
الصلعة
والحسان
الشاعر أسعد رستم , شاعر الجالية كما كانوا يلقبونه, كان ينظم قصيدة ضاحكة
بغض النظر عن القوة والمتانة في الحبكة والجرس الموسيقي, لأنه , على حد قوله , لا
بأس في أن يضحي الشاعر بالأوزان في سبيل انتزاع الضحك من أفواه سامعيه.
ومن
نكاته ما قاله لصديق أصلع الرأس وقد جاءه يوماً متأففاً من صلعته لأنه لم يجد
الدواء لإنبات شعر جديد. فقال أسعد :
لصديقنا في رأسه صحراء
جفت فلا عشب بها أو ماء
وكأنه الميدان من بعد الوغى
فنيَ الجميع فما به أحياء
تزداد ما مر
الزمان مساحة
وصديقنا من كبرها يستاء
ولقد
سمعناه يقول و دمعه
يجري فيعمي مقلتيه بكاء
كم
من دوا للشعر قد جربته
يوماً فراح سدى وظل الداء
يا حسرتي ذهب الشباب وكان لي
فيه مآثر جمة
غراء
أما الحسان الفاتنات
فليس لي
مع صلعتي في وصلهن رجاء
*****
قلنا له : مهلاً فلم
هذا البكا
واسمع ففي هذا الكلام عزاء
أوليس
للإنسان في إحرازها
شرف و يملك مثلها العلماء ؟
فأجاب :لا شرفاً أريد و لا علا
أفما لديكم غير ذاك دواء ؟
قلنا : نعم....زبل يرش فإنما
بالزبل تحيا الروضة الغناء
*****
اقتطفت من مجلة "
الفيصل " . العدد 278
من عام 1999 ميلادي .