أحمده
على ماأدرج من آلائه, في تضاعيف ابتلائه, سبحانه من جعل للمطاوعة
مكاناً لايحدّ, وباعاً في كل بلاء لايعدّ, بل سبحانهم الذين بهم نهتدي,
ولولاهم
لكنا طيوراً شاردات, أو بهائم وحشرات!
*
مقدمة
بين يدي هذا الكتاب:
لقد جرت العادة منذ حرب الخليج أن يقيم بعض ممن
يتهلبون حماساً وحرصاً على بيضة الدين ودجاجته من المطاوعة الأشاوس في
السعودية رضي
الله عنهم وأرضى لحاهم إلى يوم الدين: أن يقيموا مخيمات خارج المدن يطلقون
عليها
مسمى "مخيم دعوي" لإصلاح الخلل العقدي, وقد أخطأ قوم زعموا أنه "العقيدي"
فهذه نسبة
باطلة مخرجة من الملة كما بين ذلك علماء الأمة, والصواب "عقدي, ودعوي,
وطبعي" وهلم
ركض
!
ويتولى هذه الأنشطة حزب يطلقون على أنفسهم لقب "الدعاة" أو" جماعة
التبليغ" وروي عن صتيمة عن أبيه مرفوعاً إلى صهبدة أن هذه الفئة يقابلون
حزباً أو
جماعة أخرى تسمّي نفسها بـ"العلماء", وهذه الأخيرة تهتم بالتأليف والكتابة,
ومن هذه
الفئة العلامة الشيخ عامص أبو القرون, الذي تقدمت ترجمته, صلى الله عليه
وسلم. في
حين تهتم جماعة الدعوة بتنظيم المحاضرات وتوزيع الكاسيتات والمنشورات
والكتيبات
المجانية.
ويقوم هؤلاء الافراد - وهم غالبا- شباب مدرسون وأكثريتهم عزاب
حديثي التخرج من الجامعة أو الكلية المتوسطة..يقومون بأعمال شاقة لاطاقة
للبشر بها
أهمها العقيدة الراسخة, فلله درهم من عصابة تمشي أرواحهم على أكفهم مجاهدين
لايخشون
في الله لومة لائم, الله أكبر كبيراً, الله أكبر.. تكبير ياأمة.. وبعد ذلك
تأتي
أعمال الجسد من خروج للصحراء واستئجار السيارات والخيام او شرائها وتثبيتها
في
القفار النائية باعداد كبيرة وإحضار مستلزمات الأكل: الذبائح من بهيمة
الأنعام
لحمهما وشحمها وعظامها ومصرانها ومابداخل تلك المصران ففيه خير كثير لشباب
الأمة,
وهو مجرب لدى خجة الإسلام الحافظ ابن طيفية!. ولاينسون أجهزة الصوت من
مكبرات
وفيديو وغير ذلك من بركات الله التي سخر الكفرة والملاحدة لصنعها للأمة,
وهي تكلف
مبالغ باهضة, ولكن الصرف على هذه المخيمات يكون من أموال الجمعيات الخيرية
ولله
الحمد والمنة لأن لديهم فتوى من المشائخ سبحانهم وتعالى تقول بأن أعظم باب
من أبواب
صرف أموال الفقراء هو الجهاد في سبيل الله! وأن إقامة المخيمات وتغيير فكر
الشباب
وتهييجهم ضد الكفار في الغرب وفي الداخل, بل والكتابة في الانترنت وانشاء
المواقع
كلها عندهم تدخل تحت هذا الباب, لهذا لايجدون غضاضةفي افتتاح أكبر عدد ممكن
من
المواقع على الانترنت, وعمل الأنشطة في كل مكان وجلب حديثي السن من مراهقين
وغيرهم
اليها وخاصة المرد منهم وتشجيعهم على البقاء بدفع الجوائز الثمينة لكي
ينضموا الى
هذه الأحزاب ويتبنون أفكارهم. وليبقى الفقراء فقراء, فالأمة بحاجة للجهاد
أكثر من
أي شيء سواه فهو ذروة سنام الإسلام, وماعداه فلا!
*
وهذا
ماجرى, ولله
الامر من قبل ومن بعد:
في صبيحة يوم الخميس لأربعة ليال مضين من شهر ذي
الحجة لهذا العام، حضر عبدالله إلى
المخيم
المقام في الخرج
وهي مدينة بجوار مدينة الرياض, وعبدالله هو المشرف على المسرح في
المخيم
,
وقد وصل
الى هذا المنصب بتزكية وتعيين من رئيس
المخيم
,
تبارك
الله رب العالمين! ومع أن عبدالله هذا لديه أفكار
لايرضى عنه الإخوان -وهو لفظ يقصد به المسؤولون- إلا أنه تعين فيه منذ
فترة. ويروى
بأن السبب يعود إلى سر كشفه عبدالله هذا حينما دخل أحد الخيام ووجد أحد
المشرفين
الكبار قد تبطن غلاماً أمرداً في جوف الليل, وأراد عبدالله أن يتثبت مما
رآه من
حركات قويه فيها رهز ووخز , ولما دنا تأكد له المحظور وبلغته الحجة والله
المستعان
!!
فعاش في
هم وغم على ضياع الامة حتى أبلغ رئيس
المخيم
الذي حاول التكتم على الموضوع بقوة وحاول كسب رضى عبدالله فعينه مشرفاً على
المسرح
شريطة أن يبقي الموضوع طي الكتمان واُبعد الغلام من
المخيم,
وطويت الحكاية إلى يوم يبعثون!
*
المحاضرة
الدعوية:
في يوم
الخميس الذي جرى ذكره آنفاً, اجتمع عدد هائل من المراهقين والشباب في
المخيم
نتيجة للدعايات في المساجد والاسواق والإغراء بما لذ وطاب
من العشاء والمرطبات والفواكه.. حينها أراد عبدالله أن يدخل المرح على
طريقة
المطاوعة, فوضع أناشيد إسلامية تزعق بالجهاد في أفغانستان وكشمير وكوسوفو
والشيشان.. مع أصوات نيران تندلع تهدد وتتوعد باللويل والثبور لمن لم يذهب
الى
الجهاد, ويحكى أنه سمعت أصوات كلاب وقرود على هيئة صوت بشر صمت أذان أعداء
الله
وشنفت أذان عباده الذين اهتدوا, والعاقبة للمتقين!.. ثم ألقى مسابقة وبعد
ذلك جاء
تقديمه للمحاضر العلامة الشيخ الداعية النحرير محمد.
*
المحاضر
يكفر
نشاط المخيم:
أترككم الآن مع المحاضر والمحاضرة الدعوية, وإلى الله
ترجع الامور!:
[[إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن
لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد : -
إخواني أهل
السنة – رحمكم الله, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد من الله على كثير من
الناس بنعمة الإسلام وهي نعمة لو قام العبد ليله ونهاره لشكر هذه النعمة
لما كفاه
ذلك كيف لا وقد هداه الله لما لم يهده إليه كثير من الناس ، ولقد من الله
على قليل
من الناس من المسلمين بأن هداهم للسنة وأنجاهم من ضلالات البدع والشيعة
والصوفية
والعلمانية والحداثة والزيدية وخرافاتها ولله الحمد من قبل ومن بعد وله
الحمد في
الأولى والآخرة
.
لقد سمعت عن هذا
المخيم
الدعوي
وظننت فيه الخير من رفعة للسنه وأهلها وقمع للضلالة والكفر وأهله من روافض
وأهل
علمنة و تغريب وهاانا أبين في محاضرتي هذه مصيبة حلت لتوها وماقولي هنا إلا
إنكار
للمنكر وتحذير للأمة من شر مستطير ومنكر عظيم والله أعلم بنيتي الصالحة
التي لاتريد
الا
الخير والرشاد للامة
.
أيها الناس: عندما دخلنا لهذا
المخيم
وجلسنا على الكراسي المهيأة للجلوس وإذا بكاميرا التصوير
والمصور والتلفاز في وسط المحاضرة , لقد قلت في نفسي والله يااخوتي حسبنا
الله ونعم
والوكيل ! ولكن قلت في نفسي تارة أخرى لعل الأمة أن تنكر على المصور وعلى
هذا
التلفاز الموضوع في وسط
المخيم
!
تريثت قليلا فإذا
بالأناشيد البدعية يعلوا صوتها في
المخيم,
فهممت بالخروج
إلا أن واجبي وضميري هو الذي يصبرني لكي ألقي محاضرتي التي هي بعنوان ( عرس
في
الجنة ) التي لن ألقيها هذا اليوم, فقد رأيت منكرا عظيماً ورايت أن الواجب
يحتم علي
تغيير المحاضرة لإنكار هذا المنكر , ومحاضرتي هذه اسمها: (صواعق المنون في
تكفير
مسابقة الخرفون).. لقد رأيتم ياأهل السنة ماالذي حصل هنا وفي هذا المكان:
انخفض صوت
هذه الأناشيد وقام رجل على المنصة صاحب لحية طويلة لو رأيته لقلت لعله يحفظ
ألف
حديث !! وإذا بهذا الشخص يصعد على المنصة لكي يبدأ في إقامة بعض المسابقات
للحضور
فبدأ بمسابقة ضالة للغاية وقد رأيتموها وهي لا تليق بمستوى طلبة العلم
والمجاهدين
الذين هم على ثغور الأمة..
ماذا استفدتم ياشباب الامة من مهرجان المسابقات
والأناشيد التي لم تجني منها الأمة إلا الضحك والانصراف عن طلب العلم وحب
المرح
وترك الجد وهجر كتب الحديث والعقيدة والنظر في أتفه الأمور وأبسطها, هذه
المسابقات
أعدها العلمانيون الخباث لتخدير شباب الأمة بالمزح والضحك وإماتة قلوبهم
وصرفهم عن
معالي الأمور والجهاد في سبيل الله, ثم ألا تعلمون ايها المسلمون الموحدون
أن بعض
المسابقات تعلم الكذب وهذه المسابقة عبارة عن خروج أحد المتسابقين الذين
تختارهم
الكاميرا, ياسبحان الله ! وكأننا في مهرجان يديره أحد الفسقة وليس تحت
إشراف هيئة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ! فيخرج المتسابق إلى المنصة ويقول له ذلك
المهرج
نود أن تجيبنا على هذه الأسئلة ولكن لا تجيب عليها إلا بحرف الميم فكلكم
شاهد عندما
سأله المهرج ماسمك ؟ فقال : محمد ! فسأله ما حالتك الاجتماعية ؟ فقال :
متزوج
!!
فساله:
ماذا تحب من السيارات : فقال المازدا !!! وماموديل هذه السيارة : فقال
:
مائة
؟!!! أليس هذا كذبا, أليس هذا دجلا, اليس هذا تغريرًا لشباب الامة عن
المعالي,
أليس هذا هو الضلال المبين؟
وبعد هذا كله سمعنا المهرج يزف البشرى للحاضرين
بقيامه شخصياً بمسابقة أخرى ولكن بعد المحاضرة وعنوانها ( من سيربح الخرفون
!!؟)
ألا تعلمون أن اسم هذه المسابقة مأخوذة من إحدى المسابقات الموجودة في
القنوات
الفضائية, والعياذ بالله, والذي يقدم هذه المسابقة رجل نصراني, نسأل الله
السلامة
والعقيدة الصافية!!
الله أكبر إنها السنن كما قال صلى الله عليه وسلم ( لتتبعن
سنن من كان قبلكم حذوا القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) قلنا
يا رسول
الله اليهود والنصرى ؟؟ قال : فمن . هذا كله كذب وتصوير بالكاميرا وأناشيد
بدعية
وضحك بأعلى الأصوات ومحاكاة للنصارى
!!
ثم أيها المسلمون الموحدون: أنتم سمعتم
القصة التي قيلت وهي قصة لم أسمع أرذل منها ولاأضل ولاأقبح وهي كذب صراح
فكيف يقول
القاص: أنه تزوج رجل من امرأة فقالت له زوجته نريد أن نذهب معا لنقضي شهر
العسل و
هذه من البدع التي لم ترد عن سلف هذه الأمة وتخصيص شهر بعد الزواج وتسميته
بهذا
الاسم
!!
والله لو خرج فيكم الإمام أحمد أوشيخ الامه ابن تيميه أو ابن عبد
الوهاب أو ابن ابراهيم رحمهم الله تعالى فماذا عساهم أن يقولوا لما يرونه
من سخف
وكذب .. وضحك ورفع صوت والله المستعان . إن كان بعض السلف - ولعله الأوزاعي
لما سئل
عن تحديد أيام للإجتماع للذكر فنهى عنه وقال : أخشى أنها بدعة
!
فماذا عساه أن
يقول في مثل هؤلاء ؟! ائتوني بمن فعل مثل هذا التهريج من سلف الأمة. يقول
النبي صلى
الله عليه وسلم (ويل للذي يكذب ليضحك القوم ويل له ويل له ) وأي عذر في فعل
ذلك
ومخالفة الحديث .. يقول الإمام مالك رحمه الله ( لن يصلح آخر هذه الأمة إلا
بما صلح
بها أولها(
فليت شعري من فعل هذا الأمر النكر من سلف هذه الأمة الأخيار
الأبرار.
إخواني أهل السنة والله الذي لا إله إلا هو إن أمتنا في خطر محيق
بها ونحن نرى تكالب الأعداء ضد عقيدتنا بمباركة امريكا اللعينة والحكام
الطغاة
الذين يريدون لنا الانتكاسة, والعلمانيون الانجاس الذين يريدون تغريب بلاد
التوحيد,
وهاهي حلت علينا قبلهم والعياذ بالله.. إنني احذركم لكي يعلم المغرر به بأن
هذا كفر
و
فجور ومروق من الدين كما يمرق السهم من الرميه, فعليه ان يحذر منه ويعلم
الحق
فيتبعه و ليتقي الله أهل المراكز الصيفية الذين يتبعهم شباب كثير فيربونهم
على الحق
والصلاح و يأطرونهم على الحق أطراً , و أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين إن
كان
مسلما اوأن يشل أركانه ويهدم بنيانه و يعمي بصره وبصيرته ويجعله فضيحة
للعالمين
ويخلص الامه من شروره وأن يصلح الآمرين بالمعروف والناهيين عن المنكر في كل
مكان
وأن يصلح شباب هذه الأمة وأن يهيئ لهم من يدلهم على الخير وليس على الكذب و
الكفر
البواح والتشبه بالغرب اللعين. وقد قال صلى الله عليه وسلم ( من عوفي
فليحمد الله
(
فالحمد
لله من قبل ومن بعد. والله حسبي وحده وكفاني
.[[
انتهت المحاضرة,
والله المستعان!
*
المخاصرة
بعد المحاضرة:
شوهد عبدالله
يقبل رأس المحاضر ويقدم التوبة على يدي الشيخ تائبًا من الفسق, آئباً إلى
شيخه
تعالى, نادماً على عمله وعلى الفجور والتشبه بالغرب وعمل الملهيات التي تضل
شباب
الأمة عن المعالي وعن الجهاد وعن حفظ كتاب الله. وخرج المحاضر بعدها ليسلّم
على بعض
المراهقين الذي اصطفوا حول الباب ويروى أنه كان يضغط بصدره على صدر من يسلم
عليه من
المردان ويجعل يده تحيط بظهره وتزل قليلا مرددا: أنتم شباب الأمة وأنتم على
ثغر من
ثغورها.
---------------------------------
تمت, ولله الامر من قبل ومن
بعد!
---------------------------------