***
والآن يا
قراء بعد أن قرأتم..
من هو
المجرم؟!..
ومن هم
الإرهابيون؟؟..
بوش أم
أسامة بن لادن..؟؟..
أمة
الولايات المتحدة أم أمة طالبان؟؟..
ولست أوجه
هذه الأسئلة إلى أي مسلم.. فكل مسلم يعرف الإجابة دون سؤال ولا جواب.. ولت أوجهها
أيضا إلى أناس تقمصهم الشيطان في الغرب شعوبا وحكومات.. إنما أوجهه إلى علمانيينا
ومستغربينا و أعضاء التحالف الشمالي في بلادنا..
لأنهم حتى
لو كانوا قد خرجوا من الملة فإن معطيات الحضارة الغربية التي يدعونها لا تبيح
لأمريكا أن تكون الخصم والحكم، أن تطلق الاتهام وتعجز عن إثباته، وتكون كل القرائن
التي تقدمها لا تعبر عن الغباء وحده، ولا على الاستهانة بعقول الأمة الإسلامية
فقط.. بل على الإهانة أيضا. وتماما.. كما اعتبروا عبارة " توكلت على الله
" في حادثة الطائرة المصرية التي أسقطوها قرينة على الانتحار راحوا يجمعون
أدلة لا تقنع حتى طفلا.. وطلبوا من العالم أن يؤمن بهم بالغيب..
***
المشكلة
بالنسبة لأمريكا أن حضارتها الفجة المسطحة اللا إنسانية قد بدأت بحل الخلاف
مع الآخر بإبادته.. وكان هذا الآخر هو الهنود الحمر.. أصحاب البلاد الأصليين..
وكان الأمريكيون لصوصا من طراز جديد.. لصوص يسرقون قارة ويبيدون أمة..
تلك هي الخبرة المترسبة في قرارة الوعي
الأمريكي.. التجربة التي تطفو من الوعي أو اللاوعي كلما صادفتها أزمة.. وهكذا فعلت
مع اليابان .. وهكذا تفعل مع العالم..
المشكلة الأخرى،
أن أمريكا قد استفاقت من إحساس مطلق بالأمن والقوة علي درجة مهينة من العجز
والتخبط.. والدولة التي ظنت أنها أصبحت قادرة على الأرض وما فيها بل وعلى الفضاء
حول الأرض.. الدولة التي تتعامل بالفيتموثانية.. هذه الدولة أبدت خللا جديرا بدولة
متخلفة في التعامل مع حدث طارئ..
***
وصدرت
الأوامر لولاة أمورنا.. فصدعوا..
أما
الصحافة والمجلات والتلفاز فقد انفجر فيها طوفان من العفن المعتق منذ ألف عام..
العفن الذي ابتدعه المستشرقون والمبشرون والقسس والرهبان..
***
وبدأ
الهجوم على أسامة بن لادن..
وراحوا
يروجون فرية لم يقل بها أحد سواهم.. وخرجت صحيفة مصرية في مصر بمانشيت رئيسي عن عمالة بن لادن
للمخابرات الأمريكية..!! ثم مقال يحتوى من الأكاذيب ما لا يتصور.. وراحت الصحف
تنقل والكذب يكبر..
وتذكروا يا
قراء أن نفس الصحيفة – والصحف - اتخذت نفس الموقف منا حين انفجار أزمة الوليمة.
وفى
المرتين كانوا مع الحداثة..
وفوجئنا
بمجلة أخري تنشر لكاتبة يسارية هجوما علي
أسامة بن لادن تقول فيه : "لعل أخطر ردود الأفعال هذه و أكثرها دلالة علي
حالة من تشوه الوعي وتزييفه، أن يكون تحويل قاتل وتاجر مخدرات مثل أسامة بن لادن
إلي بطل ومحرر، والوقوع في أحابيل دعايته الفظة ضد الكفار، و أمريكا النصرانية،
واليهود، حتي وصل الأمر ببعض الكتاب لمقارنته دون خجل بتشي غيفارا [1].."
وتواصل الكاتبة: " المشبوه ربيب المخابرات الأمريكية ودميتها.."..
لا إله إلا
الله.. وحسبنا الله ونعم الوكيل..
لكنني ألفت
نظركم يا قراء، أن النخبة المستغربة لم تصل إلي ما وصلت إليه إلا بخيانة الأمة
وخيانة الله..
إذ كلما
تعددت مهارات الواحد منهم في الكذب كلما كان كاتبا أكبر.. وكلما كان ضد أمته أكثر
كان أشهر.. ويكفي أن تفرط فتاة في شرفها كي تكون كاتبة كبيرة.. أما من يصبح شاذا..
فإن كرسي الوزارة ينتظره.
و ألفت
نظركم أيضا يا قراء إلي أن ذلك يتم بعمليات الشراء المباشر.. شراء الذمة والدين.
وربما يجدر
هنا، أن أستشهد بمن يعرف أعمق أعماقهم، للدرجة التي دخل معها في زمرتهم، لولا أن
تغمده الله برحمته، فآب إلى ربه واحدا أحسبه من أفضل المفكرين المسلمين، وهو
الدكتور عبد الوهاب المسيري[2]
الذي يقول:
.."..
كنت قد بدأت ألاحظ أن السلوك الشخصي للرفاق كان متناقضا مع أي نوع من أنواع
المثاليات الدينية أو الإنسانية، وأن كمية النرجسية عند بعضهم كانت ضخمة للغاية .
وأنا لا أمانع في وجود قدر من النرجسية عند البشر، فهذا أمر أساسي بالنسبة لهم،
وخصوصا بالنسبة للثائر، فالنرجسية آلية نفسية يدافع من خلالها عن نفسه ضد مجتمع
يود ابتلاعه. ولكن النرجسية التي لاحظتها في كثير من الرفاق كانت بالفعل متطرفة،
والحريات الخلقية التي كانوا يسمحون لأنفسهم بها كانت كاملة، أي أنهم في واقع الأمر
كانوا شخصيات نيتشوية داروينية، لا علاقة لها بالماركسية ولا بأي منظومة أخلاقية،
خاصة أن بعضهم كانت ماركسيته تنبع من، حقد طبقي أعمى وليس من إيمان بضرورة إقامة
العدل في الأرض. بل كثيرا ما كنت أشعر أن بعضهم كان ماركسيا بحكم وضعه الطبقي وأنه
لو سنحت الفرصة أمامه للفرار من طبقته
والانضمام للطبقات المستغلة الظالمة لفعل دون تردد وطلق ماركسيته طلاقا
بائنا. لكل هذا قدمت استقالتي.."..
***
ليس حسنا
يا قراء.. بل هو مروع وفظيع..
إذ لابد أن
نتساءل الآن:
ما هي
التهم الموجهة إلي الشيخ أسامة بن لادن..
وما هي
المرجعية التي سيحاسب على أساسها..
قوانين
الحداثة..
أم كتاب
الله وسنة رسوله..
***
بالنسبة
لنا ولكل مسلم لا يجوز محاكمة الرجل إلا بكتاب الله وسنة رسوله..
وكتاب الله
وسنة رسوله وشريعة الإسلام لا يحاكمون الناس بالشبهات..!!
وتلك مرة
أخري هي المشكلة..
فالمطلوب تلفيق
اتهام لا تحقيق اتهام..
من يخالف
كتاب الله وسنة رسوله إذن يا قراء؟!..
أسامة بن
لادن أم ولاة أمورنا وميليشيا ثقافتهم..
من المصيب
ومن المخطئ ..
من الشريف
ومن المجرم..
ثم..
ما هو
الحلال وما هو الحرام في القضية كلها..
فكأمة
مسلمة.. يجب أن يكون هذا السؤال عن الحلال والحرام هو المحور الذى ندور جميعا
حوله..
***
لماذا كان
أسامة بن لادن بطلا وهو يحارب الروس ومجرما حين حارب الأمريكيين؟!..
يا ولاة
أمورنا: هل أمريكا هي إلهكم؟!..
تبت أيديكم
وتب إلهكم وتب..!!.
***
يا قراء..
يا ناس .. يا أمة..
ليس تسليم
أسامة بن لادن هو المطلوب..
ولو كان هو
لكان الخطب أخف.. والمصيبة أهون..
المطلوب يا
قراء .. يا ناس .. يا أمة هو تسليم القرآن والكفر به والكف عن حمايته..
والمطلوب
هو تسليم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فماذا أنتم
فاعلون يا قراء.. يا ناس.. يا أمة..
وماذا أنت
فاعلة يا أمة لا إله إلا الله.. محمد رسول الله..