عودة الى الصفحة الرئيسية
نداء مكة..... هل جاء متأخرا ؟؟؟
الأربعاء 03 سبتمبر 2003 16:35
محمد عـلي الجعفري
قرأت قبل يومين قي صحيفة الشرق الأوسط
اللندنية نداء المجلس الأعلى العالمي
للمساجد والمسمى ب(( نداء مكة ))، لعلكم
لا تختلفوا معي كثيرا" إذا ما قلت أن
هذا النداء جاء في وقت محرج للغاية لتك
الأطراف التي تعاني من مشكلة مستعصية
وباتت اليوم تقلق جميع الدول الأ وهي
مشكلة " الإرهاب "، فالإرهاب قضية
شغلت العالم برمته وأخذت من وقت الناس
الكثير وبدلا" من أن توجه جهود
المسؤولين لتصب في خدمة مجتمعاتهم
وتحسين الحياة المعيشية لشعوبهم و
نقلها من المستوى الذي تعيش فيه الى
مستويات أعلى، نجد أولئك المسؤولون أو
أولي الأمر قد أصبحوا اليوم في وضع لا
يحسدون عليه، فبالإضافة الى مشكلات
الحياة العديدة والواقع المعاشي السيئ
للكثير من الدول والركود الاقتصادي و
البطالة المتفشية وما الى ذلك من أمور
أخرى .........، كل هذه القضايا مجتمعة أدت
الى تعطيل الدور الذي من المفترض ان
يلعبه ولاة الأمر والسلاطين -
باعتبارهم المعيل الوحيد لهذه الأمة -
وبدأوا يعدون العدة لمكافحة الإرهاب
والبحث عن الإرهابيين وملاحقتهم أينما
حلوا، والتفتيش عن خلاياهم ومخابئهم
محاولين نزع فتيل متفجراتهم قبل أن
تغتال حياة الناس في غفلة منهم، فهؤلاء
الإرهابيون لا يميزون بين أحد أبدا"
وكل همهم تحقيق غاياتهم الإجرامية.
أن لوجود المناهج التعليمية في بعض
الدول الإسلامية الدور الكبير في
تخريج العديد من الإسلاميين
المتطرفين، وبالعكس فقد أستغل مثل
هؤلاء المتطرفون وجود مثل هكذا مناهج
في تلك الدول من أجل الحصول على أكبر
عدد من المتعاطفين معهم، وبدأ التركيز
بذلك على فئة الشباب فهذه الفئة هي خير
عون يمكن الاعتماد عليه وخصوصا" وأن
النشأ الجديد كالأرض الخالية كلما
ألقيت فيها أثمرت، فإذا ألقيت فيها
خيرا" ستحصل على الخير، أما إذا زرعت
فيها إرهاب وتطرف فبالتأكيد ستحصل
عليه.
وبهذا وجدها فرصة لا تعوض ( الإرهابيون
) بتسييس خطباء المساجد أيضا" لصالح
قضيتهم، وبوجود المناهج التعليمية
التي يمكن ان يسود على طابعها التشدد
نوعا ما، فقد أستغل هؤلاء المتطرفون
ذلك لغسل أدمغة الشباب وتحويلهم الى
قنابل موقوتة ومشاريع انتحارية في
سبيل تحقيق مصالحهم، ومن ثم كان عناصر
القاعدة يتخذوا من حديث الرسول الكريم
محمد ( ص ) " لا يجتمع دينان في جزيرة
العرب " شعارا " لهم لمحاربة كل
دين غير الدين الإسلامي ( وفيما بعد
تحول هذا الشعار ليطبق على المسلمين
أنفسهم كما حدث في أفغانستان والعراق
اليوم )، ومن هذا المنطلق عملت القاعدة
والمتحالفين معها على الجهاد والتحضير
له داخل المملكة العربية السعودية
لأخراج اليهود والنصارى من الجزيرة،
وما الآلاف القطع من الأسلحة
والمتفجرات التي ضبطت في المملكة قيل
فترة ليست بالبعيدة الأ دليل مباشرة
على ما كانوا يخططون القيام به في داخل
المملكة، وبهذا كان لابد على المملكة
أن تقوم بإجراءات حازمة وسريعة لتجفيف
منابع الإرهاب الذي أخذ يزداد يوما"
بعد آخر على أراضيها، فكان لقوات الأمن
السعودية الدور الكبير والمؤثر في
القضاء على الإرهابيين والمتشددين
الإسلاميين أينما وجدوا.
ومن هنا كان لابد من العمل على أيجاد
الحلول المناسبة للحد من الانحراف
الفكري والذي يؤدي بدوره الى التطرف
الديني الخطير، فكانت دعوة المجلس
العالمي للمساجد تلك بمثابة البوصلة
التي ستوجه العمل خلال الفترة
القادمة، والتي دعت أيضا" الى
التسامح والاستفادة القصوى من مميزات
الدين الإسلامي والابتعاد كلية" عن
التفسيرات المتشددة لمقاصد الشريعة
الإسلامية، وكان لابد للمجلس من
اعتماد النقاط الــ6 الشاملة لمفهوم
رسالة المسجد التي دعا أليها الملك فهد
بن عبد العزيز في كلمته التي خاطب بها
أعضاء المجلس لدى افتتاح أعمال دورتهم
الــ 19 التي عقدة في مقر رابطة العالم
الإسلامي في مكة المكرمة.
فهل جاءت هذه الدعوة متأخرة ؟ ؛ أم
مازال هنالك متسع من الوقت أمامنا.......
؟.
|
أعلى الصفحة