Research |
مقدمة
الصحافة هي فرع من فروع الاعلام - الإعلام في اللغة: هو الأشعار والأعلان والأخبار بشيء أو عن شيء ،،، ولفظ (الإعلام) شرعاً كما ورد في القرآن الكريم جاء بعدة كلمات منها: الدعوة، التبليغ، العلم ، وهو بصورة مجردة .. (حمل خبر أو نبأ من جهة الى أخرى أو من شخص الى شخص آخر، أو تبني قضية يتم أيصالها من خلال قناعات معينة إلى المتلقى سامعاً أو مشاهداً أو قارئاً ، وهو ... (تزويد الجمهور بالمعلومات الصحيحة والحقائق والأخبار الصادقة بهدف معاونتهم على تكوين الرأي السليم أزاء مشكلة من المشاكل أو مسألة عامة ، (الإعلام).. كما يقول د . أحمد زكي : (لفظ جديد.. من ابتداع الجامعة العربية كما نعلم في هذه السنوات القليلة الماضية، وأنتشر أول ما أنتشر فقرأناه لغرابته (الأعلام) بفتح الهمزة... ثم قيل أنه بكسر الهمزة، وطلبناه في المعاجم فوجدنا ـ أعلمه الأمر أو بالأمر أطلعه عليه ـ والأعلام الذي هو المصدر بمعناه هذا الأصطلاحي الجديد لم نجد له ذكر .. ).
تاريخ الاعلام
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان بروح إجتماعية تتوق دائماً الى الأتصال بالآخرين.. فـ (كان في حاجة دائماً الى وسيلة تراقب له الظروف المحيطة به، وتحيطه علماً بالأخطار المحدقة به، أو الفرص ـ الإيجابية ـ المتاحة له، وسيلة تقوم بنشر الأراء والحقائق وتساعد الجماعة على اتخاذ القرارات التي تتخذها الجماعة على نطاق واسع، وسيلة تقوم بنقل حكمة الأجيال السابقة والتطلعات السائدة في المجتمع الى الأجيال الناشئة ووسيلة ترفه عن الناس وتنسيهم المعاناة والصعوبات التي يواجهونها في حياتهم اليومية..
وقد عهدت القبائل البدائية بتلك المهام إلى الأفراد فقام بعضهم بوظيفة الحراس الذين يحيطون القبيلة علماً بالأخطار المحيطة والفرص المتاحة فقد تقترب قبيلة معادية من القبيلة الأولى أو قد يقترب منها قطيع من الحيوانات التي يمكن أن يصطادوا بعضها، فيكون هؤلاء الأفراد والقائمون برصد الحياة من حول الجماعة أشبه بصفارات الأنذار في حالتي الخطر والأمان، وكذلك عهدت القبيلة الى بعض الأفراد (مجلس القبيلة) بسلطة اتخاذ القرارات عن أحتياجات وأهداف وسياسات القبيلة، والتأكد من أن تلك القرارات ستنفذ وكان لابد من وجود رسل يحملون الأوامر والمعلومات من مجلس القبيلة الى أفرادها أو الى القبائل المجاورة، وكذلك كفلت القبيلة لنفسها وسيلة تساعدها على الأحتفاظ بحكمتها وتراثها الثقافي، واسلوبا لنقل تلك الحكمة الى الجيل الجديد من الأطفال أو الى القادمين الجدد، فقام الآباء والشيوخ بتعليم الجيل الجديد أو الأعضاء الجدد عادات القبيلة، وعلمت الأمهات بناتهن كيف يعددن الطعام ويحكن الملابس كما علم الآباء أبنائهم كيف يصطادون الوحوش ويحاربون الأعداء. أما وظيفة الترفيه فقد تولاها الرواة الذين يحكون القصص الشعبية، والمغنون الذين ينشدون الأغاني المحبوبة والراقصون الذين كانوا يؤدون الرقصات الدينية والشعبية في المناسبات).
هذا ما تقوله صاحبة كتاب ( الأسس العلمية لنظريات الإعلام ) ، أما الدكتور فؤاد عبد السلام الفارس فيقول: ( الإعلام يعد واحداً من أقدم الممارسات التي عرفتها البشرية حيث ظهر مع بدء محاولات الإنسان الأولى تلبية النداء الفطري والرغبة الغريزية في العيش في حياة الأسرة والجماعة، فلقد أدرك منذ ذلك الحين ان عليه أن يجد الطريقة التي يفصح بها عن أفكاره ويعبر عن مشاعره ويحدد مكانته ضمن حياة الأسرة والجماعة تابعاً كان أم متبوعاً بعمل إعلامي معين ينقل من خلاله اليهم ما يجول بخاطره ويشعرهم بطريقة مقنعة بما يتمتع به من قدرات وأستعدادات شخصية...).
والدكتور أحمد بدر يذكر جانباً تاريخياً للإعلام فيقول .. ( أن هناك ثلاثة عناصر أساسية تدخل في عملية الأيصال الإعلامي قديماً (ولا تزال) وهي الكلمة والرسم أو الصورة والصوت ) ويقول في نفس المقطع بعد شرح بسيط .. ( وعلى كل حال فمنذ فجر التاريخ وعناصر التعبير الثلاثة تستخدم في أشكال الدعاية أو الدعوات الدينية والسياسية..).
كذلك نرى من جانب تاريخي آخر للإعلام أن أبرز غاياته ووسائله تركزت على أمرين: الأول الدعوة والتبشير الديني، والثاني قرارات وأوامر الحاكم أو السلطان أو رئيس القبيلة. فتعتبر البلاغات التي يتلقاها عامة الناس من هاتين الجهتين ( الكاهن والسلطان ) بمثابة التشريعات الحتمية التي لا يمكن تجاهلها أو عصيانها بحال، حيث أن هذه البلاغات كانت تتناول معظم جوانب الحياة، كالطب والثقافة والفلسفة والفنون والتجارة والمعاملات وغير ذلك.. وهذه كلها تمر من خلال الحاكم والكاهن كما يحدثنا التاريخ!!.
فالكاهن كان يعتمد على عنصر هام من العناصر الثلاثة المذكورة سابقاً.. ذلك العنصر: هو الكلمة، التي يأخذها عن طريق الكتاب السماوي.. أو أي كتاب آخر يراه هو مقدساً، حيث تلعب مثل تلك الكتب دوراً أعلامياً كبيراً.
ومن ثم يأتى العنصر الثاني الى جانب عنصر الكلمة.. وهو الصوت.. فيعقبه أو يوازيه عنصر الصورة أو الرسم ..
وللعلماء أيضاً دور لا ينسى ـ وكذلك الأطباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم من الطبقات الأخرى التي تتماشى في دورها الأعلامي مع التبشير الديني وتناوله لمعظم جوانب الحياة.
أما الحاكم أو السلطان أو رئيس القبيلة فقرراته وبياناته تخدم ـ بطبيعة الحال ـ أمور الدولة أو المستعمرة أو القبيلة نفسها وادارة الجيوش وتوجيه القادة والولاة وغير ذلك.
وكل تلك الوجوه نجدها جليّة في معظم الحضارات القديمة كاليونانية والفارسية والرومانية والفرعونية وغيرها...
وأراني راغباً أيضاً في تناول الأعلام في الديار العربية قبل الإسلام ، فلقد كانت كغيرها في ذلك العصر... تعتمد على الوثائق المكتوبة أو الرسائل المتبادلة أو الحروب والغزوات والهجرات وما ينجم عن ذلك من أسر ونقل للثقافات أو المعلومات مما يساهم في نشر وأتساع العملية الإعلامية والأتصال بين الناس.. ولا ننسى دور الأسواق العربية الأدبية الحولية مثل عكاظ، والمربد، ومجنّة، وما يتم فيها من تبادل إعلامي لكافة جوانب الحياة خاصة ما يتم ذكره وأستعراضه في القصائد والخطب العربية من مدح وهجاء ، ووصف ووجدانيات، وتواريخ، وملاحم، وغزوات، وذكر أماكن وأزمان وغير ذلك، الى جانب الخطب الرّنانة التي أشتهر بها بعض الحكماء العرب قبل الإسلام كعبد المطلب أبن هشام، جدّ النبي محمد (ص)، وقن بن ساعدة الأيادي وغيرهما..
تأثير وسائل الاعلام
خلال مراجعاتنا المتكررة لاي مصدر من مصادر الاعلام ، لم يتخلى كاتب ـ تقريبا ًـ عن ذكر وسائل الأعلام وأثرها وتنوعه ا.. وما نجم وينجم عنها. فمرة نرى انعكاسها على السلوك، ومرة على المفردات اللغوية، ومرة على الأبداع الأدبي والفني ومرة على الشؤون السياسية والأدارية، والتجارية والصناعية وغيرها. ولا شك أن لكل شيء جوانبه الأيجابية والسلبية. والجوانب الأيجابية لوسائل الأعلام ـ كما نعرف ـ هي أنها تقدم الثقافة والعلم والتربية والتعليم، وتعطى المَرَحْ والترفيه والفن، والمتعة وتقدم الخبر المهم في كل بقاع الأرض بدقة أو بتفصيل في زمن قصير وفي وضع مريح.. كما أنها تلبي رغبات الفرد والمجتمع وتشبع الفضول وتنمي القدرات وتشجع المواهب وتساعد على نسيان الهموم والمشاكل العملية والعصرية الى غير ذلك.
وتقول د. جيهان رشتي.. ( والمعروف أن الأفراد يخصصون في المتوسط لوسائل الاعلام ما لا يقل عن ست ساعات يومياً، لذا نجد وسائل الإعلام أصبحت الوسيلة الأساسية للترفيه وقضاء وقت الفراغ ـ وبصرف النظر عن التأثير المحتمل لوسائل الإعلام على المعلومات والأفكار، فلا شك أن ذلك الوقت الذي يكرس لوسائل الإعلام يحرم الناس من قضاء وقت أطول مع بعضهم البعض، ويأخذ من الوقت الذي كان يحتمل أن يخصص للثقافة العليا وأكتساب المعلومات عن طريق القراءة الشخصية الحرة ).
وتأتي الناحية السلبية وهي الناحية التي يدفع فيها الإنسان ضريبة كل ذلك من وقته وأعصابه وسلوكه وتصرفاته وأعتقاداته وأنتمائه: اذا لم يحسن استخدام تلك الوسائل سواء كان على المستوى الفردي أو المستوى الرسمي..
وأبرز تلك التأثيرات السلبية هو خلق روح جديدة من الجدل والشجار بين أفراد الأسرة أو المجتمع، وكذلك طمس مفردات لغوية قديمة طالما تشبث بها الآباء والآجداد لدقة معناها وجمالها وأحلال مفردات لغوية جديدة مكانها قد تحمل بريقاً سطحياً. وقد تكون مترجمة من لغة أجنبية كمفردة "الحوار الساخن وكلمة "تجميد العلاقات" أو "فتور العلاقات" أو "على ما أعتقد" ..الخ وكلها كلمات لها ما يقابلها بمعنى أدق في لغتنا فكلمة "الحوار الساخن" مثل تعني في فقه اللغة "الجدال القوي" لقوله تعالى "فان جادلوك ببعض ما آتيناك فقل حسبي الله..الآية" الى غير ذلك من التعبيرات والألفاظ والمصطلحات ومن الأخطار اللغوية التي ساهمت وسائل الاعلام على ترويجها ونشرها كلمة "اللا أخلاقي" و "اللامبالاة" والصحيح "غير أخلاقي" و "غير مبالاة".
ومن التأثيرات السيئة لوسائل الاعلام أنها تطمس الكثير من الحقائق وتغطى على الكثير من المصائب والجرائم والفضائح.. ولأن معظم تلك السلبيات تبرز من سلبيات التلفزيون لذلك ستكون لنا عودة أو أشارة الى هذه السلبيات حينما نتطرق الى التلفزيون في ثنايا البحث..
(فوسائل الاعلام ( أذن ) تضطلع بدور بالغ الأهمية على مختلف المستويات النظرية والتطبيقية وعلى نطاق واسع في أيصال معطياة الفكر والحياة والمعرفة الى الناس بلغة وأدوات أكثر نفاذاً وفاعلية في تشكيل فكر ووجدان المجتمع.. حتى أصبح الاعلام علماً يدرس في الجامعات، وهذا الأهتمام يدل على ما لوسائل الاعلام من أهمية كبرى في التوجيه والتأثير على حياة الأفراد سلباً وأيجابا ان الكتاب والصحيفة والأذاعة والتلفاز تعتبر ذات أثر فعّال في أيجاد الوعي وتوضيح الجيد من الرديء والسيء من الحسن، ودفع الناس الى العمل والقوة والنشاط والأهتمام بالقيم العليا ومقاومة الأنحراف والمفاهيم السيئة ولا سيما في هذا العصر الذي تطورت فيه أساليب العلم ).
ولا يفوتني أن أذكر دور وكالات الأنباء البارز جداً في صنع الجملة الخبرية واللغة المعاصرة وانتشار ما يسمى باللغة الثالثة المستخدمة في نشرات الأخبار والصحف والمجلات اليومية والأسبوعية والتقبل الواضح من ابناء هذا الجيل والجيل السابق، وقد يكون الجيل اللاحق لهذه اللغة حتى أصبح الكثير من المثقفين لا ينطلقون الا بمعظم مفرداتها، ولبرهة قصيرة من حديث أحدهم تستطيع أن تطلق عليه أنه يستخدم ما يسمى بـ (لغة المثقفين) المتكونة من قليل من المفردات الشعبية وكثير من المفردات الفصيحة السطحية المستخدمة في اللغة الثالثة أي اللغة الواقعة بين الفصحى والعامية، ولعل هذا البحث الذي أكتبه الآن يحمل مفردات اللغة الثالثة ــ لغة وكالات الأنباء ـ دون أن أعلم..!!
ولا شك أن كل ذلك ناجم عن الأستهلاك اليومي لهذه اللغة والتوغل فيها وبالتالي التأثير بها..
ولاننا في معرض الحديث عن أثر وسائل الاعلام فلا يفوتني أن أذكر أن تأثير وسائل الاعلام يعيشه ـ في الواقع ـ الكبير والصغير، والطفل والرجل والشاب والشابة، والذكر والأنثى، وليس مقتصراً على الشباب وحده اذ أن بقية الفئات لا تعيش بمعزول عن الشباب ـ بطبيعة الحال، وهنا يأتي التأثير على الجميع. ولكنه يتفاوت تطبيقاً ومنهجاً وسلوكاً وسرعة بين فئة وأخرى ولعلى أرجح أن الشباب هو الأكثر والأسرع تأثيراً من غيره عن بقية الفئات الأخرى.
وهناك الرأي الأكاديمي (الجاف) الذي يستعرض بصورة مطولة المدى الذي تلعبه وسائل الإعلام من الناحية التأثيرية على الجماهير والذي أستطيع تلخيصه حسب ما جاء في كتاب "الأسس العلمية لنظريات الاعلام" ان الجماهير قد تأثرت مباشرة في احداث الحربين العالميتين بالتقارير والبيانات الاعلامية ومعلوماتها وتم اخذها بواقع الجد حتى انعكس على التعبئة العامة للناس، وصار التحكم في النصر والهزيمة عن طريقها، كذلك دخلت العملية في الأنتخابات الامريكية، كما أنها خيّبت الآمال بنشر الذعر والخوف بدل الحب والأمان..الخ. هذه المؤثرات بلا شك لها الوزن الثقيل في وسائل الاعلام وبامكاني الاسهام أكثر في الحديث عن عملية التأثير واستعراض أدلة واقوال واراءاً أكثر.. ابتداءاً من تلقي الطفل بعض المفردات التي يكون قد سمعها من والديه والذين يكونان قد أكتسباها ـ أصلا ـ من وسائل اعلامية مختلفة.. إلى انتقاله ـ أي الطفل ـ الى الحضانة فالروضة فالمدرسة فالجامعة ودخول عوامل اجتماعية وبيئية كثيرة في عملية التأثر ولكن كل ذلك لا يخرج عن نطاق ما تم استعراضه وذكره من تأثير لوسائل الاعلام..
احصائيات
يقول الدكتور عبدالعزيز النهاري ( أن الوسائل الإعلامية جميعها تتفق في خدماتها وتختلف في طريقة تلك الخدمات الى المتلقى. تبعاً لنوعية الوسيلة، وهذا الموضوع مطروح وقديم يعرفه الكثيرون من الأكاديميين وقد تطرق له بوجهة نظر احصائية تستنتج في النهاية ما لكل وسيلة إعلامية من تأثير على المتلقى لأن الأرقام عادة ما تكون أكثر قوة في تدعيم الحقيقة من الكلمات، فربما كانت مجموعة من الأرقام، وعدة جداول، أصدق تعبيراً في نقل الحقيقة من كتب أو مقالات..
لذا فاننا نقدم هذه الأرقام للدلالة على مدى تناول الوسيلة الإعلامية والوسائل التي سيتم تناولها هي:
1. الصحافة اليومية.. لا الإسبوعية أو الشهرية أو المجلات الفصلية أو الدورية
2. الأذاعة.
3. التلفزيون.
أولاً: الصحافة:
تشير أحصائيات المنظمة العالمية للعلوم والثفافة (اليونسكو) الى أن عدد الصحف اليومية في العالم لغاية العام1984م بلغ (8230) صحيفة يومية توزع يومياً (502) مليون نسخة أي بمعدل 104 نسخة لكل 1000 نسمة، وفي العالم العربي هناك 110 صحيفة يومية توزع 6 مليون نسخة أي بمعدل 35 نسخة لكل 1000 نسمة. أي أن هناك فقط 35 قارئاً للصحيفة اليومية من كل ألف شخص، علماً بأن عدد سكان الدول العربية يبلغ 182 مليون نسمة بمعنى أن هناك 176 مليون عربي لا يقرأون الصحف!!.
وبالطبع فان هناك عدة عوامل تحكم هذه الأرقام وأهمها مستوى الأمية وعدد الصحف نفسها. ذلك أن 110 صحيفة يومياً تصدر في عالمنا العربي يعتبر عدداً ضئيلاً جداً لو قارناه بما في أوربا حيث بلغ عدد الصحف اليومية 2420 صحيفة يومية أو قارناه بامريكا الشمالية اذ يبلغ عدد الصحف فيها 1800 صحيفة ولو ذهبنا لعدد القراء لوجدنا ان في أوربا يتم توزيع 239 مليون نسخة يومية بمعدل 312 نسخة لكل ألف نسمة، وفي أمريكا الشمالية توزع 69 مليون نسخة بمعدل 263 نسخة لكل ألف نسمة..
هذا عن الصحف اليومية (فقط) واقول فقط لأننا لو تطرقنا الى الكلمة المقرؤة في كتاب أو مجلة لوجدنا أننا كعرب نحتل (ذيل) القائمة في عدد الكتب المطبوعة وفي عدد قراء تلك الكتب ولكم أن تتخيلوا أنه ـ وحسب احصائيات اليونسكو التي تضمنها الكتاب الأحصائي لعام 1986م أن العالم باجمعه أنتج عام 1984م ما مجموعه 780 الف عنوان مطبوع، ولم ينتج عالمنا العربي من تلك العناوين الا 7000 عنوان فقط!!!!!.
ثانياً: الأذاعة:
يوجد في العالم ثلاثين ألف وعشر رسائل اذاعية (محطات) وهذه المحطات هي التي تقوم بالأرسال الأذاعي ولا نعني محطات الأذاعة نفسها فمثلاً في المملكة.. وحسب أحصائيات اليونسكو لعام 1983 م هناك 1200 مرسلة أذاعية بينما لدينا محطتان اذاعيتان في كل من الرياض وجدة.
كذلك نجد ان هناك على مستوى العالم 1390 مليون جهاز (راديو) وفي العالم العربي هناك 450 الف مرسلة اذاعية يستقبلها 36 مليون جهاز (رايو) أي بمعدل 200 جهاز لكل الف أي أن هناك 200 مستمع للأذاعة من كل ألف شخص. ولو عطفنا هذه الأرقام بما عليه الحال في أوربا وأمريكا الشمالية نجد أنه وفي عام 1983 م. بلغ مجموع المرسلات الأذاعية في أوربا 10240 مرسلة يستقبلها 380 مليون جهاز (راديو) أي 500 جهاز لكل الف نسمة، وفي أمريكا الشمالية هناك 10 ألاف مرسلة أذاعية يستقبلها 498 مليون جهاز (راديو).
ثالثاً: التلفزيون:
بلغ عدد المرسلات التلفزيونية في العالم ـ حسب احصائيات منظمة اليونسكو في عام ـ 1983: 45370 مرسلة يستقبلها 613 مليون تلفزيون، وفي العالم العربي هناك حوالي 430 ألف محطة أرسال تلفزيون يستقبلها مليون جهاز تلفزيون، بمعدل 64 جهاز تلفزيون لكل ألف نسمة، وبمقارنتها باوربا وأمريكا الشمالية نجد أن في أوربا 24200 مرسلة تلفزيونية يستقبلها 247 مليون جهاز تلفزيوين وبمعدل 324 جهاز لكل ألف شخص، أما أمريكا الشمالية ففيها 5200 محطة أرسال يستقبلها 166 مليون جهاز تلفزيوين بمعدل 760 جهازاً لكل شخص..).
وفي حدود ما لدي من مراجع سواء كتب أو مواقع علي شبكة المعلومات لم أجد في الحقيقة أفضل وأدق وأحدث من هذه الأحصائية التي أوردها الدكتور النهاري والتي جعلتنا نقف على ما يدور حولنا من وسائل أعلامية هائلة في العالم. ومدى استقبال وتفاعل الناس فيها وبالطبع كان الغرض من هذا الأستعراض دعم البحث عددياً والشيء الجميل انه يذكر الأحصائيات الخاصة في عالمنا العربي، وان كان يستعرضها من وجهة نظر اخرى، إلا أنها على الأقل تدعم بحثنا هذا..
الركائز و الأسس الاعلامية
o ان الإعلام قد عرفه الإنسان منذ العصور الغابرة واستخدم ما يناسب عصره في ترجمة العلمية الإعلامية.
o ان الإعلام الإسلامي في بداية الدعوة الإسلامية كان من أنجح الوسائل وأصوابها لأنه يأتي عن طريق الله عزوجل.
o ان الإنسان مخلوق على فطرة التعليم والكسب والتأثير.
o الإعلام سلاح خطير ووسيلة قوية ومؤثرة وفعالة.
o ان تأثير وسائل الإعلام على الشباب ينعكس على سلوكهم وأخلاقهم وتصرفاتهم ولغتهم.
o أن الوسائل الإعلامية تتفاوت مضامينها وتأثيراتها.
o أن التلفزيون والفيديو أسلحة قوية ذات حدين كبيرين وان سلبياتهما ــ في الوقت الحاضر على الأقل ـ تطغى ـ للأسف ـ على ايجابياتهما.
o الجيل الحالي يختلف كثيراً عن الجيل السابق من حيث المفردات اللغوية والسلوك والمثل نتيجة لتأثير وسائل الإعلام عليه. ،
o أما النتائج والتوصيات فيمكن استعراضها بايجاز كالتالي:
1. تقوية الوازع الديني بين افراد الأسرة وتعليم الأبناء التعاليم الإسلامية السمحة، فقد ثبت بالتجارب أن المسلم كلما تسلح بدينه وكان قريباً من ربه في عبادته والألتزام بدينه.. كان لديه المناعة القوية ضد كل ما يعكر صفاء دينه من أغراءات مادية وخارجية من حوله.
2. وجوب الرقابة الذاتية ابتداء من الوالدين على أنفسهم أولاً وعلى ابنائهم في التصرفات والكسب والتعليم.
3. على أولياء الأمور أيضاً ان يكونوا أصدقاء لأبنائهم وقريبين من نفوسهم ومشاعرهم ومساعدتهم في حل مشاكلهم وتساؤلاتهم وأفكارهم حتى لو كانوا (ملوثين) أعلامياً.
4. على أرباب الوسائل الإعلامية لا سيما الصحف والمجلات، والتلفزيون ـ أن يتقوا الله في أنفسهم وفي أخوانهم ويراعون حرماته ويلتزمون بتعاليمه فيما يضعونه من مواد أعلامية هدامة.. وان يبذلوا جهدهم ليجعلوا من وسائل الأعلام قنوات بناء ونور وضياء.. وبهجة مباحة.
5. أن يعلق التلفزيون برامجه في وقت مبكر حتى يتمكن الطالب والموظف والعامل من الذهاب الى النوم مبكراً لكي يصحوا مبكراً لصلاة الصبح ويذهب الى مجال عمله نشيطاً.
6. أن تحاول وسائل الإعلام بكل الأمكانات ـ وخاصة التلفزيون ـ الأخذ بيد الشباب وتوجيههم وتشجيعهم وصقل مواهبهم وقدراتهم.
7. العمل على تقديم كل المواد الإعلامية وخاصة التلفزيونية الأيجابية (التربوية والدينية والعلمية.. الخ) بصورة مشوقة ومحبوبة ممزوجة بالمرح المباح والترفيه البرىء والمعلومة الرائدة.
8. الكف عن تناول ما يسيء الى قيمنا وأخلاقنا وتعاليم ديننا، والكف عن مواصلة الأنغماس في الثقافات الأجنبية واللهاث وراء الأخبار الغربية الجوفاء.. فلدينا في عالمنا الإسلامي ما يفوق كل تلك (الخزعبلات) كماً وكيفاً.
9. يجب على المسؤولين في وسائل الإعلام مواكبة ما تعيشه الأمة العربية والإسلامية من مآس وويلات ومصائب وان توقف ـ أو تخفف على الأقل ـ هذه الأغاني الصاخبة وشعبنا العربي الفلسطيني يقدم كل ساعة الضحية تلو الضحية وهو يعيش ثورة الحجارة وتحرير الأرض.
10. يجب على أولياء الأمور والشباب انفسهم والمسؤولين أن يعملوا توازنا زمنياً لتناول وسائل الإعلام بحيث لا يطغى تناول وسيلة إعلام معينة على الأخرى.. كالادمان على مشاهدة التلفزيون والفيديو.. وترك الكتاب والراديو..
End of file |