القـصـة الثـانيـة
المـعــيد
حين
تخرجت من الكلية عـُيّـنتُ معيداً فيها،
والمعـيد عمل غريب
ليس صاحبه بمدرس ولا تلميذ، غـير أن ألذ
مافيه أن التزام صاحبه بالدوام خفيف وأنا
بطبعي لا أعـرف التزاماً بدوام في ليل أو
نهار! ومضت
الحال على هذا المنوال وأنا مغـتبط أنني
أقرأ كما أشاء ولا ألتزم بدوام دقيق حتى
فوجئت ذات يوم بزميل يؤكد أنه حضر إلى بيتي
مراراً وأعـطاني أكثر من هاتف ليخبرني
باجتماع مهـم يعـقد غـداً مع العـميد... وحين
حضرنا كنت سارحاً أريد نهاية هذا الاجتماع
لأسرح أكثر عـندما طلب العـميد
ملاحظاتنا، ولم يكن لدي أي ملاحظة سوى
واحدة تقلقني حين كنت طالباً وهي وضع حارس
طويل عـريض مخـيف على باب الكلية يمنع
الطلبة من الخروج إلا بورقة، فـَتـَحَ
الله عليّ فـقلت: أزيلوا هذا الحارس
العـتيد فهؤلاء طلبة جامعة وليسوا طلبة
ابتدائي. قال
العـميد: قلت: قال
المعـيد: الله
يصلحك ! .. لقد أزلنا الحارس منذ سنة كاملة !
|