------------------------------------------------------------------------------------
للشاعر : إليا أبو ماضي
في إحدى سفراته نزل إليا أبو ماضي في فندق فخم ليقضي ليلته فلم ير فيه إلا العجائز , وقد تحلقن حول مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب. فطلب فنجاناً من القهوة , وخلال ساعة كانت أمامه قصيدة ضاحكة من خمسين بيتاً نقتطف منها الأبيات التالية:
لمن يضوع العبير لمن
تغني الطيور؟
ولا
جمال أنيق
و لا شباب نضير
بل موميات عليها
أطالس و حرير
راحت تقعقع حولي
فكاد عقلي يطير
و لاذ قلبي بصدري
كأنه
عصفور
لاحت له في الأعالي
بواشق
و صقور
********
قال ضويقت فاهرب
قلت الفرار عسير
مالي جناح ولالي
سيارة أو بعير
صبراً... .فهذا بلاء
مقدر
مسطور
ورحت أسأل ربي
وهو اللطيف الخبير
أين الحسان الصبايا
إن كان هذا النشور ؟
ليت الحضور غياب
و الغائبين حضور
يا طلب الشهد أقصر
لم
يبق
إلا القفير
كأنما الوجه منها
قد عضه الزمهرير
تبد و لعينيك فيه
برازخ
و بحور..
وأنجد ٌ... ووهاد
لكنه ..مهجو ر...
ولليدين
ارتعاش
وللعظام
صرير
أما العيون فغارت
ولا تزال تغور
مغاور.. بل صحارى بل
أكهف..بل قبور
والخصر..عفواً وصفحاً
كانت لهن خصور
*********
هن السعالي ولكن
سعالهن
كثير
حديثهن
انتفاض
وضحكهن هرير
*******
ما للرماد لهيب
ما للجليد خرير
في فندق أنا أم في
جهنم محشور؟
وهل أنا فيه ضيف
لساعة أم أسير؟
فليتني لم أزره
وليته مهجور..
فليس يهنأ فيه
إلا الأصم الضرير
********
اقتطفت من مجلة " الفيصل " العدد " 278 " من عام 1999 .