بين يدي الخطبة:
لقد عظُمَ
الخطبُ، وزادَ الكربُ، وضاعَ الربُّ؛ فياويلتاه من هذا الدمجْ، الذي ضيّع
الفرجْ، على كل مرجْ؛ فلقد اُستبيحت الأعراض، وكثُر الإجهاض، وخاصة في
شوارع الرياض. ها قد تغيرت الأحوال، من الصلاح إلى الانحلال، في غضون بضع
ليال؛ ومن قبلُ كان الخير في لحى المطاوعة يتدفق، ومن بين ظفائر الداعيات
يتعتق، وفي مآقي عيون المجاهدين يترقرق؛ واليوم بعد الدمج ضاعت الأمة،
وأصبحت فطيسة و رِمّة؛ نعم؛ نعم؛ لقد اختلى الغلمان بالفتيات، والمُردان
بذوي الشعرات، فاختلطت الأرحام والذوات؛ وأنجبت الأمة المواجدْ، فهدّمت
المساجد، وانتُهك شرف كل هاجد، فلايدري إلا وهو ساجد؛ بأن شيئاً قد تغشّاه،
فلاقوة إلا بالله، واويلتاه واويلتاه!
خطبة الداعية "أم أنس" صلى الله عليها وسلم:
بسم الله
الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
ماذا عساي أن
أقول؟ وبماذا عساي أن أنطق؟ وكيف عساي أن أتعلق؟ وماعساي أن أفعل؟
وأي كبدٍ لم
تنفطر وأنا أرى خطوات التنقيب والترقيم تسير إليّ وإلى أخواتي الحصينات؟
وأي كبدٍ لم
تنفطر وأنا أرى خطوات التطعيس والتبويس تسير إليّ وإلى أخواتي الحصينات؟
بل نُدفع
دفعاً؛ ونُضغط ضغطاً ونُساق سوقاً إلى الهاوية وإلى طريق مخُوفةٍ مُظلمة!
بعيداً عن سبيل المؤمنات العفيفات!
فقبل فترة,
فقبل فترة, إيوالله! قبل فترة؛ أفجع كما فُجعت أخواتي بأوامر استخراج بطاقة
لنا يجب أن تُصدّر بصورنا بحجة الحفاظ على الأمن وإثبات الحقوق! ونحن
لانعارض الأمن بل نحن جميعاً نسعى لاستتبتابهْ، لاسبتابهْ! ولكن لِمَ نُجبر
على السفور؟ لِمَ نُجبر على ترك الخدور؟ لم نوضع في أحضان المتحررين بدلا
من أحضان الصالحين؟ ولماذا يُصرّ المسؤولون على أن يصموا آذانهم عن أصوات
المطالبين والمطالبات ببطاقة البصمهْ, البصمهْ! وتصير الفرامات هي مصير
برقياتهم؟ آهِ واويلتاه من قلبٍ قاسٍ, بينما تفتح الصحف مصراعي أبوابها
للمتحررين والمتحررات والمغموسين بالغرب ومن لم يفهموا دينهم ولم يتطعموا
مضاجعة الصالحين يوماً من الدهر!
ثم لم نبرأ
من جرحنا الأول حتى نُفجع باغتيال رئاسة تعليمنا، والإيذان بانتهاء عصر
الفضيلة؛ لنُجرّ إلى الاختلاط في التعليم اليوم أو غداً شئنا أم أبينا إن
لم يقم الغيورون لنصرتنا والدفاع عن ثغورنا المستباحة..ماذنبا أن ندفع
الثمن من أبظارنا ومن خصوصيتنا؟
إن قتل
الرئاسهْ, الرئاسهْ، أمرٌ دبّر بليل؛ نحن لسنا أغبياء ولادهماء لينطلي
علينا إفك الأفاكين بأن الدمج أمرٌ إداري!
فكم من مدرسة
للبنين احترقت وانهدمت ولم نسمع أن أحداً عُوقب؟ وكم من تلاعب إداري يضرب
بأطنابه ومع ذلك لانرى شيئاً؟ وهل حريق منىً عام ألفٍ وأربعمائةٍ وسبعة عشر
كان سدى؟ فلماذا لم يعاتب أحدُ فحتى قائد الدفاع المدني العلماني لم يُزح
من منصبه؟ ومن أجل سيجارة من طالبة علمانية مستهترة تُزال الرئاسهْ؟
وهل نُصدّق
مزاعم العلماني وزير المعارف أنه لن يحصل اختلاط؛ مع أن الاختلاط يضرب
بأطنابه في المدارس الخاصة؟
إن مرض موت
الرئاسهْ.. إن مرض موت الرئاسهْ.. ظهر لنا جلياً منذ زمن من خلال الضعف في
مخصصات الرئاسهْ حتى ظهرت بمظهر يثير الشفقة. إنه مخطط نفسه يُحالك لهيئات
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حفظها الله وحفظ فحولها لي ولكل غيورة!
إنني أُناشد
ولاة الأمر؛ أُناشد ولي العهد، ولي العهد الفحل، ولي قلبي وروحي ذلك الجسد:
بأنه عليك وزرنا.. واويلتاه: من ينصرنا من بأس الله إن جاءنا؛ من ينصرنا من
بأس الله إن جاءنا؛ من ينصرنا من بأس الله إن جاءنا؟
هذه صرخة
أسيرهْ، هذه صرخة كسيرهْ، هذه صرخة مشتاقهْ، هذه صرخة مُريدهْ.. ألا هُبُوا
أيها الغيورون لنجدة أخواتكم, لاأريد أن يُصيبني ماأصاب أختي في الشام ومصر
وتركيا من شبق بعد انتهاك للعرض وتغريب لللفكر.
أعود فأقول
لك ياولي العهد: والله لنتعلقنّ قنّ برقبتك يوم القيامهْ، والله لنتعلقنّّ
برقبتك يوم القيامهْ، والله لنتعلقنّ
ّ برقبتك يوم القيامهْ..
وهذا شريط الداعية أم أنس:
الداعية أم أنس تتحدث إليكم..
ولابد من
التنبيه إلى أن الإدمان على سماع هذا الشريط لايُنصح به وخاصة للمعجبين
بالداعية أم أنس الذين من المتوقع أن تتعلق برقابهم وبظهورهم متى ماواتتها
الفرصة؛ ولئلا يترتب على سماع هذا الشريط ممارسة للرذيلة في الخيال كما حصل
مع بعض الملتزمين من المطاوعة شفاهم الله!