جزيرة فرسان هي جزيرة قديمة، ترجع والله أعلم إلى تاريخ دولة حمير إحدى دول اليمن الثلاثة
الكبرى سبأ،ومعين،وحمير قال ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان"إن جزر فرسان يسكنها قوم من
قبائل تغلب ، وأنهم كانوا قبل دخول الإسلام إليها يدينون بالنصرانية وقد عرف سكان هذه الجزر بشدة
البأس وكانت تقوم حروب بينهم وبين قوم يدعون بنو مجيد بالقرب من باب المندب وأن لهم رحلات وتجارات مع البلدان المجاورة لهم."
ك ما ذكر الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب قائلاً:وفرسان قبيلة من تغلب "وكانوا قديما نصارى ولهم كنائس في جزائر فرسان قد خربت......... ونساب حمير يقولون أنهم من حمير
وجاء في لسان العرب لابن منظور "وفرسان بالفتح لقب قبيلة وقد أوضح الفيروز أبادي فقال في القاموس المحيط : وفرسان جزيرة مأهولة ، وهي لقب قبيلة ليس لأب ولا لأم، وإنما هم أخلاط من تغلب اصطلحوا على هذا
الاسم
.
وجزر فرسان ليست حديثة النشأة والسكن، يبرز ذلك من خلال الآثار التاريخية التي تعود بعضها إلى قرون طويلة تأثرت فيها بالحضارات القديمة إذ بها بعض الآثار والنقوش التي تعود كما قيل إلى عهد مملكة حمير التي أقيمت في اليمن بسبب مشابهتها للآثار هناك ، ووفقا لدراسة تاريخية قام بها أحد أبناء الجزيرة وهو غازي عبد الله حسن عقيلي فإن الجزيرة كانت محطة التقاء واستراحة تجارية موسمية ، وكان للبرتغال وجود بها كما يظن العقيلي لكن فترة بقائهم ليست بطويلة بسبب العثمانيين ولم تمكنهم من ترك آثار لهم بها ، أما للوجود العثماني بجزيرة فرسان فقد ترك آثارا هامة بعدما سيطروا على الجزيرة في القرن السادس الهجري وجعلوها بحيرة عثمانية و ثكناتهم عسكرية لحماية ممتلكاتهم من البرتغاليين ، وتشهد على ذلك القلعة العثمانية أو قلعة الأتراك التي تقع شمال الجزيرة الأم بمحافظة فرسان على مرتفع جبلي لتحتل موقعا استراتيجيا حربيا كونها تطل على معظم سواحل الجزيرة وهي من أهم الآثار العثمانية في جزيرة فرسان إلى جانب بعض الثكنات العسكرية التي قاموا ببنائها.
وقد اكتسبت جزر فرسان هذه القيمة التاريخية بسبب
إستراتيجية الموقع العسكري والاقتصادي المواصلاتي في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر وأشار إلى ذلك الكاتب والشاعر إبراهيم عبد الله مفتاح أحد أبناء الجزيرة في كتابه
فرسان بين الجيولوجيا والتاريخ ، الأمر الذي أدى إلى تنافس وصراع دولتين أوربيتين هما بريطانيا وإيطاليا والتي انضمت إليهما ألمانيا بعد ذلك طامعة في هذه الجزر مستغلة تحالفها مع الترك ، وتركت بعد ذلك أثرا من أهم الآثار التاريخية في إحدى جزر فرسان موجود إلى الآن في
جزيرة قماح متمثلا ببناء مستودع للفحم الحجري
والذخيرة متذرعة ألمانيا حينها بتزويد سفنهم العابرة للبحر الأحمر به وقد سمي هذا البناء
ببيت جرمل من قبل سكان الجزيرة
.
كما أن فرسان وقعت تحت سيطرة الأدارسة و ظلت كذلك حتى أشرق عليها الحكم السعودي، وتوالت الإصلاحات عليها لتأخذ مكانتها بصفتها موقعًا مهمًا في جنوب غرب المملكة
.
|