارب ، ويحدد عوامل النجاح ،
وسيتوثق من صحة الفروض والنظريات، وبذلك
يكتسب خبرة بالموقف وبعوامل النجاح، يمكن أن
تفيده عند مواجهة المواقف المشابه من جديد2.
وفي
برنامج اللغة العربية بوحدة المتطلبات
بجامعة الإمارات طرائق
للتعلم ، ومنها التعلم الذاتي حيث تكون
هناك برامج معدة في الحاسب يتعامل معها
الطالب ، ويتعلم ذاتيا من خلال المحاولة
والخطأ ، فيختار الطالب الإجابة من متعدد ،
فإذا كانت صوابا قيل له : أحسنت و إذا كانت
خطأ قيل له : أخطأت ولكن يلاحظ أن الطالب في
بعض الحالات يختار الإجابات بطريقة عشوائية
، وقد يصل إلى نسبة إجابات صحيحة لا بأس بها
بدون تفكير علمي ، ولذلك فإنني أقترح أن
يناقش المحاضر الطالب في الإجابة، أو يطلب
من الطالب التعليل للإجابة ليتعلم كيف يفكر
للوصول إلى الإجابة الصحيحة ، وهذه هي مشكلة
الاختيار من متعدد بصورة عامة .
التفكير
الأسطوري هو تفكير العصور التي لم يكن العلم
قد ظهر فيها بعد، أو لم يكن قد انتشر إلى الحد
الذي يجعل منه قوة مؤثرة في الحياة، وفي
طريقة معرفة الإنسان للعالم ، والأسطورة
غالبا ما تكون تفسيرا ( متكاملا ) للعالم أو
لمجموعة من ظواهره1
؛ أي تستخدم الأسطورة لتفسير مواقف الإنسان
من خلال الظواهر الطبيعة ؛ لأنهما متماثلان
في الفكر الأسطوري ، فعند استعراض أية
أسطورة من الأساطير ، سوف يلاحظ أنها تعتمد
على هذا المبدأ اعتمادا أساسيا فأسطورة
إيزيس وأوزوريس التي كان المصريون القدماء
يفسرون بها فيضان النيل، ما هي إلا احتفاء
لطابع الحياة وانفعالات الأحياء على ظاهرة
طبيعية هي الفيضان2.
وبهذه الطريقة يعلل الناس كسوف الشمس أو
خسوف القمر بغضب هذه الكائنات أو حزنها.
وإذا كان من
المفروض في عصر العلم أن يختفي هذا النوع من
التفكير ولكننا نجده يتحكم في عقلية ملايين
البشر من خلال الديانات المنتشرة في العالم
التي تسود فيها هذه الأساطير ، مثل
المعتقدات اليابانية التي تمزج بين الإنسان
والطبيعة وغيرها.
التفكير الخرافي
هو التفكير الذي يقوم على إنكار العلم ورفض
مناهجه، أو يلجأ- في عصر العلم- إلى أساليب
سابقة على هذا العصر1.
والمعنى
اللغوي للخرافة يشير إلى اسم رجل من عذرة
استهوته الجن فكان يحدث بما رأى فكذبوه
وقالوا: حديث خرافة والخرف يشير إلى فساد
العقل من الكبر ويشار إلى الخرافة بالخزعبلة2.
يعتقد ديفيد
كراتش وريتشارد كراتشفيليد بأن الخرافة هي
تلك المعتقدات التي برهنت أنها على خلاف مع
الحقائق الموضوعية والتي يحتمل أن يشارك في
الاعتقاد بها عدد كبير من أبناء المجتمع
والتي تتضمن قضايا تسمح بنسبة بعض الظواهر
إلى أسباب فوق طبيعية مثل القضاء والقدر (
fate )
أو الحظ(luck)
أو الشيطان (devil)3.وبذلك
يحرم الإنسان من معرفة السبب الحقيقي
للمشكلة أو الظاهرة ويدفعه إلى التكاسل
والتواكل.
يقول د. عبد
الرحمن عيسوي: ويقصد بالخرافة اعتقاد أو
فكرة لا تتفق مع الواقع، والخرافة كظاهرة
اجتماعية ليست بعيدة عن الواقع وحسب وإنما
يشترط أن تكون مستمرة أو دائمة وليست طارئة
أو وقتية، وإنما هي موقف ثابت في حياة من
يؤمنون بها، يفسرون الأحداث تبعا لها ،
ويحلون مشاكل الحياة التي تجابههم ، وقد
يلجأ الفرد إليها لتفسير بعض المواقف عندما
لا يجد أسلوبا آخر أفضل منه ، كأن يفسر ما
يصيبه من مرض عضال بالرجوع إلى الجن
والشياطين.
ومعنى
ذلك أن للخرافة وظيفة في تفسير الظواهر
الغامضة والسيطرة عليها ، ويؤدى ذلك إلى
الشعور بالأمان والاطمئنان عند من يؤمن بها
، وهي إحدى الوظائف النفسية للخرافة1.
إذن فالخرافة هي
الأفكار والممارسات والعادات التي لا تستند
إلى أي تبرير عقلي، ولا تخضع لأي مفهوم علمي،
سواء من حيث النظرية أو التطبيق على ذلك تكون
العقلية الخرافية هي التي يكون للخرافة فيها
دور بارز في تفسيرات الأحداث وتعليلها وفي
نقل المعلومات وهي التي تحاول تحقيق أهداف
الفرد والمجتمع بأساليب بعيدة عن العلم
والعقل والمنطق2.
سمات
التفكير الخرافي1
:
1-
البعد عن الواقع
الموضوعي
2-
شيوعه بين عدد كبير نسبيا من أفراد
المجتمع
3-
الافتقار إلي
العلِّية المنطقية أو العلمية
4-
يكون غيبيا و
ميتافيزيقيا يستند إلى أمور كالأرواح
والشياطين والسحر والحظ والوصفات البلدية
أو الشعوذة والأمثال الدارجة2.
5-
ليس له تفسير
ديني صحيح
أضفت هذه السمة
حتى لا نضطر إلى اعتبار كل الغيبيات التي جاء
بها الإسلام نوعا من المعتقدات الخرافية
لأنها أمور غيبية، وقصدت بكلمة (صحيح) أن
يكون النص المستند إليه نص ديني صحيح لا
تحريف فيه ، ولا تأويل كآية قرآنية أو حديث
صحيح محتج به ، و أن يكون النص يعتمد على دين
سماوي صحيح وليس دينيا وثنيا أرضيا من
اجتهاد البشر لأنه لا يصل الأرض بالسماء ،
ولا يصل المخلوق بخالقه ، وبالتالي فهو ليس
خطابا من الله للإنسان. وأستأنس
في ذلك بقول د. عبد الرحمن عيسوي: "
والآن يعوز العقيدة الخرافية التعضيد من كل
النظم الدينية السائدة أو من جسم الحقائق
الحاضرة والمنتشرة أو السائدة3"
من
مظاهر التفكير الخرافي:
1-
التنجيم.
2-
حظك اليوم.
3-
قراءة الطالع من
الأبراج.
4-
التشاؤم من رقم
13.
5-
انتشار تعبيرات
تحمل معنى خرافيا مثل ( أمسك الخشب).
6-
الاستشفاف عن
بعد. ( telepathy )
7-
الحاسة السادسة.
8-
تحضير الأرواح.
9-
وضع الخرز
الأزرق ليحمي من الحسد.
10-
كشف الأسرار
بقراءة الفنجان.
11-
قراءة الطالع
بقراءة الكف.
12-
تعليق حدوة
الحصان على المدخل يجلب حسن الحظ أو يرفع
الشر.
13-
التشاؤم من
البوم ونعيقه.
14-
عمل (العمل)
للسحر.
15-
الإيمان بقدرة
الجان على شفاء الأمراض وعمل العمليات
الجراحية.
16-
لبس حظاظة لجلب
الحظ.
17-
تعلق خيط أو ودعة
للشفاء من المرض.
18-
تعلق الأحجبة
التي فيها الطلاسم والألغاز لدفع الشر
والحسد.
19-
رش الملح يمنع
الحسد.
20-
المرأة الوالدة
لا يدخل عليها حليق الذقن أو امرأة لم يمض
على وضعها أربعون يوما .
21-
المرور على
الطعام يفسده.
22-
الكلام في دورة
المياه يأتي بالشياطين.
23-
الحجل في البيت
يأتي بالنحس.
وهناك أشياء
كثيرة لا حصر لها يتفاءل أو يتشاءم منها
الناس لا أساس لها من الصحة.
وقد
حارب الإسلام كل ألوان التفكير الخرافي
احتراما لعقل الإنسان وتصحيحا لعقيدته، فقد
نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن أتباع
الكهنة والمنجمين وتصديقهم " من أتى عرافا
أو كاهنا فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل
على محمد" رواه الأربعة والحاكم .
فلا يعلم الغيب إلا الله.وقال"من تعلق
تميمة فلا أتم الله له ، ومن تعلق ودعه فلا
ودع الله له"رواه أحمد.وقد قال له بعض
الناس _ وهم حدثاء عهد بكفر _وهو ذاهب إلى
غزوة من الغزوات اجعل لنا ذات أنواط- سدرة
يعكفون عندها وينيطون بها أسلحتهم _ كما لهم
ذات أنواط ، فقال: الله أكبر قلتم كما قالت
اليهود لبني إســـرائيل }
اجعل لنا إلها كما لهم آلهة {
( الأعراف:138)
وقد خلص الإسلام
المسلم من كل هذه المعتقدات غير الصحيحة
وجعل تعلقه بالله وحده فهو النافع الضار .والتفكير
الخرافي يمنع الإنسان من العمل والأخذ
بالأسباب ؛ ولذلك دعا الإسلام الإنسان إلى
العمل والأخذ بالأسباب ، فالنجاح له أسبابه
، والنصر له أسبابه وهكذا…….
وبالرغم من أن
عقيدة المسلم أن الشافي هو الله ،
قال تعالى على لسان إبراهيم- عليه السلام
- }
وإذا مرضت فهو يشفين {(الشعراء:80)
إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا إلى
الأخذ بأسباب الشفاء من التداوي ، فقال:"
تداووا عباد الله فإن الله جعل لكل داء دواء"
وإذا كان
التفكير الخرافي يبث في النفس الخوف والحزن
فإن توكل المسلم على الله تحصين له ضد ذلك
كله. قال تعالى : } وليس بضارّهم
شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل
المؤمنون { ( المجادلة :10)
والقرآن ذكر
الحسد والسحر ، وليس هذا اعتقادا خرافيا
ولكن المسألة فيها تفصيل : فالرسول كان يعالج
الحسد والسحر بالقرآن والدعاء ، ولكن ليس كل
ما يعتقده الناس في الحسد يقره الإسلام مثلا
مسك الخشب لمنع الحسد ورش الملح لمنع الحسد
أو اتهام من له عين صفراء بشدة الحسد كل هذه
مظاهر تتعلق بالحسد -وغيرها كثير- لا يعترف
بها الإسلام .
فالحسد هو أن
يتمنى الإنسان زوال النعمة عن أخيه ، ولا
يتأتى هذا إلا من إنسان مريض النفس يشعر
بالنقص إزاء أخيه ، فهو لا يستطيع أن يصل
إليه أو أن يفعل مثله ، وهنا يحقد عليه ،
ويتمنى زوال النعمة، وينظر إليه دائما بعين
الغضب والحقد بل قد يتعدى الأمر من النظر إلى
محاولة الفعل والإضرار بأخيه بأي طريقه،
وليس هناك طريقة لعلاج الحسد في قلب الحاسد
إلا بالصبر والتوكل على الله .
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
ولذلك كان
اللجوء إلى الله متمثلا في الدعاء وقراءة
القرآن وما ورد في السنة الصحيحة طريقا
لحماية الإنسان من مثل هذا السلوك، أما
الاعتماد على أي أمر آخر فالإسلام ينهى عنه.
والسحر مذكور في
القرآن الكريم } يعلمون الناس
السحر وما أنزل على الملكين ببابل هارون
وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن
فتنة فلا تكفر فيتعلمون منها ما يفرقون بين
المرء وزوجه ، وما هم بضارين به من أحد إلا
بإذن الله {
( البقرة :102)
وتعلم
السحر في الإسلام حرام ،
والساحر يقتل، والسحر له أنواع كثيرة
وعديدة معروفة، وكثير من أشكاله هي ممارسات
خرافية بدائية .أما السحر الأسود الذي يهدف
صاحبه إلى إلحاق الضرر بالآخرين فقد أخبرنا
القرآن أن المسلم لا يخش هذا السحر ، ولا
يخاف منه لأنه متوكل على الله لا يصيبه أمر
إلا بإذن الله ، أما
الذهاب إلى المشعوذين أو من يدعون
الاتصال بالجن لفك السحر أو عمله فكل هذا لا
يقره الإسلام، قال تعالى : }وأنه
كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن
فزادوهم رهقا {
( الجن :6) .
والعلم اليوم
يثبت تأثير السحر والحسد، يقول عبد الرحمن
عيسوي " يذهب علماء الطب الحديث إلى توكيد
الربط بين الجسم والروح أو النفس ، ففي
علاجهم للإنسان ينظرون إليه على أنه وحدة
نفسية جسمية اجتماعية ولذا قلت أهمية النظر
للجسم وبدأ الاهتمام بالجانب النفسي في
الإنسان وفي غيره من الكائنات ، والمعروف أن
إدراك الفرد يتأثر بتعاطي المخدرات والخمور
، فقد يرى أو يسمع بعض الهلاوس التي لا وجود
لها في الواقع ، والمعروف أن حواس الإنسان
عاجزة عن إدراك جميع موجودات العالم ، ومن
هنا يذهب المؤمنون بوجود الأرواح إلى أنها
موجودة ولكن حواسنا تعجز عن إدراكها ،
وللجسم دخل كبير في تقبل السحر وفي التأثير
بالحسد ذلك لأنهما يرتكزان على أمور حسية
ملموسة بمعنى أن كل من الحاسد والمحسود لا بد
وأن يكونا على قيد الحياة ولم يحدث أن شخصا
ميتا حَسَدَ أو حُسِدَ1".
ويقول في موضوع
آخر: " وهناك ارتباط بين مرض الفصام وبين
ما يمكن أن يصيب الشخصية من سحر أو حسد، ومرض
الفصام هو من الأمراض العقلية الشائعة في
الوقت الحاضر وهو من أنواع الجنون التي يصعب
على علماء النفس تفسيرها، وبالأخرى علاجها،
والواقع أن البعض يرى أن علم النفس قد عمد
إلى استبعاد جميع العوامل الروحانية في
دراساته معتمدا فقد على ما هو فيزيائي أو
بيولوجي ولكن هناك بوادر تنم عن اهتمام علم
النفس بالجانب الروحي ومن الضروري أيضا على
علم النفس أن يبحث في العلاقة بين انفصام
الشخصية وبين السحر والحسد فنقول مثلا إن
الشخصية التي لديها استعداد فصامي تكون أكثر
قابلية للسحر والحسد من الشخصية التي ليس
لديها هذا الاستعداد."
1
الفكر التجريبي
يعتمد على ملاحظة المحسوس ، ولكنه يعترف بأن
له حدودا ، وأن تلك الحدود هي في طور التبيين
كما يقول جان فورآستيه2
، ويقول أيضا : "العلم نفسه يعترف بوجود (
مدارك ) و ( أسئلة ) لا تقبل المعالجة
التجريبية مع إنها ليست قادرة على احتلال
الفكر فحسب بل وعلى شحذه و إشغاله " 3.
ولكن هل
الاعتقاد في وجود الجن والأرواح والسحر
والحسد وكل الغيبيَّات التي أقرها الإسلام
من التفكير الخرافي ؟ . في الحقيقة للإجابة
على هذا السؤال لا بد من العودة إلى مصدر هذه
المعتقدات وهى:
1-الله
- سبحانه وتعالى –
من خلال الوحي ( القرآن الكريم ) .
2-
الرسول _ صلى الله عليه وسلم –
من خلال سنة صحيحة .
نقول إن العقل
الإسلامي -إن صح التعبير – أو فلنقل
العقلية الإسلامية قد تيقنت بالأدلة
العقلية والنقلية من وجود الله وضرورية
الإيمان بالخالق الذي خلق الإنسان ، وسخر له
هذا الكون، كما أنه قد قامت الأدلة العقلية
والنقلية على صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم
- فلا ينكر ذلك إلا جاحد أو متعصب، وقد اهتمّ
المسلمون بعده بسنته ، ووضعوا منهجا فريدا
تتميز به السنة الصحيحة من الضعيفة بما لا
يدع مجالا للعقل في أن يشك في صحة نسبة هذه
السنة الصحيحة لرسول الله -صلى الله عليه
وسلم -.
وكذلك قامت
الأدلة الراجحة والبراهين الواضحة على أن
القرآن هو كلام الله تعالى المنزل على محمد -صلى
الله عليه وسلم - ، وتحدى العرب وأعجزهم وفيه
من الإعجاز العلمي وغيره ما يقيم الحجة على
الناس في كل زمان ومكان .وكذلك قد وصلنا
متواترا بدون تحريف بما لا يدع أيضا للعقل
مجالا للشك في آية واحدة منه.وصدق الله إذ
يقول : } إنَّا نحن نزلنا
الذكر وإنا له لحافظون {(الحجر:9
) .
إذن
فكل ما يأتي من الله عن طريق آية محكمة أو من
رسوله -صلى الله عليه وسلم- من سنة صحيحة فهو
خارج عن دائرة التفكير الخرافي . لأن العقل
قد سلم بصحة هذه الأصول الثلاثة( الله-
القرآن- الرسول).ولذلك فإنه من أوائل صفات
المؤمنين في القرآن الإيمان بالغيب ، }
الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما
رزقناهم ينفقون { ( البقرة:3 ) .
فحينما يذكر الله سبحانه وتعالى الآخرة
والحساب والعقاب والثواب فهي فوق إدراك
العقل قال تعالى : }
وما يعلم تأويله إلا الله { ( آل عمران :7 ).فالمسلم
يؤمن بذلك لإيمانه بصدق المصدر
}
ومن أصدق من الله حديثا { ( النساء : 87 ).
وحينما
يخبر الرسول بعذاب القبر فلا يسع المؤمن إلا
الإيمان بذلك لأنه يؤمن بالرسول مصدقا به
قابلا لكل ما يصدر عنه لأن عقله تيقن من صدقه
، ولكن البحث يتطرق إلى صحة نسبة الحديث
لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - وهذا له
طريق آخر يعرفه علماء الحديث والحرج
والتعديل . وعلى
هذا فإن اعتقاد الإنسان
أنه إذا أكل ولم يسم يأكل الشيطان معه
ليس اعتقادا خرافيا وإن كان في نظر العلم
أمرا ميتا فزيقيا يصعب إدراكه بالحواس أو
إخضاعه للتجارب العلمية. أما إذا قال
الإنسان أنه إذا تكلم في الحمام فسوف تأتي
الشياطين فهذا اعتقاد خرافي ، أو سكب الماء
الساخن في دورة المياه يؤدى إلى إغضاب
الشياطين فهذا اعتقاد أيضا خرافي لأنه لم
يخبر به الرسول من خلال سنة صحيحة وبهذا
الميزان الدقيق نستطيع أن نميز بين
الاعتقادات الدينية الخرافية والإيمانية .
و ما ينتشر في
بعض الكتب عن كرامات لبعض الأشخاص وأنهم
يطيرون في الهواء ، ويمشون على الماء ،
وينتقلون من مكان لآخر في طرفة عين ، ويعرفون
الغيب أو بعضه، فكل
هذا لم يأتِ به الإسلام وهو مُحْدَث لم يعرفه
جيل الصحابة ، وهم أكثر الناس تقى وورعا
وعبادة وعلما ، فلم يرد عن أبي بكر أنه طار في
الهواء ولم تذكر الأخبار أن عمر بن الخطاب
مشى فوق الماء ، ولم يدع عثمان معرفتهم للغيب
، ولم يطلب علي من الناس التقرب إليه لأنه
سوف يقضي لهم الحاجات ، ويحقق لهم الرغبات.
ولا يوجد في الإسلام من له حق الخروج على
الشرع ولو قيد أنمله ، وعلى هذا فمن الجهل أن
يعتقد بعض الناس في المجذوب الذي يتيه في
الأرض ولا يؤدى الفرائض أنه ولي من أولياء
الله وله كرامات ؛ ولذلك قال الأمام الشافعي
: إذا وجدتم الرجل يطير في الهواء ، أو يمشي
على الماء فلا تقبلوا قوله حتى تعرضوه على
القرآن والسنة.
وموضوع "
الأولياء " هذا من الموضوعات التي ضل فيها
كثير من الناس اعتقدوا فيها بمعتقدات خرافية
بعيدة عن روح الإسلام الذي خلص الإنسان (عقله
وروحه وجسده) من قيود العبودية للأوثان
والأصنام والأشخاص والنظم فكان بابا للفتنة
والشر والتفكير الخرافي. فإن التقرب للأموات
من ذبح لهم أو تمسح بأعتابهم أو بالطواف حول
قبورهم أو باعتقاد النفع فيهم يرد الإنسان
إلى الجاهلية الأولى وهي خدعة من الشيطان
للإنسان على اعتبار أن هؤلاء الأشخاص كانوا
أنبياء وعلماء وعبادا صالحين تنسج عن حياتهم
العجائب من القدرة على العبادة والعمل
الصالح.
"والولاية
" ذكرت في القرآن الكريم
} ألا إن أولياء
الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين
آمنوا وكانوا يتقون . لهم البشرى في الحياة
الدنيا وفي الآخرة ، لا تبديل لكلمات الله
ذلك هو الفوز العظيم {
(
يونس : 62-64 )
فالمؤمنون
المتقون هم أولياء الله الصالحون وهؤلاء
يتعهدهم الله بالرعاية والعناية والحفظ
والستر في الدنيا والآخرة. والولاية تعني
القرب والمحبة ، قال تعالى في الحديث القدسي:"
من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب و ما تقرب
إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه،
ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره
الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي
يمشي بها ولإن سألني لأعطينه ولإن استعاذني
لأعيذنه "
[6]
من
المعروف أن من بين أهداف التعليم تنمية
التفكير الناقد والدقة الموضوعية ، ولكن
هناك دراسات تدل على إن الخرافة ما زالت جزءا
أساسيا في المجتمعات العربية ، بل وربما
هناك نمو في بعض هذه الخرافات .بل إننا نجد
شخصيات سياسية مرموقة ينقل عنها لجوئها إلى
المنجمين وقراءة الطالع وما شابه ذلك .
في
حين نجد بعض أساتذة الجامعة
يدافعون بشدة عن كرامات ينسبونها إلى أشخاص
معينين - ليسوا من الأولياء ولا من عرفت عنهم
أية مكانة خاصة بين الصالحين - تتيح لهم أن
يقوموا بخوارق كاستشفاف أمور تحدث في بلد
آخر دون أن يتحركوا من موضعهم 1.
وفي دراسة لم يجد
لورد lord (1958) إلا علاقة ضئيلة
جدا بين التحصيل العلمي كما يدرس تقليديا
وبين انكماش المعتقدات غير العلمية وتتفق
هذه النتيجة مع دراسة زابف zapf
ويهودا ولكنها تختلف مع دراسة سميث
smith و
هيمان hyman اللذان
وجدا أن تأثير الخرافة تقل بازدياد مستوى
التعليم العلمي2
.
ويقترح
لورد أن تأثير التعليم يصبح أعظم عندما يوجه
بنوع خاص إلى المعتقدات غير المؤسسة على
أساس علمي ويؤيد هذا الاقتراح كثير من علماء
النفس .
إن
طريقة التدريس هي المهمة وليس حشد الحقائق
في ذهن التلميذ ، إن تكوين الاتجاه العلمي أو
تنمية عادة التفكير العلمي الموضوعي هي التي
تؤثر في شخصية المتعلم .
أما
إم Emm فيلاحظ أن المعتقدات غير
السليمة تقل بالتقدم في السن وبازدياد
التعليم ، و لكن هناك دراسات فشلت في التحقق
التجريبي من صحة هذه الملاحظة .
أما
فيما يتعلق بالفرق الجنسي فيبدوا
أن هناك اتفاقا عاما بين الباحثين على أن
الخرافة أكثر انتشارا بين النساء1
.
مما
سبق نتبين أن التعليم التقليدي لا يقلل من
التفكير الخرافي ، وعلى هذا لابد من تطوير
مناهج التعليم وطريقة التدريس لتساعد على
القضاء على مثل هذا النوع من التفكير في
عقلية أبنائنا ، وذلك من خلال تدريس أنماط
التفكير في مناهجنا ، ومناقشة مظاهر التفكير
الخرافي في حياتنا ، وتدعيم أساليب التفكير
العلمي مع مراعاة الفروق الجنسية بين الطلاب
والطالبات بأن تزيد نسبة مناقشة هذه
الموضوعات مع الإناث ، و مراعاة الفروق
التربية بين طلاب الأدبي والعلمي بمعنى أن
ننوع من طرائق عرض هذه القضايا عليهم ، ونهتم
بها أكثر بالنسبة لطلاب القسم الأدبي . وأن
يجري الطلاب بحوثا في مجتمعهم عن هذه
الظاهرة ، ويناقشوا طرق القضاء عليها
ومحاربتها ، ومناقشة ما تكتبه الصحف
والمجلات من أخبار الطالع وما تنبئ به
النجوم ليثبتوا سخافتها2
.
السلطة
هي المصدر الذي لا يتاقش ، الذي نخضع له بناء
على إيماننا بأن رأيه هو الكلمة النهائية ،
وبأن معرفته تسمو على معرفتنا 1.
والخضوع
للسلطة أسلوب مريح في حل المشكلات ولكنه يتم
عن العجز والافتقار إلى الروح الخلاقة ، وقد
يكون من ملجأ إليه الإنسان لكي يستعين بفكره
وآرائه أو يتقيد بفلسفته وأسلوبه فردا من
الأفراد أو هيئة أو جماعة لها طريقة خاصة
وأسلوب معين وأهداف محددة ، وقد يخضع
الإنسان في تفكيره للعرف والتقاليد أو "للموضة"
الشائعة 2
أو لوسائل الدعاية والإعلان .3
وأشهر
أمثلة السلطة الفكرية والعلمية في التاريخ
الثقافي هي شخصية أرسطو، فقد ظل هذا
الفيلسوف اليوناني الكبير يمثل المصدر
الأساسي للمعرفة في شتى نواحيها قرابة ألف
وخمسمائة عام ، وقد اتّخذ الخضوع لهذا
الفيلسوف شكل التمجيد والتقديس حتى استطاع
جاليليو أن يتعقب آراءه ويثبت بطلانها
بمنهجه العلمي الدقيق 4.
والإسلام
دعا الإنسان إلى التخلص من قيود هذا التفكير
الخاضع لسلطة الآخرين }وإذا
قيل لهم اتبعوا ما أن أنزل الله قالوا بل
نتبع ما ألفينا عليه آباءنا..{
( البقرة : 170 ) وهو ما يسمى بالتقليد .
ويسميه
دكتور الدمرداش سرحان :( من يلجأ إلى غيره
ليفكر له )1
وهو يحرم الفرد من التدرب على أساليب
التفكير العلمي السليم ويقضي على الإبداع
والابتكار .
إننا
يجب أن نقف من الآراء والأفكار موقف الناقد
الذي يفحص ويمحص هذه الآراء فيقبل منها ما
يكون منطقيا أو يستند إلى دليل سليم ، ولذلك
يجب تشجيع مهارات التفكير الناقد لدى الطلاب
لتعويدهم على عدم الخضوع لسلطة الآخرين حتى
ولو كانت لها في نفوسهم مهابة ونغرس فيهم أن
كل أمر قابل للمناقشة العلمية الصحيحة ،
وهذا لا يعني دوما الشك في كل المعتقدات
والأفكار والوصول إلى مرحلة الكفر والإلحاد
ولكن يعني إعمال العقل لتمييز الصحيح منها
من الزائف . ولابد أن يدركوا أن التقليد لا
يعفي الإنسان من المسئولية كما علمنا القرآن:
}إذ
تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا
العذاب وتقطعت بهم الأسباب . وقال الذين
اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا
منا . كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم
وما هم بخارجين من النار { (
البقرة :166-167 )
وقد
أجاد "فرانسيس بيكون ، وصف هذا النوع من
التفكير حينما قال بأنه ضرب من ضروب الوثنية
الفكرية2.
ومن
أنواعه :
1-
التفكير بعقل فرد آخر .
2-
الخضوع لرأي الجماعة .
وقد
تكون هذه الجماعة مجموعة من الأصدقاء أو
هيئة دينية أو حزبا سياسيا أو الدولة ذاتها .وهناك
ما يسمى بتفكير الجماهير " ويظهر هذا
حينما يجتمع الناس في صورة جماعات أو أحزاب
ويتبادلون الآراء وتتجه الجماعة تحت تأثير
الانفعال الجماعي الشديد وجهة معينة ، فلا
يسع كل فرد إلا أن يسلم برأي الجماعة ويسير
في ركابها ، وقد ترتكب الجماعة أخطاء
وحماقات شنيعة ، وعندما يستعرض الفرد وحده
ما ارتكبه أو قام به في حماية الجماعة يستولي
عليه العجب من سخفه وحماقته .
وهذا
يختلف عن " التفكير الجماعي " فهو أن
يستعين الفرد بآراء الجماعة ، فيتبادل
الجميع وجهات النظر ويتبادلون الأمر من جميع
زواياه ونواحيه فهو بذلك يعطي فرصة لاتساع
دائرة الخبرة ومراجعة الأحكام ، والرويِّة
في إصدارها والتحرر من أهمية بعض الأمور
وتعمي عينيه عن البعض الآخر . أما في "تفكير
الجماهير " والغوغاء فإن الفرد قد لا تتاح
له فرصة لإعلان رأيه وقد لا يقوى على مخالفة
الجماعة ، فهو يلقي تفكيره ويستعيض عنه بما
يملي عليه من الأحكام والآراء.
[7]
3-
الخضوع للعرف والتقاليد .
4-
الخضوع
للموضة .
إذن
فالتفكير العلمي نشاط عقلي غير محدود ، ولا
يخص العلماء والباحثين فقط بل يمكن أن
يستخدم كل إنسان في الحياة لحل مشكلاته أو في
نظرته إلى الأمور حيث تعتمد هذه النظرة على
العقل والبرهان المقنع بالتجربة أو بالدليل
فهو أسلوب حياة ، ونوعية التفكير العلمي
ضرورة لكل إنسان
[8]
.
خطوات
التفكير العلمي :
تتناول
كثير من التعاريف التفكير العلمي على أنه
سلوك حل المشكلة المحدد بعدد من الخطوات ،
وعليه فالتفكير العلمي هو تلك الخطوات
المتتابعة التي يجب أن يمر بها الفرد من أجل
التوصل إلى حل المشكلات التي يواجهها .
وقد حدد جون ديوي
هذه الخطوات كما يلي :
1-
الشعور بمشكلة
معينة وتحديدها .
2-
جمع البيانات المتصلة بالمشكلة .
3-
تكوين الفروض واختيار أسبابها .
4-
اختبار صحة الفروض عن طريق
الاستقراء العلمي .
5-
إصدار الحكم
لصحة أو خطأ الفرض الموضوع
[9]
.
6-
الوصول إلى نتيجة معينة أو حل
للمشكلة .
وهو قريب من
الخطوات التي حددتها الجمعية القومية
للدراسات التربوية في
أمريكا (
NSSE
)
ويفسر إبراهيم وجيه الخطوة
السادسة بأنها (التفسير والتعميم )2
.
خصائص
وصفات التفكير العلمي :
للأسلوب
العلمي في التفكير خصائص تميزه عن باقي
أنماط التفكير ، وأهمها :
1-
أنه نشاط منظم وليس نشاط
مرتجلا.
2-
أنه نشاط مقصود وهادف لحل
المشكلات وليس نشاط تلقائيا .
3-
يتصف التفكير العلمي
بالدقة والضبط .
4-
يتميز
أسلوب التفكير العلمي بأنه يقوم على الواقع
الذي يمكن التثبت منه وليس على الأوهام أو
على أساس آراء بعض الثقات القدامى1
.
5-
يتميز بالمرونة أما البعد
عن الجمود ، فالفروض العلمية وكذا نتائج
العلم قابلة للمراجعة والتحقيق .
6-
الموضوعية : أي النظرة إلى
الموقف بعناصره وأبعاده وظروفه وليس من الناحية الشخصية
أو الذاتية أو العصبية2
سمات
التفكير العلمي :3
1-
التراكمية .
2-
التنظيم .
3-
البحث عن
الأسباب .
4-
الشمولية
واليقين .
5-
الدقة والتجريد .
أساليب
التفكير العلمي :
هناك
طرق كثيرة للتفكير العلمي منها :
1-
أسلوب حل
المشكلة .
2-
أسلوب الاستقراء
.
3-
أسلوب الاستنباط
.
4-
التفكير الناقد .
5-
التفكير
الابتكاري .
وسوف
نتناول بعض هذه الطرق بالتوضيح :
سبق الإشارة إلى
خطوات هذا النوع من التفكير ، ويمكن ممارسته
في التعليم عن طريق عرض مشكلة على الطلاب
وحثهم على جمع المعلومات والحقائق منها
وتحليلها والوصول إلى قرار بشأن هذه المشكلة
، وينبغي أن تكون المشكلات نابعة من الطلاب
وبمبادرة منهم وليست مفروضة عليهم فرضا
ومتناسبة مع المستوى العقلي والتحصيلي لهم1
.
ومن أمثلة هذه
المشكلات التي يمكن أن تدرس في التعليم
الجامعي : التركيبة السكانية لمجتمع
الإمارات ، تعريب التعليم الجامعي ، تلوث
البيئة البحرية في الخليج العربي .
ومن خلال هذا
الأسلوب يمارس الطلاب التفكير العلمي
السليم من ناحية اتباع الخطوات المشار إليها
سابقا والقيام بالنشاط الجماعي التعاوني
والرجوع إلى مشاكل أخرى تحتاج إلى الدراسة
تكشف عنها دراسة المشكلة المختارة ، وهكذا
يمارس الطلاب جوا علميا لا يتصف بالرتابة ،
ويؤصل فيهم أساليب التفكير العلمي .
ثانيا
التفكير الناقد :
حينما
يواجه الإنسان بحدث ما ، أو إدعاء ما ، فإنه
إما أن يتقبله أو يرفضه ، أو يعلق الحكم عليه
لعدم كفاية المعلومات بقبوله أو رفضه ، ومن
َثم فإن التفكير الناقد هو اتخاذ القرار
الجيد المدروس بتأن لرفض أو قبول أو تعليق
الحكم على التفكير شيء ما أو أمر ما كما يقول
نوروباركر1.
وهناك
أنواع من التفكير لا تدخل في التفكير الناقد
منها ، الأحلام الليلية وأحلام اليقظة
وغيرها .ويربط فيشر fisher بين التفكير
الناقد والقدرة على الاستدلال ويوضح أن
الفرد يمكنه أن يفكر تفكيرا ناقدا بقدر ما
يكون عليه من خبرة ، وقدرة على قياس
المعلومات والأفكار ، وتقديم المناقشات
وذلك وصولا إلى الأحكام الموزونة ، والفرد
حين يستجيب لهذه المهارات العقلية ، فهو
يحدوه الرغبة في الاستدلال ، إلى جانب
الرغبة في التحدي ، ثم وجود الميل –
العاطفة –
نحو الوصول للحقيقة2
.
خصائص
التفكير الناقد :
1-
هو نشاط إيجابي
خلاق ، يعالج
مشكلات الحياة .
2-
التفكير الناقد
عملية process وليس
نتاجا فقط .
3-
يتغير التعبير
عن التفكير الناقد بتغير السياق . فقد تكون
هذه العملية عند البعض داخلية وهؤلاء لا
يمكن تمييز هذا النوع من التفكير لديهم إلا
من خلال الناتج مثل كتاباتهم وأحاديثهم ،
والبعض يظهر هذا النوع من التفكير في سلوكهم
الخارجي .
4-
يستثار التفكير
الناقد بالأحداث السلبية والإيجابية ،
فالخبرات ذات الطبيعة الخاصة كالوقوع في
الحب أو النجاح المفاجئ غير التوقع قد تمثل
مثيرات للتفكير الناقد لجوانب من حياة الفرد
.
5-
التفكير الناقد
نشاط انفعالي وعقلاني معا ، ففقدان الثقة
والخوف مثلا يؤثران في عملية التفكير
والوصول إلى نتائج .
6-
التفكير مهارات
يمكن تعلمها ، وليس فضائل تخضع للوراثة .
7-
إن حدوث التفكير
يقضي بوجود المعرفة ( المعلومة ) إلى جانب
المهارة إذ أن التفكير يتضمن صراحة التفكير
في شئ ما ، كما أن أصعب أنواع التفكير في
اللاشيء .
8-
يشمل جميع مراحل
الإنسان في حياته .
9-
مهارات التفكير
لا تصبح قديمة أبدا ، بل على العكس من ذلك
فإنها تمكننا من
امتلاك المعلومات وفهمها بغض النظر عن الوقت
أو المكان أو نوع المعلومات التي تطبق فيها ( Baron,1987 ) 1
مهارات
التفكير الناقد :
قدم بلوم
التفكير الناقد مرادفا لعملية التقويم التي
تتمثل في أعلى مهارة في مدرج يتكون من ستة
مهارات أطلق عليها بلوم الأهداف المعرفية
للتربية ، وهو ما يدل عليه الشكل التالي :
التقويم/Evaluation |
التركيب/Synthesis |
التحليل /analysis |
التطبيق/Application |
الفهم/Comprehension |
المعرفة/Knowledge |
التقويم : ( احكم
و قس ) يتضمن إصدار الأحكام فيما يختص
بالمواد و الأفكار ولكي يحدث التقويم لابد
من المعرفة و الفهم و التطبيق و التحليل و
التركيب حتى يستطيع الفرد أن يحكم : لماذا
فضل هذا على ذاك ؟ هل نجح ؟ هل الحل ذو فائدة ؟
……إلخ
والتفكير الناقد
بهذا المفهوم ليس مرادفا لعمليات التفكير
بوجه عام لأن قدرة التفكير الناقد هي أعلى
القدرات التي تتطلب بالضرورة توافر
العمليات العقلية السابقة عليها لكي تحدث .
وقد أفادت
محاولات قياس التفكير الناقد من تقسيم بلوم
السابق مما أدى إلى تحليل قدرة التفكير
الناقد إلى مجموعة من القدرات تناولت الفهم
، والاستنتاج ، والقياس ، وتقويم الحجج ثم
تحديد المسلمات1.
وهناك مهارات
أخرى مثل : طرح الأسئلة ، تعريف المصطلحات ،
تحديد الافتراضات ، و الاستنباط وكشف التعصب
والانحياز2.
والمهارة معناها
: قدرة الفرد على أداء عمل عقلي أو جسدي بصورة
متقنة وبجهد أقل ووقت أقصر في مواقف عملية .3
كما سبق فإن
التفكير الناقد هو عملية
process
وليس نتاجا .وفي هذا النموذج يعرض كاشو
للتفكير الناقد باعتباره عملية تتم من خلال
عدة مراحل أو خطوات ، تؤدي في مجموعها
وانتهاء الفرد منها إلى نتائج معينة ، على
الفرد أن يعيد النظر فيها على ضوء البناء
المعرفي الذي يملكه ، فتكون المرحلة الأخيرة
وهي التكامل
والحدث هو مثير
للتفكير الناقد ، والأحداث قد تكون من بيئة
الفصل المدرسي أو بيئة العمل أو المواقف
الخارجية أو الخبرات الشخصية خارج هذا
النطاق .ولكل إنسان نظرة شخصية تأتي من
مخزونه المعرفي فإذا تعارضت مع الحدث نشأ ما
يسمى بالشعور بالتناقض Discripancy هذا الشعور
بالتباعد يمثل عاملا دافعا تترتب عليه بقية
خطوات التفكير الناقد ، مما يؤدي إلى الخطوة
الأولى وهي الدافعية التي تمثل أساسا لخلق
التفكير الناقد .فيتجه الإنسان إلى البحث عن
المعلومات ثم ربط هذه المعلومات ، وفي
النهاية التقويم الذي يحدث فيه تقديم حل
مؤقت للتناقض المطروح ثم البحث في الأسلوب
الذي أدى إلى نشأة هذا الحل وأخيرا تقديم كل
من النتائج والعملية معا .
وفي مرحلة
التعبير عن هذا الحل يكون بصفة مؤقتة لأنه
معرض للتغذية المرتجعة فقد تؤدي معلومة
جديدة إلى عودة المفكر الناقد إلى مرحلة
مبكرة من عمليات التفكير الخاصة بحل التناقض
المطروح .
ويقصد بالتكامل
هو تكامل النظرية الشخصية مع القاعدة
المعرفية المكونة من الآراء والمعتقدات
والقيم والوقائع ، وهي تحدث في نهاية النشاط
وقد يعبر عنها المفكر الناقد بقوله " لقد
فهمت " حيث يخبر بحالة من الارتياح
المعرفي، أو بقوله "
هكذا أفضل "
[10]
.
ولهذا نجد أن
القدرة على
التفكير الناقد ترتبط بالقدر الذي حصله
الفرد من الخبرة والمعرفة ( المستوى الثقافي
والتعليمي )2.
1-الانقياد
للتعبيرات العاطفية والانقياد للآراء
التواترية والتعصب .
2-
التطرف في الرأي .
3-
القفز إلى النتائج 3.
وهناك
سلوكيات تؤثر على عملية التفكير الناقد :
1-
الاندفاع
والتسرع قبل سماع بقية السؤال .
2-
الاعتماد على
الآخرين كالمدرس وغير مثل هذه النوعية من
الدارسين تفتقر إلى التدريب على التفكير
وحده .
3-
عدم القدرة على
التركيز يقول ديوي :"ليس هنالك من بين
أعداء التفكير المنتج ما هو أشد أثرا من تشتت
الاهتمام "
[11]
4-
افتقاد المعنى
وهو قد يأتي من عدم قدرة الفرد على استخلاصه
من العمل الذي يقوم به وبالتالي قد يؤثر – وهو بالضرورة
يؤثر –
على تفكير الفرد بصدد هذا العمل .
5-
جمود السلوك
فالذي تعود على الاستجابة من خلال صيغة
محددة يعرفها ولا يحيد عنها لا يستطيع أن
يفكر جيدا لأن التفكير يمتاز بالمرونة
واستخدام البدائل .
6-
عدم الرغبة في
التفكير ، وهؤلاء لا يريدون بذل الجهد
للوصول إلى حل أو قرار ما .
7-
فقدان الفرد الثقة في تفكيره . فهو يتردد في
المشاركة في المناقشة لعدم تيقنه من قبول
رأيه ، أو خوفا من النقد الذي سيوجه له
[12]
.
8-
عادات الطالب السابقة و اتجاهاته التي
امتصها من المجتمع تؤثر في تفكيره
[13]
.
وهناك
أسباب أخرى متعلقة بالمنهج و المعلم و
الامتحانات تؤثر أيضا على عملية التفكير
العلمي لدى الطلاب ، و يمكن قياس مهارات
التفكير الناقد من خلال تصميم اختبارات تقيس
هذه المهارات مثل :
-
قياس القدرة على
إدراك الدرجات المختلفة لعلاقة السبب
بالنتيجة .
-
الاستعداد للبحث
عن المسببات الحقيقية للحوادث .
-
القدرة على
اختبار الفروض .
-
تقويم القدرة
على الاستدلال .
-
تقويم القدرة على تفسير البيانات .
-
تقويم القدرة
على التمييز بين الحجج .
-
تقويم القدرة
على التمييز بين الحقائق و الآراء .
-
تقويم القدرة
على التعميم .
-
تقويم القدرة
على الاستنتاج .
-
تقويم مدى اتساع
الأفق العقلي .
-
تقويم الاستعداد
لرفض التفسيرات غير المقنعة .
موجهات
عامة لتعليم التفكير الناقد :
إن تنمية
التفكير الآن تقدمت أهداف التربية ، وغدا
جمع المعلومات من الأهداف الثانوية ، ومن ثم
فالمعلم من خلال المنهج يمكن أن ينمي في
تلاميذه عمليات التفكير من خلال تدريبهم على
:
1-
إجراء مقارنات
وتسجيل الفروق بين الأشياء .
2-
تلخيص الموضوعات
لأنه يتضمن الأفكار وترتيبها.
3-
عمل الملاحظات
المقصورة المنظمة ، والدقيقة .
4-
القيام بمحاولات
تفسير الحدث .
5-
القيام بممارسة
النقد لبيان العيوب والمميزات معا ثم تقديم
الأدلة التي تدعم هذا القول أم ذاك .
6-
البحث من
المسلمات والتعرف عليها .
7-
القيام بجمع
المعلومات وتنظيمها عن موضوع ما " كتابة
بحث " .
8-
ترتيب الأماكن
في الفصل بشكل يسمح بمزيد من التفاعل.
9-
خلق بيئة مرحبة
تشجع على المناقشة ، وعلى التفاعل فالطالب
كما يحتاج إلى مثيرات للمناقشة والحوار ،
فهو أيضا في حاجة إلى الشعور بالأمان .
دراسات
حول التفكير الناقد :
1-
علاقة
التفكير الناقد بالتحصيل العلمي :
أظهرت دراسة
لموزيل ( 1976 ) وبنيت
( 1988 ) أثرا لمستوى التحصيل في امتحان
الثانوية العامة في القدرة على التعليق
الناقد1
كما أوضح فولي foley
(1988) أن هناك ارتباطا موجبا بين علامات
الطلبة في المدرسة وعلاماتهم في اختبار
التفكير الناقد2،
وكذلك دراسة بيتي بتز التي وجدت أن القدرة
على التفكير المجرد له متنبئ ذو دلاله
إحصائية بقدرتهم على التفكير العلمي3
وفي دراسة في الأردن وجدت ياسمين حداد علاقة
موجبة بين أثر المستوى التحصيلي للطلبة في
المدرسة الثانوية على قدراتهم على التفكير
الناقد ، وقد أظهرت الدراسة أن أداء طلبة
المدارس ذات التحصيل العالي على مقياس
التفكير الناقد يفوق أداء طلبة المدارس ذات
التحصيل المتدني على ذلك القياس وبدلالة
إحصائية4.
في حين أظهرت دراسة لهند الحموري ومحمود
الوهر أن قدرة طلبة السنة الأولى في الجامعة
الهاشمية على التفكير الناقد متوسطة وأرجعا
السبب في هذه النتيجة إلى مجموعة من العوامل
تشترك في بعضها أبعاد التفكير الناقد كافة ،
وبعضها الآخر خاص ببعد معين دون غيره . ومن
العوامل المشتركة أن تدريب المعلمين الذي
قامت به وزارة التربية والتعليم لتمكينهم من
تنمية قدرة طلبتهم على التفكير الناقد لم
يكن كافيا ومناسبا من وجهة نظرهم ( النهار 1992
) كما يبدو أن المناهج الجديدة لم تغط هذا
البعد بشكل كاف ، وفضلا عن ذلك ، فإن الطلبة
هم نتاج مجتمع لم يعتد على تنمية هذا النوع
من التفكير بشكل كاف سواء داخل المدرسة أو
خارجها 1
.
2-علاقة
التفكير الناقد بفرع الدراسة :
في دراسة لبيتي
بتنر ( Bitner.1991
)
وجد
أن القدرة على التفكير المجرد متنبئ ذو
دلالة احصائية بعلامات الطلبة في العلوم
والرياضيات2.
في حين لم تظهر
دراسة لهند الحموري ومحمود الوهر أي أثر
لعامل الفرع (أدبي – علمي ) على
التفكير الناقد3.
ولكن دراسة أخرى لهما بينت أن قدرة أفراد
الفرع العلمي تزيد بدلالة إحصائية عن قدرة
أفراد الفرع الأدبي4.
بينت دراسة لهند
الحموري ومحمود الوهر أنه لا علاقة للجنس في
القدرة على التفكير الناقد1.
أعطت نفس النتيجة 2.
في حين أظهرت دراسة أحمد حمادنة أن أداء
الإناث على أبعاد الاستنتاج وتحديد
المسلمات والافتراضات والتفسير والاستنباط
، وعلى الاختبار الكلي كان أفضل من أداء
الذكور عليها ، وأن الفروض بين الجنسين كانت
معنوية في جميع الاختبارات باستثناء ،
اختبار الاستنباط ، في حين كان أداء الذكور
على اختبار تقويم الحجج يفوق أداء الإناث
عليه وبدلالة إحصائية ( حمادنة 1995 )3.
وفي دراسة
للدكتور شاكر عبد الحميد يقول ملخص نتائج
بعض الدراسات ( إن الإناث يفضلن أكثر الأسلوب
التكاملي في التعليم والتفكير ، وربما كان
هذا مراجعا إلى طبيعة التكوين الخاص للمخ
لديهن …
ويميل الذكور أكثر من الإناث إلى تفضيل
الأسلوب الأيمن في التعلم والتفكير ، ولم
تظهر فروق دالة بين الجنسين فيما يتعلق
بالأسلوب الأيسر مقارنة بالأسلوب الأيمن
الذي ظهرت فيه الفـروق
أحيانا
لصالح الذكور (بدرجة أكبر )4
.
والمعروف أن
النصف الأيسر من المخ يتحكم في الجانب
الأيمن من الجسم ، بينما يتحكم النصف الأيمن
من المخ في الجانب الأيسر من الجسم ، وأن
النصف الأيسر من المخ يكون أفضل فيما يتعلق
بالمعلومات اللفظية من حيث إدارتها
وتشغيلها ( حيث توجد فيه مناطق إنتاج وفهم
اللغة ) بينما يكون النصف الأيمن أفضل في
إدراك الشكل والمكان والحركة1
.
4-
علاقة التفكير الناقد بالعمر :
بينت نتائج
دراسة ل ( الحموري .. والوهر ) أن قدرة أفراد
المستوي العمري ( 18 –20 ) على التفكير
الناقد تزيد بدلالة إحصائية من قدرتهم من
المستوى العمري الأدنى ( 20 –60
)2.وتقول
: " وجملة القول ، أن الدراسة الحالية
أظهرت أن قدرة أفراد النظام التربوي على
التفكير الناقد تتزايد ما بين المرحلة
الثانوية إلى المرحلة الجامعية ثم تتناقص ما
بين عمر العشرين حتى عمر الستين"3.
وبول Paul
يفترض أن هذه القدرة نمائية ( تنمو بتقدم
العمر ) ، وهي تبدأ في الظهور لدى الطلبة في
عمر ( 11- 12 سنة ) ولا تستقر إلا في سن الخامسة
عشرة ثم تتزايد إلى سن الرشد حتى تصبح شبه
ثابتة ( Paul . 1984 )1.
وهناك
دراسات مثل Wozniak )،1976
)و
( ماينز Mines
1980)
تثبت
الفرضية السابقة2.
يتبين مما سبق أن
قدرة الطلبة في مراحل التعليم العام
المختلفة هي إجمالا قدرة نمائية نسبيا ،
تزداد مع الارتقاء في العمر حتى سن الثامنة
عشرة ، ثم تتباين النتائج بعدها ، ويتباين أثر الجنس
وفرع الوراثة عليها3.
خاتمة
البحث :
1-
نستخلص من هذا
كله ضرورة الاهتمام بمهارات التفكير الناقد
لدى طلاب الجامعة ، بقسميها العلمي والأدبي
في المرحلة الأولى منها والتي تمثل في جامعة
الإمارات العربية المتحدة مساقات وحدة
المتطلبات الجامعية العامة مع مراعاة
الفروق في أساليب التعلم والتفكير بين
الطلاب والطالبات على نحو ما أوضح البحث ،
وعدم الاعتماد على درجات الطالب في الثانوية
العامة ، فهي ليست مؤشرا على إتقانه لمهارات
التفكير الناقد ، وأن توفر الجامعة لطلابها
بيئة علمية حقيقية لتنمية هذه المهارات
تتميز بالحرية والقدرة على التفكير الناقد
في جو من الإيمان والأمان وزرع الثقة في نفوس
الطلاب وتشجيعهم على هذا النوع من التفكير .
2-
ضرورة أن تقيس
الاختبارات مهارات التفكير العلمي .
3-
تدريس أنماط
التفكير كمادة مستقلة تُعرِّف الطالب
أساليب التفكير ، ويتدرب على مهارات التفكير
العلمي ، ليتمكن من استخدامها في الحياة.
4-
الاهتمام بكل
أنواع التفكير العلمي مثل : الابتكاري
والناقد وأسلوب حل المشكلة .
5-
مناقشة قضايا
التفكير الخرافي السائدة في المجتمع من خلال
تدريس مادة (
أنماط التفكير )
قائمة
المصادر والمراجع
1-
القرآن الكريم
2-
د. أحمد زكي صالح
: نظريات التعلم ، مكتبة النهضة المصرية مصر
سنة 1983
3-
جان فورآستيه :معايير
الفكر العلمي ، ترجمة : فايزكم نقش ، ، دار
المنشورات
عويدات-بيروت ، ط : 2 سنة 1984م
4-
جمال محمد أبو
شنب : تاريخ التفكير العلمي وطرقه البحثية
دار المعرفة –
الإسكندرية سنة 1995م
5-
د. الدمرداشي
سرحان، د. منير كامل: التفكير العلمي ،
الناشر مكتبة الأنجلو المصرية- القاهرة ط: 2
سنة 1963.
6-
د. عبد الرحمن
عيسوي: سيكولوجية الخرافة والتفكير العلمي
دار المعارف –
الإسكندرية، سنة 1982-1983م
7-
عزيزة السيد :
التفكير الناقد دراسة في علم النفس المعرفي،
دار المعرفة الجامعية –
الإسكندرية سنة 1995 م
8-
علي محي الدين
عبد الرحمن راشد : بناء مقياس للتفكير
العلمي ( رسالة
دكتوراه – جامعة الزهر- كلية
التربية ) 1403- 1983م .
9-
فؤاد ذكريا :
التفكير العلمي ، سلسلة عالم المعرفة يصدرها
المجلس الوطني للثقافة
والفنون والآداب- الكويت ، مارس 1978م .
الدوريات
:
10-
د.
شاكر عبد الحميد : ( الفروق بين الجنسين في
أساليب التعليم والتفكير ) مجلة دراسات
نفسية ، المجلد الثامن – العددان الثالث
والرابع ، يوليو – أكتوبر 1998 م
11- هند
الحاموري ومحمود الوهر :
أ-(
قدرة طلبة السنة الأولى في الجامعة الهاشمية
على التفكير الناقد ) مجلة
دراسات العلوم التربوية ، المجلد 25 ،
العدد 1 سنة 1998 م
ب-(تطور
القدرة على التفكير الناقد وعلاقة ذلك
بالمستوى العمري والجنس وفرع الدراسة ) – مجلة
دراسات
العلوم التربوية ، المجلة 25
العدد 1 ،سنة 1998 م
المحاضرات
:
1-
د. إبراهيم الخولي : محاضرة بعنوان ( منهج
التفكير في ظل القرآن الكريم )بمسرح مكتبة
زايد في 5/12/2000م
1-د.
خليفة السويدي :محاضرة بعنوان ( التدريس
المبدع ) بجامعة الإمارات في 12/11/2000م
فهرس
المحتوى
الصفحة |
الموضوع |
م |
1-3 4 5 6 9-11 12 13-14 15 16-23 24-26 27-29 30-31 32 33 33 34 34 35 36 37-38 39-40 40-42 43 44-48 49 50-51 52-53 |
المقدمة تعريف التفكير تعريف عملية التفكير أهمية التفكير أنماط وأساليب السلوك التفكير عن طريق المحاولة
والخطأ التفكير الأسطوري التفكير الخرافي سمات التفكير الخرافي مظاهر التفكير الخرافي انتشار الخرافة التفكير الخاضع لسلطة
الآخرين التفكير العلمي خطوات التفكير العلمي خصائص وصفات التفكير
العلمي سمات التفكير العلمي أساليب التفكير العلمي أسلوب حل المشكلة التفكير الناقد خصائص التفكير الناقد مهارات التفكير الناقد نموج كاشو لمكونات عملية
التفكير الناقد معوقات التفكير الناقد موجهات عامة لتعليم
التفكير الناقد دراسات حول التفكير
الناقد خاتمة البحث قائمة المصادر والمراجع الفهرس |
1 2 3 4 5 6 7
8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23
24
25 26 27 28 |
[1]
علي محي الدين عبد
الرحمن راشد : بناء مقياس للتفكير العلمي (
رسالة دكتوراه – جامعة الأزهر-
كلية التربية ) 1403- 1983م، ص 24
[2]
د.
الدمرداشي سرحان، د. منير كامل: التفكير
العلمي ص (9) الناشر مكتبة الأنجلو المصرية-
القاهرة ط: 2 سنة 1963.
[3]
علي محي الدين : مرجع سابق ص 24.
[4]
نفسه ص 25
2
نفسه ص25
3
نفسه ص 26
1
المرجع
السابق ص27
2
نفسه ص27
3
نفسه ص27
4
نفسه ص28
1
المرجع السابق ص 29
2
نفسه ص 29
3
نفسه ص 28
4
الدمرداش سرحان : مرجع سابق ص9
1
الدمرداش سرحان : التفكير العلمي ( مرجع
سابق )ص13،14
2
نفسه ص28
1
علي محي الدين ( مرجع سابق ) ص 30
2
نفسه ص31
1
الدمرداش سرحان : التفكير العلمي ( مرجع
سابق ) ص10-12 ( بتصرف )
1
عزيزة السيد : التفكير الناقد دراسة في علم
النفس المعرفي، دار
المعرفة الجامعية – الإسكندرية سنة
1995 ص:24،25
2
علي محي الدين ( مرجع سابق ) ص 25
3
الدمرداش سرحان : التفكير العلمي ( مرجع
سابق ) ص36
[5]
د. عبد الرحمن عيسوي: سيكولوجية الخرافة
والتفكير العلمي ص.4
دار
المعارف – الإسكندرية،
سنة 1982-1983م.
1
الدمرداش سرحان: التفكير العلمي (مرجع سابق
) ص.4
2
نفسه ص39
1
فؤاد ذكريا : التفكير العلمي ص61 ، سلسلة
عالم المعرفة يصدرها المجلس الوطني
للثقافة والفنون والآداب- الكويت ، مارس 1978م
.
2
نفسه
ص62.
1
فؤاد ذكريا : مرجع سابق ص61
2عبد
الرحمن عيسوي : مرجع سابق ص :12 .
والخُرافة
الحديث المستملح المكذوب ، وخَرِفَ الرجل
فسد عقله مادة : خَرَفَ
، والخُزعبل الباطل ، والخُزعبيلة
الأضحوكة ، مادة :الخزعبل (المعجم الوسيط )
والخُزعبِلة
:الفكاهة والمرح ( لسان العرب ) ، والعجب ،
قاله ابن الأعرابي (الصحاح)
3
عبد الرحمن عيسوي : سيكولوجية الخرافة
والتفكير العلمي (مرجع سابق )ص11
1
المرجع السابق : ص12،13
2
نفسه ص: 14
1
علي محي الدين : مرجع سابق ص: 37
2
عبد الرحمن عيسوي : ص14
3
نفسه ص12
1
د. عبد الرحمن عيسوي : مرجع سابق ص 25
1
نفسه : ص 23
2
جان فورآستيه :معايير الفكر العلمي ، ترجمة
: فايزكم نقش ، ص ( 133) ، دار المنشورات عويدات-بيروت
، ط : 2 سنة 1984م
3
نفسه : ص 144
[6]
رواه ابن حبان (58:2)والبيهقي في السنن الكبرى
(346:3) والطبراني في المعجم الكبير (145:12)
1
فؤاد زكريا : مرجع سابق ص13
2
عبد الرحمن عيسوي : مرجع سابق ص15
1
المرجع السابق ص16
2
الدمرداش سرحان و آخر : التفكير العلمي (مرجع
سابق ) ص52
1
فؤاد زكريا : التفكير العلمي (مرجع سابق)
ص 83
2
الدمرداش سرحان : التفكير العلمي ص55
1
الدمرداش سرحان : التفكير العلمي ص 13
[7]
الدمرداش سرحان : التفكير العلمي (مرجع سابق
) ص 62-64
[8]
انظر : التفكير العلمي لسرحان الدمرداش
الفصل السادس ص 95-108
1
الدمرداش سرحان وآخره : التفكير العلمي ص 72
2
علي محي الدين : مرجع سابق ص (41-43 )بتصرف .
3
فؤاد زكريا : التفكير العلمي ص (17-53 )
1.
عبد الرحمن عيسوي :
مرجع سابق ص 90،91
2
نفسه ص 47
1
هند الحاموري ومحمود الوهر : ( قدرة طلبة
السنة الأولى في الجامعة الهاشمية على
التفكير الناقد )
مجلة دراسات العلوم التربوية ،
المجلد 25 ، العدد 1 سنة 1998 ص 145
1
د. عزيزة السيد : مرجع سابق ص 70-72 (بتصرف )
2
هند الحموري ومحمود الدهر –
مجلة دراسات العلوم التربوية ص 146
3
د. خليفة السويدي :محاضرة بعنوان ( التدريس
المبدع ) بجامعة الإمارات في 12/11/2000م
[10]
د . عزيزة السيد : مرجع سابق ص ( 54-65) بتصرف
2
د. أحمد زكي صالح : نظريات التعلم ، مكتبة
النهضة المصرية مصر سنة 1983
ص 432
3
المرجع السابق ص 420
[11]
( dewey.how we
think? P . 31 ) نقلا
من كتاب التفكير العلمي للدكتور الدمرداش
سرحان ص 166
[12]
د . عزيزة السيد : مرجع سابق ص 82 ( بتصرف )
[13]
الدمرداش سرحان : مرجع سابق ص 169
1
هند الحموري ومحمود الوهر : مرجع سابق ص 157
2
نفسه : ص 147
3
نفسه : ص 147
4
نفسه : ص 147
1
هند الحموري ومحمود الوهر : مرجع سابق ص 156
2
المرجع السابق ص 147
3
نفسه ص 156
4
هند العموري ومحمود الوهر ( تطور القدرة على
التفكير الناقد وعلاقة ذلك بالمستوى
العمري والجنس وفلرع الدراسة ) –
مجلة دراسات العلوم التربوية
، المجلة 25 العدد1 ، سنة 1998 م ، ص 112
1
المرجع السابق ص 112
2
نفسه ص 114
3
نفسه ص 114
4
د. شاكر عبد الحميد : ( الفروق بين الجنسين في
أساليب التعليم والتفكير ) مجلة
دراسات نفسية ، المجلد الثامن –
العددان الثالث والرابع ، يوليو – أكتوبر 1998 ، ص 339
، 340
1
نفسه ص 332
2
هند الحموري و محمود الوهر (تطور القدرةعلى
التفكير الناقد ) مرجع سابق ص 112
3
نفسه ص 125
1
المرجع السابق ص 114 ، 115
2
نفسه ص 115
3
نفسه ص 115