العودة الى الصفحة الرئيسية

العودة الى أرشيف المقالات

 

جملة مفيدة - قضية شائكة: الموقف العربي - عبد المنعم الاعسم


في اسبوع واحد أحصيت 23 مقالا وخاطرة وعمودا صحفيا بأسماء كتاب وصحفيين ومعلقين عراقيين تتناول موضوعا واحدا عنوانه : الموقف السلبي للنخب العربية من قضية حقوق الانسان في العراق وخطايا النظام السابق، وقد ذهبت جميعها الي لغة تفيض بالاطلاق والشكوي، وثمة القليل القليل منها اعتمد المناقشة الهادئة لهذا الموقف او سلط الضوء علي جذوره وظروفه واسبابه ومنطلقاته، أو أمعن النظر في مسؤولية أصحاب القضية أنفسهم عن هذا الحال..ويلاحظ ان الامثلة لا تزال تدور بحدود اربعة أو خمسة من الصحفيين أو السياسيين أو الاعلاميين العرب ممن تصدروا حملة الدفاع عن حكم صدام حسين بذريعة الدفاع عن العراق أو الشعب العراقي.
وتختصر بعض من الكتابات الموضوع كله في (رشي) مالية كان صدام حسين يغدق بها علي اولئك الدعاة وغيرهم، أو أنهم مخدوعون باعلام النظام البائد، كما تختصر أخريات الامر بلجوء بعض من المعارضين العرب الي الورقة العراقية من أجل التغطية علي انشطتهم ضد حكوماتهم والتعبئة ضدها أو إحراجها، وأمعن بعض الكتاب العراقيين خلال التصدي لهذا الموقف في وضع الدول العربية بحكوماتها وسياسييها ومثقفيها وحتي شعوبها في موضع (الخيانة) المتساوية لقضية الشعب العراقي من دون رمشة عين، وافترضت بعض الكتابات ان الدول العربية تتخوف من اقامة نظام ديمقراطي في العراق كي لا يكون ملهما لشعوبها.. لكن أحدا لم يطرح السؤال التفصيلي البليغ:
ماذا بعد رحيل النظام وجفاف ينابيعه المالية وهروب دبلوماسييه واستسلام ادعيائه؟
ان المطلوب هو اعادة قراءة هذه المفارقة: ثمة كثير من انصار الحرية والمكافحين من أجلها في العالم العربي لا يشاطرون تطلع العراقيين الي الحرية التي ذبحها صدام حسين من الوريد الي الوريد.
المطلوب رصد حالة التأمل الجارية، ولو ببطء، في الوجدان العربي وبخاصة بين المثقفين العرب إزاء خطايا النظام المخلوع في العراق.
المطلوب تأشير مسؤولية العراقيين انفسهم عن هذه القطيعة والتخلي عن نزعة الشعور بالغبن أو الكراهية، والتخلص من ضغط اسماء معينة في الاعلام العربي لا تزال تجد سوقا لبضاعتها الكاسدة.
المطلوب هو العودة الي الهدوء والتفكير في عمق الازمة.
والهدوء قد يكون مفتاح الدخول الي الحقائق الخافية
aalassam@hotmail.com

AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1532 --- Date 16/6/2003

جريدة (الزمان) --- العدد 1532 --- التاريخ 2003 - 6 - 16


MNAA

أعلى الصفحة