عبد المنعم الاعسم
علينا ان نأخذ الرسائل المنسوبة للرئيس
العراقي المخلوع صدام حسين (بخط اليد) علي
انها صحيحة مائة في المائة، ذلك لأن
تكذيبها، مثل تصديقها، لا يعني شيئا
طالما ان جنس الهدف يتطابق مع جنس صاحبه،
ولا اهمية بعد ذلك لمأثرة ساعي البريد في
زمن كفت المآثر عن ان تدوم، بل ان كثيراً
منها يعود بالوبال علي اولئك الذين
يعدونها مجدا.
عنوان اخر رسائل صدام مثل عنوان أول تلك
الرسائل وهو: التهديد.. تهديد حوالي نصف
مليون جندي اجنبي في العراق يطاردون
ظلاله في كل مكان وتهديد مليوني عراقي
عاد من الخارج ممتلئاً بالكراهية للحكم
السابق، وتهديد عائلات 150 مقبرة جماعية
تضم ربع مليون ضحية ارسلوا ضمير العالم
الي محكمة العدل، وتهديد عشرات الاحزاب
السياسية بقياداتها واعضائها وانصارها،
وتهديد عواصم العرب التي بدأت تتصرف كما
لو انه لن يعود الي (عرين الاسد) وتهديد
الامم المتحدة وكوفي عنان والاتحاد
الاوروبي والجامعة العربية ومجلس
التعاون الخليجي.
في السياسة، لا يمكنك ان تهدد (أحداً) ما
لم تكن قادراً علي تنفيذ تهديدك في حال
اخرج ذلك (المهدد) لسانه لك متحدياً.. وفي
السياسة ايضا، الخائف لا يخيف.. انه يبحث
عن جحر يقيه محذور الحساب ويجنبه الوقوع
في المصيدة.
وصدام حسين لا يعرف من السياسة إلا ذلك
الفصل المتعلق بــ(التمنيات) وقد خاض
الحرب الاخيرة علي اجنحتها فألقت به الي
قارعة الطريق مع ملياراته وجيوشه
وطوابير رجال امنه وحماته، لكن مع حقيقة
ساطعة تقول: الذي ينهزم وهو يملك فيالق
جرارة و4 ملايين مسلح وارض لن ينتصر ببضعة
مئات من المطلوبين فرض عليهم ان يحشروا
في جحر.
ان الرسائل المنسوبة لصدام حسين صحيحة..
بمعني انه صاحبها وكاتبها.. لكن اعيدوا
قراءتها مرتين لتكتشفوا انكم اضعتم
الوقت في ما لا نفع فيه.
AZZAMAN
NEWSPAPER --- Issue 1531 --- Date 15/6/2003
جريدة (الزمان) --- العدد 1531 --- التاريخ 2003 -
6 - 15
MNAA
|