نذكركم يا أحبة بأن القيم والمبادئ لا تتحقق بالفرض والإجبار وإنما بالزراعة والرعاية وإليكم بعض الباقات التي نهديها لكم :-

ازرعها في نفسك أولاً كمربي :

ففاقد الشيء لا يعطيه ، وهي دولة إن لم تقم في أرضك فلن تقوم في أرض الآخرين ، إن المبادئ المستأجرة لا تزرع عند الآخرين ، وروحها وباعثها ضعيف لا يدوم .

 تدرج في البناء  :

أكثر الناس تعمل أعمالا على غير اقتناع بها ، فلا مبادئ توجههم ولا إصرار يدفعهم ، يمشون تخبطا ، فقيم الناس الخاطئة وحياتهم لم تبن في يوم وليلة بل منذ الصغر وهي تغرس بشكل خاطئ ، فهل من المعقول أن تزال في يوم وليلة .

انظر لقصة تحريم الخمر ، فالخمر غرس منذ الجاهلية وإلى بدء الإسلام فطريقة التدرج هي الطريقة التي عالج بها الإسلام الخمر ، فعندما نادى المنادي بالتحريم حدث العجب العجاب ففاضت الطرق والسكك بالخمر ، فهل رأت البشرية مثل هذا الانتصار على النفس وسرعة الاستجابة ؟ التدرج يحدث في النفس القناعة وعندها تأتي الإرادة للتغيير .

 اعتمد القصة :

القصة تحمل في طياتها مبدأ تغرسه في النفس ، ولها قدرة عظيمة في جذب النفوس وحشد الحواس ، وكلما خاطبت القصة داخل النفس وهوية الإنسان كلما كان التغيير أبلغ وأسرع ، وهي تبقى معلقة في الذهن ، القصة تجلب الإثارة والتشويق وفيها المعاني العظيمة بشرط بيان مواضع العبر منها .

 تحرى العدل :

العنصر المفقود في الأوساط البشرية ، العدل على كافة المستويات والطبقات ، وهي الكلمة التي يبحث عنها الكثيرون ، وهي الضمير الحي الذي جعل من القاضي شريح يحكم بالدرع للنصراني ، ومن خصمه ؟ إنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، عندما مشى النصراني خطوات فانقلبت مبادؤه من النصرانية إلى الإسلام ، وقال : أما أنا فأشهد أن هذه أحكام الأنبياء ، أمير المؤمنين يدنيني إلى قاضيه ، فيقضي عليه ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله .

إنه العدل النابع من الضمير الحي ومن العمق الإنساني الكبير . فلكي نتصرف بشكل صحيح لابد من منهج سليم في التفكير وحتى يكون تفكيرك صحيحا وللأبد .