سجال اللحظة على موقع أيلاف
هذا هو السؤال
الاثنين 08 سبتمبر 2003 06:21
أسامة عجاج
المهتار
|
الصيَاد
الثلاثاء 02 سبتمبر 2003 16:58
أسامة عجاج المهتار
"في النهار
أصطاد السمك، أمَّا في الليل فأصطاد
الأميركان." (صيَّاد عراقي في حديث
لوكالة أخبار أميركيَّة.)
أكثر من 60% من العمليَّات ضدَّنا تقوم بها مجموعات مستقلَّة عن أيِّ تنظيم. (الجنرال أبو زيد، للوكالة نفسها) ثمَّة خبران طغى عليهما مقتل السيِّد محمد باقر الحكيم رحمه الله. الأوَّل نشرته "الحياة" عن بدء شركات إسرائيليَّة العمل في العراق، أمَّا الثاني فالحديث مع صيَّاد سمك عراقي اقتطفنا منه النص أعلاه. أمَّا سبب تتوجينا مقالتنا بكلام الصيَّاد، وتعليق الجنرال أبي زيد عليه، فلأنَّ الأصوات التي تنعي على المقاومة العراقية حقَّها في مقاومة الاحتلال واصفة إيَّاها تارة بـ "فلول النظام المقبور" وطورًا بـ "القومجيِّين الشوفينيِّين"، وأخرى بـ "قوى الحقد الأصولي" وواصفة العراق المحتل بـ " العراق الحر الجديد الذي انبثقت بشائره في يوم الحريَّة والانعتاق في التاسع من نيسان/ أبريل الماضي"، قد وصل زعيقها إلى ذروة من النشاز إضافة إلى كونها غير صادقة فيما تدَّعيه. حين سئل الصيَّاد، وهو رئيس مجموعة من سبعة عراقيِّين مثله، عن سبب قتله الأمريكان، أجاب: "أنا لا أحبُّ الطريقة التي يعاملوننا بها." لا قومجيَّة ولا شوفينيَّة ولا أصوليَّة ولا دول إقليميَّة ولا ما يحزنون. إنَّه الرد الطبيعي المباشر على الاحتلال. فإذا كان العنف من طبيعة الاحتلال، فالردُّ على العنف بالعنف هو من طبيعة المقاومة. للذين يقولون بـ "تحرير" الأميركان للعراق نكرِّر القول، إنَّ صدّام كان ديكتاتورًا أميركي الصنع والتسليح والتغطية، أنيطت به مهمَّات أربع منذ أن أزاح أحمد حسن البكر عن الحكم، واستولى عليه بالبطش: الأولى القضاء على أيَّة فكرة تقاربٍ عراقي- شامي في مرحلة ما قبل الحرب على إيران، الثانية، ضرب الثورة الإيرانيَّة بعد انهيار حكم الشاه، والثالثة غزو الكويت بتشجيع من السفير الأميركيَّة "آبريل غليسبي" التي صرَّحت يومها أنَّ "الكويت شأن عراقي داخلي"، والرابعة ديكتاتورًا مهزومًا على عراق مجوَّع منعًا لنهوض العراق من كبوته بعد غزو الكويت. أيَّة قراءة لـ "تحرير" العراق على يد الأميركان بدون هذه الحقائق هي قراءة غير صادقة. في هذه المراحل الأربع التي امتدَّت على قرابة ثلاثة عقود، كانت الولايات المتَّحدة وراء صدَّام مباشرة، فيما إسرائيل تلعب من ورائها، ما خلا برهة قصيرة ظهرت فيها إسرائيل إلى الملأ يوم بدأت بتسليح إيران في ما عرف بفضيحة "كونترا" ليس محبَّة بإيران، بل لكي تطوِّل أمد الحرب مستنفزفة الطرفين معًا العراقي والإيراني. نذكِّر بما سبق، لأنَّ الذين يحاولون وصم المقاومة بالصدَّاميَّة ووصف الاحتلال الأميركي - الإسرائيلي للعراق بأنَّه "تحرير" يساهمون في طمس شركاء صدَّام في جرائمه، وربَّ شريك في الجريمة أصيل. أمَّا إسرائيل، فمنذ بدأت بالتحريض على تدمير العراق بعد أحداث أيلول / سبتمبر 2001، وصحافتها ووزراؤها يتحدَّثون عن الكنز العراقي Bonanza الذي سيُفتح أمام الشركات الإسرائيليَّة فور احتلال العراق الذي سينقذ الاقتصاد الإسرائيلي من براثن الانتفاضة. واليوم تأتي "الحياة" على ذكر عشر شركات إسرائيليَّة حازت عقودًا قيمتها مائة وخمسون مليون دولار للسنوات الثلاث القادمة، والآتي أعظم. كلُّ هذا والمعلِّقون الأفذاذ ينقُّون عن "فلول صدام" والقومجيِّين والأصوليِّين، وعن تحرير أميركا للعراق! لا نعرف من قتل السيِّد الحكيم رحمه الله، ولكنَّنا نسأل المعلِّقين الأفذاذ الذين تكهَّنوا بأنَّ فلول صدَّام والقاعدة هم وراء الجريمة. نسألهم: هل من الممكن أن تكون أصابع إسرائيل وراءها مثلاً ؟ هل هي فعلاً "فلول صدَّام"! أم طلائع الموساد؟ إنَّ غدًا لناظره قريب.
|
المهتار... وهواية
صيد السمك على ضفاف نهر دجلة!
الخميس 04 سبتمبر 2003 07:08
محمد عـلي الجعفري
نعـــــم أنه
العــراق الحـر الجـديـد.......
من المحزن حقا" أن نرى المثقفين
العرب ومن يحسب على تلك الفئة، ينزلقون
الى مرتبة لا تنسجم مع مكانتهم
وإبداعهم وذلك الكم الهائل من الثقافة
التي يحملون والرؤى التي تبرزهم عن همج
ورعاع القوم، فما يميز البعض من الكتاب
والمثقفين وحملة الفكر النير هو ما
حباهم الله به من علم ومعرفة ودراية
للأمور أفضل وأشمل وأعم من بني جنسهم
من البشر، حتى أضحوا اليوم مصابيح
هداية تهتدي بنورهم البشرية جمعاء.
كان لابد من هذه المقدمة لكي ادخل الى
صلب الموضوع وهو موضوع الساعة بلا شك (العراق)
وما أدراك ما العراق؟!!؛ فقد قسم هذا
العراق العالم الى فسطاسين أحدهما مع
والآخر ضد الحرب، وبالتأكيد قد ألحق
هذا الانقسام أضرار جمة بالدول
المتعاطية مع هذا الملف، وكما هو الحال
في بلاد الغرب فأننا الشرقيون قد ألتزم
كل منا جانب معين وساند هذا أو ذاك من
أطراف المعركة، ولم يبقى الأ القليل
الذين كانوا على الحياد بانتظار ما
ستسفر عنه جولات الحرب.
وعلى اعتبار أن المنتصر في تلك المعركة
هي الولايات المتحدة الأميركية وبكل
جدارة، فقد خلف نظام صدام البائد وراءه
" أيتاما" وما أكثرهم (فامسكوا
الخشب)، حيث نرى أولئك الأيتام (أيتام
صدام) ليسوا بحاجة الى من ينضم إليهم
فقد أكتمل نصابهم القانوني، ولكن
مازال البعض يردد ببغبغاوية ما كان
يردده أولئك العظام من آل صدام، حيث
كان (منقاش) البطل والفارس الهمام هو
الوحيد القادر على اصطياد طائرات
الأباتشي الأميركية (بالبرنو )، لم يكن
المسكين منقاش هذا ليصدق بأنه ذلك
الشهير الذي تطارده فضائيات ( شعيط و
معيط) - كما يسميها الأستاذ داود البصري
– لتلتقي معه(أي مع منقاش) في حوار
مفتوح يجذب أليه كل المشاهدين على وجه
البسيطة ويتركهم متسمرين أمام
الشاشات، و ليكون بذلك الحدث المميز
والــ( خاص ب) كما كانت تكتب الفضائيات
على شاشاتها، فالرجل لم يكن سوى ذلك
الفلاح البسيط الذي يملك قطعة ارض
صغيرة لا يمكن أن يقال عنها حقل بل هي
اقرب الى المزرعة الصغيرة منها الى
الحقل وكان كل همه أن يرى ما غرسته يداه
قد أثمر ولا دخل للرجل بالسياسة ولا
بالمقاومة و إسقاط الطائرات كما تحدثت
عنه الفضائيات وكما يتحدث اليوم البعض
عن صائدي الأسماك على ضفاف نهر دجلة ،
فالأخ منقاش كان ضحية أخرى من ضحايا
الفضائيات العربية و محمد سعيد
الكـــذاب.
أن من المأساة حقا أن نجعل ما لاوجود له
على أرض الواقع وكأنه حقيقة مسلم بها،
ونصوغ منها القصص والأحاديث لتبدو
وكأنها قصص ألف ليلة وليلة، فما يقال
اليوم عن "المقاومة العراقية" ما
هو الأ وهم من قبل البعض يحاول أن
يسوَقه علينا بعد أن بارت بضاعته
القديمة (بضاعة القومية العربية)
وشعارات الوحدة العربية الزائفة والتي
أكل الدهر عليها وشرب، فقد أخذ هؤلاء
يرددون اليوم علينا كذبة " المقاومة
العراقية " ، وكما هو معروف لدى
الجميع فأن من أراد أن يصدقه الناس ما
عليه سوى أن يردد كذبته أمامهم مرارا
وتكرارا وعندها ستكون كذبته تلك
بمثابة حقيقة واقعة .
يا سادة يا كرام لقد عدت من بلدي العراق
منذ أيام قليلة مضت ولم أرى ما يتكلم
عنه البعض من " أيتام صدام " أو من
المثقفين الذين كانوا على الحياد ( لا
مع هذا ولا مع ذاك ولكن هم في النهاية
مع من غلب )، ولا يوجد هنالك شيء مما
تفتريه الفضائيات الصدامية من وجود
للمقاومة وما الى ذلك من أمور أخرى
باتت واضحة ومعروفة لدى الجميع ، حيث
أن هذه الفضائيات عملها يعتمد على أن
" تصنع من الحبة قبة " كما يقولون و
من دون ذلك لن تستطيع الاستمرار، أن من
يقاوم اليوم هم حقا" تلك المجاميع
المتبقية من فلول النظام البائد
والمرتزقة العرب من الإرهابيين الذين
فروا من أفغانستان تحت جنح الظلام، بعد
أن أذاقتهم قوات التحالف هناك المر
وجعلت ليلهم نهارا" وبالعكس وتركتهم
يواصلون العيش ليلا" ونهارا في
جحورهم المظلمة، وكل العراقيون اليوم
يعرفون من يقاوم قوات التحالف على
الأراضي العراقية وما عليكم أيها
السادة الأ القدوم الى العراق كي
تشاهدوا الحقيقة تلك بأم أعينكم.
لم أرى في العراق اليوم ممن يقاوم قوات
التحالف سوى تلك المجاميع من العملاء
والخونة الإرهابيين الذين عبروا
الحدود عن طريق دول الجوار، والذين
يخططون الى تحويل هذا البلد العربي
المسلم الى أفغانستان العرب والى وكر
للإرهاب وأراضي زراعية شاسعة يزرعون
فيها سمومهم التي يتناولون (المخدرات)،
لقد عمل هؤلاء على تفجير الجسور
والمباني الحكومية والسفارات
والمساجد وقتلوا علماء الدين ورجال
السلام و كل من جاء لمد يد العون الى
العراقيين كي يساعدهم على النهوض من
جديد بعد سنوات من القهر والظلم لم
تعرف مثيل لها أمة من الأمم.
عتبنا كله على من يريد أن يحول العراق
الى ساحة حرب لانهاية لها بالتطبيل
والتزميير "للمقاومة" ولشيء
لاوجود له الا في العقول المريضة.....،
فحسبنا الله ونعم الوكيل.
|
"في العقول المريضة"
الأربعاء 01 يناير 1800 00:00
أسامة عجاج المهتار
لا بدَّ لي أوَّلاً من شكر السيِّد محمَّد علي الجعفري للدعاية التي قام بها لمقالي "الصيَّاد" في هجومه الصاعق بعنوان: "المهتار.. وهواية صيد السمك على ضفاف دجلة"، الذي نُشر في موقع إيلاف بتاريخ 4 أيلول (سبتمبر). والشكر واجب أكثر لأنَّه حين وصفني بأحد أصحاب "العقول المريضة" وضعني في "مصح" واحد مع مراسل وكالة "أسوشييتد برس" ورئيس تحرير شبكة "سي.إن. إن." والجنرال أبو زيد، والجنرال وليم ثرموند الناطق الرسمي باسم قوَّات "التحالف" في العراق المحتل، وهذا شرف لا أدعي أنَّني استحقه، وإن كنت لا أطلبه ولا أريده. ولكن الواقع هو أنَّهم جميعًا على علم بقصَّة "الصيَّاد"، بل أنَّهم مقتنعون بصحَّتها، ومتخوِّفون من نتائجها. فأسوشييتد برس نشرتها، وسي. إن. إن. نقلتها، والجنرال أبي زيد لم ينفها، والجنرال ترموند أكَّد أنَّها مثال "لمعظم عمليَّات المقاومة". أمَّا جريمتي يا سيِّد جعفري، فهي أنَّني قرأت الخبر أسوة بغيري واخترته عنوانًا لمقالي. وكنت أتوقَّع أنَّ شخصًا مثقَّفًا مثل حضرتك وعلى سعة اطِّلاع بدقائق الأمور في العراق على علم بها. على أيَّة حال، إليك صِلَةَ المقال. http://www.cnn.com/2003/WORLD/meast/08/27/sprj.irq.resistance.ap/index.html أعترف أنَّه كان يجب عليَّ أن أذكر المصدر الذي اقتبست منه، كما اعترف بخطأين وردا في الاقتباس: الأوَّل هو أنَّ ما نسبته إلى الجنرال إبي زيد ورد على لسان الجنرال ثرموند. والخطأ الثاني هو أنَّني قلت "60% من العمليَّات"، بينما يقول الجنرال ثرموند "معظم العمليَّات" أي أكثر من 60%. وسبب الخطأ أنَّني نقلت ما قرأته من الذاكرة، وبعد أربعة أيام من القراءة الأولى، فاعتذر عن هذا التقصير. يقول المثل: "لا تكرهوا شيئًا لعلَّه خير لكم." لعلَّ من شر هجوم الأستاذ جعفري يتولَّد نقد لما يكتب هو وسواه. فالثابت من مقال "سي. إن. إن." أنََّ القيادة الأميركيَّة ووكالتين عالميَّتين أميركيَّتين للأنباء يعترفون علنًا بوجود مقاومة عراقيَّة حقيقيَّة لا علاقة لها بصدام، ولا بالأصوليِّين ولا بسواهم. في هذه الحالة، علينا أن نقرِّر من هم "أصحاب العقول المريضة": كاتبو المقال في "سي. إن. إن" أم الذين يحاولون تسخيف المقاومة وتمجيد المحتل بالقول: "إنَّ المنتصر في تلك المعركة هي الولايات المتَّحدة الأميركيَّة وبكل جدارة،" كما كتب السيِّد جعفري. ولعل "الخير" الثاني الذي ربَّما يتولَّد من شرِّ هجاء السيِّد جعفري، هو أن يتمعَّن فيما كتبناه عن العلاقة بين صدَّام والأمريكان. وهذه نقطة فضّل القفز فوقها وعدم التعرُّض لها، بل أنَّه أوحى وكأنَّنا من المدافعين عن صدَّام، بينما يرى القارئ الموضوعي أنَّنا اعتبرناه مجرمًا، ولكنَّنا اعتبرنا الأمريكان شركاء أصيلين له. من حقِّ الأستاذ جعفري الوله بالأمريكان، ولكن ليته يتولَّه بأولئك الأمريكان الشرفاء الذين يعتبرون أنَّ غزو العراق كان خطأ، وأنَّ المستفيد الوحيد منه هو إسرائيل. ليته يدرك أنَّ تكويم الشتائم لا يشكِّل مقالاً، وأنَّ نفي الحقائق لا يلغيها. ليته يصدِّق أنَّ في شعبنا كرامة وقوَّة وعزَّة. ليته في رحلته القادمة إلى العراق يبحث عن ذلك الصيَّاد، ويشدُّ على يده ويتعلَّم منه عوضًا عن الحقد عليه ونفي وجوده. ليته يصدِّق أنَّ ثمَّة مقاومة في العراق، وأن واجبه دعمها. ليته يكفُّ عن تسمية الاحتلال حريَّة. ليته! حسبي الله ونعم الوكيل. |
المهتار... و صياد السمك كمان وكمان!!!
الأربعاء 01 يناير 1800 00:00
محمد علي الجعفري
في البدء أود شكر العزيزة إيلاف التي
وفرت أمامنا جميعا الفرصة كي ننشر
كتاباتنا على موقعها دون أن يكون هنالك
"مقص الرقيب" الذي يحاول بتر
كلماتنا وتمزيقها وكل حسب هواه، فتحية
للأستاذ عثمان العمير رائد
الديمقراطية أون لاين.
نستمر في الكتابة عن صيادنا المقاوم
حتى العظم والأستاذ أسامة عجاج
المهتار وتلك القصة التي كانت عنوانا
بارزا لكل الصحف والمجلات والمواقع
الأنترنتية بل وحديث الساعة، و في ضوء
ذلك سيطلب الأمين العام للأمم المتحدة
– هذا إذا مازالت متحدة فأن الملف
العراقي قد قسمها الى فسطاسين – السيد
كوفي عنان عقد جلسة عاجلة لمجلسه
الموقر للنظر في قضية "صياد السيد
المهتار" وفي الوقت نفسه سيطلب من
السادة أعضاء الجامعة العربية الأشاوس
أن يبعثوا ممثل عنهم ويفضل أن يكون
محمد سعيد الكذاب "أبو العلوج"،
ولا يفوته طبعا توجيه الدعوة الى السيد
صيادنا المحترف بصيد "العلوج".
نعم يا سيدي من الواجب علينا جميعا"
أن نصدق ما تقوله شبكة الأخبار
الأميركية "سي. أن. أن"، وكل ما
يقوله رئيس تحريرها فهو غير قابل
للنقاش والتكذيب لأنه حقيقة مسَلم
بها، ولكن للمهتار ومن سار على ذلك
النهج أقول أليست تلك "السي.أن. أن"
عينها التي كنتم تكذبونها
وتتهمونها بالانحيازية وعدم
المصداقية والوقوف ضد العرب وضد
تطلعاتهم وطموحاتهم في الوحدة والحرية
والاشتراكية!!! هل أصبحت "السي. أن. أن"
اليوم موضع ثقة لديكم والجهة المنزهة
من كل الأخطاء؟؟؟ سبحان مغير
الأحوال!!!
كل تصريحات المسؤولين الأمير كان سواء
العسكريون منهم أم المدنيون تصب في
خانة واحدة وهي أن هذه المقاومة حتى
وأن كانت ليست من مناصري المجرم صدام
فأنها ليست من العراقيين العاديين بل
من أناس إرهابيين مجهولين جاءوا عبر
الحدود تحت جنح الظلام ودخلوا العراق
لتنفيذ أغراضهم الدنيئة، و هذا ما صرح
به كولن باول وزير الخارجية ونقلته "السي.
أن. أن" التي تصدقونها كثيرا، وأضيف
لك من التصريحات ما قاله رامسفيلد يوم
أمس خلال زيارته العراق وهو ما أيده
سانشيز قائد قوات التحالف في العراق
أيضا" ويصب في نفس الخانة ونقلته "السي.
أن. أن" كذلك أم لعلكم لم تشاهدوا
أخبار الأمس، و لدينا قائمة أخرى من
التصريحات لبريمر وآخرين تتحدث جميعها
حول نفس السياق، ولكني أظن أن هذا
كافيا.
وملاحظة أقدمها لك سيدي إذا كنت من
متابعي القنوات الفضائية " العتيدة
"، فأنك ستشاهد في الأشرطة التي
تعرضها تلك القنوات - والتي تزعم بأنها
لمقاومين عراقيين – ستجد فيها
المتكلمين بلهجات غير عراقية، والبعض
الآخر يضعون خلفهم صور لصدام المجرم
مما يؤكد أنهم من أنصاره.
ثم من منا يقف ضد المقاومة الوطنية
الشريفة التي توجه حرابها ضد الغازي
وليس ضد أبن البلد، لا أعتقد أنك مع
تفجير السفارات والمباني الحكومية
وأنابيب النفط والماء وشبكات
الكهرباء، ولا أعتقد أنك مع قتل
المسلمين في صلاة الجمعة وقتل أمامهم
وأهانة مقدساتهم، أو ليس لهذه الأماكن
المقدسة حرمة عند الله؟ أليس الذي
يعتدي على ضيوف الرحمن في داره فقد
اعتدى على الله سبحانه وتعالى؟؛ أي
مقاومة تلك التي لا تميز بين المسلم
وغير المسلم؟ ؛ أن الجواب الوحيد الذي
يمكن للمرء أن يستنتجه من كل ما تقدم هو
أن هذه المقاومة التي عنها تتحدثون هي
مقاومة لله سبحانه وتعالى ولكل تلك
القيم والمبادئ التي جاء بها الدين
الإسلامي الحنيف والتي بعث من أجلها
رسول البشرية محمد (ص)، حيث بعثه الله
رحمة وهداية لهذه الأمة ليخرجها من
الظلمات الى النور، وكلنا يعرف
الوصايا التي كان يوصي بها الرسول
الكريم (ص) مقاتليه عندما كانوا
يتوجهون الى سوح الوغى، حيث كان يأمرهم
بأن لا يروعوا الأطفال والنساء ولا
يقسوا على الشيوخ، بل ويأمرهم بأن لا
يقطعوا شجرة ولا يقتلوا دابة، يا سيدي
أرجوك أن تميز بين المقاومة الوطنية
الشريفة وبين ما يقوم به الإرهابيون من
أعمال الخسة والنذالة والتي أختط
طريقها المقبور أسامة ابن لادن ومن سار
على نهجه، أجزم بأن لا عراقي اليوم
يجرؤ على قتل أخيه العراقي و هدم داره
فوق رأسه بأسم "المقاومة ".
يا سيدي أنت تعلم أن العراقيين هم
من قاوم الاحتلال البريطاني في العالم
1920 بثورة شهد لها العالم اجمع و أجبرت
الإنكليز على الانسحاب من العراق بعد
أن قالوا ( حقنا برقيتنا )، ولكن إذا كان
هنالك فسحة من الديمقراطية تستطيع من
خلالها أن تبدي رأيك وترفض الاحتلال
وتعبر عن ذلك بكل الوسائل السلمية التي
تملك، فلماذا لا يكون ذلك، وبعدها إذا
لم ينفع شيء مع المحتل فلكل حادثة حديث.
نعم يا سيدي أن المنتصر في تلك المعركة
هو الولايات المتحدة الأميركية وبكل
جدارة وهل لديكم اعتراض؟ فالعالم
أجمع يعرف هذه الحقيقة الواضحة
كالشمس، أم أن صدام المجرم هو من أنتصر
وجعل بوش الأبن ينام في جحور الظلام،
ويطلق نداءات الاستغاثة من هناك، وإذا
لم تتيقن بعد بحقيقة النصر الأميركي
فأنتظر مذكرات السيد محمد سعيد الكذاب
التي ستعرض قريبا" من على شاشة قناة
أبو ظبي الفضائية جزاهم الله ألف خير.
لم أكن مع غزو العراق أبدا "ولم أشجع
في يوم من الأيام في كتاباتي على ذلك بل
على العكس تماما"، فقد خرجت في
العديد من المسيرات التي ترفض الحرب
وحملت الشعارات للاعتراض على ذلك،
ولكن هل نفع شيء مما فعلناه أم جاء
بنتيجة عكسية؟ كنا نعلم قبل الجميع بما
يعانيه أهلنا في العراق ونتلمس جرحهم
قبل الآخرين ونعرف أن هذه الحرب ستزيد
من معاناتهم وآلا لامهم الكثير، ولكن
أسألكم هل استطعتم انتم أن توقفوا
الحرب تلك؟
لم أتعرض لك شخصيا وأشتمك في مقالي كما
ادعيت، فالمقال موجود في ملف السجال هذا وبإمكانك
الرجوع إليه متى شئت ذلك، ولكن أنصحك
بأن لا تكون كالبعثيين وترمي
الاتهامات جزافا؟
يشرفني يا سيدي العزيز أن ألتقي بصياد
كم المزعوم وأن أتعلم منه فن المقاومة
فهو بالتالي عراقي وأبن بلدي وليس عيبا"
أن نتعلم من بعضنا، هذا إذا كان عراقيا"،
أما إذا كان من عصابة أبن لادن ويقوم
بصيد المسلمين العراقيين والشيعة على
وجه الخصوص فأعذرني لأني سوف أقضي عليه
في اللحظة!!.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
كـاتــــب عـراقــــــي
|
الصيَّاد،
بين الجعفري والمهتار
الأربعاء 01 يناير 1800 00:00
سعد داود قرياقوس
من أكثر الأمور إثارة للشفقة أن يلجأ
الكاتب المتصدِّي لنقد مقالات الآخرين
إلى استخدام اتِّهامات وتسميات
اعتباطيَّة ومجحفة. وللأسف فإنَّ
الأسلوب الذي يتَّبعه العديد من أنصار
الاحتلال الأمريكي للعراق يتَّسم بهذه
الخصوصيَّة. فمنتقدو الاحتلال هم
بالضرورة "من أيتام صدَّام" ومن
مرتزقة النظام البائد، ومن العرب
المستعربين والعرب العاربة وغيرها من
التسميات الساذجة والشاذَّة. هذا
الأسلوب الابتزازي يتطابق إلى حدِّ
كبير مع الأسلوب الذي اتَّبعته
المنظَّمات الصهيونيَّة المؤيِّدة
لإسرائيل عندما اخترعت مفهوم "معاداة
الساميَّة" كوسيلة ابتزازيَّة
ورادعة لكلِّ من يتجرَّأ على نقد
الممارسات الاحتلاليَّة
الإسرائيليَّة، حتَّى ولو كان المنتقد
يهوديَّا.
لا أريد هنا إن أنكر حقَّ هذه المجموعة في اختيار أسلوبها، أو استخدامها للنعوت أو التسميات التي تروق لها، فلها حريَّة الخيار والردِّ بأيِّ شكل تبتغي. لكنَّني أودَّ أن أذكِّر بأنَّ للآخرين حقوقًا أيضًا، ولمنتقدي الاحتلال حقًّا كذلك في انتقاده وفضح نواياه وممارساته وتحليل المقاومة المسلَّحة والسياسيَّة له. الغريب في الأمر، أنَّ العديد من "كتَّاب المدرسة الاحتلاليَّة" الذين طالما تشدَّقوا بديمقراطيَّتهم، وطالما اتَّهموا الحكومة العراقيَّة السابقة والحكومات العربيَّة الأخرى باللاديمقراطيَّة، وبعدم احترام الرأي المضاد وتقبُّله، نراهم يغالون اليوم في استخدام الأساليب ذاتها. والأمر الأكثر غرابة أنَّ بعض أنصار الاحتلال الأمريكي للعراق كانوا لغاية تاريخ قريب من أكثر المؤمنين بشعار الشيطان الأكبر، فما الذي حدث؟ وكيف تحوَّل عدوُّ المستضعفين إلى محرِّرهم ومخلِّصهم الديمقراطي؟ ولماذا هذه الانتقائيَّة والمواقف المتناقضة تجاه السياسة الأمريكيَّة ودورها التاريخي في كوارث المنطقة ومعاناة شعوبها؟ هل يستطيع مؤيِّدو الاحتلال الأمريكي للعراق إعطاءنا رأيهم مثلا بعمليَّة تفجير السفارة الأمريكيَّة في بيروت؟ هل كانت مقاومة مشروعة أم نتاج الإرهابيِّين العرب؟ إنَّ اللجوء لمنطق العجز هذا، وإطلاق صفات العمالة والتبعيَّة على منتقدي الاحتلال يتنافى جوهريًّا مع الأسس الموضوعيَّة، ويشكِّل إجحافًا لحقوق الآخرين. هل حقًّا يقرأ هؤلاء الكتَّاب ما يكتبه الآخرون باللغات الأجنبيَّة؟ وكتابات المفكِّرين الأمريكان خاصة عن الوضع في العراق العراقيَّة؟ هل أنَّ أولئك الكتَّاب هم من "أيتام صدَّام" أو فلول حزب البعث أيضًا؟ وما رأي مؤيِّدي الاحتلال بمعارضة شخصيَّات لا يرقى الشك إلى دورها الإنساني ومواقفها العنيفة تجاه الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان؟ هل هم من "أيتام النظام"؟ هل نيلسون مانديلا، والأسقف ديسموند توتو، والمفكَّر الأمريكي نعوم جومسكي، وأستاذ العولمة ميشيل شوسودوفسكي، والبابا يوحنَّا بولس، والرئيس الإيراني السابق هاشمي رافسنجاني، والكاتب عبد الرحمن مجيد الربيعي، والشاعر سعدي يوسف، وأعضاء جمعيَّة العلماء الحائزين على جائزة نوبل، هل هم جميعًا من العرب العاربة ومن "أيتام صدَّام"؟ هل هم من أصحاب العقول المريضة التي أشار إليها السيِّد الجعفري في معرض ردَّه المتشنِّج على مقال السيَّد المهتار؟ لقد تجنَّى السيِّد الجعفري، وألقى ظلال شكٍّ بلا مسوِّغٍ أو مبرَّر على الأستاذ أسامة المهتار في ردِّه اللاموضوعي والتلميح بوصفه بأنَّه من "أيتام النظام البائد" وغيره من الاتَّهامات المبطَّنة. لقد سعدت بمعرفة الصديق أسامة منذ حوالي العشرين عامًا، اختلفنا فيها كثيرًا واتَّفقنا قليلاً على العديد من القضايا العربيَّة والدوليَّة، وأستطيع الادَّعاء بأنَّني ملمٌّ بخطِّه الفكري والأخلاقي وبنهجه الحرَّ ونزاهته التي هي فوق الشبهات. واعتقد أنَّ من الشجاعة الخلقيَّة أن يعتذر السيَّد جعفري على اتَّهاماته المجحفة والباطلة، ولا سيَّما أنَّ ما ورد في مقال السيَّد المهتار لا يتضمَّن تصريحًا أو تلميحًا بما اتُّهم به، بل على العكس تمامًا. وأودُّ أن أزيد بأنَّني لا اتَّفق كليًّا مع تحليل السيِّد المهتار، إلا أنَّني احترم قناعاته وإن كنت أنا لا أشاركه فيها. ثمَّة ملاحظة أودُّ إيرادها قبل توجيه بعض الأسئلة البسيطة، راجيًا إن يتَّسع صدر السيَّد الجعفري وفكره لها، والردُّ عليها بأسلوبه الرشيق. لقد تجنَّب السيِّد الجعفري بحذاقة استعمال كلمة الاحتلال في عرضه لانقسام المواقف الدوليَّة من قضيَّة العراق، واستعمل كلمة الحرب، فيقول: "فقد قسَّم العراق العالم إلى فسطاطين أحدهما مع والأخر ضدَّ الحرب.... الخ". إنَّ ما يقسِّم العالم اليوم ليست قضيَّة الحرب، وإنَّما قضية الاحتلال. فمسألة الحرب محسومة وعدم شرعيَّتها وزور مبرِّراتها معروفة لحكومات الدول وللرأي العام ولكلِّ خبراء القانون الدولي بمن فيهم الأمريكان والبريطانيُّون. إنَّ الاحتلال وممارساته وأهدافه هي القضيَّة الأساس والأكثر أهميَّة للمجتمع الإنساني اليوم، وسوف تزداد أهميَّتها أكثر، ابتداء من يوم السابع والعشرين من الشهر الحالي حيث ستنطلق التظاهرات المندِّدة بالاحتلال في جميع عواصم العالم و سوف تستمر حتَّى إنهائه. وهنا نود إن نطرح الأسئلة التالية. 1. مع تقديرنا لانطباعات السيِّد الجعفري ومشاهداتة في الوطن، التي يحاول أن يقدِّم صورة مخمليَّة عنها وإصراره على إنكار المقاومة المسلَّحة وتحجيمها. هل يتوقَّع منَّا أن نقبل انطباعاته ونرفض التصريحات الرسميَّة لكلٍّ من الجنرال تومي فرانكس والجنرال جون أبي زيد والجنرال ريكاردو سانشيز وتقرير لجنة أعضاء الكونغرس وتقرير لجنة الخبراء الأمريكان التي اعترفت جميعها ضمنيَّا ليس بوجود المقاومة فحسب، بل بعدم علاقتها بالحكومة العراقيَّة السابقة؟ 2. إذا كانت قصَّة المقاومة من نسيج خيال الفضائيَّات العربيَّة، ولضرورات إنتاجيَّة، أو نتيجة لتحاملها وحقدها على التضامن الوطني التقدُّمي والديمقراطي الجديد في العراق المحتلِّ، وبكونها من "أيتام صدام"، هل أنَّ الكاتب البريطاني المعروف روبرت فسك وغيره من الصحافيِّين والكتَّاب الأجانب الذين تزدحم تقاريرهم اليوميَّة بتفاصيل المقاومة وممارسات الاحتلال اللإنسانيَّة، وبشكل يتناقض كليَّا مع طروحات السيِّد الجعفري وغيره من مؤيِّدي الاحتلال ومحجِّمي المقاومة، هل هم أيضا من فلول النظام البائد؟ 3. إذا كان الوضع الأمني مستقرًّا وحجم المقاومة معدومًا أو ضئيلاً، لماذا هذه التعزيزات المستمرَّة للقوَّات الأمريكيَّة؟ وما هي أسباب المناورة الأمريكيَّة الأخيرة في مجلس الأمن لتوريط القوَّات متعدَّدة الجنسيَّة في مستنقع العراق؟ أسئلة قد تبدو بدهيَّة لبعضنا، إلاَّ أنَّ بدهيَّتها لا تنفي أهميَّة الإجابة عنها، ليس من باب الدفاع عن الأستاذ أسامة المهتار أو غيره، بل من باب الدفاع عن العراق وشعبه وحقوقه المشروعة وسيادته. وإذا كانت صفة "الأيتام" ستستخدم لوصف كلِّ مَن ينتقد الاحتلال ويدافع عن العراق، فإنَّني أقرُّ بكوني "يتيمًا" لصدَّام حسين ونيكولاي شاوسسكو وجمال عبد الناصر والإمبراطور جان بدل بوكاسا أيضًا.
|
برفقة "صياد قرياقوس" هذه المرة!
الأحد 07 سبتمبر 2003 08:36
محمـد علي الجعـفري
- إن الديمقراطية تمثل للبعض دواء مر وسم قاتل يصعب عليهم تذوقه-
في البدء من تحية الأستاذ سعد
قرياقوس على فزعته لزميله المهتار،
فلم يتوانى الرجل في الرد بدلا" عن
زميله وكأننا في " حرب عصابات "،
مع أن الوضع لا يتعدى كونه تبادل أفكار
أكثر منه الدخول في أسقاطات لا نهاية
لها.
وأهمس في أذن الأستاذ قرياقوس وأقول بأن الذي عليه الاعتذار هو كل من أخطأ بحق الشعب العراقي ووقف مع النظام الصدامي البائد وسانده وأن كان ذلك بشطر كلمة، أو فضل الصمت والحياد، فأنتم جميعا يا من سكتم ولم تدينوا مقابرنا الجماعية، ولم تنصفونا ووقفتم في صف الجلاد على حساب الضحية....، أنتم مطالبون بالاعتذار قبل غيركم. على أية حال نعود الى قضينتا الرئيسية "قضية الصياد"، وهي بلا شك قضية الساعة، فكما كتبت في المرة الماضية بأن السيد كوفي عنان قد وجه الدعوة لحضور الجلسة الطارئة لمجلس الأمن لأعضاء الجامعة العربية المحترمين أو من ينوب عنهم في حال تعذر حضورهم، لمناقشة تداعيات قضية الصياد، ولكن لصعوبة الظرف الذي يمر به مجلس الأمن اليوم وأعضاءه حيث تعود مرة أخرى القضية العراقية ملتهبة لتقسم العالم الى "فسطاسين"، و نزولا عند طلب السيد قرياقوس فأن "الفسطاسين" هذه المرة كنا واحد مع "الاحتلال" والآخر ضده، لذا فقد أجل النظر في " قضية الصياد " الى أشعار آخر. أن كل ما حدث ويحدث لم يوقض العقل العربي من سباته، بل وجد في ذلك الخدر الوسيلة الوحيدة في الهروب من الواقع الذي يعيشه، فلم تكن هنالك محاولات جادة للتفكير والاستفادة مما جرى، و العمل على تلافي الأخطاء وبلورة تلك التجارب بما يضمن خلق عملية التجدد والاستمرار والانفتاح على العالم الخارجي، ولكي لا نكون حبيسي الماضي ، فقد أخذ التجديد عند البعض منحنا" آخر فنراهم بدلا" من العمل على توعية الجيل الجديد وتثقيفه وإرساء مبادئ الديمقراطية في المجتمع من اجل الوصول الى مجتمع مدني راق، نراهم أخذوا يعيدون نفس تجارب الماضي تلك ولكن بأساليب جديدة تتلاءم مع الأحداث والمتغيرات التي فرضتها الظروف الآنية. أن السكين ذو الحدين التي يحمل أولئك المثقفون العرب والمحسوبون على العروبة، والذين لا يتوانون عن تزوييق صورة النظام الصدامي وأعوانه، سوف لن يصيب الآخرين فقط بل سوف يصيب حاملها أيضا" وتلك هي المأساة، أن كل الذي حدث ويحدث لم يوقض العقل العريي من سباته صحيح، بل وجد في ذلك الخدر الذي يغرقه في عالم من الخداع والسراب القومي والإسلامي خير وسيلة للهروب من واقعه الذي يعيشه اليوم. أن التغيير الشامل الذي حصل في العراق و هز العالم العربي وعروشه الخاوية جعل الكثير من الأنظمة العربية وعلى وجه الخصوص الدكتاتورية منها تحسب ألف حساب لخطواتها القادمة خوفا" من أن يصيبها ما أصاب النظام البائد في العراق هذا من جهة، أما من جهة أخرى فقد أصبح البعض من المثقفين العرب وأخص تلك الفئة من القوميين العرب، جعلتهم يعادون كل ما يصب في مصلحة الشعب العراقي، ومن شأنه أن يرتقي به ويجعله في المستوى الذي يليق به كشعب تمتد جذوره في أعماق التأريخ.. لقد كان تحرير العراق وإنقاذه من النظام البعثفاشي يعتبر من أهم التغييرات التي شهدها عالمنا المعاصر، ومنذ أكثر من نصف قرن فأن عالمنا العربي يعيش أرهاصات التغيير فقد جربت كل الوصفات السياسية الجاهزة من اشتراكية و استبداد وديمقراطية منقوصة ولم تجدي نفعا، لذا كان يتوجب على حركات التحرر الوطنية أن تضطلع بدورها، من أجل التحرر من القوى الجاثمة فوق صدور الشعوب والمتمثلة بالأنظمة الدكتاتورية وسلاطين القصور. أن حركات التحرر الوطنية في كل بقاع العالم هي محل تقدير و إعجاب من قبل الجميع ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك وينكر حقها في المقاومة، وما من شعب من الشعوب التي ترزح تحت نير الاحتلال الأ وكانت حركاتها الوطنية على رأس الساعين لإنهاء ذلك الاحتلال ولنا من الأمثلة الكثير الكثير......، ولكن الغريب كل الغرابة أن ترتدي المقاومة الوطنية لباس الإرهاب و يتقمص شخصياتها الوطنية " الخوارج " الذين خرجوا من ملة الإسلام، فأول شيء فعلوه هو توجيه حرابهم ضد أبناء البلد قبل المحتل. أما المقاومة التي يتحدث عنها البعض ويطبل ويزمر لها محاولا" التشبث بها بعد أن خسر ما خسر ، فأنها وضمن " التجربة العراقية "، تمثل الرموز التالية: أولا" : الجماعات العراقية وهي كالتالي: أعضاء في حزب البعث المنحل، بقايا فدائيي صدام، عناصر من الحرس الجمهوري المنحل، مجموعة (أنصار الإسلام) الكردية إحدى فروع تنظيم القاعدة بزعامة الملاّ (أبو عبد الله الشافعي، مجموعة (الجماعة الإسلامية) الكردية بقيادة (علي بابير)، عناصر تنتمي إلى الحركة السلفية في العراق- مجرمون مدانون بتهم جنائية أطلق سراحهم من السجون قبل الحرب، شقاوات الأحياء والبلطجية ورجال العصابات، بعض الشباب المغرر بهم من فئة الأعمار بين الـ 16 و الـ 20 عام، بعض العاطلين عن العمل يُستأجرون للنشاط القتالي والتخريبي لقاء أجر محدد، بعض المستاءين من الوضع المعيشي، قطّاع طرق. ثانيا" : الجماعات العربية التي دخلت للعراق وهي: فلول تنظيم القاعدة قدموا من أفغانستان عبر الحدود مع إيران، وكذلك من الأردن وفلسطين والسعودية وسورية ولبنان يتزعمهم الأردني (أبو مصعب الزرقاوي) ويُعرفون بالأفغان العرب، وهّابيون سلفيون قدموا من السعودية عبر الصحراء هربا من عمليات الملاحقة التي تقوم بها السلطات هناك، ومنهم من دخل العراق من الأراضي الكويتية، عناصر فلسطينية مقيمة في العراق لسنين عديدة تضررت نتيجة سقوط نظام صدام، عناصر عربية تنتمي لمجموعات إسلاموية سلفية جاءت من اليمن و السودان ومصر وسورية استضافها النظام البائد بأعداد كبيرة قبل اندلاع الحرب بقيت في العراق وانقطعت بها السبل، عناصر سلفية وهابية تنتمي إلى مجموعات مغاربية وجزائرية وتونسية مقيمة في أوربا سافرت إلى العراق مؤخرا ودخلت عن طريق سوريا، عناصر تنتمي إلى التيار القومي العربي تسللت من الأردن وسوريا إلى العراق بعد إسقاط النظام . * وبإمكانكم قراءة مزيد من المعلومات عن " المقاومة العراقية " على الرابط التالي : http://www.irqparliament.com/Art09C/Alaa-06.htm ولن أستفيض أكثر من ذلك كي لا أطيل على القارئ الكريم، فسوف أختم بما نشر في** صحيفة الشرق الأوسط اللندنية حول أبطال " المقاومة العراقية " ورموزها : ((كان أسامة احمد عبد الرحيم اول من وصل الى مستشفى النعمان، والشخص الوحيد من بين ثلاثة شبان ظل على قيد الحياة حتى وصوله الى المستشفى. وقد ادى انفجار قنبلة الى بتر ساقه اليسرى فوق الكعب وساقه اليمنى عند الركبة. كان جسمه كله، عدا ظهره، محترقا بشدة الى درجة ان الجلد بدأ يتقشر. عندما فحصه الطبيب، كان عبد الرحيم يهذي. كان يصرخ طالبا الماء في وقت كان فيه الطاقم الطبي يلف جروحه بالشاش ويزودونه بالحقن. لم يكن تبقى من عمره سوى ساعتين، وهو يصيح باسم الرجل الذي حمّله هو اسرته والجيران مسؤولية الانفجار غير المقصود لقنبلة ربما كان يجري اعدادها لهجوم على جنود اميركيين. ويتذكر الطبيب وائل فاضل ان عبد الرحيم كان يصيح: «لماذا يا عباس، لماذا فعلت ذلك؟ لماذا فعلت ذلك يا عباس؟». وقع الانفجار يوم 24 اغسطس (آب) الماضي في حي الوزيرية العمالي ببغداد، داخل شقة في الطابق الثالث من مشروع اسكاني، فيما يعتقد المسؤولون الاميركيون انه كانت محاولة فاشلة لصنع عبوات بهدف استخدامها ضد القوات الاميركية. وقد ادى الانفجار الى تحطيم النوافذ في طابقين تحت الطابق الثالث والى هوة في الجدران الخرسانية السميكة، وتحويل الحديقة المهملة الواقعة خلف المنزل، في دقيقة واحدة، الى مخزن خردة لمواد بناء مدمرة. ويصر الجيران على ان عبد الرحيم، 20 سنة، وضحيتين اخريين، وكلاهما في الـ 15 من العمر، ابرياء، لكنهم يروون قصة مختلفة عن الضحية الرابعة عباس صبري دايخ، البالغ من العمر 20 سنة. وتلقي حياة دايخ او ربما موته، نظرة على العالم الغامض للعمليات المناهضة للقوات الاميركية في العراق، حيث تتداخل الجريمة مع عمليات المقاومة. دايخ، المعروف بنشاطه الاجرامي والمشتبه في انتمائه الى المقاومة، عاش على هامش عالم الاجرام في بغداد، حيث ذكر السكان ان المسؤولين الاميركيين وحلفاءهم من العراقيين غير مستعدين وغير مؤهلين لمواجهة مقاومة مستمرة منذ شهور. واشار مسؤولون اميركيين، الى انه مع ارتفاع عمليات المقاومة الى نسبة 12 هجوماً في اليوم، يرجح ان تكون بعض الغارات من تنفيذ انصار الرئيس المخلوع صدام حسين بتعاون مع الشبكات الاجرامية. ويشار الى ان العمليات الاجرامية قد ارعبت السكان، وخصوصاً عمليات الخطف والسرقة. وفي مناخ اقتصادي يزداد سوءاً، اصبح المال هو العامل المشترك. وقال المتحدث العسكري الاميركي الكولونيل غاي شيلدز ان «كل الاحتمالات تشير الى ان بعضهم (المجرمين) ارتبط ببعثيين سابقين». ومن جانبه، قال رائد الشرطة صباح نجم الذي تولى التحقيق في الانفجار: «هناك اناس يدفعون لهم المال لاعداد القنابل لاستخدامها ضد الاميركيين، وربما ضد الشرطة او عراقيين آخريين. وهم شبان لا يعملون، وبالتالي يتعاملون مع امور خطرة. كل ما هو ممنوع مغر. ويتذكر السكان ان دايخ كان «بلطجي الحي». فقد كان يتشاجر كثيرا، وطعن واحدا من السكان في كتفه قبل شهرين. وحتى اسرته اعترفت بانه كان سكيرا يتعاطى الخمور كثيرا. وكان معروفا بانه يحمل مدفعه الرشاش الكلاشينكوف طوال تجواله في الحي، وهو عبارة عن منطقة من عمارات يصل ارتفاعها الى ثلاثة طوابق بنيت عام 1973 لاسكان عمال مصنع مملوك للدولة. ويقول محمد سالم وهو قريب لاحد الصبيين: «كان شخصا قذرا. وكان يمكنك شم رائحته من على بعد». واوضح السكان ان دايخ انضم الى ما كان يعرف باسم «فدائيي صدام» عام 1998تحت اغراء المال. وقد شوهد دايخ في الحي وهو يرتدي زي «الفدائيين» الاسود، وعليه عبارة تحدد اولوياتها وهي «الله والوطن والزعيم». واوضح السكان انه نقل الى قوات الحرس الجمهوري عام 2001 وارسل الى مدينتي الفلوجة والرمادي. لكنه فر من الخدمة العسكرية، غير ان السكان نقلوا عن والدته قولها انه انضم مرة اخرى الى «الفدائيين» في حي الاعظمية ببغداد، في الايام الاولى للغزو الاميركي للعراق. وكان القتال في تلك المنطقة من اشرس المعارك في بغداد. وقال حسين سالم وهو قريب آخر: «انا على ثقة بانه كان سيموت». وعندما عاد دايخ الى الوزيرية بعد سقوط بغداد في ابريل (نيسان) الماضي، تفاخر بنسف دبابات وسيارات مدرعة، واستمراره في القتال الى ان استهلك كل الذخيرة التي كانت بحوزته. غير ان السكان اكدوا انها مجرد اكاذيب، لكنهم لاحظوا تغييرا دراميا في حياته في الاسابيع التالية، اذ اصبحت بحوزته اموال. وفي الوقت الذي كانت فيه بغداد تعاني من فوضى مرحلة ما بعد الحرب، اشترى ملابس جديدة، وكان يأكل جيدا، طبقا لروايات السكان. ولاحظ السكان وجود جهاز التقاط القنوات الفضائية في شقته، مما دفعهم الى الاعتقاد بانه يتاجر في الاسلحة. ويقول حسين سالم: «لم تكن لدى اسرته ما يكفيها لشراء الطعام. ولم تكن لديه وظيفة. من اين حصل على المال؟». ومع تصاعد حملة حرب العصابات ضد القوات الاميركية في بغداد، لم يبذل دايخ اي جهد للقضاء على الشائعات. وكان دايخ، وهو ممتلئ قليلا بطريقة تتعارض مع خيلائه، يتفاخر بعلاقته مع «الفدائيين» الذي يعتقد انهم يمارسون نشاطهم في بغداد. واوضح السكان انه كان يتحدث عن سهولة الحصول على اسلحة. وفي حي سكانه من الاقارب او يعرفون بعضهم البعض، كان يتلقى زيارات من غرباء يأتون احياناً على دراجات نارية. وقبل شهرين شاهده الجيران يكتب، بقلم احمر على الحائط «عاش صدام حسين». وقد تم دهان العبارة باللون الاسود. ويقول محمد سالم: «انه على استعداد للقيام بأي شيء من اجل المال». في الساعة الحادية عشرة من صباح الاحد، عادت الكهرباء مرة اخرى الى الحي الذي يقطنه دايخ. وكما كان يفعل كل عدة ساعات، طاف ابراهيم سالم في شقته يدير التلفزيون والمراوح ويشغل الثلاجة. وبعد عشر دقائق، ترك ابنه حيدر الشقة، وقال انه سيتناول طعام العشاء، وهو عبارة عن بيض وبطاطس، عندما يعود. وفي الطابق الارضي ومع تأخر الوقت، ارسلت هدى محمد عمر ابنها اسامة لاحضار اخيه عماد، الذي كان يقف مع دايخ داخل العمارة. وفي الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة كان الشبان الاربعة يقفون معاً في قمة السلم الذي يؤدي الى السطح عندما وقع انفجار هائل في مدخل العمارة. وقال ناصر سالم، 42 سنة، الذي اصيبت ابنته البالغة من العمر 16 سنة بالشلل وكسر في الظهر: «عندما وقع الانفجار قفزت. كان الصوت عالياً للغاية». انتشرت الاشلاء في كل مكان. ومع انتشار الدخان والحطام، بدأ بعض السكان في البحث عن بطاطين واخذوا يجمعون الاذرع والسيقان، ويحاولون مضاهاتها بثلاث جثث. وقال سالم حمزة وهو جار في الاربعين من العمر: «عثرنا على اطراف لم نتمكن من جمعها معا. وكل ما عثرنا عليه وضعناه في البطاطين». وقال ابراهيم سالم انه لم ير ابنه. كان جثمانه بدون سيقان ولا اذرع وملقى في القاعة، لكن وجهه كان موجها نحو الارض. واضاف ابراهيم سالم، الذي كان جالساً الاسبوع الماضي داخل خيمة يتلقى العزاء: «لقد شعرت بدوار. توجهت الى الطابق الاسفل ثم الى الشارع للبحث عن ابني. كنت اصيح قائلاً: هل شاهدتم ابني، هل شاهدتم حيدر؟ وخلال تجواله في الشوارع لمدة نصف ساعة، اخذ الجيران اسامة، الذي كان شبه مغمى عليه الى مستشفى النعمان، في سيارة زرقاء. ثم نقل الى مستفى آخر افضل اعدادا، حيث توفي في الساعة الواحدة صباحا. ونقل السكان جثتي حيدر ودايخ، الذي تم التعرف عليه فقط من القميص البرتقالي اللون وشورت كان يرتديه، الى مشرحة المستشفى. وتم نقل عماد الذي كان لا يزال على قيد الحياة الى مستشفى الكندي المزدحم، التي رفض استقباله في البداية. وقال الجيران انه سقط من فوق نقالة وهو يطلب الماء، ثم توفي بعد يومين، بسبب الحروق الكثيرة التي اصابت معظم جسده. وفي حدود منتصف الليل، اي بعد 40 دقيقة من الانفجار، وصلت سيارة اسعاف الى موقع الحادث. وكان بداخلها الطبيب زياد مجبل، الذي سمع صوت الانفجار من المستشفى الواقع على بعد كيلومترات، وجاء لتقديم العلاج للجرحى. وقال مجبل انه بقي لمدة ساعة. عاد سالم، بسبب الفوضى ورائحة الدخان والجثث المحترقة، مع الدكتور مجبل الى المستشفى وتوجه الى المشرحة. ويتذكر سالم قائلاً: «اول من شاهدته كان عباس، عباس المجرم. والشخص الثاني الذي شاهدته كان ابني». خلال بحث مجبل عن الجرحى، وصل ضابط الشرطة نجم من مركز الشرطة الواقع على بعد كيلومترات كذلك من المكان. وكانت الكهرباء قد انقطعت مرة اخرى، وصعد السلالم مستخدما الكشاف الكهربائي لفحص موقع الحادث. ثم زار مستشفى النعمان. سحب ضابط الشرطة نجم، الأسبوع الماضي، ملفا ازرق اللون وقرأ التقرير الذي كتبه: «اربعة قتلى وجريحان. واضرار كبيرة بالطابق الثالث. وانتظارا لتقرير المستشفى، اغلق التحقيق». وقال الضابط نجم، انه باعتباره محققا لأكثر من عشرين سنة، يمكنه القول انهم كانوا يحاولون صناعة قنبلة".
وحسبنا الله ونعم الوكيل
|
حول سجال اللحظة في ايلاف
الأربعاء 01 يناير 1800 00:00
سعد صلاح خالص
في سجال ايلاف الاخير حول القضية العراقية بين السادة محمد علي الجعفري واسامة المهتار وسعد قرياقوس عاد ذات الجدل العربي العراقي الى الواجهة..جدل الاحتلال والتحرير والمقاومة والتخريب، وموقف المثقف العراقي .. الخ. و في ذات السجال، كان هنالك طرفان في مقابل طرف.. طرفان يمثلان عقلية الوصاية العروبية التقليدية المنمقة بالخطابة و عقلية الشعار وطرف يمثل التيار الجارف بين مثقفي العراق في ضرورة استثمار اللحظة لاعادة بناء الوطن الذي خربته تلك العقلية وادت به الى ما نراه الان.
وبالطبع تم تكرار الدروس اليومية على
العراقيين في ضرورة وقدسية مقاومة
الاحتلال، وتلقينهم دروس في التربية
الوطنية وكاننا لا نعرف ما هو الاحتلال
أو نحتاج الى تنظيرات في فلسفة
المقاومة.. كما لا يفوتهم تلقين
العراقيين دروسا في الادب عندما تم
ابداء "الامتعاض" من شدة رد الفعل
العراقي واستخدام الكتاب العراقيين
للغة "شاذة و ساذجة" على حد تعبير
احد الاطراف من قبيل "ايتام صدام"
(وهو بالمناسبة تعبير غير عراقي نشكر
الاخوة في مصر على ابتكاره) والعرب
العاربة والمستعربة وغيرها، وينتهي
الى الافتخار بالانتماء الى بوكاسا.
ان تقسيم طرف السجال هذا مجمل الاراء
المختلفة الى معسكرين، مع وضد
الاحتلال، تقسيم تعسفي ومخادع،
والواقع ان الاراء تصب في عدة معسكرات
تحكمها الايديولوجيا والمصلحة
والموقع من حلبة الصراع، كما تتباين
تفاصيل المواقف داخل هذه المعسكرات،
ولا يعني موقف هذه الشخصية المرموقة أو
تلك قرآنا كريما واجب الاتباع. الا ان
ما يجمع اغلبية اطياف المعسكر
العراقي، أو الفسطاط العراقي وفق
تعبير احدى المقالات ، ليس رفض
الاحتلال أو قبوله فهذا موضوع جدل
مستمر بين العراقيين، وانما رفض كل
تزكية لنظام صدام المخلوع أو محاولة
الالتفاف على حقيقة انه كان من ابشع
انظمة العصر الحديث و اكثرها قمعا على
الاطلاق.
و بالطبع، فان حقوق الانسان الاساسية و
المقابر الجماعية و الاعدامات الكيفية
لا تمثل هما لاتباع نظرية الخطابة و
الشعار، و لم تكن يوما هما
لايديولوجيات الخداع والوهم الفضفاضة
التي لا تجد الانسان بين ثنايها الا
ترسا في عجلة دموية باسماء عروبية
واسلاموية منافقة اتت على الاخضر
واليابس في اوطاننا. واقول للاخوة
اللذين لا يزالون يلقنون العراقيين
دروسا في اداب الوطنية باننا ققد عشنا
عصر الوهم كاملا.. عشنا الوهم الناصري
والحلم الجزائري المقبور، وعشنا الحلم
السوفيتي المنهار و الوهم الايراني
المشوه، وتكللت تجربتنا بالحقبة
البعثية الصدامية التي بزت سابقاتها
بكم ضحاياها و انكساراتها وها حن نلملم
جراحاتنا في محاولة انقاذ ما تبقى من
وطن كان لعقود وجبة دسمة على موائد "اساتذة
الوطنية و الادب" من موزعي صكوك
الوطنية والخيانة وبقرة حلوب تملأ
الجيوب و تقيم القصور و تبتاع احدث
السيارات لمثقفي الخطابة اللذين لا
يزالون يحلمون بعودة اعجازية لسيدهم
على رأس جيش الثلاثة ملايين المختبئين
تحت الارض انتظارا ليوم الحواسم
الحقيقي.
ان التعامل مع الاحتلال مسألة يختار
توقيتها و طريقتها العراقيون وحدهم، و
لا نحتاج في ذلك الى مساعدة ملتح لادني
أو مراهق عروبي مخدوع ليدلنا الى شعاب
وطننا. كما ان رد الفعل العراقي على
المحيط العربي ليس وليد "رفض العرب
للاحتلال" فهذا هراء ما بعده هراء، و
يكفي ان يتسكع المرء في الموانئ
العربية ليشاهد الاحتلال قابعا و
مترسخا منذ عقود. ان رد الفعل هذا انما
جاء نتيجة الاحباط من موقف الاشقاء منذ
ان بدأت عجلة الدم البعثية تدور في
العراق و حتى هذه الساعة حيث لم تسجل
وسائل الاعلام الرسمية و غير الرسمية و
الاحزاب السياسية الحاكمة منها و
المعارضة الا فيما ندر موقفا واحدا مع
الشعب العراقي ضد جلاديه ولم تستح "التظاهرات
الشعبية" المزعومة من رفع شعار
بالروح بالدم نفديك يا صدام بحجة
الاحتجاج على الاحتلال. ومن المضحك
المبكي ان هذه التظاهرات قد توقفت
تماما عند سقوط النظام و انتصار "الاحتلال"
و كأن هذا الاحتلال قد رحل.
ان للعراقيين اولوياتهم و سيعملون على
اعاد ترتيب منزلهم بما يرونه مناسبا، و
سيتحدثون و يكتبون و "يقلون الادب"
و يستخدمون ما بدا لهم من تعابير "شاذة
و ساذجة" و لن يتسامحون مع مؤيدي
العهد المقبور. ان الديموقراطية و
التعبير الحر حق للجميع بالتأكيد،
باستثناء اولئك اللذين يمهدون لقبرها
قبل ان ترى النور.
|
أعلى الصفحة